بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

مسَائِل الْفُصُول 2

 من كتاب الذبول قَالَ: ارومن وأبوديقلس يأمران أَصْحَاب ذَات الرئة أَن يمتص اللَّبن من ثدي الْمَرْأ.

لي هَذَا يدل على أَنه يسْتَعْمل فِي ابْتِدَاء السل لِأَن ذَات الرئة إِنَّمَا هُوَ ابْتِدَاء للسل إِلَّا أَن يرى لما ينفث فِيهِ للنضج أبدا الْبَتَّةَ أَو يرى فِيهِ شَيْء قَلِيل جدا وَكَانَ مَا ينفث قَلِيلا قَلِيلا بِجهْد فَهُوَ أقل سرعَة وبالضد. لي معجون جيد لمن يحْتَاج أَن ينفث مُدَّة مَعَ حرارة وَحمى رئة الثَّعْلَب وبزر رازيانج وَرب) السوس متخذ هِيَ وعصارة برسياوشان يجمع السكر قد غلظ بالطبخ بِالْمَاءِ. لي قَالَ جالينوس فِي الثَّالِثَة من البحران فِي أَولهَا: إِن الرعاف لَا يشاكل الورم فِي الرئة ويشاكل ذَات الْجنب يُرِيد أَنه لَا يكون لَهُ بحران جيد من هَهُنَا يعلم أَن الفصد فِي بَاب ذَات الْجنب أوجب مِنْهُ فِي ذَات الرئة وَإنَّهُ لَا يحْتَاج فِي ذَات الرئة إِلَى الفصد اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تظهر دَلَائِل لذَلِك غالبة جدا.

الأولى من مسَائِل إبيذيميا: من السل ضرب رَدِيء السحنة خَبِيث سريع الْإِتْلَاف وَهَذَا الصِّنْف إِمَّا أَلا ينضج مَا ينفث مِنْهُ أصلا وَإِمَّا إِن نضج كَانَ ذَلِك منتناً قَلِيلا ويكّد مَا يرْتَفع قَلِيلا قَلِيلا وَمِنْه نصف آخر لَيْسَ برديء وَهُوَ أطول مُدَّة وَهُوَ الَّذِي ينضج نعما ويسارع ويسهل بالنفث.

الثَّانِيَة من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: الصّبيان من حِين يعظمون إِلَى الإنبات يتخلصون من الْأَمْرَاض الصعبة جدا لقُوَّة النشو فيهم وخاصة فِي وَقت الإنبات. لي يتخلصون من قُرُوح الرئة خَاصَّة وَيبرأ ويلتحم فيهم سَرِيعا وَلَا يكَاد يحدث بهم مِنْهُ دق لرطوبة أمزجتهم وَقد رَأَيْت قرحَة مستحكمة من ذَات الرئة بِغَيْر وَاحِد مِنْهُم فبرئ برأَ تَاما وَقَالَ: جَمِيع الْأَمْرَاض فيهم أسْرع نضجاً وبرأ.
الثَّالِثَة قَالَ: السل لَا يَخْلُو من حمى دقيقة لَازِمَة وَقد تركبت مَعهَا حميات مِنْهَا الْخمس ثمَّ بِشَطْر الغب والنائبة كل يَوْم وبشطر الغب وشرها واقتلها بِسُرْعَة الَّتِي تتركب مَعهَا الْخمس ثمَّ شطر الغب ثمَّ الَّتِي تنوب كل يَوْم.

مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء: إِنَّمَا يسْتَعْمل حلق الرَّأْس وطليه بالخردل والتافثيا وخرؤ الْحمام حَيْثُ تنحدر مَادَّة إِلَيْهِ حارة إِلَى الرئة بِغَيْر ألف ألف حمى فَعِنْدَ ذَلِك يَنْبَغِي أَن تبتدأ فتفصد وتحلق الرَّأْس تطليه بِهَذِهِ وتسقيه الجالبة للنوم المخدرة المغرية ليمنع النَّوَازِل وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك فِي ابْتِدَاء الْعلَّة مادامت هَذِه النزلة لم تفرط فِي أقراح الرئة فَيبرأ مِنْهُمَا برأَ كَامِلا فَأَما إِذا أمعنت فِيهِ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن تجفف القرحة لِأَنَّهُ مائل إِلَى برئها. لي هَذَا النَّوْع الثَّالِث من السلّ الأخبث الأردي وَمَا دَامَ مُبْتَدأ يبرأ بِقطع النزلة بِمَا ذكر وَسَقَى المجففة المخدّرة وعلامة الْمُبْتَدِئ أَن يَقع نفث الدَّم بِغَيْر سعال وَنَفث حاد وَلَا يكون طَال الْأَمر بعد وَلَا نفث الدَّم مرّة بعد مرّة لَكِن فِي حدثان مَا نفث.)
لي السلّ يحدث إِذا حدث خراج فِي الرئة ابْتِدَاء أَو فِي الْجنب وانصبت الْمدَّة إِلَى الصَّدْر وَلم ينق أَو من نزلة تنحدر إِلَى الرَّأْس أَو لربو مزمن أَو لنفث الدَّم يعالج كلهَا فَيبرأ مَا دَامَ لم يحدث ضروب السلّ بتعديله للخلط الرَّدِيء وتسهيله لنفث وتقويته للقوة وغسله جلائه للقرحة وإلحامه أَيْضا لِأَنَّهُ قد جمع ذَلِك.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: أصَاب رجلا ذَات الرئة فَلَمَّا برِئ مِنْهَا صَار عضده من جَانب الْخلف والجانب الدَّاخِل وكلى مَوَاضِع الصاعد عسر الْحس إِلَى أَطْرَاف أَصَابِعه وَبَعض النَّاس ناله من ذَلِك مضرَّة يسيرَة فِي الْحَرَكَة وَإِنَّمَا عرض ذَلِك لِأَن العصب الَّذِي يخرج من الْموضع الأول وَالثَّانِي من الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا بَين. . نالته مضرَّة وَالْأول من هَاتين. لي رُبمَا أصَاب من بِهِ عِلّة فِي صَدره ذَات الرئة أَو ذَات الْجنب بعد برئه عسر حس أَو حَرَكَة فاطلب ذَلِك فِي بَاب الفالج.
فلاذيوس فِي الْفُصُول الَّتِي ذكر فِيهَا اللَّبن قَالَ: اللَّبن يُبرئ قرحَة الرئة لِأَنَّهُ بمائيته تنقيها وبجبنيته تختمها فَهُوَ يُبرئ المسلولين الْبَتَّةَ إِلَّا لم حماه قَوِيَّة أَو بلغ الذبول فَإِنَّهُ فِي هَؤُلَاءِ لَا يُمكن أَن ينهضم وَفِي الآخرين يَسْتَحِيل بِشدَّة حرارة الْحمى.
فيلغريوس من رسَالَته فِي السلّ قَالَ: يَنْبَغِي أَن يسقى لبن الأتن فِي قدح خشب وَيكون مَاءَهُ الَّذِي يشرب بِهِ مَاء الْمَطَر وضمد صَدره بالمراهم الْحَادِثَة إِلَى خَارج مرّة وبأطلية أخر إِذا احْتبست وَاحْتبسَ النَّفس فأعطهم حِينَئِذٍ مَاء الْعَسَل وَرب السوس بليغ النَّفْع لَهُم وأعطهم بِاللَّيْلِ ليكن تَحت ألسنتهم.
بختيشوع للسلّ الْعَتِيق وللحدبة وَهُوَ أَجود شَيْء لَهُ: يطْبخ لَهُم كل يَوْم سرطان مَعَ مَاء الشّعير وَطَعَامه مخ بيض وأسفيذباج لين بشحم دَجَاج ودهن لوز وَيجْلس فِي الآبزن بعد الطَّعَام قَلِيلا لَا يُطِيل وليمرخ بعد بدهن بنفسج.
أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض: عَلامَة الْخراج فِي قَصَبَة الرئة والورم حمى صعبة وضربان فِي وسط الظّهْر وحكة الْجَسَد وبحة الصَّوْت وريح الْفَم ألف ألف كالسمك وَقد يكون فِي الرئة مَاء وَتَكون حمى مَعَه لينَة ومتصلة وَسُوء نفس وورم الْأَطْرَاف وَنَفث مَادَّة وَهُوَ طَوِيل وَرُبمَا توهم أَنه مستسق وَرُبمَا نزل إِلَى الْبَطن الْأَسْفَل فخف النَّفس ثمَّ ثقل فعالجهم بالبط من الْجنب وَبِمَا يعالج المتقيحون.)
تَدْبِير الْأَمْرَاض لأبقراط قَالَ: يكون مَعَ الْخراج فِي الرئة حمى شَدِيدَة وَنَفس سخن متدارك وبخر واسترخاء الْقُوَّة وضربان تَحت الْكَتف وَفِي الترقوة والثدي وَثقل فِي الصَّدْر وهذيان وَمِنْهُم من لَا يجد ضرباناً حَتَّى يسعل وينفث نفثاً أَبيض مزبداً ولسان أَحْمَر فِي أول الْأَمر ثمَّ يسود فَإِن لم يسْرع سوَاده كَانَ الانفجار ارجا ويلصق الْيَد بِاللِّسَانِ إِذا وضعت عَلَيْهِ وَيكون هَذَا الوجع فِي المرطوبين أقوى فَإِذا صَار البصاق حلواً فقد تقيح فَإِن نقى فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِلَّا بقى سنة وَإِن كَانَ بصاقه كريه الرّيح فَهُوَ هَالك. لي ابتدئ بنفض الرَّأْس لِئَلَّا يسيل إِلَى الرئة شَيْء وأحسه أحساء حلوة لينضج وَيغسل إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام أَو خَمْسَة أَيَّام ثمَّ دع الْحَلَاوَة وجدّ فِيمَا يصعد النفث ويسهل الْبَطن لِئَلَّا يكون للحمى قُوَّة قيمَة فَيسْقط الْقُوَّة وتمتنع وَإِن سَالَ الْقَيْح إِلَى الصَّدْر خيل إِلَيْهِ أَنه قد خف أَيَّامًا ثمَّ يسوء حَاله وأسرع بِهِ قبل أَن ينهك قبل خَمْسَة عشر يَوْمًا بِمَاء فحمه حَار ثمَّ أجلسه على كرْسِي على الرِّيق وليأخذ إِنْسَان بكفيه وَهَذِه أنبت وحركه وضع يَديك على جَانِبي الصَّدْر لينْظر فِي أَي جَانب الْقَيْح فيقطعه وَهُوَ فِي الْأَيْسَر أسلم فاقطع لكل من سَالَ الْقَيْح إِلَى صَدره فَلم ينفث مِنْهُ شَيْئا الْبَتَّةَ وَلم يطْمع فِي إصعاده بالنفث بالأدوية وَخذ خرقَة كتَّان فضعها فِي طين أَحْمَر وَمَاء وأذره على الْجنب والموضع الَّذِي يجِف أسْرع هُوَ مَوضِع اجْتِمَاع الْقَيْح فعلّم لصلبه حَتَّى تبطّه وَعَلَيْك بِحِفْظ الرَّأْس من النَّوَازِل وتقوية الْمعدة بالأطعمة الْبَارِدَة مثل مَا يطعم أَصْحَاب قوسس. (ذَات الْجنب وَالْفرق بَينهَا وَبَين ورم الكبد. .) (وورم الرئة والحجاب) الْمقَالة الأولى من البحران قَالَ: الْأَشْيَاء الَّتِي اجتماعها فِي ذَات الْجنب الْحمى الحادة ووجع الأضلاع شبه النخس وَتغَير النَّفس والسعال قَالَ: إِلَّا ينفث العليل شَيْئا الْبَتَّةَ بالسعال وَذَلِكَ دَلِيل على أَن الْمَرَض لم ينضج الْبَتَّةَ وَالثَّانِي أَن ينفث شَيْئا إِلَّا أَنه غير مَحْمُود وَذَلِكَ يكون على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا أَن يكون ذَلِك الشَّيْء الَّذِي ينفث إِنَّمَا فِيهِ إِنَّه لم ينضج فَقَط وَالْآخر أَن يكون مَعَ أَنه غير نضيج رديئاً فِي نَفسه قَالَ: والنفث النضيج مُخَالف لهَذِهِ كلهَا وَهُوَ الَّذِي يَخُصُّهُ الْأَطِبَّاء باسم البزاق وَذَلِكَ أَنهم لَا يسمون الشَّيْء الَّذِي ينفث وَهُوَ شَبيه بِالدَّمِ أَو المرار أَو البلغم أَو بالزبد بزاقاً بل يسمون هَذِه جَمِيعًا نفثاً فَإِذا رَأَوْا النفث لَا يخالطه شَيْء من الدَّم وَلَا من)
الصَّفْرَاء ألف ألف وَلَا من السَّوْدَاء سموهُ حِينَئِذٍ بزاقاً وَهَذَا البزاق إِذا حدث سَرِيعا بعد حُدُوث الْمَرَض كَانَ قَصِيرا وَإِذا لم ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ أَو نفث شَيْئا غير نضيج دلّ على أَن الْمَرَض يطول فَإِن كَانَ مَعَ ردائته خبيثاً دلّ على الْمَوْت.

الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "مسَائِل الْفُصُول 2"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel