بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

اقسام الاستفهام

اقسام الاستفهام

1 - النفي:

وذلك عند ما تجيء لفظة الاستفهام للنفي لا لطلب العلم بشيء كان مجهولا.
ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم قوله تعالى: فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ؟، وقوله: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ؟ وقوله: أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ؟، وقوله: ومَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ؟.
فظاهر هذه الآيات الكريمة الاستفهام، والمعنى: لا هادي لمن أضل الله. وليس جزاء الإحسان إلا الإحسان. ولست تنقذ من في النار. ولا أحد يشفع عنده إلا بإذنه.
ومن الشعر الذي خرج فيه الاستفهام إلى النفي قول الفرزدق:
أين الذين بهم تسامي دارما؟  أم من إلى سلفي طهيّة تجعل؟
وقول أبي فراس في رثاء أمه:
إلى من أشتكي؟ ولمن أناجي  إذا ضاقت بما فيها الصدور؟
بأيّ دعاء داعية أوقى؟  بأيّ ضياء وجه استنير؟
بمن يستدفع القدر الموفى؟  بمن يستفتح الأمر العسير؟
وقول المتنبي من قصائد مختلفة:
ومن لم يعشق الدنيا قديما؟  ولكن لا سبيل إلى الوصال.
يفنى الكلام ولا يحيط بفضلكم  أيحيط ما يفنى بما لا ينفد؟
وهل تفنى الرسائل في عدوّ  إذا ما لم يكنّ ظبا (1) رقاقا؟
كيف الرجاء من الخطوب تخلّصا  من بعد ما أنشبن فيّ مخالبا؟
__________
(1) الظبا: جمع ظبة بضم الظاء وباء مخففة وهي حد السيف. والمعنى لا يشتفى من العدو إلا بالقتل.

وقول البحتري:
هل الدهر إلّا غمرة وانجلاؤها  وشيكا، وإلا ضيقة وانفراجها؟
وقول آخر:
فما ترجى النفوس من زمن  أحمد حاليه غير محمود؟
فالاستفهام في جميع هذه الأبيات قد خرج عن معناه الأصلي إلى النفي الذي يستفاد من سياق الكلام.

2 - التعجب:

كقوله تعالى: مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ؟ وقوله تعالى على لسان سليمان عليه السّلام: ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ؟، فالغرض من هذا السؤال هو التعجب، لأن الهدهد كان لا يغيب عن سليمان إلا بإذنه، فلما لم يبصره تعجب من حال نفسه وعدم رؤيته. والمتعجب منه في الحقيقة هو غيبة الهدهد من غير إذن. ووجه خروج الاستفهام إلى التعجب أن السؤال عن السبب في عدم الرؤية يستلزم الجهل بذلك السبب، والجهل بسبب عدم الرؤية يستلزم التعجب.
ومن أمثلته في شعر المتنبي، قوله حينما صرع بدر بن عمار أسدا:
أمعفّر الليث الهزبر بسوطه  لمن ادخرت الصارم المسلولا؟ (1)
__________
(1) عفره: مرغه في التراب، والليث الهزبر: الأسد الشديد، والصارم: السيف القاطع، يقول: إذا كنت تصرع الأسد القوي بالسوط فلمن إذن أعددت سيفك القاطع؟

وقوله وقد أصابته الحمّى:
أبنت الدهر عندي كل بنت  فكيف وصلت أنت من الزحام؟
وقوله في سيف الدولة وقد أصابته علّة:
وكيف تعلّك الدنيا بشيء  وأنت لعلة الدنيا طبيب؟
وكيف تنوبك الشكوى بداء  وأنت المستغاث لما ينوب؟
وقوله أيضا:
خليليّ إني لا أرى غير شاعر  فلم منهم الدعوى ومني القصائد؟
فلا تعجبا أن السيوف كثيرة  ولكن سيف الدولة اليوم واحد
وقول إحدى نساء العرب تشكو ابنها:
أنشا يمزّق أثيابي يؤدبني  أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا!
وقول شوقي:
ما أنت يا دنيا؟ أرؤيا نائم؟  أم ليل عرس؟ أم بساط سلاف؟

3 - التمني:
وذلك عند ما يكون السؤال موجها إلى من لا يعقل.
ومن أمثلته:
هل الحدث الحمراء تعرف لونها؟  وتعلم أيّ الساقيين الغمائم (1)
هل بالطلول لسائل رد؟  أم هل لها بتكلم عهد؟
أيدري الربع أيّ دم أراقا؟  وأيّ قلوب هذا الركب شاقا؟
أما تغلط الأيام فيّ بأن أرى  بغيضا تنائى أو حبيبا تقرب؟
فيا ليلة قد رجعنا بها  سعيدين، من لي بأن تقبلي؟
__________
(1) الحدث: قلعة بناها سيف الدولة في بلاد الروم.

وقول أبي العتاهية في مدح الأمين:
تذكر أمين الله حقي وحرمتي  وما كنت توليني لعلك تذكر
فمن لي بالعين التي كنت مرة  إليّ بها في سالف الدهر تنظر؟
وقول شاعر معاصر من قصائد مختلفة:
يا طيور المساء هل من سبيل  تصل النفس بالليالي الشهيدة؟
هو هذا أنا من لي بصوت  يمنع الناس أن يطيلوا الملاما؟
ألا ليالي بيضا كالتي سلفت  أنسى بها كل ما عانيت من محن؟
وقوله مخاطبا بلاده:
أما فيك من قلبه أمة  ومن عزمه الجيش أو أصلب؟

4 - التقرير:
حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه إثباتا ونفيا لغرض من الأغراض، على أن يكون المقرّر به تاليا لهمزة الاستفهام، فتقول:
أفعلت؟ إذا أردت أن تقرره بأن الفعل كان منه، وتقول: أأنت فعلت؟ إذا أردت أن تقرره بأنه الفاعل، وتقول: أشعرا نظمت؟ إذا أردت أن تقرره بأن منظومه شعر، وهكذا.
ومن الاستفهام التقريري قوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ؟ وقوله: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً؟، وقوله تعالى على لسان قوم إبراهيم:
أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ؟ وقوله: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى؟ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى؟ وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى؟.
ومن أمثلته شعرا:
ألستم خير من ركب المطايا  وأندى العالمين بطون راح؟
ألست المرء تجبي كلّ حمد  إذا ما لم يكن للحمد جاب؟ (1)
ألست أعمّهم جودا وأزكا  هم عودا وأمضاهم حساما؟ (2)
__________
(1) تجبى: تجمع.
(2) أزكاهم عودا: أقواهم جسما.

5 - التعظيم:
وذلك بالخروج بالاستفهام عن معناه الأصلي واستخدامه في الدلالة على ما يتحلّى به المسؤول عنه من صفات حميدة كالشجاعة والكرم والسيادة والملك وما أشبه ذلك.
ومن أمثلته:
من فيكم الملك المطاع كأنه  تحت السوابغ تبّع في حمير؟
أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا  ليوم كريهة وسداد ثغر؟
من للمحافل والجحافل والسّرى؟  فقدت بفقدك نيرا لا يطلع
ومن اتخذت على الضيوف خليفة؟  ضاعوا، ومثلك لا يكاد يضيّع
إذا القوم قالوا: من فتى لعظيمة؟  فما كلهم يدعى ولكنه الفتى
إذا القوم قالوا: من فتى؟ خلت أنني  دعيت، فلم أكسل ولم أتبلّد

6 - التحقير:
عند ما يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي للدلالة على ضآلة المسؤول عنه وصغر شأنه مع معرفة المتكلم أو السائل به، نحو «من هذا؟». والعلاقة أن المحتقر من شأنه أن يجهل لعدم الاهتمام به فيسأل عنه والاحتقار فيه إظهار حقارة المخاطب وإظهار اعتقاد صغره، ولذلك يصح في غير العاقل نحو: «ما هذا؟»، أي هو شيء حقير قليل.
ومما ورد منه في القرآن قوله تعالى على لسان الكفار: أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا؟، ومن أمثلته شعرا:
فدع الوعيد فما الوعيد بضائري  أطنين أجنحة الذباب يطير؟
أتظن أنك للمعالي كاسب  وخبيّ أمرك شرّة وشنار؟ (1)
من أية الطرق يأتي مثلك الكرم؟  أين المحاجم يا كافور والجلم؟ (2)
أيشتمنا عبد الأراقم ضلّة؟  فماذا الذي تجدي عليك الأراقم (3)
__________
(1) الشرة بكسر الشين: الشر والحدة والحرص، والشنار بفتح الشين: أقبح العيب.
(2) المحاجم: جمع محجمة بكسر الميم وهي الوعاء الذي يجمع فيه دم الحجامة عند المص، والجلم: أحد شقي المشرط. قيل إن كافورا كان عبدا لحجام بمصر ثم اشتراه الإخشيد.
(3) الأراقم: حي من تغلب، وعبد الأراقم: كناية عن الأخطل، والضلة بكسر الضاد: ضد الهدى.

7 - الاستبطاء:
وهو عدّ الشيء بطيئا في زمن انتظاره وقد يكون محبوبا منتظرا، ولهذا يخرج الاستفهام فيه عن معناه الأصلي للدلالة على بعد زمن الإجابة عن بعد زمن السؤال، وهذا البعد يستلزم الاستبطاء، نحو قولك لمخاطب دعوته فأبطأ في الاستجابة لك: «كم دعوتك؟» فليس المراد هنا الاستفهام عن عدد مرات الدعوة أو النداء، وإنما المراد أنّ تكرر الدعوة قد باعد بين زمن الإجابة وزمن السؤال، وفي ذلك إبطاء، ولهذا جاء السؤال دالا على استبطاء تحقق المسؤول عنه، وهو الاستجابة للدعوة المتكررة.
ومن أمثلة ذلك قوله: «كم انتظرتك؟»، و «متى يعود السّلام إلى ربوع الوطن؟». ونحو قوله تعالى: مَتى نَصْرُ اللَّهِ؟.
ومنه شعرا:
إلام وفيم تنقلنا ركاب  ونأمل أن يكون لنا أوان؟
حتى متى أنت في لهو وفي لعب  والموت نحوك يهوي فاتحا فاه؟
حتام نحن نساري النجم في الظلم؟  وما سراه على خف ولا قدم
طال بي الشوق، ولكن ما التقينا  فمتى ألقاك في الدنيا؟ وأينا؟
متى يشتفي من لاعج الشوق في الحشى  محب لها في قربه متباعد؟

8 - الاستبعاد:
وهو عدّ الشيء بعيدا حسّا أو معنى، وقد يكون منكرا مكروها غير منتظر أصلا، وربما يصلح المحل الواحد له وللاستبطاء.
وعلى هذا قد يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي للدلالة على استبعاد السائل للمسؤول عنه، سواء أكان البعد حسيّا مكانيا، نحو قول شوقي وهو منفيّ في الأندلس: «أين شرق الأرض من أندلس؟» أو بعدا معنويا كمن يقول لمن هو أعلى منه منزلة: «أين أنا منك؟».
ومن أمثلته قوله تعالى: أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ؟ أي كيف يذكرون ويتعظون والحال أنهم جاءهم رسول يعلمون أمانته بالآيات البينات من الكتاب المعجز وغيره فتولوا عنه وأعرضوا؟ فكل هذه قرائن لاستبعاد تذكرهم.
ومن أمثلته شعرا قول جرير في رثاء ابنه سوادة:
قالوا: نصيبك من أجر فقلت لهم:  كيف العزاء إذا فارقت أشبالي (1)؟
__________
(1) نصيبك بالنصب لا غير، لأنه مفعول لفعل محذوف تقديره: احفظ أو أحرز نصيبك.

وقول أبي تمام:
من لي بإنسان إذا أغضبته  وجهلت كان الحلم ردّ جوابه؟
وقول أبي الطيب:
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم  ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا؟
وقول آخر:
من لي برد الدمع قسرا، والهوى  يغدو عليه مشمرا في نصره؟
وقول شاعر معاصر:
هذا الفؤاد فنقّب في جوانحه  أكنت تلقى به ظلا لإنسان؟

9 - الإنكار:
وقد يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي للدلالة على أن المستفهم عنه أمر منكر عرفا أو شرعا، نحو قولك لمن يقف بسيارته في طريق عام من غير سبب: «أتعوق غيرك عن السير في الطريق؟» ونحو قولك لمسلم يأكل أو يدخن نهارا في رمضان: «أتأكل أو تدخن في شهر الصيام؟» فأنت في كلا السؤالين تنكر على المخاطب صدور مثل هذا العمل الشائن منه وتقرّعه عليه.
والاستفهام الإنكاري يكون على أوجه، فهو:
أ- إما إنكار للتوبيخ على أمر وقع في الماضي، بمعنى ما كان ينبغي أن يكون ذلك الأمر الذي كان، نحو قولك لمن صدر منه عصيان: «أعصيت ربك؟».
ب- وإما إنكار للتوبيخ على أمر واقع في الحال أو خيف وقوعه في المستقبل، والمعنى على هذا: لا ينبغي أن يكون هذا الأمر، نحو: «أتعصي ربك؟» تقول هذا لمن هو واقع في المنكر أو لمن همّ أن يقع فيه، على معنى:
لا ينبغي أن يحدث منك حالا أو يصدر عنك استقبالا. ويسمى الإنكار في الحالين السابقتين الإنكار التوبيخي.
ج- وإما إنكار للتكذيب في الماضي، بمعنى «لم يكن»، أي أن المخاطب إن ادّعى وقوع شيء فيما مضى، أو نزّل منزلة المدعي أتي بالاستفهام الإنكاري تكذيبا له في دعواه، نحو قوله تعالى لمن اعتقدوا أن الملائكة بنات الله: أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً؟ أي: أخصكم ربكم بالذكور وخصّ نفسه بالبنات؟ أي أنه لم يفعل هذا لتعاليه عن الولد مطلقا.
د- وإما إنكار للتكذيب في الحال أو في المستقبل، بمعنى «لا يكون» نحو قوله تعالى على لسان نوح عليه السّلام عند ما دعا قومه إلى التوحيد وكذبوه: قالَ يا قَوْمِ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي، وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ، أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ؟ أي أنلزمكم تلك الحجة البينة على أني رسول الله؟ أي أنكرهكم على قبولها، والحال أنكم لها كارهون؟ يعني لا يكون هذا الإلزام. فالإنكار في هذين الحالين إنكار لأمر كاذب، ولذلك يسمى في الحالين الإنكار التكذيبيّ.
ويجب في الاستفهام الإنكاري أن يقع المنكر بعد همزة الاستفهام.
وقد يكون المنكر هو «الفعل» نحو قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً؟ فالمنكر هو نفس الفعل، أي اتخاذ الأصنام آلهة. ونحو قوله تعالى على لسان إبراهيم عند ما أسرع إليه قومه بعد أن كسّر أصنامهم:
قالَ: أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ؟، ونحو قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي  ومسنونة زرق كأنياب أغوال؟ (1)
__________
(1) المشرفي: سيف نسب إلى قرى بالشام يقال لها المشارف، والمسنونة الزرق: السهام المسنونة الصافية، والأغوال: جمع الغول، وهو كل ما اغتال الإنسان وأهلكه.

وقول آخر:
أأترك إن قلت دراهم خالد  زيارته؟ إني إذن للئيم
وقد يكون المنكر هو «الفاعل» في المعنى، كقوله تعالى: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ؟ أي ينكر عليهم أن يكونوا هم المتخيرين للنبوة من يصلح لها المتولين لقسم رحمة الله التي لا يتولاها إلّا هو بباهر قدرته وبالغ حكمته. وعدّ الزمخشري من هذا الضرب قوله تعالى: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ؟، وقوله تعالى أيضا: أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ؟ على أن المعنى: أفأنت تقدر على إكراههم على الإيمان؟ وأ فأنت تقدر على هدايتهم على سبيل القسر والإلجاء؟ أي إنما يقدر على ذلك الله لا أنت.
وقد يكون المنكر «المفعول» نحو قوله تعالى: أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا؟، وقوله تعالى: أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ؟ وقد يكون «المفعول لأجله» نحو قوله تعالى: أَإِفْكاً (1) آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ؟ أي أتريدون آلهة غير الله كذبا؟
وهكذا ...
__________
(1) الإفك: أقبح الكذب.

10 - التهكم:
ويقال له أيضا السخرية والاستهزاء، وهو إظهار عدم المبالاة بالمستهزأ أو المتهكم به ولو كان عظيما. وقد
يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي للدلالة على المعنى، نحو قوله تعالى حكاية عن الكافرين في شعيب: قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا؟، فالقصد هنا هو الاستخفاف بشأن شعيب في صلاته التي يلازمها، لأن شعيبا كان كثير الصلاة، وكان قومه إذا رأوه يصلي تضاحكوا، فقصدوا بسؤالهم لشعيب الهزء والسخرية والتهكم لا حقيقة الاستفهام.
ومثله قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السّلام: فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ: أَلا تَأْكُلُونَ؟ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ؟، فالمعنى أن إبراهيم ذهب خفية إلى أصنام قومه فقال لهم هذا القول تهكما بهم وسخرية واستهزاء. ومنه قوله تعالى: أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ؟.
ومنه شعرا قول المتنبي في الدمستق:
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم  قفاه على الإقدام للوجه لاثم؟ (1)
وقول أبي فراس متهكما ببني زرارة عند ما أخذ أحد حلفائهم منهم غصبا:
ما بالكم! يا أقل الله خيركم  لا تغضبون لهذا الموثق العاني؟
جار نزعناه قسرا في بيوتكم  والخيل تعصب فرسانا بفرسان
__________
(1) الدمستق صاحب جيش الروم، والمعنى: أكل يوم يقدم الدمستق عليك يا سيف الدولة ثم يفر، فيلوم قفاه وجهه على إقدامه قائلا له: لم أقدمت حتى عرضتني للضرب بهزيمتك؟
وذلك أن إقدامه سبب هزيمته والضرب في قفاه.

11 - التسوية:
وتأتي الهمزة للتسوية المصرح بها نحو قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ، فهم يعلمون مسبقا أنهم أنذروا ومع ذلك أصروا على كفرهم وعنادهم، ولهذا يجيء الاستفهام هنا للدلالة على أن إنذار الرسول وعدمه بالنسبة لهم سواء.
ومن أجل ذلك خرج الاستفهام عن معناه الحقيقي ليؤدي معنى مجازيا بلاغيا هو التسوية.
ومن أمثلة التسوية أيضا قوله تعالى: وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ؟، ومنه قول المتنبي:
ولست أبالي بعد إدراكي العلا  أكان تراثا ما تناولت أم كسبا؟

12 - الوعيد:
ويسميه بعض البلاغيين «التهديد»، وذلك نحو قولك لمن يسيء الأدب: «ألم أؤدب فلانا؟» إذا كان المخاطب المسيء للأدب عالما بذلك، وهو أنك أدبت فلانا، فيفهم معنى الوعيد والتهديد والتخويف فلا يحمل كلامك على الاستفهام الحقيقي. ومنه قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ؟.

13 - التهويل:
وهو التفظيع والتفخيم لشأن المستفهم عنه لغرض من الأغراض، وذلك كقراءة ابن عباس لقوله تعالى: وَلَقَدْ أنجينا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ، مِنْ فِرْعَوْنَ فقد قرأ ابن عباس «من فرعون؟» بفتح ميم «من» على أنها اسم استفهام خبر مقدم، و «فرعون» بالرفع على أنه مبتدأ. وحقيقة الاستفهام على هذه القراءة غير مرادة، وإنما المراد تفظيع أمر فرعون والتهويل بشأنه لبيان شدة العذاب الذي نجا منه بنو إسرائيل. وللتهويل من شأن فرعون وعذابه، قال تعالى بعد ذلك:
إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ، أي إنه كان عاليا في ظلمه مسرفا في عتوّه.

14 - التنبيه على الضلال:
نحو قوله تعالى: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ؟ وليس القصد هنا الاستفهام عن مذهبهم وطريقهم، بل التنبيه على ضلالهم وأنه لا طريق لهم ينجون به. وكثيرا ما يؤكّد هذا الاستعمال بالتصريح بالضلال، فيقال لمن ضل عن طريق القصد: «يا هذا إلى أين تذهب قد ضللت فارجع»، وبهذا يعلم أن التنبيه على الضلال لا يخلو من الإنكار والنفي.

15 - التشويق:
وفيه لا يطلب السائل العلم بشيء لم يكن معلوما له من قبل، وإنما يريد أن يوجه المخاطب ويشوقه إلى أمر من الأمور، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ؟ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. ومن هذا القبيل قوله تعالى على لسان إبليس عند ما راح يوسوس لآدم ويغريه بالأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الاقتراب منها: قالَ يا آدَمُ: هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى؟.

16 - الأمر:
وقد يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي للدلالة على معنى الأمر، نحو قوله تعالى: فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ؟ * أي أسلموا، وقوله تعالى: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟ أي انتهوا، ونحو قوله تعالى أيضا: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ، فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟ * أي تذكّر واتعظ، وكذلك قوله تعالى: وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ؟ أي أسلموا.
ومن هذا القبيل «أرأيت؟» أو «أرأيتك؟» فإنه استفهام خرج إلى الأمر بمعنى «أخبرني». وقد ورد هذا الأسلوب كثيرا في القرآن الكريم، ومنه قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى؟ أي أخبروني عن هذه الأصنام الثلاثة التي كانوا يزعمون أنها تمثل بعض الملائكة، وكانوا يتقربون بها إلى الله.
ومنه قوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى؟، أي أخبرني عن هذا الذي أعطى قليلا ثم أكدى، أي توقف عن العطاء.
وقوله تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى؟ أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى؟ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى؟ أي أخبرني أيها السامع عن حال هذا الرجل، هل هو على هدى عند ما منع عبدا من طاعة ربه، أو أهو أمر بالتقوى عند ما أمر غيره بعدم إطاعة خالقه؟ ثم أخبرني عند ما كذّب رسولنا وأعرض عن طاعة ربه، فهل يظن أنه يفلت من عقابنا؟ كلا.

17 - النهي:
وقد يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي إلى معنى النهي، أي إلى طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء نحو قوله تعالى:
أَتَخْشَوْنَهُمْ؟ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ، أي لا تخشوهم فالله أحق أن تخشوه.
ومنه قول الشاعر:
أتقول: أفّ للتي  حملتك ثم رعتك دهرا؟
أي لا تقل: أفّ لأمك.
وقول آخر:
أتخالني أرضى الهوان؟ فحاذر  واسلم بنفسك من أبيّ قادر
أي لا تخلني أرضى الهوان، فحاذر ...إلخ ...

18 - العرض:
ومعناه طلب الشيء بلين ورفق. ومن أدواته «ألا» بفتح الهمزة وتخفيف اللام، و «أما» بفتح الهمزة وتخفيف الميم. وتختص كلتاالأداتين إذا كانت للعرض بالدخول على الجملة الفعلية، نحو قوله تعالى:
أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ؟ ونحو: أما تزورونا فتدخل السرور علينا؟
ومنه شعرا:
ألا تقول لمن لا زال منتظرا  منك الجواب كلاما يبعث الأملا؟
أما تضيف لما أسديت من نعم  فضل المعونة في اللأواء والمحن؟ (1)
ألا فتى من بني ذبيان يحملني؟  وليس يحملني إلّا ابن حمّال (2)
ألا فتى يورد الهنديّ هامته  كيما تزول شكوك الناس والتّهم؟
__________
(1) اللأواء: الشدة.
(2) فتى في هذا البيت والذي يليه فاعل لفعل محذوف تقديره في هذا البيت «ألا يحملني فتى» وفي البيت الذي يليه «ألا يورد فتى»

19 - التحضيض:
ومعناه طلب الشيء بحثّ. ومن أدواته «لولا» و «لو ما» و «هلّا» بتشديد اللام، و «ألّا» بفتح الهمزة وتشديد اللام. وهذه الأدوات إذا كانت للتحضيض فإنها تختص بالدخول على جملة فعلية فعلها ماض أو مستقبل.
فإذا وقع بعد أداة من هذه الأدوات فعل ماض، فإن معناها يخرج إلى اللوم والتوبيخ فيما تركه المخاطب، أو يقدّر فيه الترك، نحو قولك لمن قصّر في الامتحان: هلّا أعددت للإمتحان عدّته؟ ولمن جاء متأخرا: لولا حضرت مبكرا؟ ولمن تراخى وتباطأ في عمله: ألّا بدأت عملك؟ ولمن تسرّع في القيام بواجبه فلم يحسنه: لو ما تأنيت في أداء واجبك؟ فالتحضيض في كل هذه المعاني قد خرج إلى اللوم والتوبيخ، وذلك لوقوع الفعل الماضي بعد كل أداة تحضيض.
ومنه قول أبي فراس الحمداني من قصيدة طويلة في التشيع لآل علي والرد على خصومهم:
هلّا صفحتم عن الأسرى بلا سبب  للصافحين «ببدر» عن أسيركم؟
والسبب أن أداة العرض كما ذكرنا تختص بالدخول على الجمل الفعلية.
هلا كففتم عن «الديباج» سوطكم؟  وعن بنات «رسول الله» شتمكم؟ (1)
__________
(1) الديباج: محمد بن عبد الله، وسمي «الديباج» لحسنه، ضربه المنصور ثمانين سوطا على رأسه. انظر ديوان أبي فراس ج 3 ص 352 طبعة سامي الدهان.

أما إذا وقع المستقبل بعد أي أداة من الأدوات السابقة فإن معنى التحضيض يخرج إلى الحث في طلب الشيء، كقول المعلم لتلميذه الذي لا يظهر اجتهادا: لولا تجتهد؟ ولمن لا يصغي إليه أثناء شرح الدرس: لو ما تصغي إليّ؟ ولمن ينقطع عن المدرسة أحيانا: ألّا تواظب على الحضور إلى المدرسة؟ ولمن يقرأ من غير جدّ: هلّا تقرأ خيرا من ذلك؟
فالتحضيض في كل هذه المعاني قد خرج إلى الحث أو الاستحثاث على الفعل، وذلك لوقوع الفعل المستقبل بعد أدوات التحضيض. ومما ورد من ذلك في القرآن الكريم قوله تعالى: لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ؟ وفي هذا شاهد على وقوع الفعل المستقبل بعد أداة التحضيض فأفاد طلب الفعل بحثّ، وقد خرج الاستفهام هنا إلى معنى الأمر، أي «إيتنا بالملائكة».
وقد يلي الفعل الماضي أداة التحضيض فلا يفيد اللوم والتوبيخ وإنما يفيد الطلب بحث، وذلك لأن الماضي في تأويل الفعل المستقبل، نحو قوله تعالى: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ؟، إذ المعنى: لولا تأخرني إلى أجل قريب؟
وقد تستعمل أداة العرض «ألا» المفتوحة الهمزة المخففة اللام للتحضيض إذا دلت على طلب الفعل بحثّ نحو قوله تعالى: أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أيمانكم؟، وكقولك لمن يخلف الوعد: ألا تفي بوعدك؟ ولمن يضيع وقته سدى: ألا تملأ وقتك بعمل نافع؟ وهكذا ...
...

تلك هي أهم المعاني الزائدة التي قد يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي لأدائها عن طريق قرائن تستفاد من سياق الكلام.
وقد ذكر ابن فارس في كتابه «الصاحبي في فقه اللغة» معاني أخرى يخرج الاستخبار، أي الاستفهام عن معناه الحقيقي للدلالة عليها.
وعن هذه المعاني يقول: «ويكون اللفظ استخبارا والمعنى «تفجّع» نحو: مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً؟ ويكون استخبارا والمعنى «تبكيت» نحو: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ تبكيت للنصارى فيما ادعوه، ويكون استخبارا والمعنى «استرشاد» نحو: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها؟، ويكون استخبارا، والمراد به «الإفهام» نحو قوله جل ثناؤه: وَما تِلْكَ (1) بِيَمِينِكَ يا مُوسى؟، قد علم الله أن لها أمرا قد خفي على موسى عليه السّلام فأعلمه من حالها ما لم يعلم، ويكون المعنى استخبارا، والمعنى «تكثير» نحو قوله جل ثناؤه: وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها؟ وكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها، وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ؟، ومثله:
كم من دنيّ لها قد صرت أتبعه  ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا.
وقد يكون اللفظ استخبارا، والمعنى «إخبار وتحقيق» نحو قوله جل ثناؤه: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ؟، قالوا معناه: «قد أتى».
ثم يستطرد فيقول: ومن دقيق باب الاستفهام أن يوضع في «الشرط» وهو في الحقيقة للجزاء، وذلك كقول القائل: إن أكرمتك تكرمني؟ المعنى:
أتكرمني إن أكرمتك؟ قال الله جل ثناؤه: أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ؟.
تأويل الكلام: أفهم الخالدون إن متّ؟ ومثله: أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ؟ تأويله: أفتنقلبون على أعقابكم إن مات؟ (2).
ولكن بالتأمل يمكن إدخال بعض المعاني التي أشار إليها ابن فارس في بعض المعاني السابقة التي خرج إليها الاستفهام.
__________
(1) الإشارة هنا إلى عصا موسى.
(2) انظر كتاب الصاحبي ص 181.

كذلك ذكر ابن فارس أن العرب ربما حذفت همزة الاستفهام، وأورد على ذلك الأمثلة التالية:
رفوني (1) وقالوا: يا خويلد لم ترع  فقلت، وأنكرت الوجوه، هم هم؟
أراد: أهم هم؟ وقال آخر:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا  شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر؟
أي أشعيث بن سهم أم شعيث بن منقر؟
وقال عمر بن أبي ربيعة:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا  بسبع رمين الجمر أم بثمان؟
أي: أبسبع رمين الجمر أم بثمان؟
وعلى هذا حمل بعض المفسرين قوله جل ثناؤه في قصة إبراهيم عليه السّلام: فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ: هذا رَبِّي. أي: أهذا ربي (2)؟
__________
(1) رفوني: أي سكنوني، والبيت لأبي خراش الهذلي. انظر ديوان الهذليين القسم الثاني ص 144.
(2) كتاب الصاحبي ص 183.

الكتاب: علم المعاني
المؤلف:عبد العزيز عتيق (المتوفى: 1396 هـ)
الناشر:دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
المصدر : المكتبة الشاملة



0 Response to "اقسام الاستفهام"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel