بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

علاج اليرقان و الْأَعْضَاء الآلمة

دبيد ورد: سنبل سليخة قسط هندي زعفران دَار صيني حب بِلِسَان مر دِرْهَم دِرْهَم ورد) سَبْعَة يعجن بترنجين قد غلى بِمَاء قد غلظ والشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء الهندباء والرازيانج جيد لورم (اليرقان) الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: أَصْحَاب اليرقان مَتى لم تنق أبدانهم من المرار حدثت عَلَيْهِم حميات وَذَلِكَ أَنه لابد للخلط المراري الَّذِي هُوَ ذَا تَدْفَعهُ الطبيعة عَن الْبدن إِذا هُوَ لم يخرج أَن يعفن فَإِن كَانَ سَبَب اليرقان ورماً فِي الكبد أَو سدداً فَإِنَّهُ كَاف فِي استجلاب الْحمى. لى سَمِعت الأطروش يَقُول: إِنَّه لم (ألف ب) ير شَيْئا أضرّ من اليرقان إِذا ترك وَلم يعالح فَإِنَّهُ قد رأى مَرَّات كَثِيرَة يكون بعقبه موت فَجْأَة.

3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)

الْخَامِسَة: لتنظر أَولا هَل يكون يرقان إِلَّا والكبد عليلة فَنَقُول إِنَّه قد يكون اليرقان على طَرِيق البحران والكبد سليمَة وَقد يكون كثيرا إِذا فسد الدَّم كُله من لذع الْهَوَام أَو عَن الْأَطْعِمَة الْمُوجبَة لذَلِك من غير أَن يكون فِي الكبد سدة وَلَا ورم حَار. قَالَ: قد يكون إِذا ضعفت المرارة عَن الجذب للخلط المري وَهَذَا الضَّرْب غير الأضرب الَّتِي ذَكرنَاهَا. قَالَ: وَقد يكون إِذا امتلات المرارة وَلم تقدر أَن تجذب من الكبد لذَلِك المره وَرُبمَا لم تقدر أَن تجذب لسدة فِي مجْراهَا أَو لضعف قوتها الجاذبة. لى إِنَّمَا قَالَ: غير تِلْكَ الضروب الثَّلَاثَة لِأَنَّهُ قَالَ فِي لحق كَلَامه هُنَاكَ: إِن اليرقان يكون عِنْد السدد فِي الكبد وَمَا يكون عَن طَرِيق البحران وَمَا يكون من السمُوم والأطعمة الرَّديئَة. قَالَ: تفقد فِي اليرقان مَا يخرج بالبول وَالْبرَاز والعرق فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ الثّقل شَدِيدا لانصباغ بالصفراء وَكَذَلِكَ الْبَوْل شَدِيد الصَّبْغ وَكَذَلِكَ الْعرق إِذا جمع فِي طرحها وَفِي الْحمام وَآخَرين لَيْسُوا كَذَلِك وَرَأَيْت رجلا أَصَابَهُ بحران بيرقان مكث فِيهِ وَلم يذهب فَلَمَّا تفقدت بَوْله وبرازه وجدتهما على تِلْكَ الْحَالة الطبيعية فَدلَّ ذَلِك على أَن الكبد سليمَة لَا عِلّة فِيهَا فقصدت إِلَى تَحْلِيل ذَلِك من الْجلد بالحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالتَّدْبِير الرطب وَأَن يجمع مَعَ رطوبته تلطيفاً للاخلاط فبرىء فَأَما من كَانَ يشكو مَعَ اليرقان مس الثّقل فِيمَا دون الشراسيف فَأنى أفتح سددهم بالأطعمة والأشربة والأدوية الملطفة ثمَّ أسهلهم مرّة صفراء بدواء قوي فيبرءون فِي مرّة وَمن لم يبرأ سقيته أَشْيَاء تفتح تفتيحاً أقوى ثمَّ أسهله إسهالاً قَوِيا حَتَّى أَنه يجد لذعاً وَتخرج مِنْهُ مرّة ينجليه فضلا عَن الصَّفْرَاء والحمراء فيبرءون الْبَتَّةَ وَالَّذِي يسْبق إِلَى ظَنِّي فِي مثله هَذَا)

اليرقان أَن المرارة امتلات فتمددت فَيعرض لَهَا مَا يعرض للمثانة إِذا امتدت من كَثْرَة الْبَوْل أَن يعصر الْبَوْل فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يحْتَاج إِلَى شيءيخرج ذَلِك المرار مِنْهَا حَتَّى ترجع إِلَى حَاله الطبيعي اسْتَعِنْ بآخر هَذِه الْمقَالة إِن شِئْت.
الْمقَالة السَّادِسَة: إِذا اعتلت الكبد وَالطحَال حدث عَن ذَلِك يرقان أسود كَأَنَّهُ مركب من مرّة صفراء مخلوطة بفحم.
الميامر السَّابِعَة: اليرقان الْكَائِن على حد البحران الْجيد يذهب بالحمام سَرِيعا وبالدلك بالأدهان المحللة والأدوية الموسعة للمسام نَحْو دهن الشبث والبابونج ودهن الأقحوان وَنَحْوهَا من الأدهان. قَالَ: والأدوية الحارة تضر من بِهِ مِنْهُم حمى فَأَما من لَا حمى بِهِ وَبِه يرقان عَن سدة فتنفعه البزور المدرة للبول. قَالَ: من أَصَابَهُ يرقان بِسَبَب سدد فِي كبده فَإِنَّمَا تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي تجلو جلاءاً قَوِيا كَمَا أَن من أَصَابَهُ يرقان فِي كبده إِنَّمَا ينْتَفع بِمَا يشفي ذَلِك الورم فَإِن اجْتمعت سدد وورم فَيحْتَاج إِلَى أدوية تجلو وترخي وَيَنْبَغِي أَن تحذر عِنْد 3 ((ألف ب)) 3 (الْحمى والورم الْأَدْوِيَة القوية) والكائن عَن السدد يعالج وَيحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية
الْجلاء والحرارة فَأَما الورم فَلَا عصارة الهندباء وعصارة عِنَب الثَّعْلَب يشفي من بِهِ يرقان مَعَ حمى سِتّ أَوَاقٍ سنكجبين فَإِن لم تكن حمى فبشراب وَكَذَلِكَ إِن لم تكن حمى فاعط السنبل والفلفل والإذخر والأنيسون والدقو والقسط والسليخة وفوة الصَّبْغ وَنَحْوه مِمَّا يدْخل فِي سدد الكبد فَاسق من طبيخ الحمص وأصل الهليون وبزر الرازيانج يصلح لأَصْحَاب الْحمى وَيصْلح لَهُم البرشياوشان وَأما من لَا حمى بِهِ فَمثل هَذَا: لوز مر مِثْقَال بزر الرازيانج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أنيسون أفسنتين مثقالان مثقالان سنبل هندي أسارون مِثْقَال مِثْقَال يسقى مِثْقَال بشراب معسل ثَلَاثَة قوانوس إِذا لم تكن حمى الْبَتَّةَ.
قَالَ: وَإِذا كَانَ الْجِسْم بِحَالهِ الطبيعة وَالْعين صفراء فليسق صَاحب الْعلَّة فِي الْحمى خلا فائقاً فَإِنَّهُ يسيل مِنْهُ صفراء كَثِيرَة وَيذْهب مَا بِهِ واسعطه بورق الْحَرْف أَو بعصارة قثاء الْحمار أَو بعصارة بخور مَرْيَم.
3 - (علاج اليرقان)
بالحمام والتكميد وتوسيع المسام واسقه طبيخ الْعُرُوق الصفر بشراب معسل أَو برشياوشان وفوة الصَّبْغ من كل وَاحِد نصف بشراب معسل.
أفلاذنوش فِي كتاب الْفُصُول: قد يكون اليرقان من سخونة مزاج الْعُرُوق نَفسهَا فتجعل الدَّم مرارياً تُؤْخَذ كزبرة الْبِئْر ونعنع وفوة الصَّبْغ بِالسَّوِيَّةِ فتطبخ بِسِتَّة أَمْثَالهَا مَاء حَتَّى يبْقى السُّدس ويصفى ويعطش العليل ويقام فِي الشَّمْس فيعرق حَتَّى يلتهب ثمَّ يسقى قوطولى مِنْهُ حَتَّى يعرق سَاعَة يشربه على الْمَكَان فَإِنَّهُ يعرق من سَاعَته ويتغير لَونه على الْمَكَان أَو خُذ كزبرة الْبِئْر جزئين مرا جُزْءا واسقه على الرِّيق فِي عقب الْحمام بِنصْف قوطولى شراب قَالَ: وافصد لليرقان الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان وَإِن لم تَجِد فِيهِ شَيْئا من هَذِه العلاجات تَنْفَعهُ فأسهل بسقمونيا ثمَّ خُذ فِي الرياضة والتعريق والدلك وَالْحمام.
ثَانِيَة من الأخلاط: أَصْحَاب اليرقان يَنْتَفِعُونَ بِالنّظرِ إِلَى الْأَشْيَاء الصفر وَذَلِكَ أَنَّهَا تجتذب الصَّفْرَاء إِلَى ظَاهر الْجِسْم وتحلله.
الرَّابِعَة من الْفُصُول: الْآفَات الَّتِي تحدث بالكبد فَيكون مِنْهُ اليرقان ثَلَاثَة: الورم الصلب والورم الْحَار والسددإلا أَن الورم الصلب مرض طَوِيل مزمن يحدث على طول الْأَيَّام وَأما الورم الْحَار والسدد فقد يُمكن أَن يحدثا بَغْتَة.

الْمقَالة الْخَامِسَة: صَاحب اليرقان لَا تكَاد تتولد فِيهِ ريَاح لِأَن الْغَالِب على بَطْنه المرار فَلَا يكَاد يكون بَطْنه ضَعِيفا. قَالَ: وَقد يُمكن فِي الندرة أَن يتَوَلَّد فِيهَا الرِّيَاح إِذا ضعفت أحشاؤه.
السَّادِسَة: إِذا كَانَت الكبد فِيمَن بِهِ يرقان صلبة فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن فِي الكبد ورما حاراً أَو جاسياً وَإِذا لم يكن مَعَه لِأَنَّهُ (ألف ب) فِي الكبد فقد يُمكن أَن يكون حُدُوثه من سدة عرضت فِيهَا يُمكن أَن يكون فِيهَا ذَلِك من أجل الطبيعة أَنَّهَا دفعت خلطاً كثيرا فِي الْعُرُوق إِلَى نَاحيَة الْجلد على طَرِيق البحران.
الأولى من طبيعة الْإِنْسَان. إِذا سقيت من بِهِ يرقان بِسَبَب سدد فِي كبده دواءاً مسهلاً للصفراء بعد أَن يتَقَدَّم قتنقيه بالأدوية الفتاحة للسدد استفرغ مِنْهُ مَرَّات كَثِيرَة جدا وَبَطلَت علته على)
الْمَكَان وَقَالَ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: إِنِّي بعد أَن أدهن بدن صَاحب اليرقان أَيَّامًا اسقيه الْمخْرج للصفراء فأبديه فِي مرّة أَن يكون يسقى مَا يفتح المجاري والسدد ويلطف أَيَّامًا ثمَّ يسهل.
فليغريوس فِي رسَالَته فِي اليرقان قَالَ: مرخ الْمعدة والكبد بدهن ورد وسداب وَمَاء التفاح يَوْمَيْنِ ليقوى الْموضع ثمَّ افصد ثمَّ دع أَيَّامًا وقو الْقُوَّة ثمَّ أسهل بِالصبرِ والسقمونيا ثمَّ اسْتعْمل مَدَرَة الْبَوْل فَإِن كَانَ الورم فِي الكبد فافصد بالعلاج إِلَيْهِ وَأمر صَاحبه باللهو فَإِن الْحزن يصفر وانهه عَن الْجِمَاع.
من كتاب الحقن: أَصْحَاب اليرقان لَا تكَاد طبيعتهم تنحدر وَمَا انحدر من رجيعهم فَهُوَ أَبيض وألوانهم صفر وَدَلِيل على ذَلِك على أَن الْمرة لَا تنصب إِلَى الأمعاء وَلكنهَا تجْرِي مَعَ الدَّم فِي الْعُرُوق.
الْيَهُودِيّ: إِذا كَانَ فِي اليرقان الْبَوْل غليظاً أَحْمَر فاعلموا أَن الْمرة لَا تنصب إِلَى الأمعاء لَكِنَّهَا قد أخذت فِي طَرِيق الْبَوْل وَتركت طَرِيق البرَاز واسق طبيخ الهليلج والسقمونيا والأفسنتين والإياريج فَيقْرَأ إِن لم تكن حمى. قَالَ: وَمِمَّا يخرج الْمرة الغليظة الغاريقون قد عجن فِي الْعَسَل والمحموم اسْقِهِ مَاء الهندباء والسكنجبين وَمَاء الْجُبْن والهليلج وَإِن كَانَت حرارة أَشد فأقراص الكافور والطباشير وعنب الثَّعْلَب وَمَاء الكشوث وأطعمه لب القثاء وَالْخيَار. قَالَ: والبسبايج نَافِع لليرقان. لى إِنَّمَا يعْنى لعلاج اليرقان لِأَنَّهُ يكون إِمَّا سدة فَلَا يصير المرار إِلَى المرارة فَعِنْدَ ذَلِك لَا يُؤمن أَن يحدث فِي الكبد ورم وَإِمَّا أَن يكون قد زَادَت الصَّفْرَاء فِي تولدها فَوق مَا تطِيق المرارة جذبه فَيصير الدَّم كُله صفراوياً فيورث اسقاماً لذَلِك.
أهرن: ينفع من اليرقان فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان. قَالَ: واليرقان إِمَّا أَن يكون لبحران ويستدل عَلَيْهِ من أَن الْحمى مُتَقَدّمَة وَإِمَّا الذع الْهَوَام وَسَببه ظَاهر وَإِمَّا مَا لَيْسَ لَهُ باد فَمِنْهُ مَا يكون وَلَيْسَ فِي الكبد ورم الْبَتَّةَ وَلَا امْتنَاع من فعله وَيبرأ سَرِيعا بالأدوية الَّتِي تنفض سَرِيعا الصَّفْرَاء وَذَلِكَ أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون لامتلاء المرارة دفْعَة وَلذَلِك يحدث هَذَا اليرقان بَغْتَة وَلِأَن يفْسد من الْجَسَد شَيْء أَكثر من أَن يصفر لَونه وَأما اليرقان الَّذِي مَعَه ثقل فِي الكبد أَو وجع فَإِن ذَلِك لسدد أَو لفساد مزاج حَار وَأما (ألف ب) فِي الكبد ليَكُون المولد فِيهِ صفراوياً يغلى غلياناً واليرقان الْأسود إِذا ألم الطحال مَعَ الكبد فَإِذا لم يجذب الطحال السَّوْدَاء صَار الدَّم سوداوياً. لى إِذا رَأَيْت فِي الحميات يرقاناً فِي الْعين فَاعْلَم أَن الكبد سوء مزاج حَار وَكنت)
رَأَيْت ذَلِك فِي ابْن المنجم فَلَمَّا أَتَى بحرانه قَامَ من الْخَلْط الْمُشبه للدم الْأسود أَيَّامًا وَكَانَ بحراه بِهِ فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَعَلَيْك بتبريد الكبد مَا أمكنك فانى عَالَجت هَذَا بعلاج مبرد فأسهله ذَلِك الْخَلْط.
اهرن: اليرقان الْكَائِن من مرض حاد علاجه تَحْلِيله من سطح الْجِسْم وَكَذَلِكَ الَّذِي من لذع الْهَوَام وَأما الَّذِي يكون لامتلاء المرارة وَهُوَ الْكَائِن بَغْتَة بِلَا وجع وَلَا سوء مزاج فِي الكبد فَإِن صَاحبه يبرأ سَرِيعا مِمَّا يسهل الصَّفْرَاء أَو يدرها فِي الْبَوْل وَأما الْكَائِن مَعَ تَغْيِير فعل من أَفعَال الكبد أَو ثقل أَو وجع فِيهِ فَإِنَّهُ مُحْتَاج أَن يُقَابل بضده من المزاج ويحلل السدد وَإِذا انسد المجرى الْأَسْفَل من مجْرى المراة فَإِن النَّحْو يبيض وَذَلِكَ أَن المرار لَا ينصب إِلَى الأمعاء وَيكون فِيهِ مرار ويشتد عطشه وَإِذا كَانَ المرار ذَاهِبًا فِي الْعُرُوق فَإِن الْبَوْل شَبيه بالارجوان وَإِذا كَانَ العليل قَوِيا فافصده وينفع من اليرقان مَاء الْجُبْن والسقمونيا والهليلج الْأَصْفَر والغاريقون والبسبايج وَنَحْوهَا وَالصَّبْر والأفسنتين والغافت والأشياء المدرة للبول والكندس مَتى سقى مِنْهُ دِرْهَم أخرج اليرقان بالقيء.
اليرقان الباحوري لَا يحْتَاج إِلَى علاج أَكثر من الْحمام والدلك الْيَسِير وَإِذا كَانَ اليرقان مَعَ حمى وإسهال قوي مرى وَكَانَ بالعليل ثقل تَحت الشراسيف فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَفِي الكبد ورم حَار وَمَتى لم يكن ثقل مَعَ ذَلِك وَإِنَّمَا هِيَ حرارة فِي هَذِه النَّاحِيَة وَحمى فَإِن فِي الكبد سوء مزاج وَمَتى كَانَ اليرقان بِلَا حمى وَكَانَ البرَاز أَبيض فَإِن السَّبَب انسداد مجاري المرارة أَو ضعفها. قَالَ: وَالْبَوْل فِي هَؤُلَاءِ شَدِيد الصَّبْغ. قَالَ: وَقد يكون يرقان لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة كلهَا فتحيل غذاءها كُله إِلَى الْمرة كَمَا يكون حِين الْحمى إِذا تَغَيَّرت إِلَى ذَلِك. قَالَ: وَيعرف هَذَا اليرقان من أَنه لَا يكون قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: فانقل العلاجات الَّتِي فِي بَاب الكبد إِلَيْهِ إِن كَانَ سَبَب ذَلِك من الكبد. قَالَ: وَأما إِذا كَانَ اليرقان لسدد فافصد الْعرق من الْيُمْنَى أَو من الْكَفّ الْقَرِيب من الْخِنْصر وَاسْتعْمل الأضمدة الَّتِي تدفع الورم الْحَار والإسهال بالأيارج والحقن جَيِّدَة لهَؤُلَاء.
قَالَ: واسقهم على الرِّيق الْأَشْيَاء المدرة للبول والإفسنتين ويعظم نفع عصارة الفجل يسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أوقيتين وَنصف من خل خمر وَيشْرب أياريج فيقرا بالسكنجبين وَأما اليرقان الْعَارِض لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء فَعَلَيْك بالتمريخ اللين والحمامات والرياضات المعتدلة)
وبالغذاء الَّذِي يبرد ويرطب كالهندباء والكرفس والسك وَالشرَاب الرَّقِيق وَإِن بقيت الصُّفْرَة فِي الْعين فَقَط فقطر فِي الْأنف عصارة قثاء الْحمار قد حبه مَعَ (ألف ب) لبن امْرَأَة فِي الْحمام وَيكون فِي الْحَوْض وَلَا يغوص رَأسه فِي المَاء ثمَّ يُؤمر بعد الْحمام بِالتَّدْبِيرِ الَّذِي يرد الْقُوَّة ويقطر ذَلِك فِي الْأنف فِي الشَّمْس أَو قطر فِي الْأنف عصارة بخور مَرْيَم أَو شونيذا وينشق خلا حاذقاً وَهُوَ وَاقِف فِي الآبزن وَإِن أمْسكهُ سَاعَة فِي أَنفه انْتفع بِهِ نفعا عَظِيما وأحدر فضولاً كَثِيرَة.
شَمْعُون: إِذا كَانَت سدة فِي الْفَم الْأَعْلَى الَّذِي بِهِ يقبل المرار من الكبد أَو فِي الْأَسْفَل الَّذِي بِهِ ترفع الْمرة إِلَى الأمعاء يبيض الرجيع لَكِن إِذا كَانَ الْأَسْفَل أَبيض من يَوْمه لِأَن المرار يمْتَنع الْبَتَّةَ فَأَما إِذا كَانَ فِي الْأَعْلَى فَإِنَّهُ يبيض على الْأَيَّام لِأَن الْمرة الَّتِي فِي المرارة تصبغه أَيَّامًا حَتَّى يستفرغ مَا فِيهَا. لى السَّبَب فِي اليرقان إِمَّا أَن يكثر تولد المرار وعلامته ظُهُور اليرقان فِي النَّحْو فَيكون منصبغاً وَقد تقدمته أغذية وتدبير يُوجب ذَلِك وَإِمَّا لانسداد أحد الثقبين. قَالَ: إِذا كَانَت السدة فِي الْفَم الْأَسْفَل فَعَلَيْك بالإسهال بالإيارج والغاريقون والسقمونيا وَإِن كَانَ فِي الْأَعْلَى فِيمَا يدر الْبَوْل وَإِن كَانَ الدَّم كُله مرارياً فبالإسهال ثمَّ التطفئة وَمِمَّا يَنْفَعهُمْ لحم الْبَقر والسمك قريص وسكباج.
الْمقَالة الثَّالِثَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يعرض ضرب من اليرقان لسوء مزاج حَار فِي الْعُرُوق يقلب الدَّم إِلَى الصَّفْرَاء. الْإِسْكَنْدَر فِي كتاب الْمعدة قَالَ: قد يعرض ضرب من اليرقان لسوء مزاج حَار يقلب الدَّم من الصَّفْرَاء. قَالَ: قد رَأَيْت من بِهِ يرقان برىء بِاسْتِعْمَال النّوم. قَالَ: وَيكون اليرقان من ورم الكبد وَمن غَلَبَة الْحَرَارَة على الْجِسْم وَمن سدد تعرض فِي مجاري المرار من أخلاط لزجة وَهَؤُلَاء يبرءون من الْأَشْيَاء الملطفة المسخنة.
ابْن ماسويه فِي الحميات قَالَ: اليرقان يحدث عَن المرارة وَمن الكبد وَمن مجاري الْمرة وَمن الْعُرُوق كلهَا وَمن الأغذية والسموم وَمن البحران فَأَما فِي أَمر الكبد فَإِذا حدثت فِيهَا سدد أَو أورام صلبة تسد أَو رخوة تبطل قوتها وفعلها. لى. يجب أَن يعْطى على جَمِيعهَا عَلَامَات.
عَلامَة اليرقان الْحَادِث عَن الْعُرُوق أَلا يكون فِي الكبد ثقل وَلَا هُنَاكَ حرارة وَلَا عَطش.
وعلامة الْكَائِن عَن سدد الكبد: الثّقل فِي الكبد والتمدد والوخز.)
وعلامة الْكَائِن من فَسَاد مزاج الكبد الْحَار: شدَّة الْعَطش ويبس اللِّسَان والرجيع.
وَأما الْحَادِث عَن ورم حَار يكون مَعَ ذَلِك ثقل ووجع وتمدد يستسقى ذَلِك.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "علاج اليرقان و الْأَعْضَاء الآلمة"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel