بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال 2

الْإِسْكَنْدَر: يكون من الحميات مَا مَعَه خفقان ووجع فِي الْفُؤَاد وغشى وَرُبمَا قتل.

بولس فِي تَدْبِير الْحَامِل (ألف ب) بَاب مَا يسكن الخفقان الَّذِي للحوامل: تجرع المَاء الْحَار بالعسل بِرِفْق وتدثر مَا دون الشراسيف بالصوف اللين.

شرك الْهِنْدِيّ: عَلامَة ضعف الْقلب الْخَوْف وضيق الصَّدْر وضربان فِي الصَّدْر مؤذ جدا وهزال الْجِسْم وقحله وعلامة قوته خلاف ذَلِك ويعالج من ضعف الْقلب أَن يطعم الْأرز بِاللَّبنِ والإسفيدباج وَالشرَاب على الأغذية الدسمة وَلُزُوم السرُور والنقلة فِي الْبلدَانِ وَالْحمام والأغذية الحلوة وَالطّيب والوطاء والدثار والحقن الدسمة.

شَمْعُون: سنبل فلنجمشك وباذروج من كل وَاحِد دِرْهَم مسك وكافور دانق دانق بزر الحرمل نصف دِرْهَم اعجن ذَلِك بِعَسَل أَو خُذ سنبلاً وسليخة وساذجاً درهما درهما زرنبادا وذرونجا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ واسقه بطلاء أَو خُذ زرنباد ودراصينيا وسبنلاً وباذروجاً بِالسَّوِيَّةِ اسْقِ مِثْقَالا بطلاء قد انقع فِيهِ لِسَان الثور.
للصرع والخفقان: سليخة وسنبل واشنة وساذج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف وكهربا وبسد دِرْهَم دِرْهَم برادة ذهب وَفِضة ثَلَاثَة قراريط من كل وَاحِد الشربة باقلاة كل يعجن بِعَسَل.
الاختصارات للقلب الَّذِي يغلب عَلَيْهِ سوء مزاج: جوارش بلاذر مثروديطوس ثباذريطوس جوارش النارمشك وأحضرها كلهَا نفعا جوارش البلاذر فَإِنَّهُ عَجِيب جيد للخفقان.
مَجْهُول للخفقان: مِثْقَال من جوارش يَابِس يداف بأوقية شراب وَيشْرب بأوقية مَاء أَو يُؤْخَذ كمون وحلتيت بِالسَّوِيَّةِ فيشرب مِنْهُ مِثْقَال بقوطولي شراب ممزوج بِمَاء سخن قَالَ: إِذا كَانَ الخفقان من سوء مزاج قأفصد الباسليق من الْأَيْسَر وَإِلَّا احجم الْكَاهِل واسهل بعد ذَلِك بِشَربَة خَفِيفَة ويسقى بعد ذَلِك كزبرة يابسة مَعَ رائب الْبَقر دِرْهَمَانِ وطباشير دِرْهَم وكافور قِيرَاط ويسقى عِنْد النّوم بزر قطونا دِرْهَمَيْنِ وَمن الطين درهما كارباً نصف دِرْهَم بِالْمَاءِ المزمن الزَّمَان. قَالَ: وأقراص الكافور نافعة من سوء المزاج الْحَار المستولى على الْقلب ويضمد)
بالأضمدة ويسقى مَاء القرع.
سفوف نَافِع للخفقان مَعَ حر: بزر رجلة وبزر القرع وكزبرة يابسة وبزر لِسَان الثور
وطين الْأكل مربى فِي كافور بزر الباذرنجويه بزر الباذروج بزر الكشوث كهربا لُؤْلُؤ إبرسيم خام إهليلج أسود آملج لِسَان الثور حجر اللازورد عود يستف مِنْهُ وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فدواء الْمسك والأنقرديا لي يُقَوي الْقلب: أَن يستف كل يَوْم من الكهربا مدقوقاً.

جوارش يُقَوي فَم الْمعدة وينفقع الخفقان والوحشة السوداوية: مَاء تفاح شَامي رَطْل مَاء ورد نصف رَطْل (ألف ب) سكر مثله يطْبخ حَتَّى يغلظ ثمَّ يَأْخُذ مصطكي نصف أُوقِيَّة ولسان الثور وباذرنجويه وفلنجمشك وعود وسك وسنبل وقرنفل وزنجبيل فَيلقى عَلَيْهِ من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف ويعقد وَيجْعَل فِي آنِية ويدفن فِي وسط ورق الأترج.
قسطا فِي كِتَابه فِي علل الدَّم: الزَّعْفَرَان يفرح الْقلب حَتَّى أَنه ليقْتل لذَلِك وَالْقدر الْقَاتِل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم إِن شرب لم يزل يضْحك حَتَّى يَمُوت. لى يجب أَن يطْرَح فِي هَذِه الْأَدْوِيَة مِنْهُ.
من تذكرة عَبدُوس للخفقان فِي فَم الْمعدة: دَوَاء الْمسك المر الْمَعْمُول بالإفسنتين وَالَّذِي فِي الْقلب بدواء مسك حُلْو وَإِذا كَانَ الخفقان مَعَ حرارة سقى الكهربا والبسد واللؤلؤ والشبث وَالْحِجَارَة الأرمينية وكزبرة يابسة فَإِن كَانَ مَعَ الخفقان عسر وغشى ونخس سقى الباذرنجويه والفلنجمشك وَإِن كَانَ فِي الْجنب زيد فِيهِ فوذنج جبلي وتسقى بِمَاء تفاح وميبه. الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع للخفقان من الْحَرَارَة والخمار: أمبرباريس عود طباشير (حج) ورد (ح) طين الْأكل الْخُرَاسَانِي (ح) بزر الكشوثاء (ا) بزر الْخِيَار (حج) بزر الرجلة (حج) كهربا (ا) مصطكي (ا) بسد (ا) لُؤْلُؤ (ج) كافور (آ) عود (آونصف) يُزَاد فِيهِ كزبرة يابسة (حج) .
الخفقان تَدْبِير جيد من سوء المزاج فِي الْقلب: أفصد الباسليق من الْأَيْسَر واحجمه على الْكَاهِل واسقه بعد ذَلِك رائب الْبَقر الحامض على قدر احْتِمَاله واستمرائه وانفضه قبل أَخذه الرائب بالهليلج الْأسود والأصفر والإجاص وَالزَّبِيب والفواكه ثمَّ يصير بعد ذَلِك إِلَى آخر رائب الْبَقر مَعَ كزبرة يابسة مسحوقة وزن دِرْهَمَيْنِ ورد دِرْهَم طباشير مثله كافور قِيرَاط والغذاء: الْبُقُول الْبَارِدَة والفراريج المعمولة بالخل والكزبرة وَمَاء الرُّمَّان الحصرم وحماض الأترج وَليكن مَأْوَاه بَارِدًا وينام على لعاب برزقطونا وَمَاء الرُّمَّان وللبارد بضد هَذَا.
قَالَ: وَاسْتدلَّ على وجع الْقلب بالخفقان والغشى فليبادر بدواء الْمسك والأنقرذيا
والمثروديطوس)
وَنَحْوه. لى يحْتَاج أَن يفرق بَين الخفقان الْكَائِن عَن الْقلب والكائن عَن الْمعدة.
من كتاب حنين فِي الْمعدة قَالَ: والخفقان من علل فَم الْمعدة وحدوثه يكون إِمَّا بِسَبَب خلط لذاع يجْتَمع فِي فَم الْمعدة فيلذعها بِشدَّة وَإِمَّا بِسَبَب الْحَيَّات المتولدة فِي الْبَطن إِذا صعدت إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع.
تياذوق قَالَ: ينفع الخفقان فِي الْمعدة سنبل مِثْقَال مسك دانق كافور دانق وَنصف بزر الخوخ نصف مِثْقَال أنيسون قرنفل مِثْقَال مِثْقَال يجمع بِعَسَل ويسقى مِنْهُ رَأس كل شهر كالجوزة.
قَالَ: وينفع من الخفقان أَن يشرب من القرنفل الذّكر زنة نواة مسحوقا بِاثْنَيْ عشر مِثْقَالا من لبن الْبَقر على الرِّيق وينفع من الخفقان الإسهال بايارج فيقرا وَيُؤْخَذ مِثْقَال مرزنجوش منخول بحريرة بأوقية مَاء حَار.
(ألف ب) سرابيون: لَا يُمكن أَن تقوم الأورام فِي الْقلب لِأَنَّهَا تقتل قبل ذَلِك ويسبق ذَلِك الغشي المتدارك. قَالَ: الخفقان حَرَكَة اختلاجية تحدث فِي الْقلب إِمَّا لامتلاء من الدَّم مفرط كثير أَو لرطوبة تحس فِي الغشاء الْمُحِيط بِالْقَلْبِ أَو ورم فِي هَذَا الغشاء فَإِن حدث الخفقان عَن ورم حَار فِي هَذَا الغشاء فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا وعلامة ذَلِك تولد الغشي مَعَ النبض الْمُخْتَلف الْحَار واللهيب الَّذِي لَا يُطَاق والحرارة فِي الصَّدْر وَإِن كَانَ سَبَب رُطُوبَة محتبسة فِي هَذَا الغشاء فَإِن من حدث بِهِ يحس كَأَن قلبه يترجرج فِي رُطُوبَة.
الخفقان: الخفقان الامتلائي ينْتَفع بالفصد وَإِذا فصدوا فانتفعوا فَذَلِك أعظم الدَّلَائِل على أَن الخفقان كَانَ للامتلاء وَإِن حدث بِسَبَب رُطُوبَة فَاسْتعْمل الجندباستر والفوذنج وَبعد ذَلِك كُله فَاسْتعْمل للخفقان التَّدْبِير الملطف وترياق الأفاعي والمثروديطوس ودواء الْمسك والشليثا تسقى هَذِه. كلهَا بِالشرابِ الريحاني أَو بِمَاء الباذرنجويه وينفع مِنْهُ الْأَدْوِيَة اللطيفة الَّتِي تسرع النّفُوذ الى الْقلب سَرِيعا مثل هَذَا: يُؤْخَذ لِسَان الثور يَابسا دِرْهَم زرنباد ذرونج أَرْبَعَة أَرْبَعَة يسقى فِي ابْتِدَاء الشَّهْر ووسطه وأخره وللخفقان مَعَ حرارة: نشاكهربا بسد لُؤْلُؤ باذرنجويه فلنجمشك شبث يمَان مقلو ثَلَاثَة ثَلَاثَة طين أرمين خَمْسَة دَرَاهِم الشربة مِثْقَال بِمَاء الباذرنجويه. للخفقان مَعَ حرارة: طباشير أَرْبَعَة عود هندي سك قاقلة قرنفل دِرْهَم دِرْهَم كافور نصف دِرْهَم كثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء الترنجبين والقرص نصف دِرْهَم بشراب للخفقان عَن برودة: جندبادستر دِرْهَم كهربا مثله قشور الأترج نصف)
فلنجمشك مثله يشرب بِمَاء الترنجان. للخفقان الْأسود: اهليلج أسود دِرْهَمَانِ أفيثمون دِرْهَم يخلط مَعَ أَرْبَعَة دوانق من دَوَاء الْمسك المر وَيشْرب كل يَوْم مَعَ شراب ريحاني أسبوعين أوثلاثة.
لى للخفقان مَعَ اللهيب والحرارة: يسقى مخيض رائب الْبَقر يلقى عَلَيْهِ كعك ويسقى فِي مَائه طباشير ويستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد كل يَوْم ثَلَاث مَرَّات وَيشْرب مَاء الثَّلج وَيجْلس فِي هَوَاء بَارِد جدا وَهُوَ مغطى مدثر وان دَامَ فاعط هَذَا السفوف: طباشير وصندل أصفر وَورد وكافور ربع جُزْء يسقى مِنْهُ دِرْهَمَانِ فِي كل شربة وان غلظ الْأَمر فِيهِ فاسقه أفيوناً آخر للخفقان الْحَار: بزر الخس وبزر الهندباء وبزر الرجلة وطباشير وَورد وصندل وكزبرة يابسة ولسان الثور وترنجان وبسد وكهربا ولؤلؤ يستف مِنْهُ دِرْهَمَانِ فانه جيد ومل فِي تَدْبِير هَذِه الْعلَّة إِلَى التبريد بِكُل ماقدرت عَلَيْهِ. ج الرَّابِعَة من الْفُصُول: خفقان الْفُؤَاد وَهِي الْحَرَكَة (ألف ب) المتواترة السريعة من الْقلب الشبيهة بالاختلاج إِذا كَانَ مَعَ حمى يدل على أَن ينبوع الْحَرَارَة قد حمى وسخن سخونة نارية فِي الْغَايَة فِي خلال كَلَامه هَاهُنَا أَن الخفقان دَائِما دَلِيل سخونة نارية للقلب لى قد رَأَيْت خفقاناً صَغِيرا مَرَّات كَثِيرَة وَكَانَ مزمناً وَلم ينده صَاحبه مَكْرُوه مِنْهُ ولاذبل ولانحف ولاكانت حمى فَلذَلِك أَن الخفقان قد يكون إِذا حدث فِي غلاف الْقلب ريح غَلِيظَة فتختلج لَهَا وَيكون نحيفاً ملهوساً وَقد رَأَيْت رجلا بِهِ خفقان ونبض شريانه الْعَظِيم يظْهر إِذا وضع الْيَد على الصَّدْر مَعَ وجبة واضطراب شَدِيد ونبض شريانه فِي جَمِيع الْجِسْم يظْهر للعين يشيل اللَّحْم شيلاً كثيرا وَلم ينْتَفع بالفصد ولاكان بِهِ ذوبان وَيجب أَن ينظر فِي ذَلِك وَكَانَ مُنْذُ ثَلَاث سِنِين على ذَلِك يسمع وجيب قلبه على أَذْرع. للخفقان لليهودى: قد يكون الخفقان لفضل دم يصل من الكبد إِلَى الْقلب فيتولد لذَلِك فِي حجابه خفقان علاجه الفصد وتلطيف التَّدْبِير. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: خفقان الْقلب يكون إِمَّا لورم فِي الغلاف الَّذِي فِيهِ الْقلب وَإِمَّا لورم مَعَ الرُّطُوبَة مائية بِمَنْزِلَة مَا وجد فِي القرد وَإِمَّا من ورم فَقَط يحدث فِيهِ بِمَنْزِلَة مَا وجد فِي الديك وَإِمَّا من رُطُوبَة دموية بِمَنْزِلَة مَا عرض للشباب الَّذِي عولج بالفصد وَالتَّدْبِير اللَّطِيف فبرىء.
من المنجح كتاب غَرِيب لِابْنِ ماسويه سفوف للخفقان الْحَار: لِسَان الثور عشرَة شب يمانى مقلو وكهربا وبسد ولؤلؤ وحجارة أرمينية من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف طباشير وزن دِرْهَمَيْنِ)
عود ني خَمْسَة دَرَاهِم وَنصف الشربة دِرْهَمَانِ بسكنجبين حامض وَمَاء حماض الأترج أَو مَاء رمان حامض.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: كَانَ الرجل طَبِيب فِي عرقه جَمِيع ضروب الِاخْتِلَاف بِلَا حمى فأعلمته أَن ذَلِك لسدة فِي الشريان الَّذِي فِي الرئة ثمَّ جعلت أسئله هَل بدا بِهِ ضيق نفس فَقَالَ: لَا ثمَّ بدا بِهِ فَاشْتَدَّ أمره وانحلت قوته وَأَخذه الغشى وَمَات كَمَا يَمُوت أَصْحَاب علل الْقلب وَقَالَ: يعرض فِي الْقلب سوء مزاج مسَاوٍ وَغير مسَاوٍ وَقد يعرض لَهُ الفلغموني والحمرة إِلَّا أَنَّهُمَا لَا ينتهيان لِأَنَّهُمَا يقتلان فِي الِابْتِدَاء والغشى الشَّديد المتدارك وَمَا كَانَ من
سوء مزاج الْقلب يسير فَهُوَ تغير النبض وَالنَّفس بِحَسب ذَلِك لسوء مزاج فِي الْقلب على مَا ذكرنَا فِي كتاب النبض والتنفس فَإِن كَانَ عَظِيما فَإِنَّهُ يقتل لَكِن لَيْسَ عَاجلا كَمَا يقتل الورم والجراحة وَتظهر قبل الْمَوْت عَلَامَات مِنْهَا الغشي الْقوي المتدارك وَمِنْهَا الخفقان الَّذِي يحس صَاحبه بالخفقان فَقَط وَالَّذِي يحس مَعَه بِأَن قلبه يَتَحَرَّك فِي رُطُوبَة وَلَيْسَ بعجيب أَن يجْتَمع فِي بعض الْأَوْقَات فِي غلاف الْقلب رُطُوبَة تمنع من انبساطه فَإِنَّهُ قد نرى رُطُوبَة فِي غلاف الْقلب فِي الْحَيَوَانَات الَّذِي نشرح مرَارًا كَثِيرَة قَالَ (ألف ب) وَقد يعرض عَن الْقلب دق فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدِي قرد لَا يزَال يهزل فَلَمَّا شرحته وجدت أَعْضَاء سليمَة إِلَّا أَنِّي وجدت على غلاف قلبه غلظا خَارِجا عَن الطَّبْع فِيهِ رُطُوبَة محتقنة شَبيهَة بالرطوبة الَّتِي تكون فِي النفاخات وَأما ديك شرحته فَإِنِّي وجدت على غلاف قلبه غلظاً صلباً متحجراً لَيْسَ فِيهِ رُطُوبَة وَأما الورم الْحَار فرأيناه قد حدث بِقوم من الْمُقَاتلَة مِمَّن قد جرحوا فَتَبِعهُمْ الْمَوْت من ساعتهم بالغشي الشَّديد الْقوي واما من وصلت الْجراحَة إِلَى بطن قلبه فَإِنَّهُ مَاتَ من سَاعَته من نزف الدَّم وخاصة إِن وصل إِلَى الْبَطن الْأَيْسَر وَأما من لم تصل الْجراحَة إِلَى تجويف قلبه لَكِن كَانَت فِي جرم قلبه فقد عَاشَ مِنْهُم خلق يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ مَاتُوا بالغشى وَذَلِكَ أَنما كَانَت عِنْدَمَا حدث بهم من ألم الْجراحَة ورم حَار وَلم يفقد مِنْهُم وَاحِد عقله حَتَّى مَاتَ وَأما الخفقان فقد أصَاب قوما كثيرا أصحاء لَا يذم من صحتهم شىء شبَابًا وكهولاً بِلَا عرض آخر بَين وَجَمِيع من أَصَابَهُ ذَلِك انْتفع بفصد الْعُرُوق وَنَجَا من هَذَا الْعَارِض بعد أَن أتبع فصد الْعرق بِالتَّدْبِيرِ الملطف وبالأدوية المشبهة بذلك وَبَعْضهمْ عاودهم هَذَا الْعرض فَأَعَادُوا العلاج وَكَانَ رجل يعرض لَهُ هَذَا الخفقان فِي كل سنة فِي الرّبيع وَكنت أتقدم فأفصده قبل ذَلِك الْوَقْت فَلَا يعرض لَهُ وَكنت بعد أَن أفصده أدبر تَدْبِير ملطف إِلَّا أَن)
هَذَا الرجل وَجَمِيع من عرض لَهُ الخفقان الَّذِي ذكرت لم يبلغ أحد مِنْهُم إِلَى الشيخوخة بَعضهم مَاتَ بحميات حارة غشى عَلَيْهِم فِي الْحمى وَبَعْضهمْ يغشى عَلَيْهِم بِلَا حمى وكل من مَاتَ مِنْهُم من قوى النَّفس قَالَ: الحشيشة الَّتِي تسمى موريون إِذا شربت صيرت النَّفس إِلَى حَال تشبه الرعونة وَالشرَاب إِذا شرب أذهب جَمِيع الهموم وخبث النَّفس والدواء الَّذِي يُسمى أبوقياً يفعل ذَلِك أَكثر. إختيارات كندى قَالَ مُحَمَّد بن الجهم الكندى كَانَ يطرى هَذَا الدَّوَاء حَتَّى أَنه ليولد فِيهِ شبه الرعونة وَهُوَ يذهب الصفار ويجود الهضم وَلَا غائلة لَهُ: ورد أَحْمَر سِتَّة سعدى خَمْسَة قرنفل مصطكى أسارون ثَلَاثَة ثَلَاثَة قرفة زرنب زعفران اثْنَان اثْنَان بسباسة قاقلة هيل بوا جوزبوى وَاحِد يسحق وَيُؤْخَذ مِنْهَا بعد السحق بِهَذَا الْوَزْن ثمَّ يخلط بالسحق حَتَّى يخْتَلط اختلاطا لَا وَرَاءه غَايَة ثمَّ يطْبخ رَطْل آملج بِعشر أَرْطَال
وَليكن الآملج حَدِيثا ثمَّ يلقى فِي ذَلِك المَاء بعد أَن يصفى رَطْل فانيذ شحرى ويطبخ حَتَّى يغلظ كالعسل الغليظ الَّذِي يشبه اللعوق ثمَّ تلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة ويحرك بِعُود خلاف عريض حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ يرفع فِي برنية وَيُؤْخَذ كل يَوْم مثقالان على الرِّيق. لى على مَا رَأَيْت للخفقان: يحول إِلَى بِلَاد بَارِدَة فِي غَايَة الْبرد فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ الْبَتَّةَ وَإِن أَقَامَ بِبَلَد حَار لم يطلّ عمره وَإِن لم يجد بدا فَلَا يُفَارق الثَّلج والخيش وَلَا يقرب الْحمام وَلَا يحبس النَّفس وَلَا يتعب الْبَتَّةَ ويضمد (ألف ب) الصَّدْر بالصندل والكافور وَمن جيد أدويته: يسقى أَقْرَاص الكهربا بشراب الأترج قد ألْقى فِيهِ شىء من ورق الأترج وتعاهد فصده إِن لم يكن قد نهك وبقدر اخْتِلَاف نبضه كَذَلِك سوء حَاله ورائب الْبَقر لى يحدث فِي الْقلب ثَمَانِيَة أَصْنَاف سوء المزاج والسدد فِي عروقه وفوهاته والأورام وَيتبع ذَلِك اخْتِلَاف النبض بِسُرْعَة ثمَّ الغشى إِن دَامَ يحْتَاج أَن ينظر فِي الغشى كَيفَ صَار يحدث عَن الْقلب وَهُوَ بَاب من ذهَاب الْحسن وَالْحَرَكَة وَكَيف صَار الْحَيَوَان الَّذِي يَزع قلبه وينحى عَنهُ لَا يفش عَلَيْهِ من سَاعَته لَكِن يبْقى ويحس ويتحرك ويعدو مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ يَمُوت.
مُفْرَدَات ج: لِسَان الثور مَتى طرح فِي الشَّرَاب كَانَ أَشد تفريحاً للقلب. د: بزر الباذروج إِذا شرب بِمَاء بَارِد نفع من الخفقان وَقَالَ: السنبل مَتى شرب بِمَاء بَارِد نفع الخفقان وَرب حماض الأترج جيد للخفقان جدا وَذَلِكَ إِن طبخ مِنْهُ طبيخ.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال 2"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel