بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

أَصْنَاف النفث 2

الأولى من البحران قَالَ: مَتى كَانَ البزاق شَبِيها ببزاق الأصحاء غَايَة المشابهة فَإِنَّهُ يدل على صِحَة آلَات التنفس غَايَة الصِّحَّة وبقدر زَوَاله عَن الشّبَه ببزاق الأصحاء يكون زَوَال آلَات التنفس عَن الْحَال الطبيعية فَأَما النفث الْغَيْر نضيج فَإِنَّهُ يدل على ضعف كثير من الْأَعْضَاء التنفس فَإِن كَانَت مَعَه عَلامَة رَدِيئَة كالنفث الْأسود فَإِنَّهُ يدل على التّلف دلَالَة فِي غَايَة الْقُوَّة.

الثَّانِيَة من الأخلاط: أُرِيد أَن أمثّل مِثَالا فِي ذَات الْجنب يكون قِيَاسا فِي تقدمة الْمعرفَة فِي سَائِر الْأَمْرَاض قَالَ: الورم الْحَادِث فِي هَذَا الغشاء يكون من دم خَالص إِلَّا أَنه جَار وَيكون من دم صفراوي وَيكون من دم بلغمي فَيكون زبدياً وَيكون من دم سوداوي فَيكون اسهروس قَالَ:)

وَإِذا كَانَ هَذَا الورم من دم سوداوي طَال مُدَّة نضجه وعسر وَأَبْطَأ تحلله حَتَّى أَنه رُبمَا لم يتَغَيَّر لون مَا ينفث بالسعال الْبَتَّةَ فِي ابْتِدَاء الْمَرَض وَإِن تغير كَانَ تغيره يَسِيرا لِأَن الورم الْغَيْر نضيج لَا يرشح مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ فَإِذا تَمَادى بِهِ فِي الزَّمَان نفث نفثاً أسود يكون سوَاده بِحَسب غَلَبَة السوَاد فِي الدَّم وَرُبمَا كَانَ نفثه أقل كمية وَأكْثر وَمَتى كَانَ الْغَالِب على ذَلِك الدَّم الَّذِي ورّم الغشاء المرّة الصَّفْرَاء كَانَ لون النفث أصفر أَو شَبِيها بالاصفرار ناصعاً أَو شَبِيها بالناصع على قدر لون تِلْكَ الْمدَّة والناصع أَشد ضروبه ضَرُورَة فَهُوَ لذَلِك أردى وَمَتى كَانَ الْغَالِب على ذَلِك الدَّم البلغم كَانَ النفث شَبِيها بالرغوة فَأَما النفث الْأَحْمَر فَيكون إِن كَانَ الورم فلغمونياً قَالَ: والنفث إِمَّا أَن يكون فِي أول الْمَرَض وَإِمَّا أَن يكون فِي آخِره وَإِمَّا أَن يكون سهلاً وَإِمَّا عسراً قَلِيلا وَإِمَّا كثيرا وَرُبمَا كَانَ التمدد فِي هَذِه الْعلَّة فِي ذَات الْجنب أَكثر من النخس وَرُبمَا كَانَ النخس ألف ألف أَكثر والتمدد يكون مَتى كَانَ الْخَلْط كثيرا والنخس مَتى كَانَ لذاعاً والحمى أَيْضا فبقدر عظامها وَشدَّة الْعَطش يكون بِقدر عظم الْعلَّة وَكَذَلِكَ السهر والاختلاط وَضعف الْقُوَّة واسترخاؤه فَيَنْبَغِي أَن تبحث عَن

جَمِيع هَذِه فَإِذا كَانَ الْغَالِب دَلَائِل الْخَلَاص تخلص وبالضد وبيّن أَن الْحمى والسهر والعطش والاختلاط وَضعف الْقُوَّة وَسُقُوط الشَّهْوَة وعسر النَّفس والنفث دَلَائِل ذميمة جدا وأضدادها حميدة.

قَالَ: ورداءة الْخَلْط الْفَاعِل للورم وَكَثْرَة كميته من الدَّلَائِل الرَّديئَة وبالضد قَالَ: وتعرف ردائته من لون النفث فَأَما كميته فَلَا يُمكن أَن تعرف من كمية النفث وَذَلِكَ أَنه رُبمَا لم ينفث فِي أول الْأَمر شَيْئا كثيرا لِأَنَّهُ عَن نضيج وَرُبمَا كَانَ الْخَلْط كثيرا ثمَّ ينفث بِآخِرهِ شَيْئا كثيرا وَرُبمَا كَانَ الْخَلْط قَلِيلا إِلَّا أَن النفث يكون كثيرا فِي أول الْأَمر لِأَنَّهُ ينفثه كُله فِي أول الْأَمر قَالَ: وَهَذَا حميد قَالَ: وَلَكِن اسْتدلَّ على قلَّة كمية الْخَلْط بِأَن يكون مَعَ النفث نضج حَتَّى يكون ذَلِك النفث وَلَو كَانَ أسود فَيكون مختلطاً بالبزاق النضيج ويسهل ارتفاعه بالسعال وَيكون التنفس سهلاً والوجع يَسِيرا والسهر أقل وَإِذا كَانَ بِهِ قبل أَن يَبْتَدِئ بِهِ النفث اخْتِلَاط سكن ذَلِك الِاخْتِلَاط ونختم ذَلِك كُله أعظم الدَّلَائِل وَهُوَ خفَّة العليل على النفث واستقاله بِهِ واحتماله وخفة بدنه وحركاته.
قَالَ: وَمَتى عرض أَن يكون الْخَلْط كثيرا فَإنَّك تَجدهُ مَعَ بصاق غير نضيج وتجده غير مختلط بالبزاق وَيكون عسر النَّفس والتنفس وتولد الْحمى والسهر والاختلاط أَو يبْقى بِحَالهِ ونختم)
ذَلِك سوء احْتِمَال الْمَرِيض وَضَعفه ويستدل على ضعفه بالنبض.
قَالَ: فَانْظُر فِي قُوَّة الدَّلَائِل فَإِنَّهُ لَو اجْتمع على من بِهِ ذَات الْجنب أَن يكون الوجع فِي أشرف آخر الصَّدْر وبالقرب من الْقلب وَكَانَ مَعَه أَمر عَظِيم من عسر النَّفس وَشدَّة الْحمى والسهر والوجع وَبطلَان الشَّهْوَة والاختلاط وضع بإذاء هَذِه كلهَا أَن نفثه لَيْسَ بأسود وَلَا مرارياً ناصعاً صرفا لكنه كَانَ فِي الِابْتِدَاء إِمَّا أَحْمَر وَإِمَّا أصفر وَإِمَّا زبدياً فَإِنَّهُ يتَغَيَّر بعد قَلِيل إِلَى النضج أَقُول: إِنَّه لَا يَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَال أَن يجزع من شدَّة هَذِه الْأَمْرَاض بل اعْلَم أَنَّهَا أحدثت كلهَا بِسَبَب جمع الورم للمدة وَقَالَ أبقراط: إِن عِنْد تولد الْمدَّة تكون الأوجاع والحميات فِي الْغَايَة والأعلام الرَّديئَة فَإِن أعانته الْقُوَّة انفق نفث مَا يَصح وَإِن العليل لَا يلبث أَن يبرأ فينفث نفثاً مستحكم النضج ويهدأ عَنهُ جَمِيع هَذِه الْأَعْرَاض وَذَلِكَ أَن النضج يدل على ألف ألف سرعَة البحران وَمَا هِيَ الصِّحَّة فَانْظُر إِلَى قُوَّة النضج فِي النفث كَيفَ غلب على هَذِه العلامات فِي هَذَا الْمَرَض واطلبه فِي كل مرض نضجه الْخَاص بِهِ فَإِن مَا كَانَ من أمراض الصَّدْر يُوجد هَذَا الدَّلِيل الْوَاحِد فِيهَا أَعنِي نضج مَا ينفث مُتَقَدم فِي الْقُوَّة لجَمِيع الْأَعْلَام الرَّديئَة فَإِن إعانته الْقُوَّة الإرادية بَقِي حِينَئِذٍ ينفث مَا نضج كُله وَتمّ النضج وكمل وَإِن لم تساعده الْقُوَّة
فَلَيْسَ على الْقُوَّة الطبيعية هُنَاكَ عيب وَإِنَّمَا جدلتها الإرادية فعجزت عَن التنقية فَأَما مَا على الطبيعية فقد وقف بهَا وَهَذَا يكون فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تكون تنقيتها بِقُوَّة إرادية فَأَما فِي الَّتِي يكون نفض الْفضل بعد النضج عَنْهَا بِقُوَّة طبيعية فَلَا لَكِن إِذا أكمل النضج جدا دفع الْفضل بِقُوَّة قَوِيَّة لَكِن لَا مَا ينضج فِي الصَّدْر والرئة يحْتَاج إِلَى أَن ينفث بالسعال يحْتَاج إِلَى صِحَة قُوَّة العضل.
الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: قد يمْتَنع من الفصد فِي ذَات الْجنب إِذا كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل مرارياً وتبيين فِي النفث لي فِي هَذَا نظر قَالَ: بعض النَّاس يَقُول: إِنَّه إِذا كَانَ النفث دموياً ثمَّ صَار مرارياً فقد أحدث الْعلَّة تسلك نَحْو البحران لي وَفِي هَذَا نظر.
الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: يَنْبَغِي فِي جَمِيع الْعِلَل النَّازِلَة بالصدر والرئة والأضلاع أَن يكون البزاق نفثاً سهلاً سَرِيعا قَالَ: قَوْله سَرِيعا: يَعْنِي فِي أول الْمَرَض وَإِذا كَانَ النفث سَرِيعا كَانَ فِي الْأَكْثَر سهلاً قَالَ: وعسر نفث البزاق يكون إِمَّا لَان الصَّدْر وجع فَلَا يقدر أَن ينضّم انضماماً شَدِيدا من أجل رقته ولضعف الْقُوَّة أَو لغلظ الْمَادَّة فَإِن الْمَادَّة الغليظة تلحج وتحتاج فِي قطعهَا إِلَى قُوَّة قَوِيَّة أَو لرقتها فَإِن الرقيقة لَا تنْدَفع بالهواء الدَّافِع لِأَنَّهَا تفلت مِنْهُ وتجري من حواليه بسهولة)
فسهولة النفث دالّ على الْأَمْن من هَذِه الشرور وسرعته تكون مبشرة لقصر الْمَرَض قَالَ: وَترى الْحمرَة فِيهِ مُخَالطَة للريق جدا يَقُول إِن المرار الَّذِي ينفث يكون مختلطاً بالبزاق جدا وَلَا يكون صرفا لِأَن صرفته تدل على كَثْرَة ورداءة الْعلَّة فَأَما الْمُتَأَخر فِي الْوَقْت فِي ابْتِدَاء الْمَرَض تأخراً كثيرا الْأَحْمَر والأصفر الصّرْف الَّذِي يقذف بسعال شَدِيد فرديء قَالَ: والأحمر إِذا كَانَ صرفا رَدِيء والأبيض اللزج المستدير لَيْسَ بجيد لِأَن هَذَا يحدث عَن البلغم المحترق وبقدر خبث الْمَادَّة يكون خبث الورم الْكَائِن عَنهُ فبمقدار رداءة هَذَا ألف ألف البلغم على البلغم الطبيعي كَذَلِك رداءة الورم الْكَائِن مِنْهُ وَبِالْجُمْلَةِ فالمواد الدموية والبلغمية أقل رداءة فَأَما الصفراوية والسوداوية فرديئتان لِأَنَّهُمَا أكّالتان للأعضاء وَيكون الصفراوي مَعَ حميات أَشد والسوداوي عسر طَوِيل الْمدَّة والانقلاع والأخضر الزُّبْدِيُّ أَيْضا رَدِيء لِأَن الْأَخْضَر يكون عَن الْمدَّة الزنجارية والزبدي يدل على كَثْرَة رُطُوبَة وحرارة مضطربة مَعهَا اضْطِرَاب شَدِيد وَالْأسود أردى من تِلْكَ فَإِذا كَانَ الْخَلْط لَا يخرج عَن الرئة لَكِن تبقى الرئة ممتلئة حَتَّى يحدث شَبيه الغليان فِي الْحلق فَذَلِك أَيْضا رَدِيء وكل نفث لَا يكون بِهِ سُكُون الوجع فَهُوَ رَدِيء وخاصة الْأسود وَكلما كَانَ بِهِ سُكُون الوجع فَهُوَ مَحْمُود لِأَن الشَّيْء إِذا كَانَ بِسُكُون الوجع يدل على أَنه يخرج من الْبدن على جِهَة الدّفع وَإِن الْبدن ينقي بذلك
الدّفع وَمَا كَانَ من هَذِه لَا يسكن لَا بالنفث وَلَا بإسهال الْبَطن وَلَا بالفصد وَلَا عِنْد العلاج بالأدوية فَإِن أمره يؤول إِلَى التقيح. لي اعْلَم أَن هَذِه حَال الورم الْحَار الَّذِي لَا يهدأ ضربانه الْبَتَّةَ فَكَمَا أَن ذَلِك دَلِيل صَادِق على أَنه يُمِيت كَذَلِك هَذَا فَإِذا رَأَيْت فِي ذَات الْجنب ذَلِك فَاعْلَم أَنه سيتقيح أَو يَمُوت قَالَ: هَذِه إِذا لم تكن رَدِيئَة خبيثة الْخَلْط آلت إِلَى التقيّح فَأَما إِذا كَانَت رَدِيئَة فَإِنَّهَا تقتل قَالَ: وَإِذا حدث التقيح والبزاق يغلب عَلَيْهِ بعد المرار فَهُوَ رَدِيء جدا إِن كَانَ يخرج النفث المراري والمدّة مَعًا وَإِن كَانَا يتعقبان بذلك يدل على أَن الْخَلْط خَبِيث رَدِيء فنضج بعضه وَلم يوات الْجَمِيع وَقد رامت الطبيعة إنضاجه فَلم يتهيأ لَهَا قَالَ: وَلَا سِيمَا مَتى بَدَت الْمدَّة فِي السَّابِع إِذا كَانَت مَعَ نفث مراري قَالَ: وتوقع لهَؤُلَاء أَن يموتوا فِي الرَّابِع عشر إِلَّا أَن يظْهر بعد ذَلِك حَادث مَحْمُود. لي الْحَادِث الْمَحْمُود خفَّة علته وَسُكُون الوجع والأعراض وضعفها وَحسن النفث وبالضد إِن)
حدثت فالموت أسْرع لأَنهم قد حدثت لَهُم فِي السَّابِع تغير رَدِيء ويتقدم الْمَوْت ويتأخر بِحَسب مَا يظْهر من الدَّلَائِل الحميدة والذميمة أنزل أَن مَرضا قذف فِي السَّابِع مدّة ومراراً مختلطاً وَكَانَت جَمِيع أَحْوَاله متوسطة فِي الْجَوْدَة والرداءه حَتَّى قدّرت وَقت الْمَوْت الْوَقْت الْوسط وَهُوَ الرَّابِع عشر فَإِن ظهر بعد السَّابِع فِي الثَّامِن أَو التَّاسِع نفث أسود فَاعْلَم أَنه يَمُوت فِي الْحَادِي عشر وَإِن ظهر دَلِيل مَحْمُود فَإِنَّهُ يتَأَخَّر مدّة عَن هَذَا الْوَقْت بِمِقْدَار قُوَّة ذَلِك الدَّلِيل وَاعْلَم أَن الْقُوَّة عَظِيمَة الدّلَالَة فِي الْخَلَاص وَأعظم من سَائِر الْأَشْيَاء فَعَلَيْك ألف ألف بِالنّظرِ فِيهَا. لي نفث الْمدَّة خَالص من الصديد بِذَات الْجنب أصلح من نفثها مختلطة.
قَالَ ج: آخر مَا اتّفقت عَلَيْهِ الْأَطِبَّاء الأورام الْبَاطِنَة إِذا تقيحت تحدث فِي وَقت تقيّحها نافض يتبعهَا حمى وَإِنَّمَا يحدث ذَلِك النافض لِأَن المّدة تلذع الْأَعْضَاء كَمَا تلذع الْأَدْوِيَة الحريفة القروح وتصعب فِيهِ الْحمى بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَت قبل ذَلِك ويعرض للْمَرِيض فِي ذَلِك الْوَقْت ثقل لِأَن المّدة تجمع وَتحصل فِي مَكَان وَاحِد بعد أَن الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ يكون متعرفاً فَمن هَذَا الْموضع إِلَى الْعشْرين أَو الْأَرْبَعين أَو السِّتين يتَوَقَّع انفجار المّدة وَهَذَا الْيَوْم هُوَ الَّذِي يعرض فِيهِ النافض والحمى الشَّدِيدَة بأشد مِمَّا كَانَت والثقل وَهَذَا مُخَالف لما قَالَه فِي مَوضِع آخر إِن الِاتِّفَاق قد وَقع أَن الْحمى تهتدئ والوجع يخف إِذا تكونت الْمدَّة وفرغت
وَأَشد مَا تكون الْحمى والأوجاع فِي الْوَقْت الَّذِي يتكوّن فِيهِ الْمدَّة فَأَما إِذا كَانَت وفرغت فَإِنَّهَا تهدأ الْحمى وتخف الوجع وَتصير فِي مَكَانَهُ ثقل فَأَما إِذا انفجر فَإِنَّهُ يهيج نافض وَحمى صعبة لِأَن الْمدَّة تلذع الْأَعْضَاء الَّتِي تنصبّ عَلَيْهَا وَإِنَّمَا وَقع الْغَلَط من اشْتِرَاك فِي الِاسْم وَهُوَ التقيح لِأَنَّهُ يَقُول فِي وَقت التقيح: التقيح يكون كَيْت كَيْت والتقيح لم يبن إِنَّه يُرِيد بِجمع الْقَيْح أَو انفجاره. لي قد بَان إِنَّه يُرِيد بالتقيح انفجار الْمدَّة لقَوْله بعد هَذَا: إِنَّه كَانَ يحس بثقل فِي جَانب وَاحِد فالتقيح فِيهِ وَبِأَنَّهُ قَالَ بعد هَذَا بِقَلِيل: إِنَّه إِذا تقيح ضَاقَ النَّفس لِأَن الفضاء الَّذِي فِيهِ الرئة تضيق بانصباب الْمدَّة فِيهِ وَقَالَ بعد قَلِيل: إِنَّمَا يسلم من المتقيحين من فارقته الْحمى واشتهى الطَّعَام وَبعد هَذَا بفصول وَبِمَا أَقُول بيّن لمن قَرَأَهُ فِي هَذَا الْموضع من الْكتاب فاقرأه فَإنَّك تعلم أَنه يُسمى التقيح انفجار الْمدَّة لَا اجتماعها قَالَ: التقيح إِن كَانَ بِجَانِب وَاحِد فتعرفه من أَنه يكون أسخن وَمن أَن العليل إِذا نَام على الْجَانِب الصَّحِيح أحسّ بثقل معلّق فِي الْجَانِب المتقيح.

الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to " أَصْنَاف النفث 2"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel