بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة

قَالَ: مَتى كَانَ الْمَرَض قد نضج فَعَلَيْك بتقوية الْقُوَّة بالغذاء وزد فِيهِ لتزيد الْقُوَّة إِلَى أَن ينقى العليل بالنفث فَإِن ذَلِك يُقَوي على النفث وَقَالَ: فِي ذَات ألف ألف الْجنب بِمَا يرطب وَيقطع باعتدال حَتَّى يسهل النفث ثمَّ مَا يُقَوي الْقُوَّة لكَي يستنقي العليل وَهَاتَانِ الخصلتان تجتمعان فِي مَاء الشّعير إلاّ أَن مَاء الْعَسَل أبلغ فِي الترطيب والتقطيع وَمَاء الشّعير فِي التقوية وَأحذر فِي ذَات الْجنب النفخ وخاصة إِن كَانَت الطبيعة يابسة لِأَنَّهُ إِذا تولدت نفخ عَن الْغذَاء ومنعها الثّقل الْيَابِس من الانحدار زَادَت فِي وجع الْجنب وتواتر لذَلِك النَّفس وتسخن الْجنب أَشد وَاشْتَدَّ الوجع وَأحذر التغذية فِيهِ فِي أَوْقَات المنتهي فَإِن صَدره فِي هَذَا الْوَقْت شَدِيد ولطف التَّدْبِير فِيهِ وعلامته شدَّة الوجع ودوامه فَفِي هَذَا فَلَا تغذ العليل وَإِن اشْتَدَّ عطشه فأعطه جلاباً وسكنجبيناً مبرداً فَإِن لم يُمكن فالماء الْبَارِد وَلَا يشربن مِنْهُ دفْعَة شَيْئا كثيرا فَإِنَّهُ يبطئ بالنضج فَأَما إِذا شربه قَلِيلا قَلِيلا فَلَا بَأْس بِهِ لِأَنَّهُ يسخن قبل أَن يماسّ الورم.


السَّادِسَة من قاطا جانس: ضماد لوجع ذَات الْجنب جملَته أشق وزوفا رطب وشمع ووسخ الْكوز وبعر الْمعز وجارشير وبارزد وكندر وَقَالَ إِذا وَضعته عَلَيْهَا فانتظر حَتَّى يحمى الْموضع من الأقربادين الْقَدِيم: ضماد للشوصة بنفسج نخالة الْحوَاري دَقِيق شعير منخول دَقِيق باقلي خطمى بابونج أكليل الْملك بِالسَّوِيَّةِ يجمع بعد النّخل بالحرير ويذاب بشمع ودهن شيرج ويضمّد بِهِ وَقد يُزَاد فِيهِ إِذا احْتَاجَ إِلَى إنضاج كرنب نبطي وتين وحلبة وبزر كتّان.

الأولى من الثَّانِيَة قَالَ: أَضْعَف مَا يكون من ذَات الرئة وَالْجنب مَا لَا نفث مَعَه لي قد قَالَ فِي مَوضِع آخر: إِنَّه قد يمْتَنع النفث لَا لرداءته وصعوبته فافرق بَينهمَا فَإِنَّهُ إِذا كَانَ مَعَ عدم النفث أَو قلته لَيست حمى وَلَا ضيق نفس شَدِيد وَلَا وخز وَلَا غير ذَلِك والعليل قَلِيل المبالاة بِهِ وَقد أَتَى عَلَيْهِ مُدَّة يعلم أَن ذَلِك لَيْسَ لِأَنَّهُ فِي أوّل ابْتِدَائه فَإِن ذَلِك لخفة الْعلَّة وَبِالْعَكْسِ.

حسن الحميد كَانَ بِهِ ذَات الْجنب وَكَانَ فِي الْحَادِي عشر وَعَيناهُ جامدتان وأطرافه كالثلج ونبضه لَا يتَبَيَّن إِلَّا بِجهْد وَنَفسه قد تَوَاتر من تلزج البصاق إِلَّا أَن عقله صَحِيح غَايَة الصِّحَّة فَمَاتَ يَوْمه ذَلِك فَلذَلِك فَلْيَكُن عنايتك أبدا بالقوى الطبيعية والحيوانية أَكثر وَبِمَا يخص الْعُضْو فَإِن كَانَ هَذَا قد بلغ بِهِ الأمرمن نَفسه إِنَّه كَانَ شَدِيد التَّوَاتُر مَعَ رُطُوبَة يزْدَاد تلزجاً فِي كل سَاعَة وعلامة زِيَادَة الرُّطُوبَة تلزج فِي كل سَاعَة أَن يكون اندفاعها للنَّفس أعْسر فَيحدث عَنهُ)
صَوت أغْلظ وأبح. لي جملَة مَا يحصل من بَاب ذَات الْجنب ليعْمَل عَلَيْهِ إِن كَانَ الوجع والنخس والحمى ضَعِيفَة فأسهل طَبِيعَته إِلَّا ألاّ يحْتَاج إِلَّا ذَلِك وَلَا يحْتَاج إِلَى فصد وَإِن كَانَ الوجع فِي النَّاحِيَة السُّفْلى فأسهل وَفِي الْعليا فافصد وَإِن اشْتَدَّ ألف ألف بالتكميد فافصد وأسهل وتفقد النفث الرَّدِيء والجيد وَشدَّة الحميات واسق للنفث بِمَا يسهله قبل مَاء الشّعير وَإِن لم تكن ذَات الْجنب خَالِصَة فضع محجمة وَهَذَا جملَته.
3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ)
3 - (الوجع فِي ذَات الْجنب) إِذا بلغ الترقوة إِنَّمَا هُوَ لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع يبلغ إِلَى الترقوة وَإِذا كَانَ فِيمَا دون الشراسيف فَلِأَن هَذَا الغشاء هُنَاكَ مغشى على الْحجاب فيجدون حسه عِنْد حَرَكَة النَّفس لِأَن الْحجاب يَتَحَرَّك بالتنفس قَالَ: وَإِنَّمَا يرجع عِنْد الترقوة لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع تؤلمه الترقوة لصلابتها وَأما مَتى كَانَ
مَعَ ورم الكبد وجع فِي الترقوة فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون فِي الْيُمْنَى أبدا لَا غير وَيكون ذَلِك لتمدد الْعرق الأجوف لَا لتمدد الأغشية قَالَ: النفث فِي ذَات الرئة أبدا البلغمية أغلب عَلَيْهِ وَفِي ذَات الْجنب المرارية لي إِذا تَسَاويا فِي الحدة والحرارة كَانَ كَذَلِك وضيق النَّفس فِي ذَات الْجنب.
الوضاحى قصَّته: رجل نالته شوصة فَلم يفصد وضمد وَسكن وَجَعه وركبته بعد أَيَّام نافض فِي الْيَوْم مَرَّات وَحمى بعقبه مختلطة لم الْتفت أَنا إِلَى الْحمى لِأَنِّي علمت لما هِيَ فصرفت عنايتي كلهَا إِلَى تَقْوِيَة الْقُوَّة لِأَنِّي علمت أَنه سينفث سَرِيعا مُدَّة وَأَنه يحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة لينقي فأطعمته خبْزًا وَلحم حمل وَشَرَابًا بِمِقْدَار معتدل فَوَقع بِحَيْثُ خمنت وَأما سَائِر الْأَطِبَّاء فَكَانُوا يظنون أَن الْحمى عِلّة أُخْرَى حدثت وَأَنه قد يَنْبَغِي أَن يلطف تَدْبيره وَلَو فعل ذَلِك لَخَشِيت أَن يَمُوت لِأَن قوته كَانَت تسْقط حِين يحْتَاج إِلَى قذف الْمدَّة وَأَن الْحمى والنافض إِنَّمَا هاجا عِنْدَمَا أَخذ الْخَارِج ينضج وَسكن الوجع لما عمل مُدَّة واستزاد ذَلِك يَقِينا لم يَكُونَا يهيجان حمى بعد ذَلِك أصلا فَإِنَّهُ قد كَانَت بِهِ حمى صعبة وسهر وأعراض ذَات الْجنب ثمَّ سكن ذَلِك كُله وَلم يتدبر بِمَا يُوجب هيجان حمى أُخْرَى فَلَمَّا هَاجَتْ دلّ على أَن ذَلِك كَمَا ذكرت وَأكْثر مَا يحدث النضج إِذا لم يفصد وَإِذا كَانَت الشوصة عَظِيمَة فَيكون وجعهم بالتضميد.)
من كتاب حنين فِي الْحمام قَالَ أبقراط: إِن أَصْحَاب الشوصة يَنْتَفِعُونَ بالحمام بِأَن يسكن الوجع ويسهل النفث وانتفاع أَصْحَاب ذَات الرئة أَكثر وَذَلِكَ أَنه يسهل النفث جدا قَالَ: وإخلاط الْعَسَل مَعَ مَاء الشّعير يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر إِذا قصد لتنقية الصَّدْر قَالَ: يَجْعَل هَاهُنَا السكر أَكثر قَالَ: وَاعْتمد فِي سهولة النفث على الترطيب واقصد لَهُ لِأَن الَّذِي ينفث إِن كَانَ شَدِيد اليبس لم يرْتَفع إِلَّا بسعال شَدِيد يخَاف أَن يخرق بعض الأوعية.
3 - (مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة)
إِذا كَانَت الشوصة شَدِيدَة اليبس فأعط قبل مَاء الشّعير الْجلاب وَعَلَيْك بالترطيب مَا أمكن طبخاً طَويلا جدا صَار ألف ألف عديم النفخة وَإِن لم تَجِد طبخه أنفخ بِمِقْدَار قلَّة الطَّبْخ فأضرّ فِي ذَات الْجنب جدا وَزَاد فِي الوجع لي إِذا كَانَت متواترة النَّفس فِي ذَات الْجنب جدا فَلَا تخل العليل من الترطيب الدَّائِم بلعوق البزر قطونا والجلاب لِأَن تَوَاتر النَّفس يجفف الصَّدْر جدا وَيمْنَع النفث وَإِن كَانَ صَغِيرا أَو مَعَ وجع فِي الْجنب شَدِيد فأمرخ الْجنب وانطله بِالْمَاءِ الفاتر ليخف الوجع فَيذْهب تَوَاتر النَّفس إِذا تلزج البزاق فَعَلَيْك بالترتيب جهدك إِذا احتجت أَن تَسْقِي شَيْئا فِي ذَات الْجنب بَارِدًا لحدته وَشدَّة عطشه فَلَا تسق من المبردات إلاّ مَا فِيهَا مَعَ ذَلِك بعض الْجلاء كَمَاء الْخِيَار وَمَاء الْبِطِّيخ والهندبا وَأما مَاء القرع فَلَا لِأَنَّهُ لَا يدرّ الْبَوْل وَلَا مَاء البقلة
الحمقاء لِأَنَّهُ يكْشف جدا وينفع عِنْدَمَا لَا يكون نفث وَيحْتَاج إِلَى ترطيب أَن يكب العليل على بخار مَاء حَار وينشق هَوَاء وَيُعْطى حساء فَإِنَّهُ يسهل النفث.
الْمسَائِل: التكميد يحل الأوجاع الَّتِي هِيَ مائلة إِلَى أَسْفَل أَكثر من أدنى شَيْء مائلة إِلَى فَوق لِأَن مواد هَذِه أغْلظ والفصد يحل الَّتِي هِيَ مائلة إِلَى فَوق أَكثر لِأَن مواد هَذِه لَطِيفَة وَكَثْرَة التكميد يفتّح فَإِذا لم يسكن الوجع فَلَا تكْثر مِنْهُ إِذا كَانَ الْعَطش فِي ذَات الْجنب كثيرا فَاسْتعْمل الكنجبين فَإِن سكن وإلاّ فالماء القراح وَلَا تكْثر مِنْهُ بَغْتَة شَيْئا كثيرا بل قَلِيلا قَلِيلا.
الاسكند قَالَ: اسْقِ المبرسم مَاء حاراً جرعاً مَرَّات متتابعة فَإِنَّهُ يسكن عطشه وَيمْنَع من كَثْرَة لي على مَا رَأَيْت فِي جَوَامِع أغلوقن: اطلب نضج النفث من استوائه فِي أَجْزَائِهِ واعتداله فِي قوامه فالنفث الأملس المستوى فِي جَمِيع الامتلاء المعتدل فِي الرقة والتثخين هُوَ النضج فَأَما اللَّوْن فَيدل على رداءته وجودته لَا غير فَإِن كَانَ هَذَا الْوَصْف مَعَ لون أَبيض فَهُوَ فِي غَايَة السَّلامَة وَإِن كَانَ مَعَ الْأسود فمهلك وَإِن كَانَ مَعَ أصفر فدون ذَلِك وَإِن كَانَ مَعَ أَحْمَر فَهُوَ)
قريب من الْأَبْيَض فِي السَّلامَة وَيعلم أَن الورم تقيح من أَنه لم يكن فِي الْعلَّة ى نفث وسكنت الْحمى والوجع بِلَا نفث كثير والثقل فِي الْجنب قَائِم.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel