بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

علل الْمعدة 4

فَأن أردْت أَن تعلم هَل ذَلِك لسوء مزاج الْمعدة أَو لخلط فِي تجويفها فانه إِذا كَانَ البرَاز يخرج مصبوغاً بمرار أَو بلغم فان ذَلِك الْخَلْط فِي التجويف وَذَلِكَ يكون بالقيء أبين إِلَّا أَنه لَا يجب أَن يسْتَعْمل الْقَيْء فِي من يعسر عَلَيْهِ وَإِن كَانَت لسَبَب الاطعمة منصبغة بخلط فَذَلِك الْفساد لفساد مزاج الْمعدة أَو لخلط لاحج متشرب فِيهَا بَين طبقاتها وَمن عَلَامَات الْخَلْط إِذا كَانَ حاراً: الْعَطش والبارد بالضد.

لي لم يكن فِي كتاب حنين مَا ضرب عَلَيْهِ وجالينوس يَقُول: إِن الْخَلْط المشرب يلْزمه غثى وعسر قيء والسابح يلْزمه غثى وقيء قَالَ: والخلط فِي الْمعدة رُبمَا كَانَ مشرباً لجرمها أَو لاحجاً فِي طبقاتها وَلَا تخرج حِينَئِذٍ الْأَطْعِمَة منصبغة بذلك الْخَلْط وَالْفرق بَين هَذِه الْحَال وَبَين سوء المزاج إِن فِي هَذَا غثياً وَتلك لَا غثي فِيهَا والهضم قد يسوء أَيْضا من رداءة الكبد وَالطحَال فابحث عَنْهُمَا وَانْظُر أَي عِلّة فِيهَا حارة أم بَارِدَة وَمن عَلَامَات الْخَلْط الْحَار: الْعَطش والبارد بالضد.

لي قد يكون لسوء الهضم أَسبَاب أُخْرَى مِنْهَا: حَال الْهَوَاء والأستحمام ونقصان الشّرْب وَكَثْرَة إِخْرَاج الدَّم وَالْجِمَاع والهموم النفسانية وَنقص معرفَة السَّبَب إِن كَانَ السَّبَب سوء مزاج حَار فبرد وبالضد فانه يلْحق ذَلِك على الْمَكَان مَنْفَعَة وَإِذا لحقت الْمَنْفَعَة علاجك فان حكمك حِينَئِذٍ قد صَحَّ.)


قَالَ: وَالَّذِي يعالج بِهِ من كَانَ بِهِ خلط بَارِد أَو سوء مزاج بَارِد فالفلافي وَمَا نحا نَحوه وَالْخمر الصّرْف فَأَما الْخَلْط الْحَار فشراب الافسنتين وإيارج فيقرا وَإِذا صَحَّ الإنتفاع بذلك فقد صحت لَك الْمعرفَة أَيْضا فَالْزَمْ طَرِيق العلاج فان الْعلَّة تَبرأ الْبَتَّةَ.
لي وَكَذَا سوء المزاج بِلَا مَادَّة.
قَالَ: وَمَتى عرض من استعمالك الادوية أَذَى فتلاحق وَاعْلَم بأنك قد الف الف غَلطت فِي الأستدلال قَالَ: وَإِذا كَانَت الاطعمة لَا تفْسد وَلَا تَتَغَيَّر فَأعْلم بِأَن الْمعدة قد ضعفت غَايَة الضعْف وَقد يعرض هَذَا فِي بعض الاحوال لِكَثْرَة الطَّعَام أَو لشدَّة قبضهَا أَو غلظها فَإِذا لم يكن ذَلِك فان ذَلِك لضعف مزاج الْمعدة فِي الْغَايَة قَالَ: وَمن كَانَ مزاج معدته نارياً فَإِن لَحْمه قَلِيل لأجل قلَّة دَمه رداءته وَذَلِكَ ان الْغذَاء يجْرِي إِلَى الكبد وَقد فسد فيتولد دم حريف منتن فَلَا تغتذى بِهِ الاعضاء إِلَّا بِالْقَلِيلِ مِنْهُ لتكرهها بِهِ لسوء مزاجه.
لي هَذَا يكون إِذا كَانَ هَذَا المزاج حَادِثا فَأَما إِذا كَانَ أَصْلِيًّا فَلَا لِأَن طبيعة اللَّحْم حِينَئِذٍ يمِيل إِلَى مَا عَلَيْهِ طبيعة الْمعدة قَالَ: وَدِمَاء هَؤُلَاءِ إِذا فصدوا فرديئة اللَّوْن وَالْحَال وابدانهم قضيفة وعروقهم دارة لِكَثْرَة مَا فِيهَا من الدَّم لِأَن الحم لَا يستمد إِلَّا بأقله.
لي يعالج هَؤُلَاءِ بأطعمة بَارِدَة بعيدَة الاستحالة إِلَى الدخانية وبالأغذية الْعسرَة الْفساد فان هَذِه تعتدل فِي هَذِه الْمعدة وَقد تَجِد قوما يستمرءون لحم الْبَقر أَجود من استمراءهم لحم السّمك الصخري وَذَلِكَ إِمَّا لسوء مزاج حَار فَلَا مَادَّة فِي الْمعدة أَو لانصباب مرار فِيهَا أَو لِكَثْرَة مَا يتَوَلَّد مِنْهُ فِي الكبد أَو لِأَن المجرى الْعَظِيم من مجريي المرار يَجِيء إِلَى الْمعدة فالأطعمة السهلة الهضم وَإِن كَانَت جَيِّدَة تستحيل فِي هَؤُلَاءِ إِلَى المرارية.
لي هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْقَيْء وَيجب أَن يطعموا أَطْعِمَة غَلِيظَة فالغليظة اوفق لَهُم من الْبَارِدَة الرقيقة لِأَن الرَّقِيق يَسْتَحِيل بِسُرْعَة وَمن كَانَ بِهِ ذَلِك لسوء مزاج فَقَط أعطي قبل الطَّعَام أشربة بَارِدَة كشراب التفاح وَنَحْوه ثمَّ يغتذى بالبعيدة الْفساد وبالحامضة لِأَن الْفساد فِي هَذِه الْمعدة إِنَّمَا يكون إِلَى الدخانية قَالَ: وَإِذا كَانَ إمْسَاك الْمعدة للطعام وحتواؤها عَلَيْهِ ضَعِيفا رديئاً جدا حدث عَن ذَلِك قراقر وَرُبمَا حدث نفخ وَإِن احتوت عَلَيْهِ أحتواء جيدا إِلَّا أَن ذَلِك مدَّته أقل مِمَّا يَنْبَغِي حدث نُقْصَان الهضم وَتبع ذَلِك خُرُوج الطَّعَام ولين البرَاز وَقلة مَا يصل إِلَى الكبد ونتن البرَاز ضَرُورَة وَرُبمَا حدث مَعَه لذع أَو نفخ.)
قَالَ: وَقد يعرض أَن تكون الْمعدة تحتوي على الطَّعَام احتواء سوء مَعَه رعشة وعلامة ذَلِك أَنه لَا يعرض بعد الطَّعَام قرقرة وَلَا نفخة وَلَا فوَاق لكنه يشتاق إِلَى انحطاط ذَلِك الثفل عَنهُ وَإِلَى الجشاء ويمسه من الضّيق ضرب لَا ينْطق بِهِ.
وَالْقُوَّة الْمُغيرَة إِمَّا ان تبطل فعلهَا وَإِمَّا ان تفْسد اما بُطْلَانه فكالحال إِذا خرجت الاغذية كَمَا تنوولت وَأما فَسَادهَا فكتغيره إِلَى مُنكرَة كالحموضة والدخانية والزهومة.
والدافعة يبطل فعلهَا كالحال فِي ايلاوس وَينْقص كالحال فِي ابطاء خُرُوج الثفل ويتغير تغيراً مُنْكرا كحالها إِذا رامت الدّفع قبل النضج أَو بعده بِمدَّة أطول تزيد على الْوَاجِب وَيحدث الف الف فِي الْمعدة نفخ من حرارة ضَعِيفَة تعْمل فِي اخلاط الْمعدة والرياح من أغذية هَذِه كحالها فِي النفخ وَرُبمَا كَانَت حرارة الْمعدة قَوِيَّة لِأَن النفخة تتولد من أَطْعِمَة منفخة لكنه فِي هَذِه الْحَال لَا تكون غَلِيظَة لَا بثة لَكِن لَطِيفَة تستفرغ بالجشاء مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَرُبمَا استفرغت من اسفل وَأما الْحَال الأول فتعالج بالملطفات ومرخ الْمعدة بدهن قد طبخ فِيهِ نانخواه وكمون وكاشم وتحقن بهَا إِن احتجت إِلَى ذَلِك وَمَتى كَانَت غَلِيظَة فاطبخ فِيهَا سذاباً وَحب الْغَاز وَاجعَل فِيهِ زيتاً ودهن الْغَاز واحقن بِهِ.
لي لم يذكر أَن يسقى شَيْئا لِأَنَّهُ يخَاف أَن يكون المسخن يُولد رياحاً أَكثر وَينظر فِيهِ. قَالَ: وَرُبمَا عرض من شدَّة هَذَا الوجع ورم فدع حِينَئِذٍ الملطفة وَعَلَيْك بِالَّتِي تسكن كشحم البط والدجاج وَهَذَا للإوجاع الشَّدِيدَة واما الوجع الْيَسِير فيسكنه النكميد بجاورس
والمحاجم تسكن الوجع الشَّديد والجندبادستر إِذا شرب مَعَ خل ممزوج أَو ضمد بِهِ الْبَطن مَعَ زَيْت عَتيق فَأَنَّهُ ينفع من الوجع الَّذِي يعسر تحلله والمغص الْعَارِض فِي الْبَطن نفعا فِي الْغَايَة والزراوند الطَّوِيل ينفع فِي الاوجاع الْعَارِضَة فِي الْبَطن من أجل سدة أَو ريح غَلِيظَة فَأَما من عرض لَهُ فِي معته إنتفاخ وتمدد فاطبخ لَهُ حزمة من جعدة واسقه الطبيخ أَو اخاط بطيخ الفوتنج النَّهْرِي شَيْئا من عسل واسقه إِيَّاه.
قَالَ: واما وجع الْمعدة الْعَارِض عَن سَبَب سدد حدثت عَن ريح غَلِيظَة أَو برد فكثيراً مَا يسكنهَا الشَّرَاب الصّرْف ويسكن أَكثر الوجع وينام العليل فينتبه وَقد بَرِيء الْبَتَّةَ ويسقى بعد تنَاول طَعَام يسير.
وَمن يجْتَمع فِي معدته أخلاط مرارية أَو بلغمية فَمرَّة بالقيء فأذا تقيأ فضمد معدته بالقوابض)
العطرية واطعمه الاطعمة الْعسرَة الْفساد الجيدة الهضم الَّتِي فِيهَا قبض يسير وَيُعْطى على هَذَا عَلَامَات. وَمَتى رَأَيْت إنْسَانا تغثي نَفسه من أغذية كَثِيرَة الْغذَاء فَإِن حمل نَفسه على أَن يتَنَاوَل مِنْهَا أَصَابَهُ غثي شَدِيد وَإِنَّمَا يُمكنهُ أَن يَأْكُل الحريف ويعرض لَهُ من هَذَا النفخ أَيْضا وتمدد فِي الْمعدة وغثي ويستريح إِلَى الجشاء وَطَعَامه يفْسد على الْأَكْثَر ويستحيل إِلَى الحموضة وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَاعْلَم أَنه قد أجتمع فِي معدته بلغم لزج وتزيدت لزوجته بِقدر طول الْمقَام هُنَاكَ فقيئه فَإِنَّهُ مَتى تقيأ ذَلِك البلغم سكن عَنهُ كل مَا يجد.
قَالَ: وَقد أَجَاد القدماء فِيمَا أمروا بِهِ من اسْتِعْمَال الْقَيْء فِي الشَّهْر مرّة أَو مرَّتَيْنِ بالأطعمة الحارة الحريفة لكَي تستنظف الْمعدة مِمَّا يرتكن فِيهَا من البلغم قَالَ فَهَذِهِ أوجاع أسافل الْمعدة.
فَأَما فَم الْمعدة فَيعرض فِيهِ ارْتِفَاع الطَّعَام وبطؤ انحداره وَأَبُو ليميرس وَهُوَ ذهَاب الشَّهْوَة والغثى إِن أمسك عَن الطَّعَام وَلَو مُدَّة يسيرَة التهوع وَرُبمَا عرض لَهُم صرع وتشنج وغثى إِن لم يُبَادر بِطَعَام وشراب. وَيحدث من أجل فَم الْمعدة باشتراك المالنخوليا والصرع وَفَسَاد الْبَصَر حَتَّى يكون كأعراض المَاء سَوَاء والصداع وأمراض أخر إِلَّا أَن الذى يَخُصُّهُ أَكثر بطلَان الشَّهْوَة وطفوء الطَّعَام والشهوات الرَّديئَة والغثى والخفقان والفواق وَكَثْرَة الشَّهْوَة للطعام.
قَالَ: وَإِذا أجتمع فِي الْمعدة خلط بَارِد هيج شَهْوَة الطَّعَام وَمَتى اجْتمع خلط مرارى أَو بلغم لى إِذا كَانَ الْخَلْط بلغمياً سكن الْعَطش بِمَاء حَار وَإِذا كَانَ مراريا هاج بِهِ واشتاق إِلَى
الْبَارِدَة وَله دَلَائِل أخر قَالَ: وَالسَّبَب فِي بطلَان الْجُوع إفراط الْحَرَارَة قَالَ: والسهر يهيج الشَّهْوَة لِكَثْرَة التَّحَلُّل فِيهِ من الْجِسْم أعنى من السهر الَّذِي يعْمل فِيهِ فَأَما السهر الْكَائِن فِيهِ صَاحبه مُسْتَلْقِيا وَالنَّوْم مَعَ ذَلِك معتذر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحل الْقُوَّة ويقل الشَّهْوَة والاستمراء وَينْقص جَمِيع الْأَفْعَال الطبيعية حَتَّى يكون أنقص مِمَّا يكون فِي من ينَام نوماً غرقاً قَلِيلا وَقد ذكرنَا ذهَاب الشَّهْوَة بِالْجُمْلَةِ وشهوات الْأَشْيَاء الرَّديئَة فِي بَاب وَهُوَ كلهَا أمراض الْمعدة وفيهَا يذكر أول الْأَمر وَبطلَان الشَّهْوَة يكون إِمَّا لِاجْتِمَاع أخلاط رَدِيئَة فِي آلَات الشَّهْوَة أَو لضعف الْقُوَّة الشهوانية.
لى إِذا كَانَ قد يدل سوء المزاج الْحَار ويعالج من بطلَان الشَّهْوَة من أخلاط رَدِيئَة بالأغذبة الحارة وتستفرغها أَيْضا بالقيء والاسهال وتعدل بعد وَتصْلح كيفيتها وَمن ضعف الْقُوَّة الشهوانية بإصلاح الكبد.
الْفرق بَين هَذِه قَالَ: بطلَان الشَّهْوَة دَلِيل رَدِيء فِي جَمِيع الْأَمْرَاض المزمنة وخاصة فِي اخْتِلَاف)
الدَّم لِأَنَّهُ يبلغ من كَثْرَة الرُّطُوبَة فِي هؤلاءإن تجمع فِي فَم الْمعدة فَتحدث بطلَان الشَّهْوَة فَيجب ضَرُورَة أَن يكون بطلَان الشَّهْوَة إِنَّمَا هُوَ سَبَب موت الْقُوَّة قَالَ: وَقد يعرض فِي فَم الْمعدة الخفقان وَنَذْكُر فِي بَاب الخفقان وَقد يطفو الطَّعَام فِي فَم الْمعدة لِكَثْرَة الجشاء فَيكون سَببا لسوء الهضم قَالَ: وَاعْلَم أَن جَمِيع الأوجاع الَّتِي تعرض فِي الْمعدة عَن أخلاط رَدِيئَة ينْتَفع فِيهَا بالأدوية المتخذة بِالصبرِ وتضرها الْأَشْيَاء القابضة غَايَة الضَّرَر وَمن فِي فَم معدته رُطُوبَة كَثِيرَة رقيقَة لَيست رَدِيئَة المزاج إِنَّمَا تؤذي بكمية الرُّطُوبَة بِأَن تغرق فِي فَم الْمعدة وتجعلها شبه المغيض فَإِن القابضة فِيهَا نافعة جدا أغذية كَانَت أَو أدوية لِأَنَّهَا تشد الْعُضْو العليل كَمَا تشد المفاصل المسترخية من الرُّطُوبَة ومداواة هَذِه الْعلَّة أسهل من سَائِر علل الْمعدة فَمَتَى كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة قد لحجت فِي جرم الْمعدة وَكَانَ لَهَا مَعَ ذَلِك غلظ مَا فتحتاج إِلَى القابضة وتخلط بهَا أدوية ملطفة قَالَ: واخلط بالقابضة إِذا كَانَ مَعهَا برودة بعض الْأَشْيَاء الحارة وَأَصَح الدَّلَائِل على ذَلِك بطلَان الشَّهْوَة.
قَالَ: ووقد يعرض لبَعض النَّاس أَن يكون إِذا أكل يحس من نَفسه أَنه إِذا تحرّك فضل حَرَكَة يتقيأ على الْمَكَان وَذَلِكَ يكون إِمَّا لرطوبة رَدِيئَة تبل فَم الْمعدة أَو لضعف الْمعدة قَالَ: وَإِذا كَانَ لرطوبة فَذَلِك الْعَارِض يكون لابثاً وَإِن لم يَأْكُل قَالَ: ويتوقى من جَمِيع هَذِه الْأَدْوِيَة والأغذية القابضة مَعَ المسخنة المجففة.
قَالَ: وَلِأَن أَكثر الْعِلَل الَّتِي تعرض للنَّاس فِي الْمعدة إِنَّمَا تكون عَن رطوبات صَارَت القابضة أَكثر نفعالها وَلِأَنَّهُ يكون فِي الْأَكْثَر مَعهَا برد أحتيج إِلَى أَن تكون مَعهَا مسخنة وَلذَلِك صَارَت أَكثر قَالَ: وَمَتى عرض فِي فَم الْمعدة ورم حَار فَاسْتعْمل القابضة لِأَن المحللة مُفْردَة تحل
الْقُوَّة وتعطب قَالَ: فأوفق الأضمدة المتخذة بِالصبرِ والمصطكى ودهن الناردين وَرُبمَا زيد فِي عصارة الحصرم والأفسنتين بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ قَالَ: وَإِذا طَالَتْ هَذِه الأورام فَاسْتعْمل أدوية عطرية مركبة ومحللة كالمعمول بأكليل الْملك فَإِن هَذَا الدَّوَاء جَمِيع تراكيبه تَنْفَع فِي الأورام الَّتِي فِي المراق إِذا أزمنت.
أَقْرَاص الْورْد المسكنة للقيء والعطش النافعة للمعدة من سوء المزاج الرطب: ورد طري سِتَّة مَثَاقِيل أصل السوس أَرْبَعَة سنبل هندى وَاحِد يعجن بشراب حُلْو وَيشْرب بِمَاء بَارِد وَقد يمسك مِنْهُ العليل تَحت لِسَانه.
أَقْرَاص نافعة لمن يقيء طَعَامه وَمن الغثى الشَّديد والنفخ: بزر كرفس سِتَّة أفسنتين مصطكى)
أَرْبَعَة أَرْبَعَة فلفل مر أفيون اثْنَان اثْنَان دَار صيني سِتَّة جند بادستر اثْنَان القرص مِثْقَال يعجن بِمَاء الشربة وَاحِد بأَرْبعَة أوراق شراب ممزوج وَتَنْفَع للهيضة فِي الْغَايَة وَإِذا أردْت أضمدة جَيِّدَة محللة وَغَيرهَا كَثِيرَة غريزة فَعَلَيْك بِهَذِهِ الْمقَالة.
علاج لمن لَا يلبث الطَّعَام فِي معدته من أجل وجعها: صفرَة بَيْضَة مشوية ملعقة عسل مصطكى من الدانق إِلَى نصف دِرْهَم تسحق المصطكى نعما وتلقى فِي صفرَة الْبَيْضَة وَتجمع مَعَ الْعَسَل فِي قشرها كُله وتشوى على رماد حَار بعد أَن تحرّك بخشبة وتؤكل ثَلَاثَة أَيَّام لمن يتقيأ طَعَامه من وجع معدته: قسب يسْتَحق ثمَّ يقطر عَلَيْهِ شَيْء من شراب الآس ويعجن بِهِ ثمَّ يخلط بِهِ وخمر وَعسل قَلِيل وَيشْرب أعد النّظر فِي الميامر فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا منتخبة فلعلك أَن تصيب شَيْئا على جِهَته فَإِن هَذِه عِلّة بَارِدَة وَهِي الَّتِي عرضت لعلى الْمُؤَذّن.
دَوَاء نَافِع لمن تغثى نَفسه ويعسر عَلَيْهِ الْقَيْء: كزبرة يابسة سذاب يَابِس بِالسَّوِيَّةِ يشرب بِخَمْر ممزوج فَمن وجد مَعَ ذَلِك لذعاً فيماء بَارِد.
دَوَاء نَافِع يعين على الاستمراء ويجشأ: بزر كتَّان أصل السوسن الآسمانجونى مصطكى كمون من كل وَاحِد أُوقِيَّة يطْبخ بِمَاء الْعَسَل وَيشْرب.
آخر يجشأ: كمون فلفل سذاب يسير يلقى فِي خل وهرى ويصطبغ بهز آخر لمن يتقيأ طَعَامه: بزر كرفس أنيسون أفستين سِتَّة سِتَّة مر مثقالان يتَّخذ مِنْهَا أَقْرَاص الشربة مِثْقَال بِمَاء بَارِد.
روفس فِي المالنخوليا: شرب المَاء الْبَارِد يشهى الطَّعَام أَكثر من الْخمر والهواء والبلد الْبَارِد أعون على شَهْوَة الطَّعَام.
لى اسْتِخْرَاج على مَا لَا بن مَا سويه فِي الحميات جوارش للمحمومين الساقطي الشَّهْوَة: قطع السفرجل وتفاح رَطْل منقى تطبخ بغمرها خلا حَتَّى تتهرى ثمَّ تدق وتعصر
ويلقى عَلَيْهِ من عسل الْقصب مثل ثلثى الْخلّ الَّذِي غمرت بِهِ ويطبخ حَتَّى يبْدَأ ينْعَقد ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ نصف أُوقِيَّة من عود وأوقية مصطكى محلول بِقَلِيل من هَذَا المَاء وَنصف رَطْل من الماورد ويطبخ الْجَمِيع حَتَّى يغلظ وَيشْرب مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب مطفئ وَيجب أَن ينخل الْعود والمصطكى وَربع أُوقِيَّة عود قرنفل بحريرة ويسحق فِي هاون نظيف بِمَاء ورد حَتَّى بنحل وَيصب على مَا تحلل مِنْهُ أَولا فأولاً فِي طنجير ويطبخ حَتَّى يغلظ كُله وَهَذَا رب عَجِيب يفتق الشَّهْوَة ويسكن الْقَيْء.)
ابْن ماسويه فِي الصداع: إِذا كَانَ فِي الْمعدة ورم فَخذ مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء من كل وَاحِد أوقيتين لب خِيَار شنبر ثَلَاثَة دَرَاهِم دهن القرع ودهن لوز حُلْو دِرْهَمَانِ يسقى ويضمد بِأَصْل الخطمى وبابونج وبنفسج يَابِس ودقيق شعير وخطمى وأصول السوس وأكليل الْملك وموم ودهن بنفسج يجمع وَيسْتَعْمل قَالَ: وَإِذا كَانَ الْبَطن لينًا فَلَا تجْعَل بالضماد وَلَكِن أمسك الْبَطن وعالج بالضماد.
فيلغرغورس فِي وجع الْبَطن قَالَ: كَانَ فَتى بِهِ وجع شَدِيد حَتَّى يغشى عَلَيْهِ ويعرق فَأَمَرته بالقيء والاسهال ثمَّ بأغذية لينَة مغرية كي يخْتَلط بهَا الْخَلْط فيصلح ردائته ويعاونه على هَذِه العلاج فبرئ.
ابْن سرابيون: إِذا كَانَ الْخَلْط محتبساً فِي الْمعدة غير لاصق ولاغائص فِي طبقاتها قيل إِنَّه طَاف قَالَ: وَقد يلْحق فَسَاد المزاج الْحَار فِي الْمعدة عَطش كثير ولهيب وانتفاع بالأشياء الْبَارِدَة وتأذ بالجارة وَقد يكون ذَلِك إِذا كَانَ مَعَ مَادَّة.
لى يُعْطي فصل فَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة نقيت أَولا بالقيء أَو الاسهال أَيّمَا كَانَ على العليل أسهل وَيكون الاسهال بِمَا يخرج المرار بِرِفْق من غير تسخين كطبيخ الأفسنتين والشاهترج والإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ مَرَّات حَتَّى ينقى ذَلِك الْخَلْط وأغذهم بالفراريج فَإِنَّهَا تُطْفِئ لهيب الْمعدة وبالحصرم والسماق فَإِن كَانَ المرار ينصب إِلَيْهَا من الكبد فافصد ثمَّ اسْقِ مَعَ الْجُبْن بهليلج والسقمونيا واغذهم بأَشْيَاء بَارِدَة جدا حامضة فَإِن كَانَ فَسَاد المزاج بِلَا مَادَّة فأعطهم رائب الْبَقر مَعَ أَقْرَاص الطباشير والصندل والورد والكافور وضمدها بالمبرد فَأَما فَسَاد المزاج الْبَارِد فاسقه من الترياق درهما بشراب عَتيق أَو شخزنايا مَعَ ميبه أَو قنداديقون أَو أميروسيا بِمَاء المصطكى والسنبل والإذخر ودواءالمسك المر وَأَن كَانَت هُنَاكَ مَادَّة بَارِدَة نقيت بالقيء بعد المقطعات وبحب الصَّبْر وَحب الأفاوية وأعطهم بعد ذَلِك الكمون والفلافى والزنجبيل والمربى واغذهم بأَشْيَاء
حارة وينفع أَن يَجْعَل على أَقْرَاص الْورْد مصطكى وعودانياً وَيشْرب بطبيخ الأنيسون وَيشْرب الشَّرَاب الْعَتِيق وخنداديقون وَمَاء الْعَسَل بالأفاوية وضمدها بميسوسن وسك وعود ومصطكى وقسط وَنَحْوه قَالَ: فَم الْمعدة أَكثر حسا من المرئ. 3 (الورم الْحَار فِي الْمعدة) ابدأ بالفصد إِن أمكن ثمَّ ضمد بالمبردات واخلط بهَا القوابض والطيوب ثمَّ اسْقِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء وَخيَار شنبر أَن كَانَت الطبيعة يابسة إِلَى الْيَوْم السَّابِع فَإِذا كَانَ الثَّامِن فاخلط بهَا شَيْئا من مَاء كرفس ورازيانج وَنصف دِرْهَم من أَقْرَاص الْورْد فَإِن كَانَت الْحَرَارَة بعد بَاقِيَة فأدم مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء ودع هَذِه إِلَى أَن تنحط فَإِذا انحطت فاخلط بهَا شَيْئا من عصارة الأفسنتين والمصطكى وَاجعَل الْغذَاء فِي الْأُسْبُوع الأول وَإِلَى الانحطاط ماشا وسرمقا وبقولا بَارِدَة وشراب الْجلاب وَمَاء الإجاص فغذا انحط فاسقهم سكنجبينا والضمادما دَامَ الالتهاب مَاء عِنَب الثَّعْلَب وقشور القرع وأطراف الْخلاف والبنفسج والصندل والورد فَإِذا انحط فالبابونج وإكليل الْملك وأفسنتين وسنبل وأصل الخطمى والزعفران.
قَالَ: يَقُول ج: وَأَنا اسْتعْمل فِي أورام الْمعدة الصَّبْر والمصطكى ودهن الناردين وأخلط بِهِ عصارة الحصرم مادام ملتهباً وَكَانَ قيء وذرب فَإِن طَال لبث الورم فضمد باكليل الْملك فَإِنَّهُ جيد.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "علل الْمعدة 4"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel