بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

العلاج

 العلاج

قَالَ: علاج هَؤُلَاءِ يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ فِيمَا ينضج الخراجات وَذَلِكَ أَن يكمد بأسفنج حَار ويضمد بدقيق شعير وطين يَابِس مطبوخ وشئ من علك البطم وزبل الْحمام ونطرون وخطمى ويستلقي على الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْخراج ويتجرعون حينا بعد حِين من شراب الْعَسَل وَمَاء الشّعير وَمن كَانَت لَهُ قُوَّة جَيِّدَة شرب مطبوخ الزوفا والحاشا مَعَ عسل ويعين على الانفجار أكل السّمك المالح وَالْحب الَّذِي يدْخل فِيهِ الإيارج وشحم الحنظل إِذا احتد عِنْد النّوم فَإِذا بَدَأَ خُرُوج الْقَيْح أعْطوا مَا قد غلى فِيهِ زوفا وأصل السوس وإيرسا قد طبخت فِي شراب الْعَسَل وزيت وبطيخ وَإِذا كَانَ الْجرْح عسر التنقية فيلستعمل الْأَدْوِيَة المركبة مثل الدَّوَاء الَّذِي يهيأ بالفراسيون الْمُفْرد والمركب وَالَّذِي يهيأ بالكرسنة وَأعْطِ لمن انْتقل إِلَى السلّ كراثا شاميا قد طبخ فِي أحسائه وَليكن من الشّعير والخندروس وَليكن شربهم مَاء الْمَطَر وَالْعَسَل وليضمد صُدُورهمْ أَولا بالأدوية الَّتِي تركب من بزر كتّان والدقيق يجعلا ضماداً بطبيخ الحلبة وَالْخيَار وزيت وَعسل وورق خطمى ثمَّ بعد زمَان ينتقلون إِلَى المراهم الَّتِي تسْتَعْمل بالشمع وَالسمن ودهن الْغَار وأصول السوسن ومرهم سساليوس فَإِذا كَانَت تعرض للصدر نزلات دائمة فليتضمدوا بالأضمدة الَّتِي تهَيَّأ بِالْخِلَافِ وَيَشْرَبُونَ على الرِّيق الْأَشْرِبَة البسيطة الَّتِي تمنع النَّوَازِل وَإِذا أزمن من السلّ فأعطهم المثروديطوس فِي بعض الْأَوْقَات ألف ألف وترياق الأفاعي وينفعهم أَيْضا الطين الأرميني وَإِن كَانَ المسلول يبْدَأ بالسعال ويسكن سعاله بالحبوب الَّتِي تسكن السعال فَإِنَّهُ نَافِع لَهُ حَافظ للقرحة أَلا تعظم.


بولس قَالَ: أَصْحَاب السلّ يعرض لَهُم الورم الرخو فِي الْأَطْرَاف كَمَا يعرض فِي الحبن وَسُوء المزاج.

الاسكندر قَالَ: أعرف رجلا كَانَت بِهِ قرحَة فِي رئته فدام على اللَّبن يَأْكُل بِهِ خبز سميذ وأطرية وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَكَانَ يشرب اللَّبن إِذا أَرَادَ الشَّرَاب فبرئ من قرحَة عفنة رَدِيئَة وَإنَّهُ) برِئ برأَ تَاما قَالَ: عَلَامَات تقيح الورم الَّذِي فِي الرئة إِن كَانَ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَفِي جَمِيع دَاخل الْبدن حمى شَدِيدَة وناقض مُخْتَلف الْأَوْقَات وَثقل وضربان ونخس فِي الْمَوَاضِع فَإِذا رَأَيْت هَذِه فَاعْلَم أَن الورم يُرِيد الْجمع قَالَ: فَإِن رَأَيْت العليل قَوِيا والمدة الَّتِي تنفث رقيقَة فَاعْلَم أَن تِلْكَ الْمدَّة من الصَّدْر وَأَنَّهَا برأت مُدَّة أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَإِن رَأَيْت الْقَيْح كُله غليظاً جَامِدا فقد برِئ مِنْهُ أَكثر من أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَإِن كَانَ العليل مَعَ ذَلِك ضَعِيفا فَاعْلَم أَن بِهِ مُدَّة تقيح سِتِّينَ يَوْمًا قَالَ: انْظُر فِيمَن ينفث الدَّم إِلَى غلظ الْمدَّة ورقتها وَهل مَعهَا مُدَّة أم لَا فَإِن يَابسا فعصارة اللوز أَعنِي الحساء الْمُتَّخذ مِنْهُ والبقول المشبهة لذَلِك وَإِن كَانَ الْبَطن لينًا فاحتفظ جهدك وَلَا تعطهم أحساء وَلَكِن خبْزًا نقياً بِبَعْض العصارات فَإِن كَانَ الَّذِي ينفث من الْمدَّة غليظاً وَلَيْسَ مَعَه مرّة وَلَا حمى فاسقه مَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ نَافِع وأنفع مَا يكون إِذا كَانَت الْمدَّة رَدِيئَة فَإِن القرحة حِينَئِذٍ وسخة فَخذ فِي هَذِه الْحَالة عصارة الحلبة واطبخها لَهُم بِسمن أَو لبن واسق مِنْهُ ويسهل خُرُوج الْمدَّة فَإِن خلطت بِهِ سمناً من عسل فَهُوَ خير واسقه هَذَا الطبيخ قبل الطَّعَام وَأما مَاء الْعَسَل فَفِي جَمِيع الْأَوْقَات فَلْيَكُن فاتراً قَالَ: وَإِذا طَال السل سَقَطت قُوَّة العليل وَضعف على النفث وضاق لذَلِك نَفسه فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فاطبخ مَعَ كشك الشّعير فراخ الْحمام والدجاج واسقه وأطعمه خصى الديوك لكَي يقوى فَلَا يختنق واحفظ طَبِيعَته جهدك وَإِن لانت طَبِيعَته لم يَنْفَعهُ مَا يغذوه بِهِ فَإِن أقبل بَطْنه بِلَبن فأطعمه الْفِرَاخ والفراريج سواكردباك وتغذوه بالأبردة بِمَاء يسيل مِنْهُ الرطوبات فَإِن ذَلِك يُقَوي الْبَطن ويسده وَإِن ضعفت قوته أَشد فأطعمه المخ مشوياً بملح قَلِيل لِأَن كَثْرَة الْملح يلين الْبَطن وَإِن لم يَجْعَل فِيهِ الْبَتَّةَ لم ينهضم وأطعمه الأكارع واللوز والفستق وَالزَّبِيب حِين يقوى قَلِيلا فَإِن رَأَيْته قد ضعف جدا وَلَا يَسْتَطِيع أَن يَأْكُل فاحرس إِن ألف ألف الْقَيْح فِي صدر مكسراً وَإِن كَانَ قَلِيلا فاسقه لَبَنًا فَإِنَّهُ يقويه إِلَّا أَن تكون بِهِ حمى شَدِيدَة الْحَرَارَة فَإِن اللَّبن حِينَئِذٍ لَا يكَاد يَنْفَعهُ فَأَما إِن كَانَت فِي اللَّبن قَالَ: إِذا كَانَ الْقَيْح منتنا يحْتَاج إِلَى أَن ينقى واحتجت إِلَى سقِِي اللَّبن فاختر لبن الآتن لِأَنَّهُ ينقى جدا وَلبن الرماك فَإِنَّهُ يسهل النفث وَالنَّفس بعد أَن لَا تكون هُنَاكَ حمى شَدِيدَة وَلَا يسقى اللَّبن فِي ابْتِدَاء الْعلَّة فَإِن كَرهُوا هَذِه الألبان فلبن الماعز وَالْبَقر وَإِن أسهل فاطبخه مخيضاً واسقه وأغذه بِهِ أَيْضا فِي الْأَوْقَات يَجْعَل فِيهِ خبز سميذ وأطرية أَو جاورس أَو أرز ويطعمه فَإِنَّهُ ينقى وينبت اللَّحْم الَّذِي فِي القروح قَالَ: اجْعَل أغذيتهم إِن كَانَت حمى الأغذية الْبَارِدَة) وَإِن لم تكن فالقيلوط والكرنب والهيلون وَنَحْوهَا من المنقيات وَمَا أَعطيتهم من لُحُوم الطير فاجعله شواء فَإِن المرق يوسخ القروح والأجود لَهُم الدَّجَاج والدراج والحجل والقنانين والعصافير وَلَا تكون مسمنة وَإِن اشتهوا المرق فاخلط فِيهِ عسلاً وقيلوط وَإِذا ملت إِلَى التجفيف فالعدس والكرنب والأطرية والنشا وَنَحْوهَا قَالَ: والسمك المالح إِن أكل مرّة أَو مرَّتَيْنِ أعَان على النفث فَإِذا كثر جعل القرحة يابسة قحلة جاسية وَإِن كَانَت حَده رَدِيئَة فاجتنب المالح والأغذية الثقيفة أَجود مَا يكون للَّذين نفثهم حريف مالح قَالَ: وَلحم الْخِيَار والبطيخ يسهلان النفث قَالَ: وَمن لم يهزل مِنْهُم فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ السّفر وركوب الْبَحْر والحامات فَأَما من هزل فاللبن والمروخ بالأدهان والشحوم وَالْحمام العذب المَاء والأحساء.
الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ فِي الرئة ورم حَار لم يعطشوا كَمَا يكون فِي الْمعدة وَيكون نفسهم بَارِدًا وألوانهم حمر وألسنتهم خشنة شَدِيدَة ويشتهون برودة الْهَوَاء وَذَلِكَ أَشد تسكيناً لما يحرمُونَ من المَاء الْبَارِد.
لي دَوَاء اللعتة على مَا رَأَيْت فِي الْكتب: طَعَام دوائي للَّذي قد يجِف من السعال أَو يحْتَاج إِلَى ترطيبه يُؤْخَذ دَقِيق الحمص ودقيق الباقلا ونشا يتَّخذ لَهُ مِنْهُ حساء بِلَبن الْبَقر الحليب ودهن لوز وسكر ويتحساه وَيجْلس فِي الآبزن بعد يَوْمه وَإِن طرح فِيهِ خشخاش كَانَ أفضل وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة عَلَيْهِ جعل الحساء من عصارة الشّعير وَاللَّبن وَإِن كَانَت الْحمى شَدِيدَة أسقط اللَّبن وَاتخذ من عصارة الشّعير ودهن اللوز وَالسكر والأطرية أَو يشتبع نخالة الْحوَاري.
مَجْهُول: صفة سقِِي لبن الأتن وَهُوَ يُبرئ علل الرئة أجمع يحلب سكرجة فيشرب وينتظر إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يَأْكُل زيرباجا ألف ألف بِلَحْم طيور وَيشْرب عَلَيْهِ شرابًا ممزوجاً فَإِن أصَاب مِنْهُ ثقل وحموضة فأخلط بِهِ سكرا يشرب ثَلَاثَة أسابيع على ذَلِك.
شَمْعُون قَالَ: يحدث السلّ لمن فِي صَدره ضيق وعنقه طَوِيل وكتفاه متعلقان بِمَنْزِلَة الجناحين.
شَمْعُون: إِن كَانَت قُوَّة من بِهِ سلّ قَوِيَّة فاسقه لبن الأتن.
لي إِنَّمَا قَالَ لِأَن لبن الأتن يُطلق الْبَطن وَقد شهد هُوَ بذلك.
ابْن ماسويه: فِي نفث الْمدَّة المزمنة والسعال الْعَتِيق والنفث المنتن يشرب ملعقة صَغِيرَة من قطران
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "العلاج"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel