بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

جَوَامِع عَلَامَات ورم الكبد

جَوَامِع عَلَامَات ورم الكبد

الَّتِي لَا تزايلها فِي حَال أَن يكون الوجع ثقيلاً والنبض ليّناً ويتغير مَعَه لون اللِّسَان بعد قَلِيل فَأَما ذَات الْجنب فالوجع الناخس والنبض الصلب وَبعد قَلِيل يحدث النفث ويتزيد السعال لي لَا يشبه ضيق النَّفس فِي هَاتين العلتين وَلَا السعال وَلَا الوجع الَّذِي تَحت الأضلاع وَإِن كَانَت هَذِه مُشْتَركَة لَهما لِأَن ضيق النَّفس فِي ذَات الْجنب أَشد وتزداد فِي نصف يَوْم أَو يَوْم حَتَّى يخرج عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ خُرُوجًا كثيرا وَهُوَ فِي ورم الكب بَاقٍ بِحَالهِ فَإِن تزايد قَلِيلا قَلِيلا والسعال كَذَلِك هُوَ أَشد وينبعث بِسُرْعَة وَيحدث النفث ألف ألف وَلَيْسَ ذَلِك فِي ذَات الكبد والوجع رُبمَا كَانَ يَسِيرا فَسَقَطت الشُّبْهَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك ناخس وَأَشد مَا يشبه ذَات الْجنب

ويميز مِنْهَا بِأَن الغمز عَلَيْهِ يؤلم وَلَا يؤلم فِي وجع الكبد وَأَن لَهُ ميلًا إِلَى خَارج لِأَن السعال وضيق النَّفس فِي هَذَا أَضْعَف. 3 (قَالَ فِي الْخَامِسَة) 3 (الشوصة) أَرْبَعَة أَصْنَاف: أَحدهَا أَن يتورم الغشاء المستبطن للأضلاع وَيُقَال لهَذِهِ الْعلَّة ذَات الْجنب الْخَالِصَة وَيلْزمهُ الوجع الناخس والنبض المنشاري الصلب والحمى الحادة وَالْآخر أَن يتورم العضل الدَّاخِل وَالثَّالِث أَن يتورم العضل الْخَارِج وَمَعَ كل وَاحِد من هذَيْن ضَرْبَان إِمَّا عِنْد دُخُول النَّفس فَيدل على أَن الْعلَّة فِي العضل الظَّاهِر الَّذِي يبسط الصَّدْر وَإِمَّا عِنْد خُرُوج النَّفس)

فَتكون الْعلَّة هِيَ فِي الَّتِي تقبضه وَالرَّابِع أَن يكون الورم فِي العضل الَّذِي مَوْضِعه خَارج من الأضلاع ويتورم مَعَه الْجلد فَيظْهر الورم للمس لي لَيْسَ يَنْبَغِي مَتى رَأَيْت حمى وضيق النَّفس والسعال أَن تظن أَن هُنَاكَ ذَات الْجنب بل أفصل بَينهمَا بِمَا نذْكر أما تَفْصِيله من ذَات الكبد فقد ذكر مرَارًا وَأما تَفْصِيله من ذَات الرئة فَإِنَّهُ يكون الوجع فِي الْوسط لَا فِي الأضلاع وَيكون ثقل لَا نخس وَنَفسه أَشد ضعفا جدا والهواء الْخَارِج مِنْهُ كَانَ حاراً وَرُبمَا كَانَ بَارِدًا فِي ذَات الْجنب إِلَّا أَنه أقل وتحمرّ وجناتهم ويتشوقون إِلَى تَنْشَق الْهَوَاء الْبَارِد وخاصة إِذا كَانَ الورم أَكثر حمرَة وَمَعَهُ نفث متغير فِي أَكثر الْأَمر إِلَّا أَنه أقل مِمَّا فِي ذَات الْجنب ووجعهم يَبْتَدِئ من عمق الصَّدْر ويبلغ إِلَى نَاحيَة القص وَإِلَى نَاحيَة عظم الصلب وَبِه حمى ونبضه موجيّ ونبض ذَات الْجنب منشاري صلب وَأما من ورم الْحجاب فأفصله بانجذاب المراق إِلَى فَوق واختلاط الذِّهْن وَشدَّة الْأَعْرَاض ويشتد الوجع إِذا انبسط الصَّدْر وَيكون الوجع فِي تِلْكَ النَّاحِيَة فَإِذا فصّلت هَذِه الْأَشْيَاء فَحِينَئِذٍ فأفصل بَين أَنْوَاع ذَات الْجنب وَالْغَالِب على نفث ذَات الْجنب فِي الْأَكْثَر كَمَا ذكر ج المرارية وَفِي ذَات الرئة البلغمية.

الثَّالِثَة من تَفْسِير السَّادِسَة من أفيذيميا قَالَ: من كَانَ وَجَعه يَسِيرا وَكَانَ أَعْرَاض ذَات الْجنب يسيرَة ونفثه دموي لم يحْتَج إِلَى الفصد وَاكْتفى بِسَائِر العلاجات الْأُخْرَى وَإِذا رَأَيْت المرار غَالِبا فِي ذَات الْجنب فَلَا تفصد وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الزَّمن شَدِيد الْحَرَارَة.
لي دَلِيل ذَلِك شدَّة الْحمى ونارية المَاء ويبس فِي الْجِسْم وهذيان وَفِي هَذِه الْأَحْوَال لَا تفصد إِنَّك تزيد الأخلاط رداءة بتجفيفك الْجِسْم ذَات الْجنب يحدث كثيرا من شرب مياه الثَّلج وَفِي
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "جَوَامِع عَلَامَات ورم الكبد"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel