بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

وَإِن شققت مجْرى الْبَوْل وجدت المثانة فارغة بِلَا بَوْل وَوجدت مَا بَين الصفاق والأمعاء يمتلىء إِذا جَاءَ الْبَوْل من الْبدن كَمَا تكون الْحَال فِي الاسْتِسْقَاء

قَالَ: وَإِن شققت مجْرى الْبَوْل وجدت المثانة فارغة بِلَا بَوْل وَوجدت مَا بَين الصفاق والأمعاء يمتلىء إِذا جَاءَ الْبَوْل من الْبدن كَمَا تكون الْحَال فِي الاسْتِسْقَاء. ج فِي القوى الطبيعية: إِذا ضعف الطحال عَن الجذب للخلط الْأسود صَار دم الْبدن سوداوياً والكلى تجتذب مائية الدَّم بِخَاصَّة فِيهَا وَأَنا أَقُول: إِن ضعف قُوَّة الكلى عَن الجذب لهَذِهِ المائية يصير الدَّم كُله مائياً وَكَانَ عَنهُ الاسْتِسْقَاء كَمَا يكون عَن فقد انجذاب السَّوْدَاء اليرقان الْأسود وَعَن الصَّفْرَاء إِذا لم تجتذبها اليرقان الْأَصْفَر. 

لى عَجِيب يسهل المَاء وَيُقَوِّي الْمعدة والكبد وَيجب أَن تعتمد عَلَيْهِ: يُؤْخَذ خل خمر حاذق حامض ثَلَاثَة أَرْطَال فينقع فِيهِ من التربد والغاريقون والمازريون والإيرسا من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يطْبخ مَعَ رَطْل من المَاء حَتَّى يذهب المَاء ورطل من الْخلّ ثمَّ يصفى الْخلّ وَيجْعَل عَلَيْهِ وَزنه سكرا عشرياً ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ثمَّ يُؤْخَذ فربيون وَلبن الشبرم لكل رَطْل من الشَّرَاب عشرَة دَرَاهِم مِنْهَا فَيلقى فِي صرة ويلقى فِيهِ مرضوضاً يلوث فِيهِ نعما ثمَّ تحل الصرة وتطرح فِيهِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ أُوقِيَّة إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَيجب أَن يكون ذَلِك الْخلّ خل عنصل وَصفَة خل العنصل: أَن يلقى فِي رَطْل مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم من العنصل واتركه فِيهِ عشْرين يَوْمًا ثمَّ عصره وَصفه وَإِذا اسقيت هَذَا الشَّرَاب فضمد الكبد بضماد السنبل والصندل والورد وَغير ذَلِك مِمَّا يقويها.


سكنجبين مُخْتَصر: خُذ رَطْل سكنجبين ثمَّ يحل فِيهِ بِنَار لينَة سِتَّة دَرَاهِم فربيون (ألف ب الْيَهُودِيّ: إِذا حدث فِي مقبب الكبد ورم كَانَ مَعَه إِن كَانَ عَظِيما عسر الْبَوْل وَإِن كَانَ قَلِيلا قلَّة الْبَوْل وَذَلِكَ إِن الْعرق الَّذِي يجذب الدَّم ويؤديه إِلَى الكلى ترم وَتبطل قوته أَيْضا. قَالَ: وَيرجع مَاء الْبدن إِلَى الأمعاء. لى أَقُول: من هَذِه الثَّلَاثَة الْأَشْيَاء يعلم سَبَب الاسْتِسْقَاء الزقى إِن الْأَطْفَال يَبُولُونَ بالسرة مَا لم تقطع ذكر ذَلِك ميسوسن فِي كتاب القوابل وَهُوَ حق وَبِأَن حدبة الكبد إِذا كَانَت وارمة ضعف جذب الْعرق الَّذِي يجذب مائية الدَّم وَبِأَن هَذِه المجاري فَوق الْعُرُوق الَّتِي تجذب الدَّم إِلَى الكلى وَهِي مجاذبة للكبد فَإِذا علم أَن جذب هَذِه الْعُرُوق لمائية)

الدَّم يضعف إِذا فسد مزاج هَذَا الْعُضْو وورم وركاً حاراً كَانَ ذَلِك الورم أَو بَارِدًا وَإِذا كَانَ كَذَلِك نفذت المائية الدَّم أَكثر فِي هَذِه المجاري إِلَى مَا بَين الصفاق والمراق فَإِن كَانَ الورم بَارِدًا أَو لفساد المزاج كَانَت هَذِه المائية أَكثر لِأَن الدَّم حِينَئِذٍ مائي فَيظْهر الاسْتِسْقَاء أسْرع وإسهال المَاء وَيرجع فِي هَذِه المجاري إِلَى الكبد ثمَّ مِنْهُ إِلَى الأمعاء بالمسهلة للْمَاء وَإِلَى عروق الكلى بالمدرة للبول وَأما الطبلى فَإِنَّهُ يكون إِذا كَانَت هَذِه المائية قَليلَة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تتهيأ أَن تصير بخارات وخاصة إِن كَانَ المزاج أسخن فَأَما إِذا كَانَت هَذِه المائية كَثِيرَة فَلَا يُمكن أَن لَا تتكاثف وتعود ماءاً فَأَما اللحمي فَإِنَّهُ يكون إِذا كَانَت جملَة مزاج الكبد تولد دَمًا مائياً فَيكون قد أخذت مِنْهُ الكلى مَا لَا يجب فَصَارَ بَاقِي الدَّم مائيا فيتوزع على الْمَادَّة فَينفذ فِي الْجِسْم الْغذَاء المائي فَإِذا كثر ذَلِك على الْأَعْضَاء ترهلت وَلم تهضم هِيَ أَيْضا مَا يجيئها من الْغذَاء فَيبقى مائياً.
الْيَهُودِيّ: الاسْتِسْقَاء الْحَار اسْقِ بَوْل الماعز مَعَ عِنَب الثَّعْلَب ثَلَاثَة أساتير من بَوْل الْمعز وَمثله عِنَب الثَّعْلَب فَإِن لم ينجح فَاسق لبن اللقَاح وَأَبْوَالهَا واسق إِذا لم يكن حر شَدِيد حب الراوند والمازريون ودواء الكركم وَإِن كَانُوا يعطشون عطشاً شديدأ فاسقهم كل يَوْم نصف دِرْهَم فيلزهرج بِقدر ثَلَاث أَوَاقٍ مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ يسكن الْعَطش وَيذْهب الورم. لى إصْلَاح المازريون يخرج المَاء الْأَصْفَر: ينقع المازريون بخل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ دِرْهَم نُحَاس محرق دانقان فربيون قِيرَاط خرؤ الْحمام مثله الشربة دِرْهَم راوند صيني. لى مرهم يخرج المَاء على مَا رَأَيْت يُؤْخَذ نُحَاس محرق وشحم حنظل وخرؤ الْحمام وبعر الماعز فَيجمع ذَلِك بأبوال الماعز فيطلى فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَيجب أَن يجْتَنب المستعد لذَلِك من الطين والأشنان والفحم والسعد لِأَن هَذِه تورث السدد فَتحدث فِي الكبد (ألف ب) ورماً يؤول الْأَمر بِهِ إِلَى الاسْتِسْقَاء. لى ذكر جالينوس فِي نَوَادِر تقدمه الْمعرفَة تَدْبِير امْرَأَة بهَا النزف الْأَبْيَض وَهُوَ تَدْبِير حميد للمستسقين يسهلون بِمَا يسهل المَاء ثمَّ يُعْطون أَيَّامًا مَا يدر الْبَوْل بِقُوَّة ثمَّ يسهلون بعد الثَّالِث ويعطون فِيمَا بَين ذَلِك مَا يدر الْبَوْل ويدلكون دلكا قَوِيا ويراضون ويدفنون فِي الرمل الْحَار وَالْحمام الْيَابِس والأطلية المجففة ويقل الشَّرَاب والغذاء وَيجْعَل مجففاً كالعدس وَلُحُوم للطير الصغار الجبلية الحجل وَنَحْو ذَلِك.
حِيلَة الْبُرْء ج: الْيَقَظَة تجفف الأحشاء وَالنَّوْم يرطبها.)
فِي حِيلَة الْبُرْء إنذار ج فِي عَلامَة الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ استسقاء فَأَصَابَهُ سعال مَاتَ من كَانَ وَجهه أَو بدنه أَو يَده الْيُسْرَى رهلة وَعرض لَهُ فِي مبدأ هَذَا الْعرض حكة فِي أَنفه مَاتَ فِي الْيَوْم الثَّانِي أَو الثَّالِث.
الترياق إِلَى قَيْصر: إِن زبل الْبَقر إِذا جفف وأحرق وَسَقَى نفع فِي الاسْتِسْقَاء نفعا بَينا.
من مقَالَة تنْسب إِلَى ج فِي السمُوم: إِن سقى المستسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم من الأشنان الْفَارِسِي أنزل المَاء بالبول والإسهال.
من مَنْفَعَة التنفس: إِن الْحبّ المسخن ظَهرت منفعَته للحبن أَكثر من كل علاج عملته القدماء لَهُم وَذَلِكَ أَنه يستفرغهم استفراغاً كثيرا وَلَا يغشى عَلَيْهِم وَلَا يتنفسون تنفساً بَارِدًا.
فِي الأهوية والبلدان: الاسْتِسْقَاء أَكثر مَا يكون فِي الْبلدَانِ الرّطبَة إِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء اللَّوْن أصفر أَبيض فالفساد فِي الكبد وَإِن كَانَ أسود أَخْضَر فَفِي الطحال.
من كتاب العلامات لج قَالَ: يعرض كثيرا بعد قُرُوح الأمعاء المزمنة والكائنة مِنْهَا وجع الكبد أَشد كثيرا من الْكَائِن عَن الطحال. جورجس قَالَ: من شرب عصارة الإيرسا فَهُوَ على خطر عَظِيم قَالَ: وَأما نَحن إِذا رَأينَا مَعَ هَذَا أعراضاً حارة عالجناه بِخِيَار شنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج وَبَوْل الماعز فَإِن لم ينجع سقيناه ألبان اللقَاح بأبوالها وَإِن كَانَ بِلَا حرارة عالجناه بحب السكبينج وجوارش الإيرسا وطبيخ الْإِذْخر وَلبن اللقَاح وَالْبَوْل جَمِيعًا ونكويه أخر ذَلِك.
جورجس قَالَ: وَلبن اللقَاح نَافِع من المَاء الْأَصْفَر يشرب على هَذِه الصّفة: يشرب مِنْهُ سَاعَة يحلب رطلا وَاحِدًا مَعَ أوقيتي بَوْل من أبوالها وَيكون قد بَات ليلته طاوياً وَيَأْكُل فِي أمسه نصف النَّهَار ثمَّ ينْتَظر ساعتين فَإِن أسهله فليأخذ مرّة أُخْرَى كل يَوْم وَيزِيد وَإِن احْتبسَ بَطْنه وَثقل وتجشأ جشاء حامضاً فعالجه بالحقن من ساعتك وَلَا تسقه لَبَنًا آخر فِي ذَلِك الْيَوْم وكمد معدته تِلْكَ اللَّيْلَة فَإِذا رأى أَنه يسهله فِي كل يَوْم ويجد عَلَيْهِ خفى أَخذ مَعَه حب الاسْتِسْقَاء وَزَاد فِي اللَّبن وليتق شرب المَاء الْبَارِد وَالْغسْل بِهِ وَإِن وجد حرا فِي رَأسه فليضع عَلَيْهِ بنفسجاً وَيَأْكُل زيرباجاً وَيشْرب شرابًا رَقِيقا ممزوجاً وَلَا يَأْكُل لَحْمًا.
إبيذيميا: الفصد يضر بالاستسقاء (ألف ب) فِي الْأَكْثَر وَرُبمَا نفع فِي النضرة وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَت الْعلَّة من احتباس دم البواسير والطمث وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِذا أَصَابَهُ الاسْتِسْقَاء هُوَ على ذَلِك من خطر شَدِيد جدا فَأَما المزاج الْبَارِد الرطب فَإِن خطره)
فِيهِ أقل من خطر الْحَار الْيَابِس وَأكْثر خطراً من صَاحب المزاج الْحَار الرطب لِأَن صَاحب المزاج الْحَار الرطب أسهل الْأَصْنَاف برءاً لِأَنَّهُ بِسَبَب رُطُوبَة مزاجه يسهل وُقُوعه فِي هَذَا الدَّاء فَلَا تتأخر إِلَّا أَن يكون ذَلِك سَبَب قوى وبسبب حرارة يسهل بُرْؤُهُ وَأما صَاحب المزاج الْبَارِد الرطب فَهُوَ يعرض لَهُ هَذَا الدَّاء من انطفاء الْحَرَارَة الغريزية وَأما صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس فَإِنَّهُ لَا يلقيه فِي هَذَا الدَّاء إِلَّا بِسَبَب قوى. قَالَ: وَأكْثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء بِسَبَب أورام جاسية فِي الكبد وَالطحَال وَقد يكون أَيْضا من أجل احتباس الطمث والبواسير وَيكون أَيْضا بِسَبَب استفراغ مفرط وَيكون أَيْضا من أجل الْأَمْرَاض الحادة وكل استسقاء يكون من الْأَمْرَاض الحادة فرديء خَبِيث وَيكون بِسَبَب السعال الدَّائِم وبعقب انطلاق الْبَطن الْكثير يكون كثيرا جدا.
إبيذيميا: البصل والثوم إِذا استعملا فِي وَقت يجب ينفع المستسقى فِي بعض الْأَحْوَال فَأَما الْجُبْن فَإِنَّهُ يضر ضَرَرا عَظِيما دَائِما وَذَلِكَ أَنه من أبلغ الْأَشْيَاء فِي أَن يرسخ فِي مجاري الكبد ويسددها وَغَايَة العلاج لهَؤُلَاء أَن تفتح سدد أكبادهم. لى يَنْبَغِي أَن يطعم المستسقى خبز شعير وَإِن كَانَ غير مُعْتَاد لَهُ فَلْيَكُن لبابا شَدِيد النّخل وأبلغ من ذَلِك خبز الحمص أَو يخاطان ويجعلان إدامه أَيْضا كلما فتح ولطف وأدر الْبَوْل.
إبيذيميا الاسْتِسْقَاء اللحمي: يسْتَعْمل الدَّلْك الصلب بالمناديل الخشنة فِيهِ وَاسْتعْمل الرياضة فِي مَوضِع غُبَار كثير ويطلى بدنه بالمجففات وامنعه الاستحمام بِالْمَاءِ العذب. قَالَ: إِذا حضر المستسقى الْمَوْت تمددت جلدَة الْبَطن ونتت السُّرَّة وَحدثت قُرُوح فِي الْفَم لفساد الرطوبات فِي الْبدن. ج: حذاق الْأَطِبَّاء يشيرون بالفصد على من استسقى من اجل احتباس الْحيض اَوْ دم
البواسير واحتباس رُعَاف كَانَ يتعاهده وَنَحْو ذَلِك وَفِي هَذَا ينْتَفع بالفصد جدا وَيجب إِن يكون ذَلِك قبل أَن تنْحَل الْقُوَّة وَتسقط.
قَالَ فِي مساعدة الطَّبِيب للْمَرِيض: إِن المستسقى وَلَو اشتاق إِلَى الْحمام لَا تَأذن لَهُ فِيهِ. لى يَعْنِي بِالْمَاءِ العذب.
من كتاب الأخلاط: فِي الاسْتِسْقَاء اللحمي يسْتَعْمل مَا يسهل البلغم وغرغره أَيْضا بِمَا يخرج البلغم لِأَن هَذَا الْخَلْط منبث فِي الْجَسَد كُله وَأما الزقى فَإنَّا نسقي فِيهِ مَا يخرج المَاء.
لى على مَا رَأَيْت صَحِيحا جيدا: أَكثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء بعقب الورم الصلب فِي الكبد)
والورم الصلب يكون فِي الكبد بعقب الفلغموني الَّذِي لَا ينضج لَكِن ينْتَقل إِلَى إسقيروس وَأكْثر مَا تقع الصلابة والأورام فِي الحدبة وَذَلِكَ أَنَّهَا أضيق مجار والأخلاط فِيهَا أسخن وَأَشد تكاثفاً ومائية الدَّم تنفصل من مكانين أَحدهمَا ينفذ إِلَى السُّرَّة (ألف ب) وَالْآخر إِلَى المثانة كَمَا نرى الْأَطْفَال من سررهم مَا تقطع وَهَذِه المجاري الَّتِي ينفذ مِنْهَا إِلَى السُّرَّة فِي جَوف الكبد وَأما الَّتِي إِلَى المثانة فَمن الْعرق العميق فَهِيَ أبعد من أَن تضيق لذَلِك الورم هُنَاكَ دَائِما اقل فَإِذا ضَاقَتْ الْعليا بِشدَّة الورم وسعت الطبيعية هَذِه لتمييز الفضلة المائية فَعَاد التَّدْبِير كالحال فِي الْجَنِين وَاجْتمعَ المَاء إِلَى جنب الصفاق والمراق كَمَا كَانَ يجْتَمع فِي الْجَنِين فَإِن قَالَ قَائِل: هلا رَجَعَ هَذَا المَاء إِلَى الأمعاء قيل لَهُ: إِن الْقُوَّة الطبيعية لَيْسَ من شَأْنهَا أَن ترده بعكس فعلهَا فَهَلا رَجَعَ الكيلوس إِلَى الأمعاء قيل: وَكَذَلِكَ المرار والسوداء إِلَّا أَن القوى من شَأْنهَا تَنْفِيذ الدَّم من الأخلاط وَأما اللحمي فَإِنَّهُ لَا يكون أبدا مَعَ برد الكبد وَلَا يكون أبدا مَعَ ورم حَار فِيهِ إِلَّا الزقى وَفِي مَا بَين هذَيْن الطبلي لِأَن الطبلي كالزقى وَلَكِن يكون إِذا كَانَت هَذِه الْمَادَّة الَّتِي تجىء إِلَى مَا بَين الصفاق والمراق قَليلَة فتقوي حرارة الأحشاء أَن يحملهَا فَأَما إِذا كَانَت كَثِيرَة فَإِنَّهَا لَا تقدر أَن تجْعَل مَعهَا رياحاً.
تقدمة الْمعرفَة: الاسْتِسْقَاء الْكَائِن من الْأَمْرَاض الحارة رَدِيء لِأَن صَاحبه لَا يتَخَلَّص من الْحمى الشَّدِيدَة وتؤلم ألماً شَدِيدا وتهلك وَهَذَا الاسْتِسْقَاء أَكثر مَا يبتدىء من الخاصرتين والقطن وَقد يبتدىء من الكبد وَالِاسْتِسْقَاء الَّذِي يَبْدُو من الْقطن فَهُوَ عَن ورم وَضعف فِي الماسريقا فَلذَلِك يتبعهُ ذرب لِأَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد وَلِأَن هَذِه الْمَوَاضِع وارمة ورماً حاراً قد يتَوَلَّد فِيهَا مرار وصديد يلذع الأمعاء ويهيجها لدفع مَا فِيهَا فَمن أجل ذَلِك لَا يكون بِهَذَا الذرب سُكُون الوجع وَلَا ضمور الْبَطن فَأَما الْكَائِن عَن الكبد فَإِن صَاحبه يسعل وَلَا ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ وبرازه يَابِس جدا وَتعرض لَهُ أورام فِي بَطْنه وأمزجة مُخْتَلفَة وَيظْهر أَحْيَانًا وَلَا يلبث أَن يسكن وَإِنَّمَا يسعل لِأَن الكبد إِذا ورمت ضغطت الْحجاب فيهيج شوق للسعال لِأَنَّهُ يظنّ إِن ذَلِك يُخَفف عَنهُ فَإِذا سعل وَاحِدَة لَا يُغني شَيْئا وَذَلِكَ أَن السعال إِنَّمَا ينفع حَيْثُ يكون عَن ضيق فِي أجسام الرئة فَتخرج بالنفث شَيْئا والثقل أَيْضا فِي هَذَا النَّوْع من الاسْتِسْقَاء يكون يَابسا.
الْفُصُول: من كَانَ بِهِ مغص وأوجاع حول السُّرَّة ووجع فِي الْقطن دَائِم لَا ينْحل بدواء مسهل وَلَا غَيره فَإِن أمره يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الْيَابِس لِأَن المغص إِنَّمَا يكون إِمَّا للذع شَدِيد وَإِمَّا الرّيح)
مستكنة وَإِذا ثَبت هَذَا المغص زَمَانا طَويلا وَلم ينْحل بمسهل وَلَا غَيره فَإِنَّهُ قد استولى على تِلْكَ الْمَوَاضِع سوء مزاج بَارِد وَذَلِكَ المزاج إِذا كَانَ أزمن آل إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي. قَالَ: الاسْتِسْقَاء الزقى يتَوَلَّد من برد أقوى من مَا يتَوَلَّد فِيهِ الطبلي إِذا كَانَ بِإِنْسَان استسقاء فَجرى المَاء مِنْهُ فِي عروقه إِلَى بَطْنه انْقَضى بذلك مَرضه. لى قَول أبقراط: جرى مِنْهُ المَاء فِي عروقه إِلَى بَطْنه بذلك أَن المَاء يسيل إِلَى الْبَطن وَيخرج عَنهُ فِي مجار لَا بالرشح على مَا ظن قوم.
قَالَ ج: (ألف ب) كَمَا أَنا إِذا سقينا من بِهِ المَاء الْأَصْفَر دواءاً يخرج المَاء نَفعه كَذَلِك إِذا كَانَ من تِلْقَاء نَفسه نفع. قَالَ: قد يسْتَعْمل الْأَطِبَّاء التنقية فِي الاسْتِسْقَاء أَكثر من الكي والاستفراغ الْكثير من المَاء يجلب الْمَوْت ضَرُورَة لَا محَالة لأَنهم يعرض لَهُم أَولا غشى ثمَّ يبقون على ذَلِك من ضعف الْقُوَّة وَلَا يقوون وَفِي المستسقى سَبَب آخر وَذَلِكَ أَنه مادام المَاء فِي الْبَطن فَإِنَّهُ يحمل ثقل الورم الجاسي الَّذِي فِي الكبد فَإِذا استفرغ ارجحنت الكبد فجذبت الْحجاب مَعهَا إِلَى أَسْفَل وَكَذَلِكَ مَا فِي الصَّدْر من الأحشاء إِذا حدث بِصَاحِب البلغم الْأَبْيَض اخْتِلَاف قوى انحل مَرضه عَنهُ من امتلئت كبده ماءاً ثن انفجر ذَلِك المَاء إِلَى الغشاء الْبَاطِن امْتَلَأَ بَطْنه ماءاً وَمَات. ج: إِن الكبد تسرع إِلَيْهَا نفاخات المَاء أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وتتولد تِلْكَ النفاخات فِي غشاء الكبد وَقد نرى أكباد الْحَيَوَان الْمَذْبُوح فِيهَا هَذِه النفاخات فَإِذا اتّفق فِي بعض الْأَوْقَات انصباب ذَلِك المَاء إِلَى الفضاء الثَّانِي الَّذِي تجت الْحجاب وَفِي هَذَا الفضاء الثَّانِي بِعَيْنِه يجْتَمع المَاء فِي المستسقى وَهَذَا المَاء حَار حريف يُورث تأكلاً وَقد يُمكن إِن يستفرغ كَمَا يستفرغ المَاء بالبط والإسهال.
الميامر قَالَ: تُؤْخَذ أخثاء الْبَقر الراعية فتجفف نعما وتسحق بخل ممزوج ويلقى عَلَيْهِ كبريت لم يصبهُ نَار مثل ربعه ويضمد بِهِ الْبَطن كُله أَو يطْبخ بعر الماعز ببول ويطلى على الْبَطن فَإِنَّهُ ينقي المستسقى تنقية كَثِيرَة أَو اسْقِهِ ورق الحسك وأصوله بشراب اَوْ اطعمه الهندباء البستاني أَو اسْقِهِ من بَوْل الماعز قوانوس وَاحِد مَعَ مِثْقَال سنبل وَيكون فاتراً أَو اسْقِهِ نَقِيع قثاء الْحمار فِي شراب ثَلَاثَة أَيَّام أَو اسْقِهِ مِنْهُ قوانوس ورد حَتَّى يبلغ ثَلَاث قوانوسات أَو خُذ من قشور النّحاس مِثْقَالا فاسحقه واخلطه مَعَ لباب الْخبز واعمل مِنْهُ حبا وادفعه إِلَيْهِ فَإِن هَذَا يحدر المَاء بِقُوَّة اَوْ اسْقِهِ مِثْقَال نُحَاس محرق وَمِثَال خرء الْحمام وشيئاً يَسِيرا من ملح وسذاب فاسقه)
بشراب وليمرخ المحبون بالملح وَالزَّيْت وَيكثر التَّرَدُّد فِي الشَّمْس وَهُوَ مغطى الرَّأْس واثقب مَا يَلِي كعابهم واشرطه وأقعدهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسيل من تِلْكَ الْمَوَاضِع رطوبات كَثِيرَة.
من كتاب حنين فِي الاسْتِسْقَاء قَالَ: يجْتَمع المَاء بَين الصفاق والحاجز بَين الأمعاء وَجلد مراق الْبَطن قَالَ: وَإِذا كَانَ مزاج الْمعدة بَارِدًا رطبا فِي الْغَايَة حدث الاسْتِسْقَاء الطبلي لِأَنَّهُ يُورد على الكبد كيلوساً مائياً جدا وَقَالَ: شرب المَاء أَعنِي مَاء الشاهترج مَعَ السكنجبين نَافِع لمن بِهِ حرارة وسدد فِي الكبد. لى جيد على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ رَطْل من مَاء القاقلى الرطب فَيلقى فِيهِ خَمْسَة عشر إِلَى عشْرين من سكر الْعشْر واسقه فَإِنَّهُ يمشي المَاء بِقُوَّة وأسهله بِهَذَا فَإِذا ثقل وَكثر فعلى حسب الْقُوَّة فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة وَمَا بَين ذَلِك يدمن عَلَيْهِ بقرص الأميرباريس وأضمدة الكبد والأغذية التافعة للكبد ورضه وَأَقل الْغذَاء وَاجعَل هَذَا دأبك فَإِنَّهُ قد برىء بِهَذَا التَّدْبِير خلق (ألف ب) وَإِن لم يكن قاقلى رطب فَخذ الْيَابِس واطبخه وَإِن أردته أقوى فاطرح فِيهِ ورق مازريون وَلَا تخف وَإِن شِئْت فَاجْعَلْ مَعَه شاهترجاً فَإِنَّهُ جيد واسق أَقْرَاص الْأَمِير باريس بسكنجبين المر جيد المَاء الْأَصْفَر شرب أَو طلى بِهِ.
أَبُو جريج: الأشق ينفع المَاء الْأَصْفَر شرب أَو تضمد بِهِ.
لى مطبوخ للمستسقى: عشرَة دَرَاهِم هليلج أصفر وَسبع دَرَاهِم شاهترج يَابِس سَبْعَة دَرَاهِم قاقلى يَابِس وَثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض محكوك وَأَرْبَعَة دَرَاهِم من أصُول الإيرسا مرضوضاً وسنبل الطّيب دِرْهَمَانِ وَثَلَاثَة دَرَاهِم بزر الكشوثا وَمثله بزر الهندباء وعصارة الأفسنتين دِرْهَمَانِ وعصارة غافت دِرْهَمَانِ وَإِن وجد رطبا فسكرجة من عصيرهما يطْبخ جَمِيع ذَلِك حَتَّى يتهرا نعما بِنَار لينَة ويصفى بعد ذَلِك مِنْهُ قدر رَطْل وَيكون هُوَ جَمِيع مَا بَقِي من المَاء بالطبيخ ويسقى وَإِن أردْت أَن يكون أقومي إسهالاً وَاحْتمل العليل فَاجْعَلْ لَهُ بَيَاضًا من دانق عصارة قثاء الْحمار ودانق روسختج ودانقين من حب المازريون منقعاً بخل يَوْمًا وَلَيْلَة يجمع الْجَمِيع وَيُؤْخَذ ثمَّ يشرب بعد الْمَطْبُوخ ويسقى من غَد أَقْرَاص أميرباريس وَإِن وجد بعده حِدة يسقى مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وأطراف الْخلاف يَوْمَيْنِ أَو ثلاثاُ حَتَّى تسكن الحدة ثمَّ يُعَاد والمطبوخ والأقراص فَإِنَّهُ لَا يخطىء أَن يُبرئهُ وَيجب إِن يكون الطَّعَام مِمَّا يُقَوي الكبد أَيْضا ويضمد بالأضمدة المقوية من الطّيب والقوابض فَهَذَا تَدْبِير جيد للاستسقاء من حرارة فَإِن كَانَ مَعَ برودة فَالْأَمْر فِيهِ أسهل جدا وَعَلَيْك أَن تسهله بعداد حبوب.)
حب ألفته أَنا مَعَ حرارة يَسْتَعْمِلهُ إِذا كَانَ المستسقى يقيء الْمَطْبُوخ ويثقل عَلَيْهِ: عصارة الأفسنتين دانقان وَمن عصارة الغافت مثله وَمن عصارة قثاء الْحمار وَمن حب النّيل مقشراً دانقان وَمن عقيد التربد ثلثا دِرْهَم روسختج ثلث دِرْهَم فَلذَلِك دِرْهَمَانِ وَثلث ويعتصر عِنَب الثَّعْلَب أَو هندباء أَو جَمِيعًا وتطبخه حَتَّى يغلظ فيجتمع الْأَدْوِيَة وتجعله حبا وَهَذِه شربة وَهِي عَجِيبَة وَلَا تثير الْحَرَارَة الْبَتَّةَ وَلَا تهيج وَهُوَ عَجِيب من الْعجب.
حب آخر: عصارة أفسنتين نصف دِرْهَم عصارة المازريون تخرج كَمَا يخرج رب
السوس نصف دِرْهَم وَمن رب النربد نصف دِرْهَم يعجن بعصارة الهندباء ويجفف.
من كتاب المولودين لثمانية أشهر: الدَّم يصل إِلَى الْجَنِين من سرته فِي الْعُرُوق غير الضوارب فَلَا محَالة أَن ذَلِك يصل إِلَى الكبد بمجار فَفِي الكبد إِلَى هُنَا مجار إِذا. فليغريوس فِي مداواة الأسقام: اليتوع الَّذِي يشبه ورقه ورق الزَّيْتُون وقشور النّحاس وبزر الأنيسون بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِثْقَالا قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يرفق فِي الإسهال بالأدوية المسهلة فَإِن أبقراط قَالَ: إِن هَذِه الرُّطُوبَة المائية لَا تنتفض سَرِيعا من غير تجلبه.
ميسوسن قَالَ: الْجَنِين يَبُول من سرته وَإِذا أردْت علم ذَلِك فَلَا تقطع سرته إِذا ولد فَإِنَّهُ مادامت عَلَيْهِ لَا يَبُول (ألف ب) إِلَّا مِنْهَا فَإِذا قطعت مَال الْبَوْل إِلَى المثانة. لى على مَا رَأَيْت يَنْبَغِي أَن تروم إِخْرَاج المَاء بالشيافات المحتملة وبالحقن فَإِن الحقن قد تبلغ قوتها إِلَى الأمعاء وَفِي هَذَا التَّدْبِير مَا يرِيح العليل من سخونة الْأَدْوِيَة إِذا كَانَت الكبد حارة فَأَما من لَيست كبده حارة فَالْأَمْر يسهل وَلَا يحْتَاج إِلَى هَذِه الْحِيَل الخربق الْأَبْيَض مِمَّا يخرج ماءاً كثيرا مَتى احْتمل.
طلاء يخرج المَاء: عصارة قثاء الْحمار دَقِيق الكرسنة وروسختج فيعجن بِمَاء الإيرسا ويطلى بِهِ الْبَطن وَالظّهْر والعانة فَإِنَّهُ يخلف ويبول ماءاً أَو خُذ قثاء الْحمار الرطب أَو شَحم الحنظل وادلك الْبَطن وَالظّهْر والعانة دلكا جيدا فَإِنَّهُ يخلف المَاء أَو خُذ حقنة تخلف ماءاً: بسبايج قرطم أصُول الإيرسا تطبخ بِالْمَاءِ وَيجْعَل فِي المَاء من عصارة قثاء الْحمار والروسختج والفربيون ودهن السوسن ويحقن بِهِ وَيجب أَن يحرر هَذَا الْبَاب ويتمم.
أطهورسفسن: إِن أَخذ من شَحم الدلفين قدر باقلات بشراب أراح من جَمِيع المَاء وخاصته فِي ابْتِدَائه وَيجْعَل مَعَ شَيْء من الأفاوية لطيب رِيحه وتسد المنخران فَإِنَّهُ يَبُول بولاً كثيرا رديئاً.)
قَالَ: إِن سقيت سَبْعَة من الذراريج عددا مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء حَار تسقى أبدانها فَقَط نفع أغلوقن: الْغَرَض فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء غرضان أَحدهمَا معالجة الورم الصلب الَّذِي فِي أحشائهم وَالثَّانِي أَن يحلل الرُّطُوبَة الَّتِي قد اجْتمعت بادرار الْبَوْل والأضمدة.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "وَإِن شققت مجْرى الْبَوْل وجدت المثانة فارغة بِلَا بَوْل وَوجدت مَا بَين الصفاق والأمعاء يمتلىء إِذا جَاءَ الْبَوْل من الْبدن كَمَا تكون الْحَال فِي الاسْتِسْقَاء"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel