بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

أرخيجانس: مَتى كَانَت فِي الكبد صلابة كَثِيرَة

أرخيجانس: مَتى كَانَت فِي الكبد صلابة كَثِيرَة فاعصر الشيح الرطب واسق عصارته ولتكن) غَلِيظَة أَو خُذ وجا وأصل الجوشير ثَلَاثَة مَثَاقِيل واسقه بطبيخ الْعَسَل دَائِما فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك جدا وضمد الكبد الصلبة ببزر الْكَتَّان ودقيق الشّعير مطبوخين بشراب أَو بأصول الْكبر والسكنجبين أَو بأصول الخطمى الْمَطْبُوخ بشراب أَو تَأْخُذ مرا فانقعه بشراب قَابض واخلط مَعَه قسباً تعجنه بِهِ وضمد الكبد الصلبة بِهَذَا الضماد: ضماد جيد: أشق مائَة مِثْقَال مقل أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران اثْنَا عشر مِثْقَالا شمع مائَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا دهن الْحِنَّاء قوطولى خل نصف قوطولى يَجْعَل ضماداً وينفع مِنْهُ ضماد إكليل الْملك وضماد فليطريون نفعا بليغاً وتتدارك صلابة الكبد قبل أَن يصير إِلَى رداءة المزاج. وَأصْلح الْأَوْقَات لَهَا وَقت تكون الأغذية قد أخذت تنفذ عَن الْمعدة والكبد.

ابْن ماسويه: قد يكون إسهال عَن ضعف الْقُوَّة الهاضمة فِي الكبد ويستدل عَلَيْهَا بإسهال شَبيه مَاء اللَّحْم من مغص وَلَا خراطة وَلَا وجع فِي الْبَطن وَيكون الْجِسْم مَعَه ذابلاً مهزولاً لقلَّة مَا يصل إِلَيْهِ من الْغذَاء واللون سمج مائل إِلَى الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وَإِذا نفذ الطَّعَام عَن الْمعدة وجد حِينَئِذٍ ثقلاً فِي الكبد فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ فِي ذَلِك الْوَقْت يصير فِي الجداول. وَيكون ذَلِك عَن برد الكبد وتقصيرها عَن تولد الدَّم فليسق حِينَئِذٍ أدوية تسخن

الكبد وتقوية كقشور الفستق يفلى قلواً يَسِيرا وَهَذَا دَوَاء جيد: يُؤْخَذ جوزبوا تعمد إِلَى (ألف ب) اطراءه واسطعه رَائِحَة دِرْهَمَانِ سنبل الطّيب دِرْهَم بزر الكرفس دِرْهَم يشرب بشراب قد أنقع فِيهِ قشر الفستق وَبِالْجُمْلَةِ مَا يسخن وَيقبض وتكمد الكبد بجوز الطّيب وَفِي أُخْرَى بسنبل الطّيب والإفسنتين الرومى وقصب الذريرة وقشر الكندر والمصطكي أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة يذاب بنضوج مُعتق وشراب ريحاني وتضمد بهَا الكبد وَيطْعم الدارج الكردناك ومطجناً بعد أَن يذر عَلَيْهِ كمون وكرويا وسنبل وقرنفل أَبُو جريج الراهب: خَاصَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب تَحْلِيل الأورام الْبَاطِنَة وَقدر مَا يشرب من مَائه أَربع أَوَاقٍ مَعَ سكر فَإِذا مزج بِمَاء الأكشوث والهندباء والكرفس كَانَ عجيباً فِي نَفعه لأورام الكبد وَسَائِر الأحشاء وَقَالَ: وعصارة الإفسنتين والغافت جَيِّدَة للأورام فِي الكبد والسدد وبطونها وَيمْنَع من تهيج الْوَجْه والورم فِي الْأَطْرَاف وَفَسَاد المزاج الحلتيت ضار للكبد.

ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة قَالَ: خَاصَّة الصَّبْر فتح سدد الكبد وتقويتها وإذهاب ابْن ماسويه: الإيرسا يفتح سدد الكبد ويقويها بَالغ فِي ذَلِك عَجِيب غير أَنه ردىء للمعدة)
الأغذية الحلوة رَدِيئَة للكبد الحارة لِأَنَّهَا تستحيل إِلَى المرارة وتملأها.
من تَدْبِير الْمطعم لحنين: السلق مَتى أكل بالخردل فتح سدد الكبد. أغلوقن قَالَ: أما الورم الصلب الْكَائِن فِي الكبد فقد عالجناه فِي ابْتِدَائه وبرىء مَرَّات كَثِيرَة فَأَما مَا تطاولت أَيَّامه فَلَا أَنا قدرت على برئه وَلَا غيرى وَجَمِيع من يُصِيبهُ هَذَا الورم الصلب يستسقى وَأَكْثَرهم يموتون بعد مُدَّة طَوِيلَة وَقَلِيل مِنْهُم يهْلكُونَ سَرِيعا وَهُوَ مِنْهُم من بِهِ اخْتِلَاف كثير لِأَن أَفْوَاه الْعُرُوق فِي هَؤُلَاءِ الَّتِي يتَأَدَّى فِيهَا الْغذَاء من المقعر إِلَى المحدب قد وانضمت انضماماً شَدِيدا وَلذَلِك أَصَابَتْهُم الخلفة وَأما من تخلص مِنْهُم فَإِنَّهُ تخلص بالعلاج الْمركب من الملينة والقابضة العطرية كحشيش الإفسنتين وَكسب حب البان والسنبلين والزعفران والورد وورق الْكَرم والمصطكي ودهن الناردين والمصطكي ودهن السفرجل ودهن زهرَة الْكَرم فَهَذِهِ الْأَدْوِيَة إِذا خلط بهَا الأشق والمقل والشحوم والأمخاخ كَانَ بهَا شِفَاء الورم الصلب فِي الكبد إِذا ساعدها التَّدْبِير والغذاء الْجيد المشاكل لهَذَا التَّدْبِير وَيجب أَن يكون غرضك فِي تفتيح سدد الكبد وجلاء مَا قد رسخ فِيهَا وَهَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى وليخلط بهَا شَيْء مِمَّا يدر الْبَوْل.
الْأَعْضَاء الألمة مِثَال الْفرق بَين عِلّة الكبد والشوصة الشَّدِيدَة وينفع فِي سَائِر الْعِلَل قَالَ: أنزل أَن إنْسَانا يحس فِي وَقت تنفسه بوجع فِي مَوضِع ضلوع الْخلف يَقُول إِنَّه لَا يجب أَن تظن عَاجلا أَن بِهِ ذَات الْجنب (ألف ب) لَكِن يَنْبَغِي أَن نَنْظُر مَعَ ذَلِك هَل يقذف شَيْئا إِذا
سعل متغير فَإِن كَانَ يقذف ذَلِك فِيهِ ذَات الْجنب وَإِلَّا فَلَا يحكم أَن ذَات الْجنب لَيْسَ بِهِ وَذَلِكَ أَنه يُمكن أَن يكون مبتدئاً بعد إِن لم يبتدىء بنفث وَيجوز أَن يكون هَذَا فِي الْجنب إِنَّمَا هُوَ تمددت المعاليق الَّتِي تكون فِي الكبد فِي بعض الْأَبدَان لِأَنَّهَا إِذا كَانَت مربوطة مَعَ الأضلاع عرض من ذَلِك أَن يبلغ الوجع للغشاء المستبطن للأضلاع إِلَّا أَن نبض الْعرق فِي ذَات الْجنب لَا يشبه نبض وجع الكبد وَكَذَلِكَ فَإِنَّهُ يخرج فِي وجع الكبد برَاز لَا يشبه ذَات الْجنب وَيثبت فِي جَمِيع علل الكبد وأوقات أمراضه فتفقد الْجَانِب الْأَيْمن تَحت الشراسيف هَل يجد فِيهِ ورماً فَإِن وجد فَذَلِك وَإِن لم يجد فَلَا يحكم أَن لَيْسَ ذَلِك عِلّة الكبد لِأَنَّهُ قد يُمكن ورم الكبد فِي نَاحيَة المقعر أَو من المحدب فِي مَكَان لَا يُمكن أَن يحس فاحتل حِينَئِذٍ بِأَن تَأمره أَن يتنفس أعظم مَا يقدر عَلَيْهِ ثمَّ سَله هَل يحس شَيْئا من الثّقل فِي أَعْضَائِهِ العلى وَإِمَّا من الضلوع الَّتِي تحتوي عَلَيْهَا فَإِن كَانَ كَذَلِك فكبده وارمة وَذَلِكَ الورم يضغط الْحجاب ويرجمه ويهيج بالعليل لذَلِك سعلة يسيرَة وَإِذا تَمَادى الْأَمر)
بِهَذَا العليل ظَهرت لَك أَعْرَاض دَالَّة على ذَلِك بالتحقيق وَذَلِكَ أَن لون اللِّسَان ولون الْجِسْم يتَغَيَّر فِي علل الكبد كَمَا أَن السعال يتزيد فِي علل الصَّدْر وَيتبع ذَلِك على الْأَيَّام النفث المنتن.
الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي هَذَا الْعُضْو سوء مزاج وأورام دموية صلبة وبلغمية وتمدد حَادث عَن الرّيح وسدد تحدث عَن الأخلاط الغليظة فِي أقاصى عروقها والأورام والسدد كلهَا تحس مَعهَا بالثقل فِي جَانب الكبد فَأَما إِذا كَانَ قد اجْتمع فِي الكبد ريح كَثِيرَة بخارية لَا تَجِد منفذاً فَإِن صَاحبهَا لَا يجد مس الثّقل فَقَط لَكِن يجد مَعَ ذَلِك من التمدد والأورام الْحَادِثَة فِي تقعير الكبد إِن كَانَت عَظِيمَة فتعرف بالحس قَالَ: قد تحدث أورام فِي الْبَطن يتَوَهَّم أَنَّهَا فِي الكبد وَإِنَّمَا هِيَ فِي العضل الَّذِي فَوق الكبد فِي مراق الْبَطن وَهَذَا العضل مِنْهُ مَا وَضعه بالطول ذَاهِب إِلَى القص إِلَى نَاحيَة الْعَانَة وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذَا العضل لم يخف الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ طَوِيل ذَاهِب مضام للسرة وَمِنْهَا عضل تَحت هَذِه ذَاهِب على الوراب فَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه فَالْفرق بَينه وَبَين الْكَائِن فِي الكبد أَشد وَمن هَذَا العضل أَيْضا عضل يذهب فِي عرض الْبَطن وَهِي تَحت هَذِه ذَاهِب على الوراب وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه فَهُوَ أَشد واصعب تفريقاً بَينه وَبَين الورم فِي الكبد والكبد مَوْضُوعَة من وَرَاء هَذِه الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف من العضل وَتَحْت الغشاء أَيْضا الْمَعْرُوف بالصفاق وَهَذِه أجمع فَوق الصفاق فَإِذا كَانَت الكبد موصوقة من وَرَاء هَذَا العضل أجمع فَلَيْسَ يُمكن أَن يتعرف ورمه بالمس إِلَّا أَن يكون ورمه عَظِيما جدا أَو يهزل ويخف عضل الْبَطن وَلَكِن هَاهُنَا عَلَامَات دَالَّة على ورم الكبد الْحَار وَهِي أَن يجد العليل وجعاً (ألف ب) فِي جَانِبه الْأَيْمن فِيمَا دون الشراسيف وَإِذا جذبنا جلدَة مَا دون الشراسيف إِلَى فَوق أوجعهُ ذَلِك ويبلغ وَجَعه التراقى فِي الأحيان ويسعل سعالاً يَسِيرا
وَيكون لِسَانه فِي أول الْأَمر أَحْمَر وَفِي آخر الْأَمر يسود سعالاً يَسِيرا وَيبْطل شَهْوَته بطلاناً شَدِيدا ويدوم عطشه ويتقيأ مرَارًا مَحْضا لَا يخالطه شَيْء آخر فِي بعض الْأَوْقَات وَفِي آخر الْأَمر ينزل بِهِ وَإِن لم يتَّفق أَن يكون ورم الكبد مَعَ ضعف مِنْهَا احْتبست الطبيعة فَهَذِهِ دَلَائِل فلغمونى للكبد وأعراض الْحمرَة كهذه لَكِنَّهَا أَشد ويحمون حمى مَعهَا عَطش شَدِيد جدا وَأما الفلغمونى الَّذِي يكون فِي الْجَانِب المقعر من الكبد فَإِنَّهَا تفوق الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب فِي تَعْطِيل الشَّهْوَة وَفِي التهوع وَفِي البرَاز والعطش كَمَا أَن الأورام الَّتِي تكون فِي المحدب تفوق الَّتِي فِي المقعر بِأَنَّهَا تحدث مَعَ الوجع فِي التنفس أَكثر مِمَّا تحدثه الَّتِي فِي المقعر وتحرك السعلات الصغار أَكثر وَإِن كَانَ الوجع يرتقى إِلَى التراقى حَتَّى يظنّ العليل)
أَن ترقوته تنجذب إِلَى أَسْفَل وَأما الأضلاع الْخَارِجَة عَن القص الَّتِي تعرف بضلوع الْخلف فَإِنَّهَا تَشْتَكِي مرَارًا كَثِيرَة مَعَ ورم الْوَجْهَيْنِ كليهمَا وَهَذَا شَيْء عَام لَهما بِالْوَاجِبِ وَلَيْسَ هُوَ شَيْئا يعرض لجَمِيع من تمرض كبده وَذَلِكَ أَن الكبد لَيست فِي جَمِيع النَّاس مضامة لهَذِهِ الأضلاع بالأغشية الَّتِي تربطها كَمَا ترى ذَلِك فِي القرود وَغَيرهَا من الْحَيَوَان وَذَلِكَ أَنا نجد فِي بعض الْحَيَوَان الكبد مُتَّصِلَة بِهَذِهِ الأضلاع وَفِي غَيرهَا غير مُتَّصِلَة. قَالَ: وأورام الكبد إِذا كَانَت فِي أحد جانبيه فَإِنَّهَا تدخل إِلَى الْجَانِب الآخر مِنْهُ شَيْء وَلَا ينحاز تحيزاً خَاصّا فِي ذَلِك الْجَانِب لَا يتجاوزه. قَالَ: وَمن كَانَ مَا وَرَاء الشراسيف مِنْهُ بالطبع رَقِيقا ثمَّ زَادَت رقته من أجل مرض من الْأَمْرَاض بالأورام الْعَظِيمَة الَّتِي تكون فِي الكبد تدْرك وتلحق باللمس ولهذه الأورام شَيْء يَخُصهَا دون أورام العضل الَّتِي فَوق الكبد وَهُوَ أَنه يَقع اللامس مِنْهَا على ورم لَهُ حد يَنْقَطِع دونه دفْعَة وَأما ورم العضل الَّذِي فَوق الكبد فلَان أَجْزَائِهَا مُتَّصِلَة بَعْضهَا بِبَعْض مُدَّة أطول فورمها بِهَذَا السَّبَب يحسها اللامس ينتفض غلظه أَولا فأولاً وَإِن كَانَ الورم الَّذِي فِي الكبد من الورم الصلب فمعرفته باللمس يعسر من أجل عرض يعرض وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ أبين لِأَن هَذَا الورم أَصْلَب وَأَشد مدافعة والعضل الَّذِي على الْبَطن فِي مثل هَذِه الْحَالة يهزل وينحف وَلَكِن ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء ببارده قَالَ: وَأما أَمر السدد فِي الكبد فإنمايكون لضيق أَطْرَاف الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب من ذَلِك وَلذَلِك تلحج الأخلاط والورم الفلغمونى وسقيروس خَاصَّة يكون سَبَب التضيق لهَذِهِ المجارى قَالَ وَأما ضعف الكبد عَن سوء الأمزجة فَأَما الْحَار مِنْهَا فيحرق الكيلوس الَّذِي يصير إِلَيْهَا من الْمعدة والباردة يَجْعَلهَا غبر نضجة واليابس يَجْعَلهَا أجف وَأَغْلظ وَالرّطب بالضد. قَالَ: فَمَتَى رَأَيْتُمْ إنْسَانا يتغوط شَبِيها بغسالة اللَّحْم (ألف ب) الْمَذْبُوح قَرِيبا فَلْيَكُن ذَلِك دَلِيلا على أَن الكبد ضَعِيفَة عَن استتمام توليد الدَّم وَإِذا كَانَ يتغوط كالذردى فاعلموا أَن الكبد يحرق الدَّم وَإِذا خرج فِي البرَاز صديد دموي فَأمره على طول الْأَيَّام تصير إِلَى أَن يخرج شَيْء دموي سوداوي وَمرَّة سوداوي
وَمرَّة سَوْدَاء مَحْضَة وَسُوء المزاج الْبَارِد الَّذِي يكون فِيهِ برَاز صديدي رَقِيق قد يبتدىء بِلَا حمى وَإِذا طَالَتْ الْمدَّة مَعَ ذَلِك كَانَت حميات لِأَن الدَّم الَّذِي فِي الكبد يفْسد والجهال يستخفون بِهَذِهِ الحميات ويظنون أَن ذَلِك من أجل إمْسَاك العليل عَن الْغذَاء والعليل إِنَّمَا يمسك عَن الْغذَاء من أجل شَهْوَته لِأَن بَطْنه لَا ينحدر فِي الْوَقْت الْوَاجِب ويظنون أَنه لَا حمى بالمريض أصلا ويدخلونه الْحمام ويلطفون التَّدْبِير)
ويتهاونون وَكثير مِمَّن يكون بِهِ سوء مزاج بَارِد يخبر أَنه يجوع أَكثر فَأَما سوء المزاج الْحَار فَلَا تتبعه شَيْء الشَّهْوَة للطعام بل ذهَاب من الشَّهْوَة والعطش والحمى القوية وقيء أخلاط رَدِيئَة قَالَ: وَيجب أَن يَكُونُوا حافظين للعلامات كَيْمَا يتهيأ لكم الحكم والتعرف بِسُرْعَة.
مِثَال: كَانَ طَبِيب بِهِ وجع فِي كبده فَدخلت إِلَيْهِ فرأيته فَرَأَيْت مَعَ عَلامَة طستا فِيهِ برَاز صديدي كَأَنَّهُ مَاء اللَّحْم الْمَذْبُوح وَهِي عَلامَة صَحِيحَة على ضعف الكبد غَايَة الصِّحَّة فَلم ألتفت إِلَى ذَلِك وتغافلت كَأَنِّي لم أره ثمَّ ضربت بيَدي إِلَى عرق العليل ليظْهر هَل بِهِ ورم فِي كبده وَإِنَّمَا ذَلِك لضعف فَقَط وَلِأَن الْمَرِيض كَانَ طَبِيبا فَقَالَ إِنَّمَا قعدت ساعتى هَذِه من قيام قمته فأجعل لحركتي خطأ من التَّوَاتُر وَرَأَيْت أَنا فِي النبض شَيْئا من عَلَامَات الورم ومددت عينى بعد ذَلِك فَرَأَيْت فِي طاق الْبَيْت قديرة صَغِيرَة فِيهَا زوفا قد خلط بِمَاء الْعَسَل فَعلمت لما رَأَيْت ذَلِك أَن العليل يتَوَهَّم أَن بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ كَانَ يجد وجعاً فِي ضلوع الْخلف وَهَذَا شَيْء قد يتبع فِي بعض الْأَحْوَال إِلَى الأورام الْحَادِثَة فِي الكبد وَلِأَنَّهُ يخبر بذلك وَكَانَ تنفسه متواتراً صَغِيرا وَكَانَ بِهِ سعلات صَغِيرَة فَعلمت أَنه يظنّ أَن بِهِ ذَات الْجنب وَإنَّهُ لذَلِك السَّبَب اتخذ لنَفسِهِ زوفا مَعَ مَاء الْعَسَل فَوضعت يَدي على ضلوع الْخلف من جَانِبه الْأَيْمن وَهُوَ مَوضِع الكبد فَقلت هَذَا يوجعك فَأقر بذلك وَقلت لَهُ إِنَّك تشْتَهي أَن تسعل وَإنَّك إِنَّمَا تسعل سعلات صغَارًا يَابسا فِي مَا بَين مُدَّة طَوِيلَة فَأقر بذلك وسعل مثلهَا وَإِذا حَاضر وَقلت لَهُ إِنَّك إِذا تنفست تنفساً لَهُ فضل عَظِيم أحسست الوجع الَّذِي بك يزِيدهُ وَأَنَّك تحس أَيْضا بثقل مُعَلّق من جَانِبك الْأَيْمن فِي مَا دون الشراسيف وَأَرَدْت أَن أَقُول لَهُ إِن وجعك يبلغ الترقوة ثمَّ خفت أَن ينقص ذَلِك مِمَّا تقدم من الإصابات لِأَنِّي علمت أَن الوجع إنمايبلغ الترقوة فِي الأورام الْعَظِيمَة من أورام الكبد فَلم أَجْزم وَلَكِن قلت ستصيب وجعاً يبلغ تراقيك (ألف ب) كَأَنَّهُ يجذب إِلَى أَسْفَل كَانَ ذَلِك لم يعرض ذَلِك بعد. فَقَالَ: قد عرض لي أَيْضا ثمَّ قلت إِنَّك تتوهم بِأَن ذَات الْجنب. ج: وَإِنَّمَا وصفت لَك هَذَا لتجعلوه مِثَالا فَإِن اتّفقت لكم سَعَادَة يمكنكم من أجلهَا نتوية الِاسْم لم تقصرُوا عَنْهَا وَلم تضيعوها كهؤلاء الْجُهَّال. قَالَ: وَإِذا وصفت الْقُوَّة الجاذبة فِي الكبد استدللت عَلَيْهِ بأسهال كيلوسي وَذَلِكَ أَنَّهَا يجذب الكيلوس من الْمعدة فَيخرج من
أَسْفَل وَهُوَ كَذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الكبد والجداول الَّتِي تدفع بهَا الْغذَاء ورم حَار خرج بالبراز شَبيه صديد)
القروح حَتَّى إِذا نضج جدا صديد أغْلظ وَأقرب إِلَى الْقَيْح من ذَلِك.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "أرخيجانس: مَتى كَانَت فِي الكبد صلابة كَثِيرَة"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel