بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

جَوَامِع القوى 2

ج فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: قد أبرأت عللاً كَثِيرَة مزمنة كالصرع والسدر وعرق النسا والجذام بالإسهال فَقَط.

من الأخلاط: من الصَّدْر مِنْهُ ضيق فرئته مضغوطة وَمن كَانَ كَذَلِك فَلَا تقيئه وخاصة بالأشياء القوية كالخربق الْأَبْيَض لِئَلَّا تنصدع عروق رئته وَمن تعود الْقَيْء فَهُوَ عَلَيْهِ أسهل وَمن لم يعتده فَأمره بالضد وَفِيه خطر وخاصة بالخربق وَنَحْوه قَالَ: مَتى كَانَ إِنْسَان ينصب إِلَى معدته مرار أصفر وَكَانَت السَّوْدَاء غالبة وبلده إِلَى الْحَرَارَة وَكَانَ تَدْبيره إِلَى التَّعَب فَتقدم فعوده الْقَيْء حَتَّى يسهل ثمَّ قيئه قبل ألف ألف الْأكل وَمن اعْتَادَ الْقَيْء بعد الطَّعَام فدرجه) فِي منع الْعَادة قَلِيلا قَلِيلا لِأَن هَذِه الْعَادة تجْعَل الْمعدة سريعة الْقبُول للفضول وقيئه قبل الطَّعَام لتنبعث تِلْكَ اللزوجة الداعية إِلَى الْقَيْء وقلعها بسكنجبين وفجل وَاسْتعْمل بعده أَطْعِمَة جَيِّدَة للمعدة وقو الْمعدة من خَارج بِمَاء يقويها.

من كتاب الْأَمْرَاض الحادة: يجب أَن يكون ذَلِك حدس صَحِيح على من تُرِيدُ إسهاله بدواء لِأَنَّهُ إِن أفرط أَو قصر حرك الْخَلْط وَلم يُخرجهُ فَعظم ضَرَره وَاحْذَرْ المسهلات القوية فِيمَن بِهِ حمى حادة وأعن بِحِفْظ قوته وَحفظ قُوَّة فَم معدته عِنْد المسهل أَشد وَمَاء الشّعير إِذا شرب بعد انْقِطَاع المسهل أخرج مَا بَقِي وأشفي من الدَّوَاء وَعدل مَا أفرط من أَخذ الدَّوَاء وَأما فِي وَقت الإسهال فَلَا يشرب وَلَا يمزج بِهِ أَيْضا لِأَنَّهُ يقطع الإسهال. قَالَ: وَاجعَل الْغذَاء قبل الدَّوَاء أقل لِأَن الْقُوَّة ضَعِيفَة على الهضم.

روفس: جنب الْقَيْء من لَا عَادَة لَهُ بِهِ وَمن يصعب عَلَيْهِ والمسرف الضّيق الصَّدْر الَّذِي يجد وجعاً فِي رَأسه وَالَّذِي رقبته رقيقَة وَالَّذِي يتَوَلَّد فِي حلقه فلغموني بل أسهلهم وينفع الْقَيْء للبلغم وَأصْلح أَوْقَات اسْتِعْمَاله إِذا تمكن من طَعَام وشراب أَو فِي الْوَقْت الَّذِي يعرض الكسل والفتور والاختلاج فِي مَوَاضِع كَثِيرَة وَالنَّوْم وَالنِّسْيَان وضربان الْعُرُوق والاقشعريرا على غير نظام وَمَعَهَا حرارة فَإِن هَذِه عَلَامَات امتلائية تحْتَاج إِلَى الْقَيْء فَإِذا أردْت الْقَيْء وتلطيف البلغم فأطعمه فِي طَعَامه خردلاً وفجلاً وقنبيطاً وَشَرَابًا كثيرا ممزوجاً بِمَاء وَعسل وينام نوماً يَسِيرا ثمَّ يشرب ماءاً فاتراً كثيرا ويتقيأ فَإِذا تقيأ غسل وَجهه بِمَاء بَارِد وتمضمض بِمَاء وخل وَشرب ماءاً حاراً يَسِيرا وليضع على رَأسه دهن ورد وليسترح وَيَأْمُر بدلك رجلَيْهِ وَمن كَانَت المقيئة تعسر عَلَيْهِ فَخذ المنقية من بَابهَا. قَالَ: والقيء بعد الشَّرَاب الْكثير نَافِع وَبعد الْقَلِيل ضار فِي الْغَايَة. 3 (الْفُصُول) 3 (استفراغ الْبدن) كل بدن تُرِيدُ استفراغه فَاجْعَلْ الْخَلْط الَّذِي إِيَّاه يستفرغه يجْرِي بسهولة فَمن الْأَطِبَّاء من يسْتَعْمل لذَلِك الْقَيْء مَرَّات ثمَّ يسْقِي مقيئاً قَوِيا ويسهل الْبَطن هَذَا يَفْعَله قبل أَخذ المسهل.

لي إِنَّه إِن أسرف فِي هَذَا كَانَ مَا يستفرغ بِهِ بعسر ومشقة ويعرض مَعَه كثيرا مغص وكرب ودوار شَدِيد وَسُوء النبض والغشي وَأما جالينوس فَإِنَّهُ يسْتَعْمل قبل أَخذ الدَّوَاء المسهل التَّدْبِير اللَّطِيف لينقطع غلظ الأخلاط وترق وتتسع المجاري الَّتِي فِيهَا يجذب الدَّوَاء للأخلاط فَإِذا اسْتعْمل بعد ذَلِك المقيئ والمسهل لم تعرض أَعْرَاض رَدِيئَة وَكَانَ الاستفراغ بِلَا مشقة وأسرع مَا يكون إِذا كَانَ الْبَطن منهوكاً مهزولاً فالإسهال والقيء مَعَه خطر لِأَنَّهُ وَاجِب أَن يكون الْبَطن فِي الإسهال والقيء قويين ليحسن دَفعه لما يحْتَاج إِلَيْهِ وَهَذَا يدل على ضعف الْبَطن وَمَا فِيهِ إِذا كَانَ الْبدن فِيهِ أخلاط جَيِّدَة فَإِن المسها والمقيء يعسر فيهم ويؤذيهم وَرُبمَا أورثهم ألف ألف غشياً وكرباً فَأَما من أخلاطه رَدِيئَة فَإِن اسْتِعْمَاله يعرض عَنهُ الغشي فَأَما إِذا كَانَ كثيرا دَائِما فَإِن بالإسهال يخف بدنه وَكَذَلِكَ بعد بالقيء وَالَّذِي الْخَلْط الرَّدِيء فِي بدنه قَلِيل أَيْضا فَإِنَّهُ يخف ذَلِك بعد المسهل وَإِن أورثه غثياً وأثار بِهِ الغشي لِأَن المسهل يثير الْخَلْط الرَّدِيء وَلِأَن الْبدن الْقَلِيل الْخَلْط الرَّدِيء يلْحقهُ من شربه ضعف.
المسهل والمقيء يُورث الأصحاء دواراً ومغصاً ويعسر عَلَيْهِم خُرُوج مَا يخرج لَا سِيمَا وَلَيْسَت فيهم أخلاط رَدِيئَة وَذَلِكَ أَن الدَّوَاء إِذا أَرَادَ جذب صفراء أَو سَوْدَاء وَكَانَ ذَلِك قَلِيلا عسر ذَلِك وَوَقع الجذب بِاللَّحْمِ وَالدَّم فَعرض الكرب لذَلِك والغشى وَنَحْوه. المسهل يسْتَعْمل إِذا اجْتمع فِي الْجِسْم فضل كثير وَإِن اسْتَعْملهُ مُسْتَعْمل كثيرا خوفًا من اجْتِمَاع فضول فِي بدنه أنهكه وَكَسبه عَادَة يُطَالِبهُ بهَا. الْفُصُول: إِذا أردْت أَن تستفرغ من الْبدن فَانْظُر مَا الْخَلْط الَّذِي استفرغته الطبيعة مَرَّات وَرَأَيْت بعقبة نفعا وَيَنْبَغِي أَن يكون الْقَيْء فِي الصَّيف أَكثر والإسهال فِي الشتَاء أَكثر لِأَن الأخلاط فِي الصَّيف صفراوية طافية مائلة إِلَى فَوق وَهِي فِي الشتَاء بالضد فاجتذب الْخَلْط من حَيْثُ مَال إِلَيْهِ إِلَّا أَن يمْنَع مَانع مثل طُلُوع الشعري فِي وَقت طُلُوعهَا وَقَبله وَبعده وَذَلِكَ لِأَن الْجِسْم حِينَئِذٍ أخلاطه جامدة أَعنِي فِي الشتَاء وَأما فِي الصَّيف فلَان أَكثر الْأَدْوِيَة المسهلة حارة فَهِيَ لذَلِك تحر المزاج والأخلاط سَائِلَة فيخاف فرط الإسهال وَأكْثر من يسْقِي فِي هَذَا الْوَقْت دَوَاء الإسهال أَو يقرب حَاله من أَحْوَال المحمومين وَالْقُوَّة أَيْضا ضَعِيفَة لشدَّة الْحر ويزيدها الدَّوَاء والاستفراغ الضعْف أَكثر وَنَفس الاستفراغ يكون رديئاً لِأَن حرارة الْهَوَاء تجاذب الدَّوَاء المستفرغ للأخلاط إِلَى ظَاهر الْجِسْم فَكَمَا أَن الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار قَاطع للاستفراغ فالدواء كَذَلِك يفعل فِي حرارة الصَّيف وخاصة فِي نِهَايَة الْحر.
الْفُصُول: من كَانَ قضيفاً ويسهل عَلَيْهِ الْقَيْء استفرغه من فَوق وَلَا تفعل ذَلِك فِي الشتَاء لِأَن أَكثر القضف تغلب عَلَيْهِم الْحَرَارَة فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن يستفرغوا بالقيء فِي الصَّيف
وَلَا يفعل ذَلِك من يعسر عَلَيْهِ الْقَيْء من كَانَ متوسط اللَّحْم فَاجْعَلْ استفراغه بالدواء المسهل وتوق ذَلِك فِي الصَّيف.
قَالَ أبقراط: القضيف الَّذِي يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء استفرغه بالدواء من فَوق فِي الرّبيع والخريف وَلَا تفعل ذَلِك فِي الشتَاء وَمن كَانَت حَاله متوسطة فاستفرغه بالدواء من أَسْفَل فَإِن احْتَاجَ إِلَى استفراغ من فَوق فافعل ذَلِك فِي الصَّيف وَأما فِي غَيره من أَوْقَات السّنة فتوق الْقَيْء فِيهِ وَمن الْغَالِب عَلَيْهِ السَّوْدَاء استفرغه بالمسهل وَليكن قَوِيا لِأَن هَذَا الْخَلْط عَلَيْهِ مستثقل.
روفس فِي شراب اللَّبن: يَنْبَغِي أَن يحذر من يُرِيد استفراغ بدنه من التمليء من الْغذَاء لِأَن الامتلاء يسْرع إِلَى الْبدن الْخَالِي.)
قَالَ أبقراط: لَا فِي الأمعاء وَمن احتجت أَن ألف ألف تسقيه خربقاً والقيء غير سهل عَلَيْهِ رطب بدنه قبل ذَلِك بغذاء أَكثر وبراحة أطول. قَالَ ج: امتحن أَولا طبيعة من تسقيه الخربق كَيفَ سهولة الْقَيْء عَلَيْهِ بالمقيئة اللينة فَإِن وجدت الْقَيْء يؤاتيه بسهولة فَلَا تسقه الخربق حَتَّى يتَقَدَّم فتهيأ بدنه وتعده لما تُرِيدُ من استفراغه ودوامه الْقَيْء حَتَّى يتعوده ويواتيه وغذه بأغذية أَكثر وأرحه ليرطب بدنه ولتكون أغذيته حلوة دسمة وليحذر العفص والحامض المالح لِأَنَّهَا تجفف وَإِذا سقيت خربقاً فاقصد لتحريك بدنه أَكثر ونومه وسكنه أقل لِأَن الْحَرَكَة تهيج الْقَيْء وَيدل على هَذَا أَن الرّكُوب فِي السّفر يهيج الْقَيْء فكم بالحرى مَا هُوَ أقوى وخاصة إِن اجْتمعت مَعَ الدَّوَاء المقيء فَإِذا أردْت أَن يكون استفراغ المقيء أَكثر فحرك الْبدن وَإِن أردْت أَن يقل استفراغه فَعَلَيْك بِالسُّكُونِ والراحة إِذا بلغت بالإستفراغ حَاجَتك شرب الخربق لمن بدنه صَحِيح خطر لِأَنَّهُ يحدث تشنجاً بِشدَّة قوته وقلعه الفضول من لم يكن بِهِ حمى وَكَانَت بِهِ قلَّة شَهْوَة ونخس فِي فَم معدته وَسدر ومرارة فِي فِيهِ لِأَن هَذِه تدل على أخلاط رَدِيئَة فِي الْمعدة وَلِأَن فِيهَا مرَارَة تدل على أَنَّهَا صفراوية طافية فتقئ لذَلِك وَإِن لم تكن مرَارَة فِي الْفَم فَإِن هَذِه الْحَال توجب الْقَيْء.
أبقراط: لَا تعالج الأوجاع الَّتِي فَوق الْحجاب وتحتاج إِلَى استفراغ بمسهل وَلِأَن الَّتِي دون الْحجاب وتحتاج إِلَى استفراغ بالقيء من شرب مسهلاً وَلم يعطش فَلَا تقطع استفراغه حَتَّى يعطش يجب أَن تتفقد مَا أَقُول فِي هَذَا الْعَطش يحدث لبَعْضهِم لِأَن الْمعدة أحر وأيبس أَو من الْخَلْط الَّذِي يستفرغ صفراء أَو لحدة الدَّوَاء المسهل ولأضداد هَذِه يتَأَخَّر الْعَطش وَالَّذِي يسْرع الْعَطش إِلَيْهِم لَيْسَ مِنْهُم دَلِيل على كِفَايَة استفراغهم وَالَّذين يتَأَخَّر عطشهم فَإِنَّهُم إِذا عطشوا من الدَّوَاء كَانَ ذَلِك دَلِيلا على إبلاغ ذَلِك إِلَيْهِم وَقد يكون الاستفراغ يَكْتَفِي بِهِ على هَذِه الشُّرُوط أَن يحدث عطشاً. قَالَ: الْأَدْوِيَة المسهلة لَا تَخْلُو أَن
يكون مَعهَا حِدة وحراقة فَإِن لم يكن ذَلِك ظَاهرا فمعه شَيْء خَفِي من لَا حمى بِهِ وأصابة مغص وَثقل فِي الرُّكْبَتَيْنِ ووجع فِي الْبَطن فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى مسهل لِأَنَّهُ يدل على أَن ميلان أخلاطه إِلَى أَسْفَل وَمن أَصَابَهُ بعد أَخذ الخربق الْأَبْيَض تشنج فَإِنَّهُ مهلك إِلَّا أَن هَذَا الْعرض إِنَّمَا يعرض عَن الخربق لَا فِي أول الْأَمر حَتَّى يخَاف على صَاحبه الاختناق وَلَكِن إِنَّمَا يعرض عِنْد مَا يجهده الْقَيْء لمشاركة العصب كُله لفم)
الْمعدة وَقد رَأينَا من عرض لَهُ لذع شَدِيد فِي فَم الْمعدة وَهَذَا النَّوْع من التشنج هُوَ أسهل مِمَّا يعرض عَن الخربق من التشنج فَأَما التشنج الْعَارِض لَهُ من أجل كَثْرَة الاستفراغ كَمَا يعرض فِي الهيضة فَإِنَّهُ رَدِيء قتال. لي الْأَعْرَاض الْعَارِضَة من الخربق الْأَبْيَض يحدث مَعهَا سُقُوط الْقُوَّة وذبول النَّفس وَذَلِكَ لِكَثْرَة جذبه حَتَّى تعجز الْقُوَّة عَن دَفعه ويحترز من ذَلِك بِأَن تعود الْقَيْء من تُرِيدُ استفراغه بِهِ حَتَّى يسهل ذَلِك ألف ألف عَلَيْهِ جدا ويتقيأ أَولا أَولا والتشنج من أجل لذع فِي فَم الْمعدة احترس من أَذَاهُ بألا ينعم سحقه وَيجْعَل فِي أَطْعِمَة لِئَلَّا يلاقي جرم الْمعدة وتشنج الْعَارِض بعد شدَّة الاستفراغ يحترس مِنْهُ بِقطع الاستفراغ إِذا أفرط والآبزن وَالْمَاء والدهن والمروخ والأحساء الرّطبَة اللينة والحقن بِالْمَاءِ والدهن ولعاب البزرقطونا وَنَحْوه إِذا كَانَ قد حدث يطْلب فِي علاج التشنج وعَلى الْأَكْثَر لَا يبرأ هَذَا التشنج الْعَارِض بعقب الاستفراغ فَأَما الَّذِي يكون فِي أول الْأَمر فَلَا يهولنك فَإِنَّهُ يسكن بِسُكُون ذَلِك اللذع فِي فَم الْمعدة والتشنج والفواق إِذا حَدثا بعد استفراغ رَدِيء كثير مهلك.
حُدُوث الفواق وَحُمرَة الْعين بعد الْقَيْء دَلِيل رَدِيء لِأَن الْقَيْء إِذا لم يسكن الفواق دلّ على ورم الدِّمَاغ أَو الْمعدة وَحُمرَة الْعين تكون فيهمَا جَمِيعًا التشنج الْكَائِن بعد شرب الدَّوَاء مميت مهلك. إِذا حدث بعد الْمَشْي الفواق فَذَلِك دَلِيل رَدِيء وَهُوَ أردأ لضَعْفه.
الأهوية والبلدان: الَّذين يشربون المَاء الْقَائِم لَا تقيئهم وَلَا تسهلهم إِلَّا أقوى الْأَدْوِيَة وَكَذَلِكَ المطحولون. لي ينفع من كَرَاهَة الدَّوَاء أَن يحشي المنخران جدا حَتَّى لَا يشم الْبَتَّةَ وَلَا يفتحهما حَتَّى يتمضمض وَيذْهب طعمه فِيهِ بِشَيْء آخر يمضغ فَإِنَّهُ لَا يحبس النَّفس وليمضغ طرخوناً قبل الدَّوَاء حَتَّى يخدر الْفَم يمضغ نعما وتشد الْأَطْرَاف والأعضاء حَتَّى لَا يقذف وَيَأْكُل أَشْيَاء قابضة وَيجْلس وَلَا يَتَحَرَّك سَاعَة جَيِّدَة حَتَّى ينزل ثمَّ يَتَحَرَّك وَقد تلوث بِعَسَل أَو قيروطي وتبلع.
أَبُو جريح: من تقيأ إِذا شرب دواءاً فقيئه على الامتلاء قبل ذَلِك مَرَّات وأحمه يَوْمًا وتلطف غذاءه وَيشْرب الدَّوَاء وترفد عَيناهُ عِنْد الْقَيْء وتعصب وليتقيأ قبل أَخذ الدَّوَاء بساعة وَأَنا)
أرى هَذَا خطأ لِأَن الْمعدة تثور وتهيج بِهِ. قَالَ: من أفرط عَلَيْهِ الإسهال من دَوَاء فليقعد فِي مَاء
قَالَ ابْن ماسويه: من أَرَادَ الْقَيْء بالخربق الْأَبْيَض فَليَأْكُل قبل ذَلِك طَعَاما خَفِيفا يَسِيرا. وَقَالَ: إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فأسهله دفْعَة من غير حذر وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فقيء مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا.
وَقَالَ: الإسهال فِي الْبلدَانِ الحارة أقل مِقْدَارًا من الْأَدْوِيَة المسهلة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْأَسْنَان والأزمان وبالضد وأهم من تُرِيدُ سقيه بعد الدَّوَاء يَوْمَيْنِ وَقَبله يَوْمَيْنِ من الْأَطْعِمَة والأشربة وَالْجِمَاع والتعب وَيَأْكُل إسفيذباجاً وجوذابا خَفِيفا وَبعد الإسهال إِن كَانَ معتدلاً فزيرباجا وَإِن كَانَ مفرطا فنيرباجا وَلَا يكون لَحمهَا غليظاً. قَالَ: واسق الْمَطْبُوخ فاتراً والحبوب بِمَاء فاتر وَلَا يشرب على الْمَطْبُوخ ماءاً فاتراً إِلَّا بعد تَمام عمله وَمَتى أُرِيد بالحب الرَّأْس فَلْيَكُن كبارًا وبالضد وَجُمْلَة إِن أَحْبَبْت أَن يطول بَقَاء الْحبّ فكبره وَإِن أردته لتنقية المفاصل فصغره: وَمَا خرج من الإسهال صافياً فَهُوَ من الأوردة والأقاصي وَمَا خرج من الْمعدة كَانَ كدراً وَإِذا أَبْطَأَ الدَّوَاء عَن الإسهال فحركه بِمَاء حَار وَعسل أَو بِمَاء حَار وملح وَإِن كَانَ ألف ألف إبطاؤه فِي الأمعاء السفلي فاحقن واسق الْأَدْوِيَة المخرجة للأخلاط اللزجة وَيعرف بِأَن الدَّوَاء بَاقِي فِي الْمعدة بعد من الجشاء وَذَلِكَ أَنه يكون للجشاء طعم الدَّوَاء وَمن قصر الدَّوَاء فِيهِ عَن عمله يدْخل الْحمام بعد ذَلِك بِيَوْم ويواظب عَلَيْهِ أَيَّامًا لتخرج الفضول عَنهُ وَاحْذَرْ أَن يلْحق الْأَدْوِيَة القوية الإسهال إِذا قصر فِي يَوْمهَا شَيْء مِنْهَا فَإِنَّهُ إِنَّمَا حدث عَن ذَلِك من الإسهال وينفع من الْغم على الدَّوَاء مَا فِي بَاب الهيضة من المغص مَا فِي بَاب المغص وَإِن كَانَ إِنْسَان يكثر مغصه من الدَّوَاء فليشربه بِعَسَل ويكمد بَطْنه ويتردد من يتقيأ الدَّوَاء فليبادر بقيء قبل أَخذه لَهُ.
حنين من الْأَسْنَان: الأمعاء تنقي وَيذْهب عَنْهَا البلغم المكتسب من فضل الْغذَاء إِنَّمَا ينصب إِلَيْهَا من الكبد والمعدة فلَان فِي الْأَكْثَر لَا تنصب إِلَيْهِ مرّة صفراء لِأَن ذَلِك أصلح فِي الْخلقَة فَلَا بُد من اجْتِمَاع فضول الْغذَاء وَإِذا كثرت البلاغم أفسدت الهضم والشهوة وَهَذَا يحْتَاج الأصحاء إِلَى تنقية معدهم مِنْهُ بالقيء على حسب تولد هَذَا الْخَلْط فيهم فبعضهم يحْتَاج إِلَى أَكثر وَبَعْضهمْ يحْتَاج إِلَى أقل وَيجب لذَلِك أَن يَأْكُلُوا أَطْعِمَة مقطعَة ويصبروا حَتَّى تتقطع ويتقيأوا وَيَكْفِي الأصحاء مرَّتَيْنِ فِي الشَّهْر وَأما إدمانه فَإِنَّهُ يضر الْعين والأسنان ويضر الْمعدة جدا لِأَنَّهُ يوهنها ويضعف قوتها ويجعلها مغيصاً للفضول.)
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "جَوَامِع القوى 2"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel