بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح لأورام الْمعدة والكبد 12

حنين فِي الْمعدة: الغثى من شَيْء ثقيل على فَم الْمعدة أَو من شَيْء يلذعها كَمَا يعرض إِذا صَار الطَّعَام حامضا أَو حريفا من سوء هضم أَو من فضول تنصب إِلَيْهَا من الْجِسْم أَو من لزوجات تجمع فِي الْمعدة وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا لَا يقبل الهضم لَا تحبسه الْمعدة وتروم لذَلِك دفْعَة عَن نَفسهَا.

كبف لَا تَدْفَعهُ من أَسْفَل وَالدَّم إِذا لم ينهضم يهيج الْقَيْء على قربَة من الطَّبْع قَالَ: وَإِذا هاج الْقَيْء بِلَا شَيْء أكل فالسبب فِي ذَلِك أخلاط رَدِيئَة تلذع ويسكن ذَلِك بالقيء إِن كَانَ قَلِيلا لم يكن أَن يقيء وبقيء الغثى قَالَ: وَهَذِه الأخلاط رُبمَا كَانَت مرارية وَرُبمَا كَانَت بلغمية.

قَالَ: وعلاج ذَلِك إِمَّا أَن تستفرغ وَإِمَّا أَن تنضج إِلَّا أَن الإنضاج لَا يُمكن فِي المرارى لِأَنَّهُ لَا يُمكن استحالته إِلَى صَلَاح أبدا بل ينقى والإنضاج يكون بِالسُّكُونِ وَالنَّوْم والامتاع من الطَّعَام وَأما المرارى فَإِن كَانَ غير شَدِيد اللحوج شرب مَاء الكشك أَو سكنجبين أَو مَاء حَار وَإِن كَانَ شَدِيد اللحوج فاستفرغه بِقُوَّة فَإِن لم يُمكن لضعف أَو حمى فَعدل بأغذية يصلح لَهَا وَفِي الْوَقْت الَّذِي يصلح إِلَّا أَنه إِن كَانَ محموما لم يُمكن أَن يعْطى من القوية وَإِن كَانَ ضَعِيفا فاقسمه فِي مَرَّات وَإِن كَانَ للحمى نَوَائِب فأسهله فِي وَقت نقاء الْجِسْم بالايارج فَإِن لم تكن حمى فَلَا تتخلف عَنهُ فَإِنَّهُ يقْلع الَّتِي قد عسر تخلصها من أغشية الْمعدة قَالَ: وَقد يعرض قذف الطَّعَام من ضعف الْمعدة وَإِنَّهَا لَا تقدر على إِمْسَاكه فتقذفه إِمَّا إِلَى أَسْفَل أَو إِلَى فَوق بِحَسب النَّاحِيَة الضعيفة قَالَ: وَقد يعرض لبَعْضهِم أَن يكون إِذا أكل وأحس فِي نَفسه بِأَدْنَى حَرَكَة قاء على الْمَكَان وَهَذَا يكون من رُطُوبَة قد بلت فَم الْمعدة وعلاجه بالقوابض مَعَ شَيْء من المسخنة.

قرص يسكن الغثى إِذا كَانَ من حرارة ويسكن الوجع ويجلب النّوم بزر الْورْد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل حب الآس الْأسود المنقى من بزْرَة ثَمَانِيَة عشر مِثْقَالا بزرنيخ تسعع أَوَاقٍ يسحق وينخل ويعجن بشراب جيد قَلِيلا بِقدر الْحَاجة وألق عَلَيْهِ قسبا منزوع النَّوَى عشرَة واسقة الشَّرَاب وفرصة واسق مِنْهُ درهما وَنصفا بِقدر مَا ترى من الْقلَّة وَالْكَثْرَة.
رَأَيْت غَرَض تأليف الْأَدْوِيَة المخدرة والمسكنة للوجع باللين والمغرية قَلِيلا والمطيبة للخلط الردئ بالعطرية. وأجود مِنْهُ هَذَا مصطى وبزر الْورْد ونشا وطباشير وبزر بنخ من كل وَاحِد دِرْهَم عود دانق ورد دِرْهَمَانِ أفيون نصف دِرْهَم الشربة مِثْقَال يسكن الغثى من سَاعَته وينوم وَإِن كَانَت برودة فألق فِيهَا سنبلا وسعدا ودع الْورْد وَنَحْوه واسقه إِذا لم تكن حمى وَكَانَت هيضة وَنَحْوهَا بميه أَو بشراب فَإِنَّهُ ينيم وَبِه ملاك علاج الهيضة.)
وَمِمَّا يعظم نَفعه للهيضة أَقْرَاص الْكَوْكَب الَّتِي بأفسنتين يسقى بشراب ممزوج وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْكَامِل لِابْنِ ماسوية فِي المنقية: ينفع من الغثى حب رمان حامض ثَلَاثُونَ درهما نعنع كرفس من كل وَاحِد خَمْسَة قشور الفستق عشرَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَيجْعَل فِيهِ كندر ذكر خَمْسَة دَرَاهِم عود مسحوق دِرْهَم سك جيد مثله ويسقى مِنْهُ.
من كتاب القوابل: الْمَرْأَة الَّتِي لَا يسْتَقرّ الطَّعَام فِي جوفها فاغمز يَديهَا ورجليها بعد الْأكل وضع على الْمعدة كمادا قَابِضا وَتمسك فِي الْفَم حب رمان قَابض.
السَّادِسَة من كتاب إفريطن مرهم لمن بقئ مَا يَأْكُل: خَرْدَل زبد الْبَحْر شبث من المَاء كبريت بزر الأبخرة زبت عَتيق.
على مَا رَأَيْت لِابْنِ سرابيون الَّذِي يقئ بعد الْأكل يكون فَم معدته ضيقا جدا وَتَكون فِي طبقاتها أخلاط رَدِيئَة غائضة ولايتمكن أَن يتقيأ حَتَّى إِذا أكل أمكن أَن يتقيأ.
يعْطى الْفرق وَهُوَ الَّذِي يكون من ضعف الْمعدة تضعف مِنْهُ الشَّهْوَة ولايكون قبل
الطَّعَام نَفسه خائرة وَالَّذِي لخلط فِي الْمعدة نَفسه خائرة قبل الْغذَاء والقئ إِذا امْتنعت كَانَ أعْسر علاج هَذِه الأيارج وعلاج تِلْكَ القوابض بعد الطَّعَام.
ابْن سرابيون: إِذا كَانَ مَعَ قئ صفراوى الْبَطن يَابسا فلينه أَولا بالحقن ثمَّ اسْقِ رب الرُّمَّان والتفاح لتعدل مَا بقى من المرار فَإِن أفرط فِي حَاله وَلم يسكن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الحامضة والعطرية فافصد الباسليق ليسكن تلهب المرار وعده سماقية وحماضية وَنَحْوهَا وَأكْثر الكزبرة وضمد الْمعدة وَإِن كَانَ القئ بلغميا فايدا بالقئ ثمَّ اسْتعْمل الملينة وَرب التفاح وَالشرَاب الريحاني وَرب الرُّمَّان البرى بالفوذبح والمصطكى والقرنفل والسنبل وَنَحْوهَا من الْعود والمسك والنمام وورق الأترج وكمون وشراب الأفسنتين وكدواء الْمسك المر والمرزبحوش وجوارش السفرجل وَطيب الأغذية بقرنفل وَدَار صيني وجوزبوا وخولنجان وَنَحْوهَا وضمد الْمعدة بسك وقصب الذريرة وسنبل ومصطكى وأفسنتين وصبر وعود وقرنفل.
الأولى من الأخلاط: ينفع من الْقَيْء وميل الأخلاط إِلَى فَوق نَحْو الْمعدة الحقن الحادة وَوضع الضماد على الْأَطْرَاف وشدها.
مَجْهُول: ينفع من الْقَيْء الشَّديد لوز مر ويمرس بِمَاء ويصقى أَو الْحبَّة الحضراء أَو سذاب يَابِس ملعقة.)
بولس: إِذا هاج الْقَيْء بِلَا طَعَام فاحدس عَلَيْهِ بِالسَّبَبِ الْمُتَقَدّم وَغَيره فَإِن كَانَ خلطا بلغميا فقد يسكنهُ النّوم والسكون والدثار حَتَّى ينهضم ذَلِك الْخَلْط فَإِن كَانَ مريا فَلَيْسَ إِلَّا إِخْرَاجه وَيشْرب سكنجبينا أَو مَاء شعير وتقيئه فَإِن كَانَ من شَيْء قد تشربته طَبَقَات الْمعدة فبالارياج وَاحْذَرْ هَاهُنَا الْأَشْيَاء العفصة فَإِنَّهَا تمنع من الْبرد وَأما فِي الرطوبات البلغمية ورهل الْمعدة فينفع وَدَلِيل الْخَلْط البلغمي أَلا يكون عَطش وَلَا شدَّة كرب لَهُ وَأما من يقذف مرَارًا فَإِن التضميد بالأضمدة القابضة يَنْفَعهُ وينفع من القئ المحجمة على الْمعدة بِنَار وَيُعْطى غذَاء مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا وَمن يقيء مرّة سَوْدَاء وتنتفخ معدته اغمس إسفنجا فِي خل ثَقِيف جدا وَيُوضَع على الْمعدة ويضمد باللبلاب الصَّغِير المغلى بشراب.
حنين دَوَاء ينفع من بِهِ غثى ويعسر عَلَيْهِ الْقَيْء: كزبرة يابسة سذاب بالسواء وَيشْرب مَعَ خمر ممزوجة وَإِن وجد لذعا فاسقة ذَلِك مَعَ مَاء بَارِد قَالَ: من أَصَابَته هيضة فاسقة أَولا مَاء فاتر أَو يتقبأ كل مَا فِي معدته فَإِن عسر عَلَيْهِ الْقَيْء فأهجه بِمَا يهيج بِهِ الْقَيْء وَإِذا تقيأ ذَلِك كُله يتَنَاوَل أغذية مقوية للمعدة وامزجها بدهن ناردين ولطف بعد انْصِرَافه غذاءه أَيَّامًا.
قد جربت الرِّبَاط فَوَجَدته يسكن الغثى الشَّديد وَيجب أَلا يَبْتَدِئ من نَاحيَة الكبد آخِذا إِلَى الْأَطْرَاف.
إِنَّه يصف فِي الثَّامِنَة للهيضة بعد أَن يستفرغ أستفراغا ثَانِيًا: أَن يَأْخُذ كندرا دِرْهَمَانِ وأفيونا دانقا ويسقى بِمَاء بَارِد.
جَوَامِع أغلوقن: يسكن الغثى تبريد الْأَطْرَاف والمعدة فَإِنَّهَا إِذا سخنت هاج الْقَيْء.
ويضمد بضماد مبرد بالثلج ويبرد كلما فتر قَالَ: الْمعدة تسخن بسخونة الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وتبرد مصلح ابْن سرابيون قَالَ: الهيضة تتولد عِنْدَمَا تَجْتَمِع عَن سوء الهضم أخلاط تكسب لذعا وتهيج فَيبْدَأ عِنْد ذَلِك غثى واسهال أَو أَحدهمَا وَإِذا سَالَتْ بعض تِلْكَ إِلَى الْبَطن ثمَّ لَا تزَال تكْثر وتقوى باستدعاء السَّائِل الأول وتهييجة للمعدة حَتَّى أَنه رُبمَا أفرط فأحدث خفقانا وقلقا واستفراغات مُنْتِنَة رَدِيئَة وَسُقُوط الْبَطن ولطى الصدغ وانخراط الْأنف وَبرد الْأَطْرَاف والعرق الْبَارِد وتشنج الْيَدَيْنِ والساقين وَهُوَ مرض حاد يُطَالب بِسُرْعَة العلاج وَشر الأعضراض فِيهِ الْعَطش لِأَنَّهُ لَا يرْوى وَمَتى شرب قذف وَاحْتَاجَ ثَانِيَة إِلَى شرب ثمَّ السهر لِأَنَّهُ لَو نَام نقصت وَهُوَ فِي الصّبيان سليم واكثر مَا تعرض لَهُم هُوَ وتتلف الْمَشَايِخ وَمَا أقل من تعرض لَهُ هيضة وَيهْلك)
وخاصة السمين والملزز الْجِسْم الْأَحْمَر وَإِذا عرض فِي الخريف فردى وَمن كرت حُدُوثه بِهِ فَهُوَ أسلم لَهُ وأحمل وَمن لَا يُصِيبهُ إِلَّا فِي الندرة فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ مِنْهُ.
علاجه: إِذا بَدَأَ الغثى فاسقه المَاء الْحَار وقيئه وَلَا يخلط لَهُ فِي المَاء جلاب وَلَا غَيره وَلَا دهن وَلَا شَيْء مِمَّا يغذو لِأَنَّهُ مُحْتَاج إِلَى أَن يستفرغ وَينْقص لَا إِلَى تغذيه واحرص أَن يكون فِي ذَلِك الْوَقْت ويتقيأ كثيرا سهلا بِلَا اضْطِرَاب لِئَلَّا تسْقط قوته وَذَلِكَ يكون بسقى المَاء الْحَار وَاسْتعْمل هَذَا فِيمَن يَقع لَك أَن امتلاءه كثير وبالضد إِذا ظَنَنْت أَنه قد كثر وَجَاء الضعْف فِي النبض وَجَاء الْعرق فَخذ فِي دلك الْأَطْرَاف وشدها واسق مَاء الْفَوَاكِه وضمد الْبَطن بالطيوب واسقه مَاء بَارِد بِمَاء الْفَوَاكِه وَلَا يكن شَدِيد الْبرد جدا فَإِنَّهُ يهيج الْقَيْء بِقرْعَة الْمعدة إِلَّا فِي من معدته حارة جدا وَمَتى تقيأ فأعد مَاء الْفَوَاكِه وانقع فِيهِ شَيْئا من كعك أَو بعض الأسوقة فَإِن أَذَاهُ فليتقيأ فَإِن لم يتقيأ من الْخَلْط الرئ فأعد أبدا حَتَّى يقبله وَإِذا أَعْطيته كعكا وخبزا فِي مَاء الْفَوَاكِه فنومه وأعطه المسكنة للغثى ونومه على الْفراش وطئ ليستلذه وَفِي مَوضِع مظلم فَإِن رَأَيْت الضعْف قد اشْتَدَّ فاسقه شرابًا قَابِضا يَسِيرا طيب الرّيح مَعَ ضروب السفرجل وَالرُّمَّان فَإِن ضعف فَبعد أَن تغذيه ضع محجمه بَين كَتفيهِ ونومه والمحاجم عَلَيْهِ وَإِن من شَأْن المحاجم أَن تحبس الطَّعَام فِي الْمعدة وَلَا تتركها مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهَا تنفط الْمَوَاضِع فَإِن ألمته فَخذهَا سَاعَة ثمَّ أعدهَا فَإِذا ثَبت طَعَامه فقد اسْتَغْنَيْت عَنْهَا واجهد أَن ينَام بِكُل حِيلَة وَالشرَاب المعتدل يفعل ذَلِك والغير معتدل إِن استلذه وضع حوله أرائح طيبَة قابضة ولخالخ مسبتة وَبرد موضعة فَإِن كَانَ الاسهال هُوَ المفرط فَأَقل نشا واخلطه بطبيخ الخشخاش واحقنه وَإِن تشنج مَوضِع فضع عَلَيْهِ خرقا مبلولة بدهن وامسح بقيروطي وَقد يتشنج عضل الفك فامرخه بدهن حَار وَإِن اشْتَدَّ الضعْف فليمتص صُدُور الدَّجَاج وَتقدم مشوية عَلَيْهِ فَإِذا قوى قَلِيلا فِي الْيَوْم الثَّانِي وسكنت حَالَته فَأدْخلهُ الْحمام بِرِفْق قَلِيلا قَلِيلا.
ج: السنبل إِذا شرب بِمَاء بَارِد نفع من الغثى فقاح الْإِذْخر جيد للغثى. د: الباقلي يسلق وَيصب مَاؤُهُ ثمَّ يطْبخ بخل وَمَاء وَيطْعم أَصْحَاب الهيضة المسرفة فَإِن من شَأْنه أَن يقطع الْقَيْء والخلفة والنعنع إِذا شرب مِنْهُ طاقات بِمَاء ورمان حامض سكن الغثى والهيضة والفوتنج ينفع من الهيضة لِأَنَّهُ يسكن الْقَيْء والمغص وَقَالَ: رب حماض الأترج جيد للهيضة جدا ينفع من الأختلاف والعطش والقيء وَكَذَا إِن طبخ مِنْهُ طبيخ كَانَ نَافِعًا.)
الخوز: الزرنباد يحبس الْقَيْء الطباشير يمْنَع الْقَيْء جدا ويطفء لهيب الْمعدة إِذا سقى مِنْهُ ثَلَاث دَرَاهِم بِمَاء رمان حامض.
القهلمان: النانخواه مسكنة للغثى.
ابْن ماسويه: السك يحبس الْقَيْء ويسكن الْمعدة.
ماسرجويه: القاقلة جَيِّدَة للغثى.
بولس: إِذا كَانَت الهيضة باخْتلَاف فَقَط فالحمام جيد وَإِن تقيأ فردئ وَأما الْقَيْء الْأسود فضمد الْمعدة بخرق مبلولة بخل ثَقِيف مسخن.
أعرف هَذَا التَّدْبِير لمن يتقيح بَطْنه وَلَا أَحْسبهُ جيدا لهَؤُلَاء وَقد رَأَيْت نَاسا لَهُم بالطبع أَن يتقيأوا فِي السّنة مرّة أَو مرَّتَيْنِ كثير الْمِقْدَار كَأَنَّهُ دم جامد وَرُبمَا كَانَت فِيهِ قطع كَأَنَّهَا طحال وَرُبمَا أَصَابَتْهُم عَلَيْهِ حرقة شَدِيدَة ولذع فِي الْمعدة والمرئ لَا يُطَاق وَرُبمَا دَامَ بهم أَيَّامًا وَكنت أعالجهم فاسقهم فِي ذَلِك الْوَقْت مَاء فاترا مَرَّات فسكن أَكثر لذعهم وأغذهم أغذية متخذة بِلَبن وسكر فَإِن دَامَ اللذع اطبخ مخيطة وَحل فِيهِ خِيَار شنبر ودهن لوز حُلْو واسقه أَيَّامًا فَإِن دَامَ فأعد عَلَيْهِم وَأبْعد عَنْهُم كلما يلذع من خل وملح وحريف وَلَا أعلم أَنه نَالَ وَاحِدًا من هَؤُلَاءِ سوء هضم وَهُوَ يشبه هيضه وتنقيته للجسم من هَذَا الْخَلْط وَرَأَيْت نسْوَة حبالى يَقِين من هَذَا الْخَلْط وَحسن حالهن بعده جدا.
أحذر على صَاحب الهيضة نفث الدَّم عِنْد شدَّة الْقَيْء وخاصة إِن كَانَ ضيق الصَّدْر وَلَا عَادَة لَهُ بِهِ وادفع عَنهُ بجهدك وَذَلِكَ يكون بِأَن تمرخ صَدره وتدلكه وتنطله ليواتي التمدد.
بولس: ينفع من الْقَيْء تضميد الْمعدة بقشور رمان أَو عفص وطراثيث وجلنار وكعك يطْبخ بخل ممزوج بِمَاء ثمَّ يخبص ويضمد بِهِ وَيجْعَل مَعَه كندر وأقاقيا وينفع جدا المحجمة بِنَار وَأَن تغذى قَلِيلا قَلِيلا مَرَّات كَثِيرَة.
الْمُفْردَات لتسكين الْقَيْء قشور فستق طين كافور طباشير نعنع نانخواه سنبل قرنفل إذخر زرنباد قاقلة سعد كبابة جوزبوا.
روفس إِلَى الْعَوام: امْنَعْ من كَون الهيضة بِأَن يقيء من تملأ من الطَّعَام قبل فَسَاده
ونزوله بِأَن تدافع بالقيء إِلَى أَن يفْسد وَينزل ويجد مِنْهُ لذعا فِي الْبَطن فليشرب المَاء الفاتر مَعَ مَاء الْعَسَل فَإِن عسر شرب مَرَّات لينزل إِلَى الْبَطن ثمَّ ضع على الْبَطن صوفة مغموسة فِي زَيْت قد طبخ فِيهِ سنبل وَهُوَ سخن ويكمد بخرق حارة وَيسْتَعْمل نوما كثيرا وَيتْرك الْغذَاء فَإِن آل هَذَا التَّدْبِير إِلَى أَن يعرض الْقَيْء والاستطلاق فَاعْلَم أَن الطَّعَام الْفَاسِد قد صَار إِلَى الْعُرُوق حِينَئِذٍ وهيج مَا تهيج السمُوم فليسق المَاء الْحَار مَرَّات ليتقيأ ويسهل بسهولة وَإِن استفرغ بِقدر وَانْقطع فَذَلِك وَإِن أفرط حَتَّى يسْقط النبض وتبرد الْأَطْرَاف فَشد عِنْد الْإِبِط كل يَد وَعند الأربية كل رجل فَإِن ذَلِك يمْنَع أَن تجرى الْمَادَّة إِلَى الْبَطن وادلك الْأَطْرَاف بِزَيْت وفلفل ونطرون وانقع خبْزًا فِي مَاء الرُّمَّان والسفرجل مَعَ شراب وَمَاء بَارِد وأعطه حَتَّى يتقيأ وَأعد عَلَيْهِ كَمَا يفعل من سقى السم واسقه شرابًا بِمَاء بَارِد وَإِن نَام فَهُوَ عَلامَة تخلصه وَإِن وجد فِي الْبَطن توقدا شَدِيدا فضع على الْمعدة أَشْيَاء مبردة بالثلج وَأعد تدبيرها وَإِن تشنج وتمدد من الْجِسْم مَوضِع فادلكه بدهن الْعِلَل والأعراض: فَإِذا انصب إِلَى الْمعدة مَا يُؤَدِّيهَا إِلَى فمها اسْتعْملت فِي دفْعَة الْقَيْء وَإِن انصب إِلَى قعرها فالاسهال وَإِن اصب إِلَيْهَا جَمِيعًا فِي دفْعَة بالقيء والاسهال مَعًا كالحال فِي الهيضة.
يَنْبَغِي أَن نبدأ بِغسْل الْخَلْط بِمَاء بَارِد ثمَّ بالتقوية للمعدة كالأغذية والأدوية العطرية القابضة وَالْمَنْع من الانصباب والدلك والشد يفعل ذَلِك.
الاسكندر فِي الْمعدة: يكون الغثى من شَيْء يُؤْذِي فَم الْمعدة بكمية أَو بكيفية فَمَتَى كَانَ كثيرا فاستفرغه وَمَتى كَانَ رديئا أَيْضا فاستفرغه مراريا كَانَ أَو سوداويا وَأما البلغم فانضجه إِن كَانَ قَلِيلا وَإِن كَانَ الْبدن ممتلئاً فافصده واستفرغ بِقُوَّة وَإِن علمت أَنه يَجِيء إِلَى الْمعدة شَيْء من الْجِسْم وَإِن كَانَ الْقَيْء مرهقا فالخلط سابح فِي تجويف الْمعدة وَإِن كَانَ غثى وقيء كثير فِيمَا بَين فترات فَإِنَّهُ يَجِيء من مَوضِع بعيد وَإِن كَانَ غثى شَدِيد وقيء يسير فجرم الْمعدة قد تشرب خلطا رديئا فَاسق مَاء حارا فِي حَال التهوع وأدمنه وَأكْثر فَإِنَّهُ يغسل ويقيء ثمَّ خُذ فِي التقوية)
فَإِن كَانَ يَجِيء من عُضْو فَفِي الاستفراغ بعد تِلْكَ الْحَال وَفِي إمالة الْفضل عَن الْمعدة وَهَذَا كَاف للأخلاط الرقيقة فَأَما الْخَلْط الغليظ فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ المَاء الحارا يرقه ويخرجه فقد يحْتَاج إِلَى مَا يقطع ويجلو وَاسْتَعْملهُ مَعَه وَأما الْخَلْط الَّذِي يُمكن فِيهِ أَن ينضج فعالجه بِالنَّوْمِ والدثار فَإِنَّهُ ينضج وَيتْرك الْغذَاء قَالَ: وينفع من الهيضة وقيء الطَّعَام: أَقْرَاص أمارون وَهِي بزر كرفس مر زنجبيل أفيون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بزر الشبث دِرْهَم أفسنتين أَرْبَعَة دَار صيني سِتَّة يقرص مِثْقَال ويسقى بِمَاء بَارِد فِي الهيضة والقيء.
يركب هَذَا من مصطكى وكندر وزنجبيل ونانخواه وَدَار صيني وأفيون وقشور الفستق مرّة وَمن بزر الخس والجلنار والورد والطباشير وسك وأفيون أَجزَاء سَوَاء.
فليغورس إِلَى الْعَامَّة قَالَ: لتقلب النَّفس الغثى: رمان حامض جُزْء مَاء النعنع ثلث جُزْء اطبخه حَتَّى يغلظ ثمَّ اسْتَعْملهُ وَكَذَا صفته فِي الميامر.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح لأورام الْمعدة والكبد 12"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel