بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

لى يفرق بَين هَذَا وَبَين عِلّة الأمعاء من مَوضِع الوجع وعلامات وجع الكبد

لى يفرق بَين هَذَا وَبَين عِلّة الأمعاء من مَوضِع الوجع وعلامات وجع الكبد قَالَ: وَمَتى كَانَت قُوَّة الكبد الماسكة ضَعِيفَة خرج الإسهال الشبيه بِمَاء اللَّحْم من بعد ذَلِك إِذا طَال دم كالدردى. لى يَنْبَغِي أَن يعْمل على هَذَا فَإِن هَذَا صَحِيح وَهُوَ نَص كَلَام جالينوس فَأَما مَا كتبناه فَإِن هَذَا يدل على ضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة فَقَط. قَالَ: وَإِذا كَانَ الورم الْحَار فِي الماسريقا كَانَ فِي البرَاز كصديد القروح رَقِيق وَكَانَ البرَاز كيلوساً لِأَنَّهُ بنفذ إِلَى الكبد وَذَلِكَ الصديد هُوَ مَا رشح من ذَلِك الورم.

 قَالَ: وَقد يستفرغ من الْبَطن دم أَحْمَر نقي إِذا قطعت بعض أعضاءالإنسان أَو احْتبسَ دم البواسير أَو الطمث لِأَن الَّذِي كَانَ يذهب إِلَى غذَاء ذَلِك الْعُضْو ويستفرغ يرجع إِلَى الأمعاء وَيكون ذَلِك أَيْضا لمن ترك رياضة كَثِيرَة كَانَ مُعْتَادا لَهَا. قَالَ: وَلَيْسَ فِي ذَلِك مَكْرُوه لِأَن الْبدن حِينَئِذٍ ينقى الْفضل عَن نَفسه. قَالَ: وَأما الْحمرَة والفلغموني إِذا نضجا فَإِنَّهُ يخرج فِي البرَاز دم كالدردى وَرُبمَا كَانَ مثل الإسهال عَن الكبد إِذا قويت بالأدوية الَّتِي تعالج بهَا فَرَجَعت قوتها وَدفعت عَن نَفسهَا الفضول لتنقى فَتخرج أَشْيَاء رَدِيئَة اللَّوْن وَالرِّيح فِي البرَاز ويتوهم الْجُهَّال أَن العليل قريب من العطب والعالم إِذا رأى هَذِه بعد نضج الورم وخفة العليل لم يهله ذَلِك وَاعْلَم أَن ذَلِك لَيْسَ ينذر بِسوء بل يدل على خير.

فِي تشريح الْأَمْوَات قَالَ: إِن الكبد إِذا كَانَ فِيهَا ورم وسدد تضرها الْأَطْعِمَة الحارة لِأَنَّهَا تلهب الدَّم والباردة الغليظة لِأَنَّهَا تزيد فِي السدد فتحتاج إِلَى غذَاء متوسط فِي التبريد والإسخان وَلَا يكون لزجا ككشك الْحِنْطَة لَكِن يكون مَعَه جلاء ككشك الشّعير فَإِنَّهُ نَافِع فِي هَذِه الْأَحْوَال.

الساهر إِذا ألفت مسهلات للكبد فألق فِيهَا مَا يصلح الكبد على هَذَا الْمِثَال: إهليلج أصفر وشاهترج وتمر هندي وحشيش غافت وأفسنتين وَاجعَل بياضه الغاريقون وألق فِيهِ مصطكي وسنبلاً وَنَحْو ذَلِك وأبرازاً وأصولاً. قَالَ: مَاء الْجُبْن يفتح سدد الكبد وَيجب أَن يتَّخذ بالسكنجبين ويسقى مَعَ بعض (ألف ب) الْأَشْيَاء القابضة الجيدة. الطَّبَرِيّ: اللوز يفتح سدد الكبد وَإِذا مرا كَانَ أقوى.

أَقْرَاص تسقى عِنْد كل حِدة الكبد ويبس الطبيعة: لَك دِرْهَم راوند صيني دِرْهَم وَنصف بزر الكشوث وبزر الهندباء وبزر الرجلة دِرْهَم دِرْهَم عصارة الغافت دِرْهَم وَنصف سنبل مصطكي دِرْهَم دِرْهَم غاريقون دِرْهَمَانِ سقمونيا نصف دِرْهَم مشوي فِي سفرجل كافور)
لى على مَا رَأَيْت فِي المنجح سرابيون: قد يحدث فوَاق من فلغموني عَن علل عَظِيمَة تحدث فِي الكبد. سرابيون: وَلنَا فِيهِ إصْلَاح قَلِيل الَّذِي يحدث فِي الكبد من الْعِلَل ثَمَانِيَة أَصْنَاف: سوء المزاج وَضعف جوهرها والسدد والأورام والقروح وَضعف قوتها يحدث
اخْتِلَافا مثل الدَّم وقوتها الْمُغيرَة إِن فَسدتْ بالحرارة جعلت الدَّم فِي الْبدن رديئاً مراريا وَمَتى فَسدتْ إِلَى الْبرد جعلته مائياً وَمَا بَين ذَلِك وقوتها الجاذبة إِذا ضعفت أحدثت إسهال الْبَطن والورم الْحَار فِي الكبد رُبمَا أسهل شَيْئا شَبِيها بِمَاء اللَّحْم إِذا كَانَت الكبد تعْمل الدَّم لَكِن عملا ضَعِيفا مائلاً إِلَى الْبرد والرطوبة وَمن سوء مزاج حَار يكون فِي الكبد يكون مَعَه عَطش وقيء مراري وَحمى قَوِيَّة وبراز منتن وَسُقُوط الْقُوَّة والشهوة وَأما الْبَارِدَة فَيكون مَعَه لين الْبَطن وشهوة الْغذَاء وَنقص الْعَطش وَلَا يكون بِهِ أَولا حمى ثمَّ تكون إِذا تَمَادى بِهِ الزَّمن لِأَن الدَّم نَفسه فِي الكبد ويعفن أَيْضا وَسُوء المزاج الْيَابِس ينحف الْجِسْم وَيصير مِنْهُ كالذبول وَيفْسد الْوَجْه وَيكون مَعَه عَطش وَالرّطب بضد ذَلِك.
وَأما الْأَمْرَاض فَإنَّا سنذكرها فعالج كل سوء مزاج بِمَا يضاده فعالج الْحَار بِمَاء الشّعير وأنواع الهندباء والسلق بالخل وَإِن احتجت أَن تزيد فِي الْقُوَّة فلحم السّمك الرضراضى والتفاح وَالرُّمَّان والسفرجل وضمد بضماد الصندلين وفقاح الْكَرم والورد وحى الْعَالم وأطراف الآس وَالْخلاف والساذج والسنبل والمصطكي والشمع ودهن السفرجل ودهن الآس وَنَحْو ذَلِك ولفساد المزاج الْبَارِد عَلَيْك بالبذور المسخنة اللطيفة وغذ بالخبز المنقع فِي الْخمر والخنديقون وبلحوم العصافير والحجل ودع السّمك الْبَتَّةَ والفواكه الرّطبَة وَسُوء المزاج الرطب إِذا أفرط يُؤَدِّي إِلَى الاسْتِسْقَاء اللحمي واليابس إِلَى الذبول والحار إِلَى ذَلِك وَفَسَاد الدَّم والأورام أَيْضا والبارد إِلَى الاسْتِسْقَاء.)
فِي الأورام قَالَ: الورم الْحَادِث إِن كَانَ فِي حدبة الكبد فَإِنَّهُ يحس إِذا كَانَت عَظِيمَة وَإِن حدث فِي تقعرها فالعلامة ثقل تَحت (ألف ب) الشرسوف وَبطلَان الشَّهْوَة والعطش الَّذِي لَا يفتر والقيء المراري ووجع كَأَنَّهُ يجذب المراق إِلَى فَوق ويبلغ إِلَى الأضلاع والكتف وَرُبمَا بلغ الجذب إِلَى طُلُوع الْخلف وَذَلِكَ فِيمَن كبده ملازقة لهناك وَهَذِه الْأَعْرَاض تعرض أَيْضا عِنْد الورم فِي حدبة الكبد غير أَنه إِذا كَانَ الورم فِي الحدبة كَانَ أعظم وأغلب فَيكون النَّفس أعظم والسعلة أقوى ويمتد الوجع فِي الْكَتف الْأَيْمن لَكِن بطلَان الشَّهْوَة يكون مَعَ ورم التقعر أَكثر مِمَّا يكون مَعَ ورم الحدبة وَكَذَلِكَ الْقَيْء المري والغثى وَكَثْرَة الْعَطش وَيكون مَعَ أورام الكبد الحارة حمى محرقة وَقد يحدث الورم فِي لحم الكبد نَفسه ووجعه يكون ثقيلاً غير نَاسخ وَأما فِي الغشاء الَّذِي يغشيه فوجعه نَاسخ غير ثقيل وَأما فِي عضل المراق الَّذِي فَوق الكبد وَهَذِه الأورام تكون طولا تمتد فِي غوص الْبَطن أَو طوله أَو تاريبه على نَحْو العضل الَّتِي هِيَ وارمة.
وَأما أورام الكبد مستدير هلالي فأفصد الباسليق إِن أمكن وَأعلم أَن الكبد تحْتَاج فِي هَذِه الْحَال إِلَى أدوية وأغذية تقيم مجاريها وتحلل قَلِيلا وَهَذِه لَا تكون إِلَّا جلاءة وَلَا يجب أَن تكون مَعَ جلائها لذاعة لِأَن الورم ينفذ مَعهَا وَيزِيد مَعهَا فَالَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ مَا يجلو بِلَا لذع وَالْعَسَل كَذَلِك لكنه بجلائه يهيج الأحشاء فَاسق لذَلِك مَاء الشّعير فَإِنَّهُ يجلو بِلَا لذع مَعَ
السكنجبين وَأما الرُّمَّان والتفاح ونجوهما فَإِنَّهَا تسد الأوعية بقبضها فتحبس المرار إِن يخرج عَن الكبد فيزيد لذَلِك وخاصة إِن كَانَ فِي تقعير الكبد لِأَن فعلهَا يكون هُنَاكَ قَوِيا بعد فَأَما إِذا ارْتَفَعت إِلَى الحدبة قد استحالت وضعفت فَالَّذِي يصلح للورم فِي حدبة الكبد مَاء الشّعير والأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل باعتدال نَحْو طبيخ الكرفس فَإِن كَانَ اللهب شَدِيدا فاعط العليل مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والكاكنج والسكنجبين فَإِن تَمَادى الزَّمَان وَظهر الهضم فِي الورم فَاسْتعْمل الَّتِي شَأْنهَا إدرار الْبَوْل بِقُوَّة نَحْو الأسارون والسنبل والفو والبطراس اليون والمر وفقاح الْإِذْخر والغافت والكمافيطوس فَأَما إِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب المقعر فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تحرّك البرَاز نَحْو)
الصَّبْر والتربد والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وَنَحْوهَا وَذَلِكَ بعد الهضم والحقن أَيْضا أَولا بِمَاء الْعَسَل والبورق فَإِذا ظهر الهضم فِي وَقت الانحطاط فاخلط بهَا شَحم الحنظل والقنطوريون وخاصة إِن بَقِي مِنْهُ بَقِيَّة متججرة فِي الكبد وباعده من الأغذية اللزجة وغذ بِمَا يجلو وضمد بالمرخية والعطرية لتجلل بالمرخية (ألف ب) وَتحفظ قُوَّة الكبد بالعطرية وَاسْتعْمل الأضمدة فِي أول الْأَمر حَيْثُ لَا يكون قد ظهر هضم مثل ضماد الصندلين وحى الْعَالم والسفرجل والقسب وَإِذا ظهر قَلِيلا فالبابونج والشمع ودهن الْورْد والمصطكي وَأما بِآخِرهِ إِذْ انحط وانهضم جدا فَاسْتعْمل فِي الْأَدْوِيَة والأضمدة الميعة السائلة والإيرسا والمر والأسارون والأشنة والجعدة وإكليل الْملك وبزر الْكَتَّان ودهن السوسن ودهن الناردين ودهن البابونج ودهن الشبث ودهن النرجس وَمَا كَانَ من الأورام فِي تقعير الكبد فأمل التَّدْبِير إِلَى الْبرد أَكثر لِأَن مَعهَا إِذا حميات قَوِيَّة حارة ضَرُورَة حادة وَلَا يحْتَمل الْأَشْيَاء المسخنة فِي الأورام الصلبة إِذا حدث الورم الصلب فِي الكبد يبْقى من الفلغمونى بقدم أَو حَادث بِذَاتِهِ وَلَا يكَاد يكون ذَلِك لِأَنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر يكون بقايا فلغمونى فَإِن أَفْوَاه أوعية نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْجِسْم تنسد وينطلق الْبَطن وَيَمُوت صَاحبه فِي الْأَكْثَر وَيلْحق ذَلِك ضَرُورَة الاسْتِسْقَاء قبل الْمَوْت وينطلق الْبَطن إِذا كمل الانسداد لِأَن الأغذية ترجع منصبة إِلَى الْبَطن وَيهْلِكُونَ وَلَكِن فِي مُدَّة طَوِيلَة وَذَلِكَ أَن هَذَا الانسداد لَا يحدث سَرِيعا جدا. قَالَ: وغرض هَؤُلَاءِ أَن يفتح سدد أكبادهم والأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا الَّتِي تصلح فِي آخر الورم الْحَار تصلح لَهُم وَيجب أَن يكون غرضك فِي أضمدة مثل هَذِه الأكباد ثَلَاثَة أَشْيَاء مِمَّا يلين كالمقل والشحوم وَمَا يلطف ويحلل كفقاح الْإِذْخر والغار والفاوينا والفوة وَحب البان وثجيرة وَمَا يُقَوي كحشيش الإفسنتين والمصطكي فَمن هَذِه الْأَنْوَاع تركب الأضمدة وَانْظُر أَلا تسرف فِي التَّحْلِيل فَيبقى من الصلابة بَقِيَّة متحجرة ممتنعة من التَّحْلِيل لَكِن عَلَيْك بالتحليل والتليين بِمَاء ثجير حب البان إِذا ضماد نَافِع جدا للصلابة فِي الكبد قَالَ: وَمِمَّا يسقى مِمَّا يفتح سدد الكبد ويضمد بِهِ: القنطوريون الدَّقِيق وأصل لِسَان الْحمل وورقه وبزره وأجود مِنْهَا بزره وقشور أصل شَجَرَة
الْغَار إِذا شربت ثَلَاثَة أبولسات مَعَ شراب ريحاني دَقِيق الترمس إِذا عجن بنقيعه وضمد بِهِ واللوف الْجَعْد وَهَذَا كُله عَجِيب فِي ورم الكبد الصلب والراوند الصيني والجعدة والكماذريوس والغاريقون شَأْنه التفتيح والتنقية والبابونج إِذا تضمد بِهِ فَإِن من شَأْنه أَن يحلل أَكثر من سَائِر)
الْأَدْوِيَة وَمن الْأَدْوِيَة المركبة دَوَاء اللك ودواء الكركم ودواء والأثاناسيا ودواء الْقسْط وَلَا يصلح شَيْء من هَذِه إِذا كَانَت حرارة إِلَّا أَن تكون يسيرَة إِلَّا أَن هَذِه إِنَّمَا (ألف ب) تصلح للبرد والرطوبة ودهن الخروع بِمَاء الْأُصُول والغافت ودهن اللوز المر إِذا كَانَ فِي الكبد سدد بِلَا ورم من أخلاط غَلِيظَة لزجة وَلَيْسَ مَعهَا حرارة الْبَتَّةَ فَإِن عَلَامَات ذَلِك ثقل ووجع فِي الكبد من غير حمى وامتداد يحدث فِيهِ لِأَن رياحاً تتولد فِيهِ وَلَا يُمكنهَا أَن تنفذ وَإِذا طَال أَمر هَذَا السدد عفنت الأخلاط فِي الأكباد فأحدثت أوراماً وأهاجت حميات لَا محَالة.
علاج ذَلِك: أَنه إِذا كَانَت السدد قَوِيَّة مزمنة فأفصد الباسليق ثمَّ أعْطه الْأَدْوِيَة الْمُقطعَة كالسكنجبين العنصلى وطبيخ الغافت وطبيخ الترمس الني وطبيخ أصل الْكبر وأصول الْإِذْخر والرازيانج والكرفس والأنيسون واللك والفوة والسليخة ودهن اللوز المر وَهُوَ يفتح أَيْضا كنحو تفتيح هَذِه وَنَحْوه الغاريقون والجنطيانا والقنطوريون وَمَا ذكرنَا من المركبة فِي بَاب الأورام الصلبة فَإِن العلاج متفارب إِلَّا فِي التليين الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُنَاكَ من أجل الورم الصلب. قَالَ: والدواء الْفَاضِل للسدد هُوَ السرخس لِأَن المرارة غالبة عَلَيْهِ.
وَهَذَا الدَّوَاء عَجِيب لَهُ جدا وَهُوَ الدَّوَاء السنبلي: سنبل رومي ثَلَاثَة أَجزَاء أفسنتين جزؤ يدق ويعجن بِعَسَل وَيُعْطى وينفعهم أَيْضا حل الْبَطن بايارج فيقرا والبسبايج والأفسنتين والغاريقون وطبيخ البزور المدرو للبول.
فِي الدُّبَيْلَة فِي الكبد: إِن حدث فِي الكبد خراج يجمع فَإِن فَتحه بالحديد تلف فَالْوَاجِب أَن يضمد دَائِما بدقيق شعير وذرق الْحمام وتين مسلوق وبورق ويطعمون عسلاً مغلي وتيناً يَابسا وزوفاء وفوذنجا وَمَاء الشّعير مَعَ عسل وَيسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المدرة للبول كي تميل الْمَادَّة إِلَى الكلى والمثانة فَإِن هَذَا اولى وَأوجب من أَن تميل نَحْو تجويفي الْبَطن والأمعاء واسقهم طبيخ الحاشا والزوفاء والفوذنج النَّهْرِي. لى أَو طبيخ القنطوريون أَو طبيخ الفراسيون فَإِنَّهُ مجرب وَإِن كَانَت الطبيعة يابسة فَحلهَا بحب الصَّبْر فَإِذا انْفَتح الورم وَمَال نَحْو الكلى والمثانة فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ شَيْئا من الْأَدْوِيَة القوية بل أعطهم بزر الْبِطِّيخ وبزر القثاء وأصل السوسن وَكَثِيرًا وفانيذا وَمن الأغذية عسلاً ولبناً قد نشفت مائيته وبيضاً نيمرشتا وملوخيا وَمَاء الشّعير وَالشرَاب الحلو فَإِن انبعثت الْمدَّة إِلَى الأمعاء فَاسْتعْمل من العلاج مَا لَا يُطلق الْبَطن كَبِير إِطْلَاق وَلَا يشده فَإِن)
كَانَ الْخراج حَادِثا فِي غشاء الكبد فَإِنَّهُ إِذا تفتح ينصب فِي مابين الْحجاب والأمعاء فِي الْموضع الَّذِي فِيهِ يجْتَمع المَاء فِي المستسقى فافتح إِلَى جَانب الأربية الْيُمْنَى فَإِذا سَالَتْ الْمدَّة فواظب على الْخُرُوج. قَالَ: وجع الكبد والشوصة (ألف ب) فِي أول الْأَمر يتشابهان لِأَنَّهُ يلْزم الْجَمِيع ضيق نفس وسعلة فِي الترقوة الْيُمْنَى أَو
الْجنب الْأَيْمن فَأَما بِآخِرهِ فُلَانُهُ يظْهر مَعَ وجع الكبد حمرَة فِي اللِّسَان وسواده وَتغَير الْجِسْم أجمع فِي لَونه وسحنته وَيظْهر مَعَ ذَات الْجنب النفث والسعال الظَّاهِر الْخَاص بِهِ وَيفرق بَينهمَا فِي أول الْأَمر أَن نبض ذَات الْجنب صلب وَيجب أَن تنظر فَإِن أحسست فِي الْجَانِب الْأَيْمن بورم فالعلة فِي الكبد إِلَّا انه لَيْسَ إِذا لم يحس بذلك لَيست الْعلَّة فِي الكبد لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون للورم فِي قعرها أَو فِي الحدبة فِي أَعْلَاهَا فَانْظُر أَيْضا فِيمَن يحس بوجع فِيمَا بَين الأضلاع أَو تحتهَا فَإِن كَانَ ينفث من سعاله شَيْئا أَحْمَر أَو متلوناً فالعلة ذَات الْجنب وَإِن كَانَ لَا ينفث فَلَيْسَ يُمكن أَن يحكم أَن لَيْسَ بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون ابتدائها أَو يكون من الَّتِي يعسر النفث فِيهَا وضيق النَّفس بِذَات الْجنب أولى فَإِذا أردْت أَن تقف بِالْحَقِيقَةِ هَل ذَلِك فَأمر العليل أَن يتنفس أعظم مَا يُمكنهُ من النَّفس ثمَّ سل هَل يحس بثقل مُعَلّق تَحت شراسيفه وأضلاعه فَإِن كَانَ كَذَلِك فَهُوَ وجع الكبد وَمَا ينبعث من الْبَطن فِي وجع الكبد بِخِلَاف مَا ينبعث فِي ذَات الْجنب إِلَّا أَنه رُبمَا لم يخرج من الْبَطن شَيْء يدل على ذَلِك وَلَا يحس بالحس فَحِينَئِذٍ لَا يبْقى عَلامَة النبض الصلب والعلامة الَّتِي أَمرتك بهَا بالتنفس الْعَظِيم.
مَجْهُول قَالَ: وَيحدث فِي الكبد أوجاع لصغرها فَقَط تقتصر على الأغذية اللطيفة القليلة وَيجْعَل ذَلِك مَرَّات شَيْئا بعد شَيْء. قَالَ: والورم الْحَار يعالج بالفصد وَمَاء الهندباء وَمَاء الشّعير وضماد الصندلين وسكنجبين فَأَما فِي الورم الجاسي الْبَارِد فبأقراص الأفسنتين ودواء الكركم والسنبل والقسط وَمَاء الْأُصُول ودهن اللوز المر وضماد الاصطماخيقون وكل الورم الصلب يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء وَإِن حدث فِي الكبد ورم عَن ضَرْبَة فَخذ راونداً صينياً وفوة مِثْقَالا فاسقه كل يَوْم مِثْقَالا ثَلَاثَة أَيَّام وضمد بطين أرميى وماش مَجْمُوع بميبختج قد أنقع فِيهِ سفرجل وتفاح أَو لطخ الكبد بموميامى ودهن بنفسج فَإِن لم يكن هُنَاكَ برد. فبالزيبق فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ.
النبض الْكَبِير قَالَ: لَا يكون أبدا فِي الكبد ورم بلغمي لِأَن طباع الكبد تحيل البلغم.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "لى يفرق بَين هَذَا وَبَين عِلّة الأمعاء من مَوضِع الوجع وعلامات وجع الكبد"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel