بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

تجارب المارستان

تجارب المارستان

لَا يسكن الوخز واللهيب بإسقاء الشَّرَاب بتة فَلذَلِك لَا يسقى الشَّرَاب فِي هَذِه الْعلَّة بتة مَعَ الوخز واللهيب فَإِن ذَلِك لَا يجوز.

قَالَ ج فِي السَّادِسَة من الْفُصُول فِي الْفَصْل الَّذِي أوّله أَصْحَاب الجشاء الحامض: لَا تكَاد تصيبهم ذَات الْجنب لِأَن أَصْحَاب البلغم لَا تكَاد تعرض لَهُم ذَات الْجنب. لي وَقد تفقدت أَكثر مَا يحدث فِي الْأَبدَان الصفراوية المرارية أَو الْحمرَة الدموية. لي ضماد يسكن الوجع فِي ذَات الْجنب يُؤْخَذ بابونج وشبت وبزر كتانّ ودقيق شعير وخطمى ونخالة دَقِيق الحلبة إِن لم تكنه حرارة ألف ألف كَثِيرَة يطْبخ الْجَمِيع بِالْمَاءِ حَتَّى تتهرى ثمَّ يخبص بشيرج ويضمد بِهِ وَيَنْبَغِي أَن يغلى فِي الدّهن شبث أَو بابونج ثمَّ يمرخ الْموضع بِهِ ثمَّ يخبص عَلَيْهِ وَهُوَ فاتر وَإِن احتجت فِي بعض الْأَحَايِين إِلَى تَحْلِيل أقوى وَأمكن فاخلط كرنباً وَإِن أردته أقوى فرماد الكرنب وشحم فَإِن جالينوس قَالَ: إِن رماد الكرنب مَتى خلط بشحم عَتيق حلل وجع الأضلاع المزمنة لِأَنَّهُ يحلل تحليلاً قَوِيا. ج السّمن مَتى أكل وَحده عظم نَفعه فِي إنضاج ذَات الرئة وَذَات الْجنب ونفثه فَإِن خلط بِعَسَل ولوز مر كَانَت إعانته على النفث أقوى وإنضاجه أقل.

لي: أَحْسبهُ يُرِيد الزّبد لَا السّمن. د دَقِيق الشّعير. إِذا خلط بإكليل الْملك وقشور الخشخاش سكّن وجع الْجنب. لي على مَا رَأَيْت أَحسب أَن ضماد الْخَرْدَل نَافِع جدا عِنْدَمَا يخَاف التقيح فَإِنَّهُ يجذب إِلَى خَارج ذَلِك الْخَلْط وليترك حَتَّى يتنفّط.

الخوز: إِذا انْكَسَرت الْحمى قَلِيلا فأطعم صَاحب الشوصة كل طَعَامه خبْزًا بزبد وسكر طبرزد فَإِنَّهُ يعين على النضج ويسرع النفث. 3 (التَّاسِعَة) 3 (آراء أبقراط وفلاطن) قَالَ: أَمر أبقراط فِي من بِهِ ذَات الْجنب: أَن يكون أول مَا يداوى بِهِ فِي ابْتِدَاء إحساسه بالوجع فِي جنبه من طَرِيق أَن أَمر الْعلَّة لم يستبن وَلم يظْهر بعد التكميد والإسخان ليجرّب بذلك أَمر الْعلَّة فَإِن انْقَضتْ فَذَلِك لذَلِك وَإِن لم تنقض بذلك بحثنا بعد ذَلِك هَل ابتدء بِهِ الوجع بِقرب من)
الْأكل أَو بَدَأَ بِهِ وَهُوَ لم يَأْكُل شَيْئا وَهل كَانَ مَعَ انطلاق بَطْنه أَو لَا ثمَّ نَظرنَا إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ أإلى الفصد أَو الإسهال وَمن مِنْهُم يَكْفِيهِ أَن يغذى بِمَاء الْعَسَل إِلَى أَن يَأْتِيهِ البحران وَيحْتَاج إِلَى مَاء الشّعير أَو كشكه وَمن يحْتَاج إِلَى مَاء الْعَسَل وَمن يحْتَاج إِلَى الاستحمام. لي أَحسب أَن التكميد إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ مادام لم يلْزم الوجع سعلة وَلَا ضيق نفس. لي تبينت من كَلَام جالينوس فِي كتاب البحران وَغَيره: أَن النفث الَّذِي إِلَى الوساد فِي ذَات الْجنب الَّذِي يَقُول: إِنَّه يدل على أَنه سوداوي يدل على غَلَبَة الْحَرَارَة وَأَنه من دم محترق جدا. لي على مَا رَأَيْت فِي افيذيميا: أعن فِي ذَات الْجنب الْيَابِسَة على النضج بِجَمِيعِ مَا يسخن باعتدال من الْحمام والنطول والتضميد والدلك والغذاء وَافْعل ذَلِك حَيْثُ حرارة بِزِيَادَة رُطُوبَة كَثِيرَة وتقليل من الْحَرَارَة وَافْعل ذَلِك فِي النزلات الَّتِي يعسر نضجها والسعال البطني.
مسَائِل الْمقَالة الثَّالِثَة من الثَّالِثَة من إفيذ يميا قَالَ: تفقد مَعَ علل الصَّدْر والرئة النضج ودلائله فِي الْبَوْل فَإِنَّهُ قوي جدا فِي الدّلَالَة على التخليص قَالَ: وتخلّص فلَان بذلك من ذَات الْجنب لم ينفث فِيهَا إِلَى الْحَادِي عشر شَيْئا الْبَتَّةَ وَإنَّهُ قد يفصد من ذَات الْجنب فِي الْيَوْم الْعَاشِر لَا كهؤلاء الْبَهَائِم الَّذين يحكمون أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يفصد ألف ألف بعد الرَّابِع. لي مصلح.
الْمقَالة الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة: احذر السعال الشَّديد جدا فِي ذَات الْجنب فَإِنَّهُ رُبمَا هتك عرقاً فأورث نفث الدَّم وَقد قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الأولى من الْفُصُول: إِن ذَات الْجنب وَنَفث الدَّم مرضان متضادان وَهُوَ كَذَلِك لِأَن هَذَا يحْتَاج إِلَى منع مَا يصعد وَذَلِكَ إِلَى
تسهيله فاحذر ذَلِك بِأَن تنطل الصَّدْر وتمرخه وجرّع المَاء الْحَار دَائِما الَّذين يمتنعون عَن الفصد فِي ذَات الْجنب من كَانَ نفثه أَحْمَر أَو أَبيض ووجعه يَسِيرا وأعراضه هادئة فَإِن هَؤُلَاءِ يبرؤن بالإسهال وَمَاء الشّعير والحمئة. 3 (الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ) 3 (السعال الْخَاص بورم الكبد) إِنَّمَا يكون سعلات صغَار يستريح إِلَيْهَا الْمَرِيض ومتفاوتة فِيمَا بَينهمَا زمن طَوِيل وَهِي يابسة.
لي سعلات ذَات الْجنب أَصْلَب وَأعظم تواتراً.
الْفرق قَالَ: قد رأيناكم تفصدون فِي ذَات الْجنب من كَانَ شَابًّا وَلم أركم وَلَا غَيْركُمْ فصد شَيخا فانياً وَلَا صَبيا صَاحب ذَات الْجنب إِذا نَام على الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْعلَّة سعل وَنَفث)
أَكثر وَذَلِكَ أَن الرئة تلاصق الْخَلْط ويتكيء عَلَيْهِ فتجد لذعاً أَكثر وَافْعل ذَلِك إِذا أردْت التنقية فَإِن جالينوس قَالَ فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء: إِنَّا إِذا زرقنا مَاء الْعَسَل فِي الخراجات العفنة الَّتِي فِي الصَّدْر أمرنَا صَاحبه أَن يضطجع على جَانِبه العليل ويسعل وَرُبمَا هزّزناه هزّاً رَفِيقًا وَفِي بعض الْأَوْقَات يمتص مَاء الْعَسَل الَّذِي زرقناه بالآلة الَّتِي تسمى جاذبة الْقَيْح. لي وَهَذَا يدل على أَنه إِذا بقيت بقايا من مَاء الْعَسَل الَّذِي عسل ذَلِك الصديد قَليلَة تعجز عَن مصها جاذبة الْقَيْح أَنَام العليل على ذَلِك الْجنب وهزّه وسعّله ليسرع دُخُوله إِلَى الرئة ويصعد وَكَانَ كَلَامه هَاهُنَا فِي دُخُول الشَّيْء من الصَّدْر إِلَى الرئة وَقد رَأَيْت غير وَاحِد بهم علل فِي الصَّدْر ذَات جنب وَنَفث دم وَكلهمْ إِذا نَام على الْموضع الَّذِي يوجعه سعل أَكثر. لي فرّق بَين ذَات الْجنب وورم الكبد فَإِن اللَّوْن فِي المكبود رَدِيء وَفِي المجنوب غَايَة الْحسن وَظُهُور الدَّم وَبِأَن الْبَوْل فِي المكبود غليظ مائل إِلَى بَوْل المستسقين وَفِي المجنوب نضيج غير زائل عَن خدود الصِّحَّة وَاعْلَم أَن الترقوة تنجذب فِي ذَات الْجنب ليميل الورم إِلَى الْأَجْزَاء الْعَالِيَة من الغشاء وَأما فِي ورم الكبد فَإِن الشعبة الْعُظْمَى من الْعرق الأجوف وَهُوَ الَّذِي يسمونه القيفال يتَّصل بالترقوة فلثقل الورم فِي الكبد تجره إِلَى أَسْفَل وَلذَلِك لَا يكون إِلَّا فِيمَا كَانَ عَظِيما. لي رَأَيْت فَتى سكنت حمّاه فِي ذَات الْجنب وَاشْتَدَّ بِهِ ضيق النَّفس ثمَّ بَدَت بِهِ عَلَامَات التقيح وَنَفث مُدَّة فسقيته مَا يسهل النفث وَكَانَ يخرج مِنْهُ من الْقَيْح بسهولة فِي سعلة أَو سعلتين ألف ألف مَا يمْلَأ مغسلاً حَتَّى أَنه كَانَ يشكّكني فِي رَأْيِي فِي سلوك الْمدَّة وَكَانَ يخرج فِي كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ على هَذَا ثمَّ سكن السعال الْبَتَّةَ ونقي هَذَا الْفَتى وتخلص.
وَرَأَيْت آخَرين عسر خُرُوجه مِنْهُم وَكلهمْ مَاتُوا وقدرت أَنه خرج من هَذَا الْفَتى
عشرُون رطلا من ذَلِك الْقَيْح وَقد قَالَ جالينوس: إِن أَصْحَاب ذَات الْجنب يقذفون فِي كل يَوْم سِتَّة إِلَى سَبْعَة قوطولات من الْقَيْح والقوطولي الْوَاحِد تسع أَوَاقٍ قَالَ ذَلِك فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة.
قَالَ ج فِي الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: الْأَدْوِيَة المخدرة إِذا أَعْطَيْت فِي ذَات الْجنب إِنَّمَا تخدر الْحس وَكَأَنَّهُ يومي إِن قوما يعطونها فَأرى أَنه خطأ عَظِيم لِأَن المخدرة تحْتَاج أَن تحتال بإعطائها حَيْثُ لَا تضر أَن يبْقى ذَلِك الشَّيْء الموجع إِلَّا حَيْثُ بَقَاؤُهُ خطر وَهِي تمنع النفث والنضج وَذكر أَن الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفراسيون والإيرسا إِذا أعْطى العليل بِمَاء الْعَسَل انضج علل الصَّدْر والرئة إنضاجاً حسنا وَسَهل النفث.) لي رَأَيْت رجلا بِهِ ذَات الْجنب سهل النفث جدا إِلَّا أَنه شَدِيد انصباغ المَاء وَسُرْعَة النض وخشونة اللِّسَان ودامت بِهِ شدَّة الْحَرَارَة وَلم تكد تقلّ وَلَا تَجف مَاتَ فِي الرَّابِع عشر وَلم تَكُ تطفيء عَنهُ تطفئة قَوِيَّة بليغة فموت هَذَا كَانَ من حمّاه المحرقة الَّتِي بِهِ لَا من ذَات الْجنب فَإِنَّهُ قد كَانَ اجْتمع عَلَيْهِ حمى ذَات الْجنب وعفن قوي فِي الْعُرُوق وَلما سَقَطت قوته الْبَتَّةَ لم يُمكنهُ أَن ينفث على أَنه كَانَ سهل الْخُرُوج وفصد هَذَا العليل فِي أول علته وَكَانَ ذَلِك شرّاً لَهُ فِي تَقْوِيَة المحرقة لِأَنَّهُ كَانَ نحيفاً مرارياً وَإِن كَانَ قد نَفعه فِي ذَات الْجنب وَلَو أسهل وقويت تطفئته لنجا فتفقد شدَّة حمى ذَات الْجنب والسخنة واعمل بِحَسب ذَلِك.
الأولى من الثَّانِيَة من افيذيميا: قد يكون نفث ملون فِي الحميات الحادّة وَلَيْسَ ذَات جنب وَلَا ذَات الرئة وَالْفرق بَينهمَا أَن النَّفس لَا يتَغَيَّر عَن حَاله الطبيعية قَالَ: فَذَلِك يكون إِذا انجلبت إِلَى الرئة أخلاط يسيرَة حَتَّى لَا تنْتَقل الرئة مِنْهَا لَكِن تخرجه قَلِيلا قَلِيلا وَيكون تجلب هَذَا من عُضْو مّا وَرُبمَا نزل من الرَّأْس وَرُبمَا كَانَ خراج يسير فِي أَعلَى مَوضِع من الصَّدْر فَلَا يكون حِينَئِذٍ سوء نفس وَلَا وجع فِي الصَّدْر وَيكون نفث هَذَا بِحَالهِ هَذِه. 3 (الرَّابِعَة من السَّادِسَة) 3 (النفث الْأَحْمَر دالّ على أَن الورم دموي. .) والأصفر على أَنه صفراوي والأبيض على أَنه بلغمي. لي إِذا كَانَ النفث أصفر فَلْيَكُن ميلك إِلَى إسهال الصَّفْرَاء وَشدَّة التطفئة فَإِذا كَانَ أَحْمَر فملإلى إرْسَال الدَّم وَإِذا كَانَ أَبيض فَإلَى الكماد. لي قَالَ: دَقِيق الشّعير إِذا خلط بإكليل الْملك وقشر الخشخاش سكن وجع ألف ألف الْجنب بالضماد والجيد بنفسج خطمى إكليل الْملك قشر الخشخاش دَقِيق شعير بزر كتَّان بابونج حلبة دَقِيق باقلي كرسنة شَحم الدب عَجِيب فِي ذَلِك ويستعمله الْعَجم.
مسيح ذكر أضمدة كَثِيرَة للشوصة: مِنْهَا الَّتِي حمّاها حادة المسكنة للوجع بِلَا
إسحان وَالَّتِي حمّاها أخف وضيق النَّفس شَدِيد والأدوية المنضجة والملينة الأمخاخ والشحوم والمقل وَنَحْوهَا قَالَ: وَقد يكون شوصة شَدِيدَة بِغَيْر حمى ويضمد بالزفت والفلونيا والشمع ودهن النرجس. لي هَذَا رَأَيْت من كَانَ نَفسه شَدِيد الضّيق ووخزه وحمّاه أَلين يتشنجون وأحسب أَن هَؤُلَاءِ يَنْفَعهُمْ أَن تكب عَلَيْهِم بالأضمدة المنضجة وَذكر بعد هَذَا أضمدة محللة فِيهَا ملينة دَقِيق)
الترمس وطبيخ التِّين والحلبة وَبعدهَا أضمدة من حب الْغَار والقطران والأشق قَالَ: وَيصْلح للأوجاع الْقَدِيمَة والباردة.
الخوز: ينفع من الضَّرْبَة تقع على الْجنب جدا الْخِيَار شنبر ودهن اللَّوْن بِمَاء الهندبا.
بختيشوع: المَاء الْبَارِد يضر بِصَاحِب ذَات الْجنب جدا وَقد ترتبك ريح غَلِيظَة فِي هَذَا الْموضع توهم أَنه ذَات الْجنب والتكميد يحلّه وينفع مِنْهُ ولذات الْجنب الْخَالِصَة إِن تحل من علك البطم دِرْهَمَيْنِ فِي أُوقِيَّة دهن بنفسج ويمرخ بِهِ الْجنب وَهُوَ شَدِيد الْحَرَارَة فَإِنَّهُ يفرق عَلَيْهِ إِذا كمد بِخرقَة ودثر فيخف الوجع مَكَانَهُ.
أبقراط فِي تَدْبِير الأصحاء: يسقى من بِهِ شوصة شرابًا أَبيض كثير المزاج وَوصف ثَلَاثَة أَصْنَاف: مِنْهُ صنف مَعَه نافض والنفث أَبيض إِلَى الصُّفْرَة وَآخر بِلَا نافض والنفث أصفر أَو أَحْمَر وَآخر النفث فرفيري ويحمّر بَين الْكَتِفَيْنِ ويشتد عاله إِذا احْتبسَ ويصفر البرَاز وينتن جدا وَقد من يفلت مِنْهُ قَالَ: وَإِذا كَانَ التقيح يعسر انفجاره فاسقه خردلاً وَمَاء عسل وأطعمه سمكًا مالحاً وشيئاً حريفاً وَأَجْلسهُ على كرْسِي وانفض بدنه وهزّه فِي كَتفيهِ بِشدَّة وأعطه حلتيتاً فِي لبن ورق الفجل وكمد الْجنب دَائِما فَإِن لم يسهل النفث فشقّ الْجلد بقمادين ثمَّ عمد بالميضع حَتَّى تبدو الْمدَّة وَأخرجه قَلِيلا قَلِيلا كل يَوْم مرّة وصبّ فِيهِ زيتاً وَشَرَابًا وَأخرجه مَعَ الْمدَّة كل يَوْم فَإِن كَانَت مُدَّة جَيِّدَة ولونها أَبيض تخلص وَإِن كَانَت رَدِيئَة هلك بعد أَن يعلم فِي أيّ جنب هُوَ بِالْقَرْقَرَةِ والوجع وَثمّ إِذا نقي فأدمله قَالَ: وجع الْجنب الَّذِي يَأْخُذ من نَاحيَة الظّهْر يُخَالف الأول لِأَنَّهُ يتجع ظَهره كَأَنَّهُ مَضْرُوب وينفث من سَاعَته وَيخرج نَفسه ضَرْبَة ويبول بولاً دموياً قيحياً وَيَمُوت فِي الْخَامِس وَإِلَى السَّابِع فِي الْأَكْثَر فَإِن أفلت عَاشَ وَقد يخَاف عَلَيْهِ إِلَى غَد وصنف من ذَات الْجنب يكون البصاق نقياً وَالْبَوْل كَالْمَاءِ الْجَارِي وَيَأْخُذ الضربان من الترقوة إِلَى المراق ويشتد جدا فَإِن أفلت إِلَى السَّابِع بَرِيء وَإِذا عرضت ذَات الْجنب فأحمر الظّهْر وتسخنت الكتفان وَثقل عَلَيْهِ الْقعُود وَخرج مِنْهُ برَاز أصفر منتن مَاتَ بِآخِرهِ وَإِن جاوزه بَرِيء ألف ألف وَمَتى عرض لَهُ سَرِيعا نفث كثير الْأَصْنَاف وَاشْتَدَّ بِهِ الوجع مَاتَ من الثَّلَاث وَإِن أفلت بَرِيء وكل من كَانَ لِسَانه خشناً فَإِنَّهُ لابد أَن يتقيح وإفلاته عسر وَإِذا مَال الوجع إِلَى الشراسيف فأحقنه بِقدر مَا ترى وحمّه بِمَاء حَار خلا رَأسه وَلَا يُصِيبهُ مَاء حَار وَإِذا
بَدَأَ النفث فأعطه مَا يرطب ويسهل النفث وَالشرَاب الْكثير المزاج يرطب الرئة ويسهل النفث عَلَيْهَا)
ويقل الوجع وَلبن الْمعز وَالْعَسَل جيدان فِي ذَلِك وَإِن الرئة إِذا ترطبت جدا خف الوجع وَالنَّفس وَسَهل النفث وَاحْذَرْ على الناقه مِنْهُم الشَّمْس وَالرِّيح والملوحة والدسومة والشبع وَالدُّخَان وَنفخ الْبَطن وَإِن انتكس مَاتَ وَالْجِمَاع والتعب وَمَتى احْتبسَ النفث وَاشْتَدَّ الوجع وَالنَّفس فاسقه زنجاراً ملعقة بِعَسَل وحلتيت وَنور طريعان أَو من فلفل خمس حبات وحلتيت كالباقلاة بِعَسَل وخل وَمَاء فاتر فَإِنَّهُ يسكن الضربان وَأعْطِ هَذَا على الرِّيق وَحين يشْتَد الوجع أَعنِي الفلفل والحلتيت فَأَما الزنجار فحين يحتبس النفث وَإِن بلغ الْأَمر فِي احتباس النفث إِلَى الغطيط والخشونة فَخذ زنجاراً قدر باقلاة وَمن النطرون مثله وَليكن مشوياً وَمَا يحمل ثَلَاث أَصَابِع زوفا وصبّ عَلَيْهِ عسلاً وَمَاء وزيتاً قيلاً وفتّره وألعقه لِئَلَّا يختنق فَإِن لم يَتَنَحْنَح ويترقى فَخذ فقاح الْكبر زنة دِرْهَمَيْنِ وشيئاً من نطرون وفلفل وخل وَعسل وَمَاء ففتر ذَلِك كُله واسقه فِي الْيَوْم الْأُخَر زوفاً مغلياً بخل وَعسل افْعَل بِكُل من يغطّ وَلَا يقدر أَن ينفث فَإِذا أردْت أقوى من هَذَا فغلّ زوفا وخردلاً وحرفاً بِمَاء وَعسل وصفّه واسقه أصفر الْبيض وَهُوَ فِيهِ بِقدر مَا يتحسى جيد للشوصة. لي شراب البنفسج وشراب النيلوفر أَجود فِي ذَات الْجنب وَفِي الشوصة من الْجلاب.
ابْن ماسويه: مَتى شرب من عصارة الجنطيان دِرْهَمَانِ نفع من ذَات الْجنب. د: جاؤشير نَافِع من ذَات الْجنب بزر الجزر الْبري يُوَافق الشوصة مَتى شرب وَقَالَ: شَحم الْخِنْزِير إِذا خلط برماد أَو بنورة نفع من الشوصة إِذا ضمد بِهِ وَقَالَ: دَقِيق الشّعير إِذا تضمد بِهِ مَعَ إكليل الْملك وقشر الخشخاش نفع مِنْهَا.
بولس: الذُرة يسْتَعْمل فِي أَنْوَاع الشق الَّذِي يعرض للحجاب.
إِسْحَاق قَالَ: استفرغ فِي عِلّة الشوصة الْجِسْم مَتى كَانَ الوجع يتَّصل بالترقوة بالفصد وَإِن كَانَ يتَّصل بالشراسيف فالإسهال وفصد الباسليق أَيْضا وَاسْتعْمل من المسهلة فِي هَذِه الْعلَّة مَا لَا حرارة فِيهِ وَلَا خشونة كاللبلاب وَمَاء الْفَاكِهَة والخيارشنبر والترنجبين وَإِن كَانَ الوجع فِي الْجنب شَدِيدا فليضمد بدقيق الشّعير وبنفسج وَورد وصندل وَنَحْو ذَلِك وشمع مصفى ودهن وَإِن كَانَ خَفِيفا فكمد بكماد وَليكن مثانة فِيهَا مَاء حَار أَو دهن يسخن واسقه فِي الِابْتِدَاء مَاء شعير بحساء رَقِيق يتَّخذ من الباقلي وَالسكر فَإِذا نَضِجَتْ فأعطه طبيخ زوفا فَإِن عسر ألف ألف قذف مَا يجْتَمع فِي الصَّدْر وسكنت الْحمى فَاجْعَلْ مَعَ طبيخ الزوفا إيرسا.)
مَجْهُول: يكون فِي الشوصة حمى لقرب الورم من الْقلب وتحس لِأَن الورم فِي الْحجاب وسعال لِأَنَّهُ فِي آلَات النَّفس وضيق النَّفس.

الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "تجارب المارستان"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel