بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

جَوَامِع القوى

جَوَامِع القوى

لأخلاط عِنْد أَخذ المسهل ترجع فِي الْعُرُوق غير الضوارب ثمَّ إِلَى الكبد ثمَّ إِلَى الأمعاء ثمَّ إِلَى الْمعدة.

الأخلاط الأولى: قد شفيت من السرطان والجذام فضلا عَن دَاء الثَّعْلَب بالإسهال وَحده من غير حَاجَة إِلَى علاج غَيره وَإِذا كَانَ مبتدئاً وَإِذا كَانَ من هَذِه الْعلَّة وَنَحْوهَا الكائنة من رداءة الأخلاط من الصَّفْرَاء والبلغم فكثيراً مَا يجْرِي من شدَّة الإسهال مرّة وَاحِدَة فَأَما الَّتِي من أخلاط سوادوية كالسرطان والجذام فَرُبمَا احْتَاجَ إِلَى الإسهال مَرَّات كَثِيرَة أَو أَكثر لَا يتَعَذَّر برؤها بالإسهال وَحده. 3 (الأسطقسات) كثير مِمَّن بهم يرقان ووسواس سوادوي وَهُوَ فِي نِهَايَة الهزال أسهلناه فَانْتَفع بِهِ وَلَو قصدناه لمات على الْمَكَان. لي ألف ألف لَا تتهيب استفراغ الْبدن من الْخَلْط الَّذِي هُوَ مَرضه وَلَو كَانَ فِي نِهَايَة النهوكة.

جَوَامِع الأسطقسات الأخلاط فِي الْبدن فِي موضِعين فِي تجويف الْعُرُوق وَهُوَ أول شَيْء تجذبه المسهلة بسهولة وَسُرْعَة وَفِي نفس جَوَاهِر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِذا بلغ الجذب إِلَيْهَا كَانَت بِشدَّة وبتلك الشدَّة يستفرغ مَعَ الْخَلْط الَّذِي يخص الدَّوَاء جذبه خلطاً آخر.
طيماوش: أما من يغتذى بأغذية جَيِّدَة وَيسْتَعْمل الرياضة فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى مسهلة لِأَنَّهُ لَا يتَوَلَّد فِي بدنه خلط رَدِيء إِلَّا أَن يعتاده سوء هضم فَإِنَّهُ يصير لذَلِك فِي عروقه بِسَبَب سوء الهضم مَا يصير فِيهَا من الأغذية الرَّديئَة فَإِذا لم يكن فسبيله لَا يتَعَرَّض للمسهلة لِأَنَّهَا تحرّك الْأَمْرَاض لِأَن طبائعها مضادة للجسم وبحسب ضررها فِيهِ إِذا كَانَ صَحِيحا نَفعهَا عِنْد الْحَاجة ورداءة الأخلاط فَحِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى النفض بالمسهل.

الثَّانِيَة فِي الْأَعْضَاء الألمة: والمعدة فَإِنَّهَا تدفع الفضول المؤذية لَهَا بالقيء فِي الْأَكْثَر والدماغ فأكثره بالمنخرين وَأقله من الحنك وَفِي الندرة من الْأذن والأمعاء ذائباً بالإسهال والكلى والمثانة بالبول والكبد وَالطحَال بهما. لي الفضول الرَّديئَة تاباها أَسْفَل الْمعدة لتأذيها بهَا لِأَن هَذَا الْموضع وَإِن كَانَ أقل حسا فَإِنَّهُ مَوضِع بِسُكُون الشَّيْء الَّذِي يصل إِلَيْهِ مُدَّة طَوِيلَة فَإِذا كَانَ رديئاً لم يلتحف عَلَيْهِ وَلم يضبطه بل انْحَازَتْ عَنهُ ودفعته دَائِما فَيصير لذَلِك طافياً فِي أعالي الْمعدة.
الأولى: من لم يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء فاستكراهه عَلَيْهِ لَيْسَ بجيد.
الثَّالِثَة من أبيديميا: مَتى كَانَ عليل يخْتَلف شَيْئا خَارِجا عَن الطبيعة مرارياً سمجاً وَلم يضعف فَلَا تقطعه وَإِن كثر فَإِنَّهُ مَتى قطع ورم بعض الأحشاء وخاصة الكبد.
من كتاب الفصد: مزاج الْقلب يتَغَيَّر عَن نُقْصَان الأخلاط عَن الْقدر الطبيعي إِذا تغير النبض تغيراً كثيرا فالاستفراغ مفرط وَانْظُر هَل يحمي الْقلب لنُقْصَان الأخلاط فَإِن صَحَّ فيحمي)
الْجِسْم بعد الاستفراغ لسَبَب آخر غير مَا عندنَا ويجده أبدا يكون فِي الْأَوْقَات الحارة. لي ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: من اعْتَادَ مسهلاً فَهُوَ أصلح لَهُ. قَالَ: ولتكن كمية مَرَاتِب الإسهال وَقدره بِحَسب الْقُوَّة فَإِذا كَانَت قَوِيَّة فإسهال قوي مرّة وَاحِدَة وَإِذا كَانَ الْفضل كثيرا وَالْقُوَّة ضَعِيفَة
فَقل مَا يحْتَاج إِلَى الإسهال بِالْعَدْلِ وَأهل الْبِلَاد أقل حَاجَة إِلَى الإسهال وَأَقل احْتِمَالا لَهُ وكمية دوائهم يجب أَن يكون أقل وكيفيته أصعب وبالضد وليحتم قبله يَوْمَيْنِ وَبعده بيومين ويلطف الْغذَاء ويقل مِقْدَاره بعد الإسهال والمطبوخ لَا يشرب عَلَيْهِ مَاء حَار حَتَّى يتم لِأَنَّهُ يحركه بِسُرْعَة إِن شرب والتكميد عَلَيْهِ المَاء الْحَار وَالْحب يشرب عَلَيْهِ المَاء الْحَار لينحل وَيعْمل بِسُرْعَة وَالْحب الْكَبِير طَوِيل اللّّبْث فَمَتَى أردْت جذب شَيْء من المفاصل فالتكن صغَارًا لتنفذ بِسُرْعَة وَأدْخل شَارِب الدَّوَاء بعده بِيَوْم الْحمام ألف ألف فَإِن ضجر مِنْهُ وَلم يحب اللّّبْث فِيهِ فَأخْرجهُ وَأعلم أَن الدَّوَاء قد بَالغ فِي التنقية وَإِن استلذ الْحمام وَأحب الْكَوْن فِيهِ فليطل فِيهِ ليستنظف الفضلة الْبَاقِيَة وَلَا تعط مسهلين فِي يَوْم إِذا قصر الأول فَإِنَّهُ رُبمَا دفع بعنف ودلك الرجل يسكن الْقَيْء ويسرع إحدار الدَّوَاء عَن الْمعدة ويسكن المغص شرب المَاء الْحَار والتسكيد بِهِ وَالْمَشْي الرفيق والقيء قبل المسهل بِثَلَاثَة أَيَّام يمْنَع الكرب والغشى وَإِن أسرف المسهل فأهج الْقَيْء بِالْمَاءِ الْحَاء وضع أَطْرَافه فِيهِ وَقد يحمل فِيهِ أَو إِلَيّ الْحمام فَإِنَّهُ نَافِع ويسقي السقوف والتضمخ بالأضمخة الْمُوَافقَة وَمن أصَاب مِنْهُم سحج عنيف فليحذر الإسهال ثَانِيَة وليجعله ثَالِثَة.
روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: من شرب الشَّرَاب لقيء بِهِ فليكثر مِنْهُ فَإِن الْقَيْء بقليله ردئ جدا.
ابْن أبي خَالِد الْفَارِسِي: أعطي بعقب الْقَيْء مصطكي بِمَاء التفاح وَلَا يَأْكُل يَوْمه وَلَا يشرب ماءاً وبعقب الإسال اطرَح فِي مَائه الَّذِي يشرب مِنْهُ مصطكي.
الْكِنْدِيّ: إِخْرَاج الفضول من الْبدن المسن البلغمي بحب الشيطرج وَنَحْوه مِمَّا يركب فِيهِ المسهلة المسخنة. وَقَالَ: ارفد الْعين وَعصب الْجِسْم بقماط لين قبل الْقَيْء.
الْهِنْدِيّ من كِتَابه: يشرب قبل الْقَيْء لثَلَاثَة أَيَّام أوقيتين من دهن حل بِمثلِهِ من نَبِيذ صلب وَقد يدْخل الْحمام كل يَوْم ويمرخ بدنه بدهن.
أبقراط فِي تقدمة الْمعرفَة: لَا تكْثر الْملح فِي الطَّعَام الَّذِي يُرِيد أَن يشرب الدَّوَاء وَمن يُرِيد أَن)
يتقيأ كَثْرَة النّوم والعطش الشَّديد بعقب الْقَيْء والإسهال يدل على كَثْرَة استفراغ الْجِسْم وجودته وَمَتى عرض من الْقَيْء والإسهال تشنج أَو رعشة فكمد ومرخ بأدهان حارة وبدهن الميعة وَالزَّيْت الْعَتِيق ودهن السوس ودهن قثاء الْحمار فَإِن يرد الْبدن فَاجْعَلْ فِي الدّهن الفربيون والجند بادستر والعاقر قرحاً والفلفل وأدم إسخانه إِن كَانَ التشنج شَدِيدا وينفع التكميد بدهن حَار من الَّذِي فِي المثانة بجاورش وبزركتان وكمد دَائِما متوتراً فَأَما من بدنه حَار فَلَا تقربه بِهَذِهِ بل عالجه بِالْمَاءِ الفاتر والدهن العذب وَإِن أَصَابَهُ فوَاق
فعطسه.
وَمَتى أصَاب المقيأ خناق أَو أشرف عَلَيْهِ الْقَيْء فاحقنه بحقنة مسهلة وَشد عضديه وَإِن تقيأ أحد من شرب الدَّوَاء المقيء أَو المسهل دَمًا فاسقه خبْزًا ممزوجاً بِلَبن أَرْبَعَة قوطولات فَإِنَّهُ يمْنَع خُرُوج الدَّم ويوهن عَادِية الدَّوَاء وأسهل الْبَطن وأربط أعضاءه واسقه السكنجبين الَّذِي قد يرد بثلج قَلِيلا قَلِيلا لينزل مِنْهُ فِي الحنجرة شَيْء صَالح.
وَإِن كَانَ قد قذف مِنْهُ دَمًا من الرئة وَبَقِي يَوْمَيْنِ متواليين وَيرَاح أَيَّامًا وتعصب عَيناهُ عِنْد الْقَيْء وَيغسل بعد ذَلِك وَجهه وَلَا يحل الْعين حَتَّى يسكن التهيج وَيغسل الْفَم.
أبقراط: يجب أَن يسئل الْإِنْسَان هَل شرب دواءاً فَقَط وَكَيف أَجَابَهُ طبعه وعادته واعمل بِحَسب ذَلِك وَلَا يسقى المحموم مسهلاً.
وَقَالَ: إِذا كَانَ الإٍ نسان رطب الْبدن الْأَسْفَل سَلس الطبيعة ألف ألف فَاجْعَلْ فِي مسهله مِمَّا لَهُ قُوَّة مقيئة فَإِن ذَلِك يعدل مزاج المسهل عِنْده ويتجلف بعض قوته فِي الْبَطن الْأَعْلَى وَبِالْعَكْسِ وَقَالَ: وَالصبيان والشيوخ لَا يحْتَملُونَ المسهل الشَّديد النفض بل يحْتَملهُ من بَين هذَيْن السنين. قَالَ: والصعود وَالْحَرَكَة إِلَى فَوق مُوَافق للقيء وَالنُّزُول والحدور مُوَافق للإسهال وَيشْرب الدَّوَاء فِي مَوَاضِع دفيء ليسهل انصباب الأخلاط وَكَثْرَة الإسهال يسخن الكبد جدا وَكَذَلِكَ الْقَيْء وَجَمِيع النفض وتسخين نَافِع فِي منع الإسهال والقيء والمحاجم بِنَار بِشَرْط وَبِغير شَرط وربط الْأَعْضَاء.
أركاغانيس من كِتَابَة فِي الْقَيْء بالخربق قَالَ: يعود الْقَيْء بعد الطَّعَام وعَلى الامتلاء وبالفجل حَتَّى يعتاده ويسهل عَلَيْهِ واسق الخربق إِن كَانَ الَّذِي تسقيه قَوِيا على الرِّيق وَإِن كَانَ ضَعِيفا فأطعمه شَيْئا قَلِيلا ثمَّ اسْقِهِ آمن من أَعْرَاض السوء وَيكون قد أحسن عَلَيْهِ الْقيام قبل ذَلِك أَيَّامًا بالأطعمة الجيدة الحارة الرّطبَة وَيكون هَذَا الْقَيْء فِي الرّبيع أَو فِي الخريف واسحقه واسقه بِمَاء)
الْعَسَل أَو مَاء كشك الشّعير وَليكن بعد شربه ويهدأ ليَأْخُذ الدَّوَاء فِي عمله وَإِن أسْرع قبل وقته فِي الْقَيْء سكنه بالأراييح الطّيبَة وغمر الْأَطْرَاف وَسقي الْخلّ وَأكل السفرجل والتفاح وَشَيْء من المصطكى وَوضع الْيَدَيْنِ فِي المَاء الْحَار وَنَحْو ذَلِك وَمَتى أَبْطَأَ سَاعَات فهيجه بِمَاء الْعَسَل أَو المَاء الفاتر وَالْحَرَكَة أَولا ثمَّ بالريشة وَإِن تقيأ قيئاً معتدلاً وَلم تعرض لَهُ أَعْرَاض تحْتَاج إِلَى علاج فألزمه الرَّاحَة وصب على رَأسه وصدره دهناً وادهن شراسيفه وألزمه النّوم والهدوء يَوْمه وَأدْخلهُ الْحمام من غَد وَعجل غسله وَأخرجه وَقدم إِلَيْهِ بعد أطْعمهُ سريعة الهضم وَدبره حَتَّى ترجع قوته. وعلامة النفض الْمَحْمُود: أَن يعرض أَولا غثى مَعَ لذع شَدِيد فِي فَم الْمعدة ثمَّ يتبعهُ الْقَيْء ببلغم كثير ومرات ثمَّ يتبع ذَلِك بِشَيْء رَقِيق كالبصاق وَلَا تزَال هَذِه حَالَة ثَلَاث سَاعَات أَو أَربع سَاعَات بوجع شَدِيد وغثى قوي واضطراب وتأذ وَرُبمَا انْطلق بَطْنه أَيْضا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَكثر شَيْء وَتَأْخُذ هَذِه الْأَعْرَاض فِي السّكُون بعد السَّاعَة الرَّابِعَة ويجد رَاحَة شَدِيدَة وينام نوماً طيبا فَهَذِهِ أعراضه السليمة وَأما غير السليمة فأردأها الخنق وعلامته: أَنه يعرض لَهُ فِي ابْتِدَاء مَا يشرب أَن يُرِيد الْقَيْء جدا وَلَا يقيء
ويعرض لَهُ امتداد وتحمر عَيناهُ وترم وتندر إِلَى خَارج ويعرق عرقاً كثيرا دَائِما وَيَنْقَطِع الصَّوْت ثمَّ يَمُوت مَتى لم يتدارك فَإِذا كَانَت هَذِه فبادر بِعَسَل وَمَاء فاتر ودهن سوسن وَإِدْخَال الريشة والأصبع فَإِنَّهُ إِن تقيأ لم يختنق وَإِن لم يقيء فاربط سَاقيه واغمزها واحقنه حقنة حارة بِسُرْعَة وَقد يعرض مِنْهُ وجع فِي الشراسيف قوي جدا ويسكنه التكميد الْحَار والمحاجم الحارة ويعرض مِنْهُ فوَاق شَدِيد ويسكنه العطاس والمحجمة على الصَّدْر ويتجرع المَاء الْحَار ويعرض مِنْهُ قيء الدَّم فَإِن كَانَ ذَلِك قَلِيلا فَلَا تقطع ألف ألف الْقَيْء فَإِن كَانَ كثيرا فاقطعه بشد الْأَطْرَاف وإعطائه عصارة الرجلة مَعَ طين أرميني وَقد يعرض أَيْضا مِنْهُ كزاز وسبات واختلاط وَانْقِطَاع الصَّوْت فاغمز الْأَطْرَاف واربطها وكمد الْمعدة بِزَيْت قد طبخ فِيهِ سذاب وقثاء الْحمار وَصَوت فِي أُذُنَيْهِ واسقه عسلاً وماءاً حاراً وَقد يعرض مِنْهُ الغشي سَاعَات كَثِيرَة وَذَهَاب النبض مرّة بعد أُخْرَى ورجوعه وَهَذَا يعرض أَكثر لمن يَأْخُذ مِنْهُ الْكثير فأدركه قبل أَن يحم بِكَثْرَة الْقَيْء وَتعرض لَهُ الْأَعْرَاض المهولة بأَشْيَاء طيبَة وربط الْأَطْرَاف وضمد الْمعدة بنضوح وغرغره بالخل وَمَاء وملح وبيض نيمرشت وأحساء جَيِّدَة وَإِيَّاك وَالشرَاب إِلَّا عِنْد الضعْف الشَّديد فَعِنْدَ ذَلِك اسْقِهِ من الْأَبْيَض الرَّقِيق بمزاج كثير مَعَ حساء وَلَا تجزع من أَن يتقيأ مَا تسقيه وأطعمه وَأعد عَلَيْهِ مَرَّات فَهَذِهِ أَعْرَاض)
الخربق. قَالَ: وَالَّذِي يخَاف عَلَيْهِ أَن يخنقه الخربق إِذا سقِِي النحيف والضعيف وَالَّذِي يشد عَلَيْهِ الْقَيْء قَالَ: وَإِنَّمَا يتقيأ بالخربق الْأَبْيَض.
الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي المسهلة إِن الرند والتربد العفن يصغران النبض وَالنَّفس لِأَنَّهُمَا يُضعفَانِ الْحَرَارَة الغريزية فعلاجهما: المَاء الْبَارِد لِأَنَّهُ يُقَوي الْجِسْم وَيمْنَع من تحلل الرّوح مِنْهُ. المازريون يقطع إسهاله الْأَشْيَاء الَّتِي تسكن حِدته وَهُوَ يؤلم الْأَعْضَاء ويرخيها.
حفظ الأصحاء: لَيْسَ يجب أَن يسْتَعْمل بعقب الإسهال وَجَمِيع الاستفراغات الأغذية بنهم وَكَثْرَة لِأَنَّهُ يمْلَأ الْجِسْم أخلاطاً نِيَّة بل يسْتَعْمل مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يرجع فِي أوراد الْبدن غذَاء لي لَا تسق مسهلاً بعد أَن تلين الطبيعة لِأَن اليبس محَارب للمسهل وَيكون عمله مكرباً وَيعْمل أقل مِمَّا يجب وَإِن كَانَ ضَعِيفا لم يسهل أَو قل إسهاله وَرُبمَا حمل الدَّوَاء الْقوي على الطبيعة الصلبة حملا قَوِيا جدا مثل البحران فَتخرج بالإسهال أخلاط كَثِيرَة بإفراط وَلَا تفرط أَيْضا فِي تليين الطبيعة قبل المسهل لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ أَن يكثر إسهاله واعمل بِحَسب مَا يَنْبَغِي.
الأغذية قَالَ ج فِي الأغذية: شرب رجل سقمونيا فَمَكثَ عشر سَاعَات وَلم يسهله وأحس بِقَبض وضغط فِي معدته وأصفر لَونه فأطعمته فواكه قابضة فسكن مَا يجد وَانْطَلق بَطْنه.
الْيَهُودِيّ: مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والفضلة كَثِيرَة فأسهل ضَرْبَة وَاحِدَة وَإِن كَانَت الْقُوَّة
ضَعِيفَة والفضلة كَثِيرَة فبمرات مَعَ توق وتقوية الْقُوَّة وَاسْتعْمل المسهل فِي الْأَبدَان الحارة والبلدان الحارة والأزمان الحارة أقل إِذْ هَؤُلَاءِ يَتَخَلَّل مِنْهُم شَيْء كثير وبالضد وَاسْتعْمل الإسهال فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة بأدوية أقوى وكمية أَكثر لِأَنَّهُ يتَحَلَّل فِيهَا من الْجِسْم أقل مِمَّا يتَحَلَّل فِي الحارة وَلَا يُجيب بسهولة كَمَا يُجيب فِي هَذِه وَلَا تسهل صَبيا وَلَا شَيخا ويحتمي من شرب مسهل فِي يَوْمَيْنِ قبله ويومين بعده التَّعَب وَالْجِمَاع وَالطَّعَام الضار ويقل من الشَّرَاب ألف ألف وَالطَّعَام يَوْم الدَّوَاء الضَّعِيف الطبيعة عَن الهضم وَلَا تسق ماءاً حاراً مَعَ دَوَاء مطبوخ إِلَّا فِي آخِرَة وَإِلَّا دفْعَة وإخراجه ضَرْبَة وَلم يعْمل وَأما الْحبّ فَيجوز أَن يشرب ويحرك بِالْمَاءِ الْحَار وَإِن كَانَ يُرَاد من الْحبّ أَن ينزل شَيْئا من الرَّأْس فليعظم حبه وَإِن كَانَ يُرَاد فِي المفاصل فليصغر فَإِذا أَطَالَ الْوُقُوف فِي الْمعدة ويستدل عَلَيْهِ من الجشاء الَّذِي فِيهِ طعم الدَّوَاء فأعنه بِمَاء حَار ومص تفاح وَمَاء ملح فَإِن أَبْطَأَ فِي الأمعاء وَعلمت أَن الجشاء لَا طعم لَهُ فحركه بالحقن وَمن قصر الدَّوَاء فِي عمله فتعاوده بالحمام أَيَّامًا ليكمل بِهِ خُرُوج الفضول الَّتِي حركها الدَّوَاء وَيدْفَع الغثى الشَّديد)
عِنْد أَخذ المسهل لمص اللَّبن الْعَتِيق والبصل بخل ودلك أَسْفَل الرجلَيْن بِزَيْت وملح وَيدْفَع المغص بتكميد وَشرب مَاء حَار مَعَ عسل والتحرك بِالْمَشْيِ وَمن يعتاده غثى كثير فليتق شرب الدَّوَاء مَرَّات وَمن أفرط إسهاله فليهيج الْقَيْء وَيصب المَاء الْحَار على أَطْرَافه ويتعرق ويلطخ بدنه بلخلخة فِيهَا مَاء التفاح وآس وَورد وسفرجل وكافور ورامك وأعطه طيناً مَخْتُومًا وسفوفاً من حب الرُّمَّان وَنَحْو ذَلِك وَاجعَل طَعَامه حصرمية وَنَحْوهَا وَمن قرع الدَّوَاء أمعاءه دهراً طَويلا فَإِن اضْطر سقِِي مَا لَا بَال لَهُ.
كتاب الفصد: الْوُقُوف عل كمية مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الاستفراغ فِي الدَّم إِنَّمَا هُوَ الغشى فَلذَلِك يجب أَن يكون التوقي فِي المسهل والمقيء أَكثر لِأَنَّك لَا تقدر على مَنعه من فعله إِذا حصل فِي الْجوف إِلَّا بعد كد وَلَا أَن تُرِيدُ إِلَّا أَن تورد مِنْهُ قدر الْحَاجة سَوَاء فاحرزه بِالنُّقْصَانِ مِنْهُ لِأَنَّهُ يتهيأ لَك الْعود عَلَيْهِ.
أبيذيميا: كثير من تلامذة أبقراط يتوقون المسهل فِي اللثغ بِالسِّين وَالرَّاء لأَنهم مستعدون للذرب فيخافون الإفراط عَلَيْهِم. وَقَالَ بَعضهم: إِن ذَلِك لرطوبتهم. وَقَالَ آخَرُونَ: ليبسهم. وَالْقَوْل الأول مَأْخُوذ من التجربة. لي اللثغة لَا يكون إِلَّا من رُطُوبَة وَضعف العضل لِأَنَّهُمَا تكون فِي الصّبيان حينا ثمَّ تقلع إِذا قويت حرارتهم ونشأوا.
حِيلَة الْبُرْء: الإسهال يجذب من جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الرَّأْس والقيء يجذب من جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الْبَطن فَمَتَى حدثت عِلّة فِي أَسْفَل الْجِسْم فالقيء جيد والفصد مِمَّا فَوق ذَلِك الْعُضْو فَإِذا انْتَهَت الْعلَّة ورسخت فبالعكس.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "جَوَامِع القوى"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel