بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

سرابيون: اليرقان يحدث إِمَّا لِأَن الكبد تولد المرار أَكثر من الْعَادة

سرابيون: اليرقان يحدث إِمَّا لِأَن الكبد تولد المرار أَكثر من الْعَادة قلا يقيىء المرارة باجتذابهم على الْعَادة وَإِن كَانَت صَحِيحَة وَإِمَّا لِأَن عنق المرارة الجاذب للمرة ضعف عَن الجذب فَلَا) تجذب لِأَنَّهُ عِنْد ذَلِك يكون الدَّم مرارياً وَتَكون المجارى الَّتِي تدفع بهَا المرارة إِلَى الأمعاء منسدة أَو يكون حَيْثُ أَفْوَاه المرارة الجاذبة للصفراء فِي الكبد سدد وَقد يكون اليرقان من السمُوم وَمن الأغذية الدسمة المولدة للمرة وَيكون بخارياً وَيكون فلغموني فِي الكبد وَقد يكون من اليرقان أسود وأصفر وَإِذا كَانَ اليرقان عَن فلغموني فِي الكبد ظَهرت مِنْهُ عَلَامَات الورم الْحَار فِي الكبد من الْحمى والعطش 

وَإِذا كَانَ من سوء مزاج الكبد الْحَار المولد للمرار بِلَا ورم حدث فِي الْجَانِب الْأَيْمن لذع ووجع بِلَا ثقل وَإِذا كَانَ من سدد ظهر الثّقل بِلَا حمى وَإِذا كَانَ المرار أصفر مرارياً فَإِن ذَلِك لَيْسَ لضعف المرارة عَن دفع المرار وَلَا جذبه لَكِن لِكَثْرَة توليد المرار فِي الكبد فَذَلِك اليرقان كَبِدِي وَإِذا كَانَ الثّقل أَبيض فَإِن الْعلَّة لِأَن المرارة لَا تجتذب المرار وَإِمَّا لِأَنَّهَا لَا تَدْفَعهُ إِلَى الأمعاء وَإِن كَانَ الْبَوْل مرارياً فالعلة إِمَّا سدد فِي الكبد وَإِمَّا انسداد فَم المرارة الجاذبة وَإِن كَانَ الْبَوْل على حَاله الطبيعي فَلَيْسَ بالكبد عِلّة. لى هَذَا خطأ لِأَنَّهُ لَا يكون الْبَوْل فِي اليرقان بِحَالهِ إِلَّا فِي الباخور وَفِي آخِره عِنْد يقايا فِي سطح الْجِسْم فَقَط وَإِمَّا مَتى كَانَ فِي الْبَطن الْعلَّة فِي الكبد أَو فِي الماسريقا فَلَيْسَ يجوز أَن يكون الْبَوْل بِحَالهِ وَذَلِكَ أَنه لَا بُد لَهُ أَن يكون الدَّم الَّذِي ذهب إِلَى الْجِسْم مائيته أَكثر مرارية.

 قَالَ: عالج اليرقان الباحوري بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب المسخن الممزوج بالأدهان المحللة كدهن البابونج والشبث والحادث عَن فلغموني فِي الكبد بفصد الباسليق ثمَّ يعالج بِمَاء الهندباء والكشوث والسكنجبين فَإِذا انحط الورم فأضف إِلَى مَاء الْبُقُول الصَّبْر وعصارة الغافت واسق أَيْضا فِي الِابْتِدَاء مَاء الشعيرمع مَاء الْعَسَل والكرفس وَاسْتعْمل الأضمدة الْبَارِدَة والمطبوخ من الهليلج والشاهترج والأترج والتفاح والإجاص والأفسنتين وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وحشيش الغافت وأصل السوس والغاريقون والتربد والإيارج وَالْملح الْهِنْدِيّ فَإِن هَذَا ينفض المرار وَيفتح سدد الكبد وينفع مَاء الْجُبْن الْمُتَّخذ بسكنجبين مَعَ الهليلج الْأَصْفَر وسكر الْعشْر وَالْملح الْهِنْدِيّ وَاسْتعْمل الْحمام بعد هَذِه وإدرار الْبَوْل وَإِذا كَانَ سدد بِلَا حمى فَاسْتعْمل (ألف ب) اللوز المر والأسارون والأنيسون وَنَحْوهَا والفوة وَمَا ذكرنَا فَإِن لم ينفع الدَّوَاء المسهل فِي علاج اليرقان فَاعْلَم أَن ذَلِك لِأَن مجارى الْمرة منسدة فاعطه بِمَا يفتح زَمَانا ثمَّ عد فِي الدَّوَاء المسهل فَإِنَّهُ يخرج مرَارًا كثيرا والقيء رُبمَا فتح سدد الكبد بعنف الْحَرَكَة وينفع الْكبر بخل فِي سدد الكبد وَالطحَال وَاحْذَرْ الشِّبَع وَسُوء الهضم وينفع الَّذين الْغَالِب عَلَيْهِم الْحَرَارَة السّمك بالخل والقرع والقطف والدراج بِمَاء)

الحصرم والفروج ولباب الْخِيَار والأدوية الَّتِي تنفض اليرقان وَهِي الصَّبْر والسقمونيا وعصارة قثاء الْحمار والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وَإِن كَانَ اليرقان أسود فَاسْتعْمل فِي ذَلِك مَا ينفض السَّوْدَاء وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال فَإِذا رَأَيْت لون اليرقان أصفر أَخْضَر أسود فَإِن الطحال عليل مَعَ الكبد.

حب لليرقان جيد: غاريقون سَبْعَة دَرَاهِم إيارج فيقرا وبزر كشوث وملح هندي سِتَّة سِتَّة بزر السرمق وإهليلج أصفر خَمْسَة خَمْسَة بزر الفجل سقمونيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة أنيسون دِرْهَمَانِ
يحبب بِمَاء ورق الفجل الشربة دِرْهَمَانِ وَنَحْو ذَلِك. فَإِذا حصل اليرقان فِي الْجلد وَالْعين فَاسْتعْمل للجلد الْحمام وللعين السعوط بعصارة قثاء الْحمار وَنَحْوه السلق والخل وَأما اليرقان الْأسود فَإِنَّهُ يتَوَلَّد عَن الطحال وتعرفه من يرقان الكبد يتَقَدَّم وجع الطحال وَبِأَن يخرج فِي البرَاز دردى أسود وَقد يحدث اليرقان ممتزجاً عَن الكبد وَالطحَال فَيكون اللَّوْن بَين اللونين وعلاج ذَلِك نفضه مَرَّات بمطبوخ متخذ من الإهليلج والشاهترج والبسبايج والأفيثمون والغاريقون وتميل إِلَى الْأَغْلَب فَإِن كَانَ الطحال فبالأدوية المخرجة للسوداء وَإِلَّا فالصفراء وَإِن كَانَت حرارة رجعت إِلَى مَاء الْبُقُول وَمَاء الْجُبْن وسقيت مَعهَا ورق الْكبر والسكنجبين فَإِن لم تكن حمى سقيت لبن اللقَاح.
أقربادين سرابيون لليرقان مجرب: سقمونيا أَرْبَعَة دَرَاهِم هليلج سِتَّة دَرَاهِم عصارة غافت دِرْهَمَانِ ينخل بعد الدق الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء الهندباء وسكر. ج: المنتخوشة نَافِع لليرقان والانجوشا الَّذِي يُسمى ابلوقيا جيد لليرقان وَهُوَ بَارِد وَافقه د: وَهُوَ يسْقِيه بِمَاء القراطين.
أطهورسفس: مَتى شرب من بَوْل الصّبيان سكرجة أَبْرَأ اليرقان سَرِيعا قرن الإيل المحرق إِذا شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء نفع من اليرقان فِيمَا قَالَ د.
وَقَالَ ج: قد زعم قوم أَن قرن الإيل إِذا شرب مِنْهُ مسحوقاً محرقاً مغسولاً ملعقتان نفع من بولس: الاشقال نَافِع من اليرقان إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أبولسات بِعَسَل وشراب العنصل نَافِع لليرقان فِيمَا قَالَ د عصارة الأفسنتين أَو طبيخه مَتى شرب مِنْهُ عشرَة أَيَّام كل يَوْم ثَلَاثَة قوانوش شفى اليرقان وشراب الأفسنتين نَافِع من اليرقان. د: الحلتيت إِن اسْتعْمل مَعَ التِّين الْيَابِس نفع)
(ألف ب) من اليرقان. روفس: البصل يذهب باليرقان: البابونج يذهب باليرقان وطبيخ كزبرة الْبِئْر نَافِع من اليرقان طبيخ الجعدة إِن شرب نفع من اليرقان. د: شَجَرَة الحضض مَتى طبخت بخل أبرئت اليرقان وَيُقَال إِن الحضض نَفسه يفعل ذَلِك إِذا شرب مسحوقاً د: طبيخ الحضض الْأسود نَافِع من اليرقان أصل الحامض مَتى طبخ بشراب وَشرب ورقه أَيَّامًا نفع من اليرقان وورقه نَافِع. ج: طبيخ الكشوث نَافِع من اليرقان وأصل الحماض نَافِع من اليرقان.
ابْن ماسويه: الكبريت مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران بِمَاء أَو مَعَ بَيْضَة نفع من اليرقان. ج: شراب الكماذريوس نَافِع من اليرقان.
د: ثَمَرَة لبنى لوطى مَتى شربت بِالشرابِ والفلفل نَفَعت من اليرقان. د: السنبل الاقليطى إِذا شرب بطبيخ الأفسنتين نفع من اليرقان وَقَالَ: السرمق مَتى شرب بِمَاء القراطن نفع من اليرقان بولس: لبزره قُوَّة منقية لليرقان الَّذِي من سدد فِي الكبد. ج: قد اسْتعْمل قوم عروق الصباغين مَعَ الأنيسون سقمونيا بشراب أَبيض لليرقان ثَمَرَة الكاكنج تشفي اليرقان بإدرار الْبَوْل. د: مَاء ورق الفجل نَافِع من اليرقان وخاصة إِن شرب بالسكنجبين.
ابْن ماسويه: وبزره يفعل ذَلِك الفراسيون ينقي اليرقان من المنخرين.
اريباسيوس: أصل بخور مَرْيَم إِن سقى مِنْهُ ثَلَاث مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل ودبر صَاحبه وَجعل فِي بَيت حَتَّى يعرق نفض اليرقان كُله بالعرق ج: إِنَّه يفعل ذَلِك وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب مِنْهُ أَكثر من ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويحتال فِي تعريقه بعد الشَّرَاب لَهُ طبيخ شَجَرَة مَرْيَم إِذا غليت وَشرب مَاؤُهَا نفع من اليرقان نفعا عَظِيما. د: وَيجب للَّذين يشربونه أَن يستحموا فِي كل يَوْم وعصارة الفوذنج تَنْفَع أَصْحَاب اليرقان على الْوَجْه الَّذِي تنفعهم الْأَدْوِيَة الْمرة الفتاحة لسدد الكبد وَالطحَال وَمَاء الفوذنج نَافِع من اليرقان الصفراوي والسوداوي الغليظ.
ابْن ماسويه: مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء نقي اليرقان عصارة قثاء الْحمار إِن اسْتَطَعْت بهَا د وَج: بزر القطف إِنَّه لَا يَخْلُو من الْجلاء فَلذَلِك هُوَ نَافِع من اليرقان الْحَادِث من أجل سدد)
الكبد.
ابْن ماسويه: هَذِه البقلة نافعة من اليرقان إِذا أكلت وخاصة بزرها فَإِنَّهُ أَنْفَع وأصل الرازيانج الْجبلي يشفى من اليرقان والغاريقون يشفى الْحَادِث عَن سدد الكبد. د: وَقَالَ: ابْن ماسويه: إِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من اليرقان إِن كَانَ من خلط غليظ سنبل الطّيب بعد نخله مِثْقَال بِمَاء ورق الفجل وبزر القطف ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين أَو خُذ من جَوف بصل الفأر بعد شيه دِرْهَمَيْنِ بالسكنجبين أَو يُؤْخَذ صَبر وأفسنتين مِثْقَال مِثْقَال بِمَاء الفوذنج النَّهْرِي أَو اسْقِهِ الكمافيطوس وفوة الصَّبْغ من كل وَاحِد مِثْقَالا بِأَرْبَع أَوَاقٍ من مَاء الفجل أَو مثله من السكنجبين (ألف ب) أَو اسْقِهِ من اسقولوقندريون وجعدة مِثْقَالا وَمن الصَّبْر الأسقطرى درهما بسكنجبين ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ مَاء الفجل المعصور فَإِنَّهُ نَافِع.
ابْن ماسويه: روفس: رجيع أَصْحَاب اليرقان يكون أَبيض.
اسحاق: الْحَادِث من اليرقان على طَرِيق البحران عالجه بالحمام بِالْمَاءِ الفاتر العذب والتمسح بدهن البابونج وبدهن الشبث وَنَحْوهَا والحادث من أجل سدد تكون فِي الكبد أَو ورم فبرؤه برؤ تِلْكَ السدد أَو الورم ثمَّ الإسهال بعد ذَلِك بِمَاء يخرج الصَّفْرَاء كالصبر والسقمونيا وأدوية اليرقان بزر السرمق بالسكنجبين وَأكل السرمق اسفيدباجا ومرقته وطبيخ البرسياوشان. مَجْهُول: ابدء بفصد الباسليق بالإسهال وَاجعَل فِي المسهل مَا يدر الْبَوْل وَإِن كَانَ صفراء فبمَا يخرج الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود فبمَا يخرج السَّوْدَاء وَمن أدويته الأفسنتين والجنطيان والثوم الْبري والقنطوريون والراوند المدحرج والطويل وكزبرة الْبِئْر وأصل الحماض الْبري وبزر الجزر وسنبل الطّيب وكرنب مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة الشربة مِثْقَال على قدر الْحَاجة وَالِاحْتِمَال وَيَمْشي قبل الطَّعَام ليعرق وَيَأْكُل طَعَاما لطيفاً ويستحم بعد الْعرق بِمَاء فاتر إِلَى الْحَرَارَة وَيمْسَح جلده ببورق وبدردي الْخلّ المسحوق فِي الْحمام ويتعرق فِيهِ عرقاً كثيرا وَيَأْكُل مَعَ الْبُقُول أصل السوسن الآسمانجوني والبرنجاسف والأقحوان والسليخة والفجل الدَّقِيق والسمك الصغار وَلحم القنابر الْبَريَّة الْيَابِسَة الْمَوَاضِع جَيِّدَة لَهُ جدا ويغلى فِي شرابه بزر رازيانج لِأَنَّهُ يلين الْبَطن ويدر الْبَوْل وَمَاء الحمص يَنْفَعهُ والهندباء والطرخشقون والشاهترج والسلجم والبصل والخردل والثوم والكرفس والشبث والكمون والجعدة والإشقال والحلتيت يَجْعَل فِي ملحه وَمن الْفَاكِهَة السفرجل وَحب الآس والزعرور والتفاح وَيشْرب شرابًا إِلَى الْبيَاض وَلَا يشرب الحلو الْأسود ويسعط)
بعصارة قثاء الْحمار وعصارة بخور مَرْيَم والمزمن من ذَلِك يسعط بِوَزْن دانق شونيز وَدِرْهَم من مَاء السلق وَيَأْكُل الرُّمَّان المز دَائِما فَإِنَّهُ نَافِع لَهُ جدا والحمص المقلو بملح ويسقى بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء اللبلاب أوقيتان وخيارشنبر يلين بَطْنه بِهِ فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهُ ينفض الْمرة الْمُحْتَرِقَة ويضمد ضماداً يبرد كبده إِن احْتَاجَ إِلَى التبريد الشَّديد وينام بِاللَّيْلِ على البزقطونا بِمَاء رمان مز وَالطَّعَام ماش مقشر والسرمق والخس والقرع وَيشْرب مَاء الرُّمَّان والحصرم والسكنجبين أَجود شَيْء لَهُ والهندباء والكشوث ولب الْخِيَار والقثاء والكرفس والكزبرة وَإِن لم يكن مَعَ اليرقان حمى جعل لَهُ فِي اللبلاب وعنب الثغلب نصف مِثْقَال من الصَّبْر واسقه فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام حب المحلب المقشر من قشرته.
لليرقان بِلَا حمى: صنوبر كبار ثَلَاثَة دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة كبريت أصفر نصف مِثْقَال أفيثمون بزر الكرفس الْجبلي حمص أسود كندر أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يدق وينخل من جَمِيعهَا دِرْهَم وَنصف بِمَاء الرازيانج وَمَاء الفجل (ألف ب) من كل وَاحِد أوقيتان مغلي مصفى ويداف فِيهِ الدَّوَاء وَيشْرب كل يَوْم حَتَّى يبرأ وَإِذا كَانَ مَعَ حمى وحرارة نَفعه دَوَاء قد كتبناه فِي بَاب الكبد.
صفة دَوَاء ينفع الكبد الحارة واليرقان الَّذِي مَعَ حمى اسْتِخْرَاج: اليرقان قسمه
الطَّبَرِيّ والكندري ثَلَاثَة إِمَّا على طَرِيق البحران وَلَا يعالج وَأما الَّذِي مَعَ حرارة وَحمى ويعالج بالأضمدة المبردات وبالمبردة.
فيلغرغورس فِي كِتَابه فِي اليرقان قَالَ: مرخ الْمعدة والكبد أَيَّامًا بالأدهان القابضة المبردة الطّيبَة فَإِذا قويت فافصده فَإِن الفصد بَالغ فِي تحلبل سدة الكبد ثمَّ غذه أَيَّامًا بلحوم الدَّجَاج وَالْبيض والكشك وشراب الأفسنتين ثمَّ أسهله بِالصبرِ والسقمونيا وَشَيْء من ملح فَإِنَّهُ خَاص بِهَذِهِ الْعلَّة وَلَا تسْتَعْمل الشَّرَاب الْكثير فَإِن الشَّرَاب الْكثير يهيج الأحشاء ويهيج فِيهَا ورماً أَو فِي غَيرهَا من الْأَعْضَاء وَاسْتعْمل إدرار الْبَوْل وَإِن كَانَ فِي الْمعدة أَو فِي الكبد أَو فِي الطحال ورم فضمد بِمَا يحله ويجتنب حِينَئِذٍ الشَّرَاب وَاجعَل الأغذية سريعة النضج وَاسْتعْمل الحقن فِي الْأَيَّام وَالْحب الْمَعْمُول بعصارة الكرنب عِنْد النّوم فَإِنَّهُ ينقي الكبد جدا وينقيها أَيْضا الكندس والكبريت مَتى شرب فِي بَيْضَة والرياضة المعتدلة والأشياء المعطشة تستعملها فِي الْحمام كعصارة السلق وعصارة قثاء الْحمار أقوى مَا فِيهَا وعصارة بخور مَرْيَم اسْتَعِنْ بِبَاب الكبد فَإِن فِيهِ أقراصاً)
وَغير ذَلِك وعلامات مَا تحْتَاج إِلَيْهَا هَاهُنَا.
(الاسْتِسْقَاء وَفَسَاد المزاج) (وَالْمَاء الَّذِي ينصب عَن نفاخات الكبد إِلَى الْبَطن) قَالَ ج: فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: إِن المَاء تَحت باريطون.
لى إِذا كَانَ كَذَلِك فالأمعاء تسبح فِي جَوْفه.
من الاسْتِسْقَاء جنس حُدُوثه من برد الْبدن ونقصان الْحَرَارَة الغريزية وَالَّذِي ينزف الدَّم أَو يشرب ماءاً بَارِدًا أَو يكثر فِي بدنه الْخَلْط الَّتِي تَحت هَذَا الْجِنْس قَالَ: بُرْؤُهُ الحمات المجففة وَمَاء الْبَحْر نَافِع للاستسقاء لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا وَيجب أَن يكون فِيهِ نَهَاره كُله فَإِن لم يجد مَاء الْحمة فَخذ مَاء وملحاً واحرقه فِي الشَّمْس الحارة مُدَّة حَتَّى يصير زعافاً مرا. لى يطْرَح فِي المَاء ملح وَيتْرك فِي الشَّمْس مُدَّة طَوِيلَة واجعله بِقدر لَا يسلخ الْجِسْم.
الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الاسْتِسْقَاء يُبَادر ورم الكبد الصلب قبل أَن يستحكم وَلَا يُمكن أَن يكون استسقاء دون أَن يعْمل الكبد إِلَّا أَنه لَيْسَ يكون أبدا عِنْد حُدُوث الآفة فِي الكبد حدوثاً أولياً لَكِن قد يتَأَدَّى من بعض الْأَعْضَاء إِلَيْهِ برودة يبردها إِمَّا من الطحال وَإِمَّا من الكبد وَإِمَّا من الْمعدة والأمعاء وخاصة الصَّائِم فَإِن كل وَاحِد مِنْهَا إِذا برد تصل الْبُرُودَة مِنْهَا إِلَى الكبد فَإِن الْبُرُودَة من هَذِه تصل إِلَى الماسريقا وَمن هَذِه إِلَى الكبد وَأما الرئة والحجاب الف ب والكلى بالبرودة تصل مِنْهَا إِذا هِيَ بردت إِلَى الْجَانِب المحدب اسْتَعِنْ من هَاهُنَا بِهَذِهِ الْمقَالة فِي الثَّانِي مِنْهَا فَإِنَّهُ قد ذكر جالينوس حَال السدد.
وَقَالَ: قوم ظنُّوا فِي عِلّة الاسْتِسْقَاء ظنا غير مُوَافق كُله لما يظْهر فِي العيان وَجُمْلَة ذَلِك أَن الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد يَنْتَهِي أطرافها إِلَى حدبة الكبد إِلَى أَطْرَاف ضيقَة جدا كالشعر وَالْعُرُوق الَّتِي فِي حدبة الكبد يَنْتَهِي أطرافها إِلَى أَطْرَاف هَذِه وَتَأْخُذ الدَّم من هَاهُنَا وَإِذا حدث فِي هَذِه الْأَطْرَاف من الْعُرُوق الَّتِي من الْجَانِب المقعر ورم صلب ضَاقَتْ أَكثر مِمَّا هِيَ فَلَا يصل من الدَّم إِلَى الْجِسْم حِينَئِذٍ إِلَّا المائي مِنْهُ. قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِحَق وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ يجب أَن يرجع الدَّم الغليظ إِذا إِلَى الأمعاء وَيخرج من أَسْفَل وَقد نرى فِي جَمِيع الاسْتِسْقَاء لَا يبرز الدَّم من الْبَطن الْبَتَّةَ وَالْبدن كُله أَو الْموضع الَّذِي تنزل الأحشاء إِلَيْهِ والصفاق مَمْلُوء مَاء وَأبين من ذَلِك أَنه كثيرا مَا يحدث الاسْتِسْقَاء وَلَيْسَ بالكبد ورم الْبَتَّةَ بل لبرد الكبد فِي نَفسهَا)
كَمَا يحدث عَن شرب ثلج فِي غير وقته أَو عِنْد برد الطحال أَو الكلى أَو المعى الصَّائِم وَنَحْوه أَو عِنْد استفراغ الدَّم الْكثير من الْحيض والبواسير فَإِن فِي جَمِيع هَذِه الكبد لَا ورم بهَا وَالِاسْتِسْقَاء مَوْجُود فَالْأولى أَن تظن أَن سَبَب الاسْتِسْقَاء برد الكبد إِذا كَانَ لَا يكون فِي حَال فيعدم الاسْتِسْقَاء لِأَن الكبد أصل توليد الدَّم فَإِذا بردت أَيْضا الْعُرُوق فَصَارَ الدَّم الْمُتَوَلد فِيهَا مائياً وَلم يقبل فِي الْعُرُوق نضجاً ثَانِيًا لَكِن تبقى مائيته. قَالَ: وَالَّذِي يستسقى من برودة كبده بِالْمَاءِ الْبَارِد ويشتهى الطَّعَام شَهْوَة قَوِيَّة على مِثَال مَا يشتهيه من برد فَم معدته.
الْخَامِسَة قَالَ: قد يعرض الاسْتِسْقَاء بعقب الْأَمْرَاض الحادة إِذا كَانَت الكبد فِيهَا آفَة من سوء مزاج يَابِس حَتَّى يصير الكبد مَعَه فِي حد لَا يُمكنهَا إِن تغير الْغذَاء إِلَى الدَّم.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "سرابيون: اليرقان يحدث إِمَّا لِأَن الكبد تولد المرار أَكثر من الْعَادة"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel