بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

علل الْمعدة 5

 قَالَ: وَانْظُر أبدا إِلَى الْمَادَّة فَإِن كَانَت إِنَّمَا تسيل إِلَى الْمعدة من الكبد أَو غَيرهَا فأعن بهَا وَإِن كَانَت إِنَّمَا تتولد فِي الْمعدة فاعن بهَا فَإِن كَانَت تسيل فِي الكبد فاستفرغ الصَّفْرَاء وضمد الكبد وَأصْلح مزاجها وَلَا تقوى الْمعدة لأَنا نَخَاف أَن يقتل ذَلِك.

لي قَالَ ذيوفيلس فِي الثَّانِيَة الْأَعْضَاء الآلمة فِي وصف المالنخوليا إِنَّه يعرض لَهُم وجع فِي الْفُؤَاد إِذا أكلُوا ويسكن عِنْد الاستمراء وَقد رَأَيْت عليا الْمُؤَذّن الَّذِي بِهِ هَذِه الْعلَّة ومزاجه سوداوى فَشكى هَذَا وَتَكون مداواته باستفراغ السَّوْدَاء وَقد رَأَيْت رجلا أخر كَانَ يهيج بِهِ وجع فِي معدته وَلَا يسكن إِلَّا بِأَن يَأْكُل شَيْئا وَهَذَا ينصب إِلَى معدته شَيْء وَكَانَ هَذَا الرجل يسكن عَلَيْهِ بشراب قَلِيل يشربه وَيجب أَن ينظر فِيهِ.

الثَّالِثَة من القوى الطبيعية: الْمعدة ضَعِيفَة تبطئ عَنْهَا انحدار الأغذية اللطيفة فضلا عَن الغليظة وَأما القوية فَلَيْسَ إِنَّمَا يسْرع عَنْهَا إنحدار هَذِه فَقَط بل اللَّحْم وَالْخبْز قَالَ: وَالسَّبَب فِي الْحَيَوَان كثيرا مَالا يجوع كَثْرَة الْغذَاء الَّذِي فِي كبده وإفراطه.

الثَّالِثَة من الميامر: الأفيون وَمَا أشبهه من المخدرة يعقب شربهَا فَسَاد الهضم وبطلانه إِلَّا أَن) يخلط بالأشياء الحارة كالجندبادستر وَنَحْوه.

من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَت الْمعدة ملتهبة فَشرب مَاء الْبَارِد يقويها ويجيد هضمها وشهوتها.
لى قد رَأَيْت مَرَّات نَاسا يثقل عَلَيْهِم غذاؤهم جدا فَكَمَا يشربون شربات بَارِدَة ينحط طعامهم لى إِذا كَانَ بِإِنْسَان عِلّة فِي معدته فتفقد أَكثر شَيْء البرَاز والشهوة فَمَتَى رأيتهما صالحين فالبرء قريب وَالْبرَاز فِي علل الْمعدة مُخْتَلف فَإِذا برِئ يصير لينًا متعلا السماجة الرَّائِحَة عديم السماحة واليست شَدِيدَة النتن جدا شبه الَّذِي وصف فِي بَابه. وَرَأَيْت رجلا كَانَ إِذا أكل غدْوَة هاج بِهِ وجع بعد عشر سَاعَات أَو أقل حَتَّى تقيأ شَيْئا كالخل يغلى الأَرْض مِنْهُ ثمَّ يسكن وَجَعه وَأرى أَن ذَلِك لشدَّة برد فِي معدته وعلاجه شراب صرف وتسخين الْمعدة والضماد والأغذية الْبَعِيدَة من الحموضة أَو من الدخانية كالمدخن والمطجن وَالْعَسَل وَتَكون قَليلَة.
بولس قَالَ: إِن كَانَ فَم الْمعدة ضَعِيفا فضمده بِمَا يقوى كالضماد الْمُتَّخذ بالأفسنتين والتفاح والمصطكى ودهن الناردين وَالشرَاب وَإِن كَانَ احتراق شَدِيد فاخلط بهَا مَا يبرد كالقرع والخس وعنب الثَّعْلَب والحصرم والهندباء وَإِذا كَانَت أورام حارة فِيمَا يَلِي الأحشاء فَاجْعَلْ مَعهَا شَيْئا مِمَّا يُرْخِي ويحلل وَاجعَل فِيهَا زهرَة بابونج ودهن حناء وشحم الدَّجَاج ومقلاً وأشقا وكرفسا وحلبة وخطميا وَبِالْجُمْلَةِ فَلْيَكُن الضماد مركبا من المرخية والمحللة والمرة الطّيبَة الرّيح.
أوريباسيس: الْأَشْيَاء الرَّديئَة للمعدة: حب العرعر وَحب الصنوبر والأقحوان وَحب الْفَقْد والسلق رَدِيء للمعدة والحماض والبادورج واللفت والحلبة إِلَّا أَن يجاد طبخه والبقلة الثَّمَانِية والسرمق إِلَّا أَن يُؤْكَل بخل وزيت ومرئ والسمسم يضعف الْمعدة وَاللَّبن رَدِيء لَهَا وَالْعَسَل من كتاب الدَّلَائِل: اللِّسَان الْأَحْمَر الخشن يدل على ورم فِي الْمعدة وَإِذا كَانَت القرحة فِي فَم الْمعدة كَانَت أَشد وجعاً وَإِذا كَانَ الوجع أَشد وَكَانَ أرفع من قَعْر الْمعدة كَانَ فِي فمها وَإِذا كَانَ يَسِيرا وَكَانَ أَسْفَل فمها فَهُوَ أَسْفَلهَا.
الأولى من الْأَعْضَاء الألمة الغثى وتقلب النَّفس خَاص بِآفَة فَم الْمعدة أبدا كَمَا أَن الِاخْتِلَاف الَّذِي كغسالة اللَّحْم الطري خَاص بِضعْف الكبد أبدا.)
من المنجح لِأَبْنِ ماسويه: قَالَ: الحموضة على الصَّدْر ينفع منهاجلنجبين بِمَاء حَار وَكَذَلِكَ الوجع فِي الْمعدة.
لى علاج تَامّ لذَلِك اسْتعْمل الْقَيْء مَرَّات وخاصة بعد أكل المالح وَشرب الفقاع وتوم سَاعَة ليقطع ذَلِك البلغم الْمُجْتَمع ثمَّ أعْطه جلنجبينا أَو اطريفلا وأقراص الْورْد فَإِن كَانَ لَا يقيء بلغما كثيرا وَلَا يسكن بالقيء فسخن الْمعدة فَقَط فَإِنَّهُ من سوء مزاج بَارِد بهَا وغذه بِمَا بعد عَن الحموضة ولتغذه بِمَا قلت رطوبته كالقلايا والمطجنات وَالشرَاب وَمَاء الْعَسَل وَهَذَا يكون من بلغم حامض فِي الْمعدة وَيكون فِي القعر لقلته لَا يحس بِهِ فَإِذا خالط الطَّعَام أمتلأت الْمعدة فَبلغ فِي فَم الْمعدة فيحس وَأَكْثَره يكون من هَذَا وينفعه الْقَيْء وَقد يكون من سوء مزاج مُفْرد وعلاجه الإسحان وَرَأَيْت رجلَيْنِ يهيج بهما الوجع إِذا كَانَ بعد أكلهما بِخمْس سَاعَات أَو سِتّ وَكَانَ أَحدهمَا شَيخا قضيفاً جدا يَابِس المزاج وَالْآخر على نَحْو مَا عَلَيْهِ الشَّيْخ من يبس المزاج أَلا أَنه شَاب وَكَانَ الشَّيْخ لَا يسكن عَنهُ الوجع حَتَّى يتقيأ رَقِيقا حامضا تغلى مِنْهُ الأَرْض والشاب لَا يقيء فحدست أَنه ينصب إِلَى معدهما خلط قَلِيل الْمِقْدَار فَيكون فِي أَسْفَل الْمعدة حَتَّى إِذا خالط الطَّعَام كثر بِهِ فَبلغ فَم الْمعدة فأحس بالوجع وَكَانَ الشَّاب يدل مَاؤُهُ على ضعف الكبد مَعَ حرارة فقدرت أَنه ينصب إِلَيْهَا من طحاله فضلَة سوداوية وَذَلِكَ أَنه لَا ينصب إِلَى الْمعدة شَيْء إِلَّا من هَذِه الثَّلَاثَة الكبد وَالطحَال وَالرَّأْس انصبابا أوليا وَلم يبرأ أَحدهمَا بعلاجى وَيجب أَن يتفقد أَمرهمَا ويدون إِلَّا أَنه خف مَا بِأَحَدِهِمَا بمشورة أَشرت بهَا وَهُوَ أَن يفصد أَحدهمَا الباسليق من الْأَيْمن ويسقى مَاء الخس وَمَاء البقل حَتَّى يتَبَيَّن فِي المَاء صَلَاح الكبد ثمَّ تقوى الْمعدة بأَشْيَاء قابضة لِئَلَّا تقبل مَا ينصب إِلَيْهَا وَلَا تفعل ذَلِك قبل إصْلَاح حَال الكبد لِأَن هَذَا الْفضل أَن يصير إِلَى الْمعدة أصلح من أَن يبْقى فِي الكبد وَقس علاج الْأُخَر فَيحْتَاج أَن ينفض عَنهُ السَّوْدَاء بِقُوَّة وتقوى فَم معدته وَلَو قبل النفض وَذَلِكَ أَن الطحال عُضْو خسيس بِالْإِضَافَة إِلَى الْمعدة وَمَا ينفعهما مِمَّا جربت أَن يأكلا فِي مَرَّات غذَاء قَلِيل الكمية كثير الْكَيْفِيَّة وَلَا يشربا إِلَّا تجرعا حَتَّى يذهب وَقت الوجع ثمَّ يشربان فانتفعا بذلك وَيُمكن أَن تكون هَذِه الْعلَّة لِأَن أسافل الْمعدة قد صَار مزاجها هَذَا المزاج فتقلب الْغذَاء فَإِذا مَاس الْمعدة أوجع.
من كتاب الْمعدة لوجع الْمعدة شدّ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وضع المحاجم وكمدها بأنواع التكميد وَإِن كَانَ التمدد الْعَارِض فِي الْمعدة شَدِيدا فافصده وأسهله بشياقة.)
علاج لمن يتقيأ طَعَامه من وجع معدته: قسب يسحق ويعجن بشراب حب الآس ثمَّ يخلط بِهِ خمر وَعسل قدر تسع أَوَاقٍ وَيشْرب.
علاج أخر لمن لَا يلبث الطَّعَام فِي معدته من أجل وجعها: صفرَة بَيْضَة مشوية وملعقة عسل وَحب المصطكى وَعشر حبات يسحق الْجَمِيع نعما ويؤكل ثَلَاثَة أَيَّام.
أَقْرَاص لوجع الْمعدة والذرب بزر كرفس أفيون أنيسون بِالسَّوِيَّةِ أفسنتين ثلثا جُزْء مر نصف جُزْء وَيجْعَل أقراصا الشربة التَّامَّة لوجع الْمعدة مِثْقَال بشراب ممزوج قدر أَربع أَوَاقٍ وَلم يتقيا طَعَامه يسقى مَعَ مَاء بَارِد ولأصحاب الذرب بطبيخ الْأَشْيَاء القابضة سقيت الشَّاب نَقِيع الصَّبْر بِمَاء الأفسنتين والغافث والسنبل والمصطكى فبرء فِي ثَلَاثَة أَيَّام.
لى الْأَطْعِمَة الرَّديئَة الجشاء الطباهجات الَّتِي تسمى المدخنة وَمَا قد تدخن بِغَيْر تعمد والمطجنات وخاصة الْبيض يُورث جشاء سهكا والحلو الَّتِي قد بولغ فِي شيها وَالْعَسَل يُورث جشاء مدخنا والفجل يجشأ جشاء منتنا.
لى اسْتعْمل فِي الْعِلَل المشهية من علل الْمعدة بايارج فيقرا فَأن جالينوس يَقُول فِي الْأَعْضَاء الآلمة وَفِي سَائِر كتبه: إِن هَذَا الدَّوَاء من شَأْنه أَن يُقَوي الْمعدة على أفعالها الخاصية لَهَا فَاسْتَعْملهُ فِي الْعِلَل الَّتِي تتوهم إِن خلطا بَارِدًا يُؤْذِي الْمعدة واحذره عِنْد سوء مزاج حَار أَو يَابِس غَايَة الحذر وَلَيْسَ لَهُ عِنْد سوء مزاج رطب أَو يَابِس كثر غنا وخاصة عِنْد الْبَارِد فَإِن الجوارشات المركبة من الْأَشْيَاء العفصة والقوية الاسحان كالفلفل والزنجبيل والفوتنج أبلغ مِنْهُ.
فِيمَن يقذف طَعَامه الثَّامِنَة من الميامر قَالَ: بعض النَّاس يعرض لَهُم عِنْد تنَاول الطَّعَام أَنهم إِن تحركوا حَرَكَة قَوِيَّة تقيأوا من ساعتهم.
لى قد يعرض ذَلِك وَإِن لم يَتَحَرَّك وَقد يعرض الْقَذْف أَيْضا إِذا طَال. قَالَ: وَهَذَا الْعَارِض يكون نَافِعًا لضعف فَم الْمعدة إِن لم تستطع أَن تنقبض على الطَّعَام كانقباض أَسْفَلهَا لِأَن الرُّطُوبَة الْيَسِيرَة الْمِقْدَار أَو الْكَثِيرَة الرداءة يحدثان الْقَيْء وَإِن لم يتَنَاوَل الْإِنْسَان الطَّعَام قَالَ: وَمَتى لم يحس مَعَ ذَلِك بحرارة وعطش وتلهب مَعَ ذَلِك حرارة وَينْتَفع بِرَبّ الرُّمَّان لى لم يبين الْفرق بَين الضعْف والرطوبة وَدَلِيل ذَلِك أَلا يكون غثى الْبَتَّةَ إِلَّا مَعَ الْأكل فَذَلِك)
الضعْف وَالْآخر يكون بِهِ أبدا تقلب مِثَال: رمان وقسب وسماق وسفرجل وغبيراء يتَّخذ بشراب.
وَيصْلح إِذا كَانَ مَعَه حرارة هَذَا الْحبّ: بزر الْورْد وبزر البنج وسماق وقسب يعجن بِرَبّ السفرجل وَيُعْطى فَإِنَّهُ يسكن الغثى ويجلب النّوم.
قَالَ: والعارض من رُطُوبَة رَدِيئَة يُبرئهُ الإيارج سَرِيعا وَوصف لتقلب الْمعدة من حرارة أَقْرَاص الْورْد.
قَالَ: وَقد تكون هَذِه الْعلَّة من أَن يبتل فَم الْمعدة ويسترخي برطوبات غير رَدِيئَة ويعرض ذَلِك لمن يكثر الشَّرَاب وَيَأْكُل الْفَوَاكِه الرّطبَة والأغذية الرّطبَة قَالَ: وَهَؤُلَاء يبرؤن بالأغذية المجففة والأدوية القابضة والمسخنة والجوارشات.
فِي سيلان اللعاب: يعْطى لمن يسيل لعابه من الشَّوْكَة الَّتِي تسمى قوربورا ليمضغه ويتسوك بالقابضة وضمد معدته بالقابضة.
لى مر هم بالقيء بِالسِّوَاكِ وأطعمهم القلايا والمطجنات وأعطهم غدْوَة إطريفلا وسويقا فيسقونه وَيشْرب عَلَيْهِ مرئ وَلَا يشرب عَلَيْهِ مَاء ويصاير الْعَطش قَالَ: وَالَّذِي ينفع مِنْهُ مضغ المصطكى لى ينفع مِنْهُ سقى الكندر والمصطكي.
بولس: اللعاب الْكثير يتمضمض بخل العنصل أَو بِالْمَاءِ الَّذِي يمصل من الزَّيْتُون المالح وأنفع من ذَلِك نَقِيع الصَّبْر يتغرغر بِهِ.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ: قد يسيل لقوم لعاب كثير من الْمعدة عِنْد الْجُوع ويسكن بالغذاء وَيكون ذَلِك من شدَّة الْحَرَارَة فِي الْمعدة ويعالج بأغذية بَارِدَة وأغذية عسرة الهضم ولكثرة بصاق الصّبيان يلعقون عسلا حَتَّى يسكن.
لى يفعل ذَلِك بِالرِّجَالِ على مَا رَأَيْت فِي مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة من كَانَ يتقيأ طَعَامه فَلَا تعطه أغذية بطيئة سيالة وخاصة مَا قوته مرطبة وأطعمه التفه كالبيض النمبرشت والأسفيذباج والحساء لِأَن هَذِه ترخي فَم الْمعدة ومره أَلا يَتَحَرَّك بعد الطَّعَام وأعطه القابضة بعد طَعَامه وَيَأْكُل الْقَابِض دَائِما فَإِنَّهُ يجفف فَم الْمعدة واسقه كندوا مسحوقا وسماقا وبلوطا.
من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: لما أَذَى الْملك طَعَام أستحال إِلَى البلغم وَلم ينفذ عَن معدته وَهُوَ يحس ثقله وبرده أردْت أَن أسقيه شرابًا قد نثر فلفل وأمرخ معدته بدهن الناردين مسخنا)
وَأَجْعَل مِنْهُ فِي وأكمده بِهِ.
قرص اللفتة لمن خرج من حميات وَبِه بَقِيَّة من حِدة وَقد سَقَطت قوته: ورد عشرَة دَرَاهِم روفس فِي المالنخوليا قَالَ أقوالا كَثِيرَة تحتويها: إِن غَلَبَة البردعلى الْمعدة يهيج الشَّهْوَة وَغَلَبَة الْحر يقطعهَا مَا يهيج للشهوة: شرب المَاء الْبَارِد واسقاط المَاء الْحَار لَهَا وَمِنْه تهيج الشتَاء وَالرِّيح الشمَال لَهَا قَالَ: وَمن سَافر فِي ثلج كثير تهيج بِهِ الشَّهْوَة جدا حَتَّى يعرض لَهُم بوليموس وَالْمَاء الْبَارِد يشهى الطَّعَام أَكثر من الْخمْرَة.
من أقربادين حنين ضماد للمعدة الضعيفة وانطلاق الْبَطن من برودة: صَبر سنبل
أفسنتين كمون كندر عفص ذريرة رامك نَبِيذ ريحاني يضمد بِهِ حارا غدْوَة وَعَشِيَّة.
فِي الْكَمَال والتمام لوجع الْمعدة من صفراء: سقى الرُّمَّان المز مَعَ دهن الْورْد وَقَالَ للورم الْحَار فِي الْمعدة: أفصده أَولا فِي ابْتِدَاء الْعلَّة ثمَّ اسْقِهِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء والطرخشقون مغلي مروقا أَربع أَوَاقٍ مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم من خِيَار شنبر ودهن ورد وتضمد بِهَذِهِ الْبُقُول وبدقيق الشّعير مَعَ شَيْء قَابض فَإِذا انْتَهَت الْعلَّة فَاسق لب خِيَار شنبر مَعَ مَاء الرازيانج وكرفس ودهن لوز حُلْو وضمد بالبابونج والخطمى ودقيق الشّعير وإكليل الْملك ومصطكى وعود زعفران فَإِن احتجت إِلَى أفضل تَحْلِيل فزد فِيهِ شبشا وبزر كتَّان وحلبة وَمَتى احتجت أَيْضا إِلَى زِيَادَة فزد مرا وبزر الكرنب وأشقا ومخ الأيل وشحم الدَّجَاج فَإِن حدث ورم صلب فقو هَذِه وَلَا تخله فليغريورش: من كَانَ يقيء طَعَامه فأعطه أقراصا مرّة يَوْمَيْنِ الشربة نصف دِرْهَم وأسهله بأيارج فيقرا وَهَذَانِ ضدان بلغمي وصفراوي فَمن كَانَ بِهِ امارات البلغم فَهَذِهِ القرصة جَيِّدَة مسكنة سريعة وَمن بِهِ ذَلِك من أخلاط رقيقَة مرارية فالفيقرا يُبرئهُ قَالَ: وعَلى الْأَكْثَر إِنَّمَا يكون من خلط بلغمي لزج والقرص أَجود وَهُوَ يُبرئ سَرِيعا وَقد يكون هَذَا الدَّاء من رطوبات حادة رَدِيئَة فتتشربه فَم الْمعدة قَالَ: وَيكون من رطوبات ورهل كثير فِيهَا وَهَذَا يُبرئهُ سَرِيعا أعنى القرص وَالْأول يُبرئ بالإرياج وَقد يتركب الشيئان فتختلط العلامات فَيكون مَعَه عَطش وتبزق كثير وجشاء دخاني سهك وتقلب نفس قبل الطَّعَام وَبعده وَحِينَئِذٍ أبدأ فاسقه هَذِه الأقراص حَتَّى يسكن الْقَيْء وَيحدث حس الْمعدة ثمَّ اسْقِهِ الفيقرا وَينْتَفع بالقرص جدا من بِهِ هَذِه الْعلَّة من رطوبات حارة يسيرَة فَهُوَ فِي كل وَجه نَافِع فان قدرت أَن هُنَاكَ الترهل كثيرا فاعطه أَيْضا الفيقرا بِقدر ذَلِك مَرَّات حَتَّى يستنظف مَا هُنَالك وَأَن كَانَ هَذَا الوجع مَعَ حرارة فَإِن)
رب الخشخاش نَافِع لَهُ.
تجارب البيمارستان: رجل كَانَ إِذا أكل وَقع عَلَيْهِ خفقان فِي معدته عولج بايارج فيقرا فأبراه.
الْخَامِسَة من الْمُفْردَات قَالَ: لَا أعلم شَيْئا أعون على الهضم من بدن إِنْسَان حَار يلقى الْمعدة ويماسها من خَارج وَيفْعل ذَلِك ليزِيد فِي كمية الْحَرَارَة الغريزية.
السَّادِسَة قَالَ: كل عصارة لَا يخالط مرارتها قبض ضار لفم الْمعدة والقيصوم رَدِيء للمعدة قَالَ: الصَّبْر أَنْفَع من كل دَوَاء أَخذ للمعدة.
لي أَحْسبهُ يعْنى من المسهلة الكمثرى يُقَوي الْمعدة الشاهترج نَافِع للمعدة لِأَنَّهُ مركب من قابضة وَمرَّة مَعًا كَحال الأفسنتين.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: بطلَان الشَّهْوَة لثَلَاثَة أَسبَاب لِأَن الْمعدة لَا تحس بامتصاص الْعُرُوق لَهَا أَو لِأَن الْعُرُوق لَا تجذب أَو لِأَن الْجِسْم لَا ينْحل مِنْهُ شَيْء وَبطلَان حس الْمعدة أَو بعضه إِمَّا من الدِّمَاغ كَمَا يعرض لأَصْحَاب البرسام فانهم لَا يحسون بِالْجُوعِ أَو لِأَن الزَّوْج السَّادِس تناله آفَة من ورم أَو رِبَاط أَو خطأ فِي علاج الْيَد أَو لِأَنَّهُ يغلب على الْمعدة سوء مزاج حَار كالحال فِي الْحمى.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: إِذا كَانَت الأغذية أقل مِمَّا يجب والمعدة حارة يحدث الجشاء الدخاني وَقلة النّوم يُولد كَهَذا الجشاء.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "علل الْمعدة 5"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel