بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الاستفراغات

الاستفراغات

(القَوْل فِي الاستفراغات أجمع) (الإسهال والقيء والفصد وَالْبَوْل والعرق وَغَيرهَا) حِيلَة الْبُرْء فِي الثَّانِيَة عشر أَن رجلا نقي بدنه بالسقمونيا فَأَصَابَهُ فِي الْيَوْم الثَّالِث أَن قَامَ برَاز كثير مَعَ لذع وحدة ثمَّ لم يزل ذَلِك يتعاهده بأدوار ونوائب كَانَ يتقدمه لذع ووجع ثمَّ يخرج برَاز كثير وَكَانَ هَذَا الرجل يتعاهده القولنج فَعمِلت أَن أمعاءه كَانَت ضَعِيفَة من الأَصْل وَأَن السقمونيا أَصَابَهَا فَصَارَت تقبل الفضول من الْجِسْم فغذوته بحساء من خندروس وَحب الرُّمَّان فسكن الوجع إِلَّا أَقَله ثمَّ سقيته عصارة السماق لتقوى أمعاءه وَتصْلح تقرحاً إِن كَانَ حدث فِي سطح الأمعاء وأمرته أَن يَأْكُل خبزه بشراب قَابض وَيَأْكُل الْفَاكِهَة القابضة بِشَيْء قَلِيل فبرأ برءاً تَاما. 3 (من الرَّابِعَة) 3 (تَدْبِير الأصحاء) قَالَ: إِذا استفرغت الْجِسْم فإياك أَن يُطلق لَهُ أَن يتغذى كثيرا ضَرْبَة لِأَنَّهُ ينجذب إِلَى بدنه أخلاط تتولد عَلَيْهِ فِيمَا بعد مِنْهَا أمراضاً بل أعْطه الْغذَاء قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يتملأ بعده وخاصة يَوْمه ذَلِك والبرهان على هَذَا هُنَاكَ. قَالَ: وَأما هَذَا فَيظْهر على هَذَا بالتجربة أبدا.

من كتاب الأخلاط الأولى قَالَ: من تعود الْقَيْء فَهُوَ أسهل عَلَيْهِ ويمكنه أَن يستفرغ بدنه من غير أَن يَنَالهُ مَكْرُوه وَمن لم يتعود ذَلِك فاستعماله فِيهِ خطر وخاصة بالخربق وَأَشد النَّاس ضَرَرا بالقيء أَصْحَاب الصُّدُور الضيقة وَإِن الْقَيْء على هَؤُلَاءِ أعْسر مِنْهُ على جَمِيع النَّاس وهم مستعدون للسل وَمَتى قيئوا بالخربق انصدعت مِنْهُم الْعُرُوق فِي آلَات النَّفس على الْأَكْثَر وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يجْتَنب ذَلِك فِي هَؤُلَاءِ خَاصَّة والعراض الصُّدُور أحمل لَهُ وأسهل عَلَيْهِم وآمن فيهم.)

الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: إِذا ظهر الامتلاء وَلم تحدث مِنْهُ بِالْبدنِ بعد آفَة فَلَيْسَ يضطرنا شَيْء إِلَى الفصد لكنه يُمكن أَن ينقص ذَلِك الامتلاء بالإمساك عَن الطَّعَام أَو الزِّيَادَة فِي الرياضة فيكتفي بِهِ ويقتصر بآخرة على إسهال الْبَطن أَو تليينه وفقط يقْتَصر على الْإِكْثَار من الْحمام أَو الدَّلْك. فَلَيْسَ فِي كل مَوضِع يضْطَر إِلَى إِخْرَاج الدَّم لَكنا إِنَّمَا تضطر إِلَيْهِ مَتى كَانَ
كثيرا جدا وَكَانَ مَرضا عَظِيما وَلذَلِك فَإنَّا لَا نستعمل الإسهال والقيء حَيْثُ تكون قد كثرت أخلاط رَدِيئَة فِي الْجِسْم إِذا كَانَ الْمَرَض قَوِيا شَدِيدا. 3 (تنقيص الامتلاء) فِي التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: جَمِيع الْأَدْوِيَة والأغذية والأشياء المفرغة للامتلاء حارة وَأما الْبَارِدَة فَإِنَّهَا تحصر الامتلاء وَتَحفظه بِحَالهِ.

الامتلاء يداوي بالاستفراغ الدموي. . وبالحمام والدلك والتزامه وَقلة الْغذَاء والأدوية المحللة. قَالَ: والمحموم لَا يُمكن استفراغه من امتلائه إِلَّا بالفصد والإسهال وحسم الْغذَاء.
الأولى من الأخلاط: استفراغ الأخلاط من حَيْثُ هِيَ أميل وَمن حَيْثُ هِيَ أوفق وبحسب الْأَسْنَان والأزمان والعادات فَإِن مِثَال ذَلِك: أَن الصَّفْرَاء طافية فَلذَلِك تستفرغ بالقيء والسوداء أبدا منحطة فَلذَلِك لَا تستفرغ أبدا إِلَّا بالإسهال والبلغم يستفرغ بهما جَمِيعًا على أَن الصَّفْرَاء قد تكون أَيْضا منحطة إِلَى أَسْفَل الْمعدة والأمعاء فتستفرغ بالإسهال أَو تكون مائلة إِلَى نَاحيَة الْبَوْل فتستفرغ بالبول وَفِي الصَّيف الأخلاط مائلة إِلَى فَوق لِأَنَّهَا رقيقَة فتندفع بالقيء والصفراء فِي الصَّيف عالية تستفرغ مِنْهُ. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْخَلْط غَالِبا منتشراً فِي الْجِسْم كُله فاستفرغه فِي جَمِيع المسالك مِثَال ذَلِك: أَن فِي الاستقياء اللحمي يستفرغ البلغم بالإسهال والقيء وَالْبَوْل وَكَذَلِكَ فِي اليرقان يستفرغ الصَّفْرَاء بِهَذِهِ الْوُجُوه وَإِذا كَانَ لاحجا فِي عُضْو فاستفرغه فِي مجاري ذَلِك الْعُضْو الْخَاص بِهِ مِثَال ذَلِك: إِذا كَانَ تقعير الكبد ورم نضيج استفرغناه بالإسهال وَإِن كَانَ فِي حدبته فبالبول فَأَما من الْعَادَات فَمن كَانَ الْقَيْء يسهل عَلَيْهِ استفرغناه بِهِ وَمن كَانَ يعسر عَلَيْهِ إِمَّا أَلا نستفرغه وَإِمَّا أَن نعوده بِهِ وَأما فِي الْحلق فَمن كَانَ الصَّدْر مِنْهُ ضيقا فَإِن الْقَيْء رَدِيء وخاصة بالأدوية القوية لِأَن هَذَا)
الْقَيْء يخَاف مِنْهُ والواسع الصَّدْر أحمل لَهُ. 3 (إمالة الْمَادَّة وجذبها) يكون بطريقتين: إِمَّا بالجذب الْمُخَالف وَإِمَّا بالإستفراغ النَّاقِل مِثَال ذَلِك: أَنه إِذا كَانَ الدَّم يسيل من أَعلَى الْفَم فنقله إِلَى أقرب الْمَوَاضِع يكون بإزالته عَن ذَلِك الْموضع إِلَى الْأنف واجتذابه إِلَى النَّاحِيَة الْمُخَالفَة يكون بإمالته إِلَى أَسْفَل وَإِن كَانَ الدَّم يخرج من المقعرة فنقله يكون باجتذابه إِلَى الْأَرْحَام والجذب الْمُخَالف باستدعائه إِلَى فَوق إِلَى الثدي وعَلى هَذَا الْمِثَال يفصل فِي جَمِيع الْموَاد المنصبة فَإِنَّهَا إِمَّا أَن تنجذب إِلَى النَّاحِيَة الْمُخَالفَة أَو تنقل إِلَى أقرب الْمَوَاضِع وَأَصْلَحهَا فَمَا كَانَ مِنْهَا قد صَار إِلَى الْبَطن وَصَارَ يخرج بالبراز أقلب طَرِيقه إِلَى طَرِيق الْبَوْل وَطَرِيق الأوحام وبالضد وَكَذَلِكَ يقلب مَا كَانَ مائلاً إِلَى طَرِيق الْأَرْحَام إِلَى طَرِيق الْبَوْل وَإِن كَانَت الْمَادَّة تنصب إِلَى الْعين وَالْأُذن قلبناها إِلَى المنخرين فَأَما الجذب إِلَى نَاحيَة الْخلاف فَكل مَادَّة منحدرة إِلَى أَسْفَل فَالرَّأْي أَن تجذب إِلَى فَوق وبالضد وَكَذَلِكَ المائلة إِلَى الْيَمين أجذبها إِلَى الْيَسَار وبالضد وَكَذَلِكَ الجذب من ظَاهر الْجِسْم إِلَى بَاطِنه وبالضد والدلك إِذا وَقع فِي
جِهَة الْخلاف بالأدوية الحارة وَبلا أدوية وبالرباط الشَّديد قلب الْمَادَّة عَن الْعُضْو الْمُقَابل إِلَى الْعُضْو الَّذِي يدلك وَكَذَلِكَ فتح المجاري الَّتِي تنصب إِلَى نَاحيَة الْخلاف.
وَقَالَ فِي السَّابِعَة: إِذا كَانَ للعضو فِي الْجِسْم فعل عَام نَافِع فعلى حسب جلالة خطره وَفعله فَقَط فاحفظ عَلَيْهِ قوته وَإِن احْتَاجَ إِلَى استفراغ فَلَا تبلغ بِهِ إِن تهد قوته وتوهنه بمنزله الكبد والمعدة. ألف ألف قَالَ: الرئة وقصبتها والصدر فاستفرغ فضولها فِي أسْرع الْأَوْقَات. قَالَ: والجانب المقعر من الكبد يستفرغ بالإسهال والمحدب بالبول إِلَّا أَن يكون الْخَلْط كثيرا جدا فَإِنَّهُ يستفرغ بالإسهال وفضول الكلى والمثانة وَنَحْوهَا تستفرغ بالبول. لي إِنَّمَا الْكَلَام الأول إِذا احتجت أَن تستفرغ ورماً فِي الكبد أَو فِي الْمعدة بدواء مُحَلل فاستفرغه قَلِيلا قَلِيلا فَإِن قوته لَا تنْحَل فَأَما مَتى احتجت أَن تستفرغ مِنْهُ خلطاً هُوَ فِي تجويفه فاستفرغه بِقُوَّة وَلَا تدع أَن تجْعَل مَعَ الدَّوَاء المستفرغ شَيْئا يُقَوي الْعُضْو وَإِن كَانَ الدَّوَاء مِمَّا هُوَ)
رَدِيء لَهُ.
التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء: وَإِذا كَانَ الْجِسْم ضَعِيفا وَاحْتَاجَ إِلَى استفراغ فاستفرغ قَلِيلا قَلِيلا وغذه بَين كل استفراغين بأغذية حميدة فَتكون على الْأَيَّام قد استفرغت الْخَلْط الرَّدِيء كُله دَمًا الأخلاط تَمام الْكَلَام قَالَ: وبحسب الْخَلْط الْغَالِب فِي الْجِسْم كَمَا أَنا نسهل فِي الجذام والسرطان السَّوْدَاء وبحسب غلظه وعسره فَإِن إسهال السَّوْدَاء لانجتري فِيهِ بِمرَّة وَاحِدَة وَلَا مرَّتَيْنِ بل أَكثر وَانْظُر فِي الْموضع الَّذِي هُوَ ينبوع الْعلَّة ومستوقده وَفِي الْخَلْط الْغَالِب فَإنَّك من هذَيْن تعلم مَا تستفرغ وَمن أَيْن وَفِي أَي وَقت وَانْظُر فِي الأخلاط مِثَال ذَلِك: أَن تستفرغ الأخلاط المتهيئة للإستفراغ وَهِي الرقيقة وانتظر باللزجة الغليظة النضج وَهَذِه هِيَ البلغم والسوداء.
الْمقَالة الأولى من أبيذيميا: مَتى كَانَ الْخَلْط من عُضْو رَئِيس فبادر بالاستفراغ.
الأولى من الأخلاط: إِنَّمَا تكون إمالة الْمَادَّة من الحنك إِلَى المنخر بِأَن تجْعَل فِي المنخر أدوية حادة حريفة تهيج وتزعج لترجع الْمَادَّة إِلَيْهِ وتميل نَحوه.
أبقراط: من كَانَت الْمَادَّة فِيهِ مائلة نَحْو الْفَم وخاصة اللهاة وَالْحلق فلتأمره أَن يجتذب المنخرين وَمَتى مَالَتْ إِلَى الْعين وَالْأُذن فَلَا تجتذب إِلَى الْأنف فَقَط بل وَإِلَى الْفَم بالغرغرة المتخذة بالفوذنج الْجبلي والخردل والعدس وزبيب الْجَبَل وعاقر قرحا فَإِن جَمِيع هَذِه تميل فضول الْعين إِلَى الْفَم مَتى اسْتعْملت وَمن قصبه الرئة إِلَى المريء فَإِن ذَلِك أصلح فَإِن جرى دم البواسير مُدَّة فأمله إِلَى الرَّحِم فَإِنَّهُ أصلح وَأما الرَّأْس نَفسه فقد يُمكن أَن يتَحَلَّل مَا فِيهِ نَفسه بالمشط والنورة والطلي بالأدوية الحارة وَيُمكن أَن يجذب فَضله إِلَى المنخرين والفم.
ج: إِذا كَانَت الأخلاط قد مَالَتْ بِقُوَّة قَوِيَّة نَحْو مَوضِع مَا فليمنع مِنْهَا بالجذب وَمن أَنْوَاع هَذَا الجذب: شدّ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ إِذا مَالَتْ الأخلاط ميلًا قَوِيا إِلَى الصَّدْر والمعدة والقيء إِذا كَانَت مائلة إِلَى أَسْفَل والحقن الحادة عِنْد شدَّة الْقَيْء ودرور الْبَوْل بالعرق والعرق بِهِ وإسهال الْبَطن بالبول وَالْبَوْل بِهِ وَبِهِمَا جَمِيعًا والمحاجم على الْأَعْضَاء ألف ألف الْمُشْتَركَة والأدوية الحريفة عَلَيْهَا كَمَا تُوضَع الْأَدْوِيَة الحريفة على أَطْرَاف الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ عِنْد ميلان الفضول نَحْو الرَّأْس وَنَحْو الأحشاء.
أبقراط: مَتى مَال إِلَى أَسْفَل فَإلَى فَوق وبالضد. ج: يُمكن أَن يكون الجذب على المضادة فالجذب مَا مَال إِلَى أعالي الْجِسْم إِلَى أسافله)
وبالضد والمائل يمنة إِلَى يسرة والمائل إِلَى دَاخله إِلَى خَارجه والمائل إِلَى قُدَّام إِلَى خلف كَمَا تجذب مَادَّة الْعين بالمحجمة على النقرة وَيفجر الْعرق فِي الْجَبْهَة لوجع الْقَفَا. قَالَ: وَكَانَ غُلَام حمل ثقلاً وَمضى بِهِ فِي يَده فورمت يَده فَأمره طَبِيب أَن يحمل ذَلِك الثّقل بِالْيَدِ الْأُخْرَى ويمضي بِهِ مَسَافَة بعيدَة كالمسافة الْأُخْرَى فسكن ذَلِك الورم على الْمَكَان. وَقَالَ: أَنا أفعل شَبِيها بِهَذَا وَذَلِكَ أَنِّي أعمد إِلَى الرجل العليلة فاعصبها من فَوق إِلَى أَسْفَل وأضع على الصَّحِيحَة أدوية مسخنة كَمَا أجتذب الْمَادَّة إِلَى الرجل الْأُخْرَى. قَالَ: وأفصد إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة من الْيَد الْمُقَابلَة. قَالَ: فَأَما جذب الدَّم إِلَى الرجل الْأُخْرَى وَشد العليلة فَلَيْسَ جذب الْمُقَابلَة بل نوع من سد المجرى عَنهُ وإزالته إِلَى غَيره وَقد يستفرغ مَا فِيهَا وَالْحَرَكَة تعين على استفراغ الْموَاد والسكون بالضد فَلذَلِك إِن أردْت أَن تفعل المقيء والمسهل أَكثر فألزمه الْحَرَكَة لَا النّوم وعود من تُرِيدُ أَن تقيئه وتسهله لَعَلَّه بِهِ رَدِيئَة على ذَلِك قَلِيلا قَلِيلا.
فِي جذب الْموَاد مِمَّا يجذب الْموَاد بِقُوَّة قَوِيَّة أَن تؤلم الْعُضْو الْمُقَابل للعضو العليل ألماً شَدِيدا فَإِنَّهُ يجتذب بذلك الْمَادَّة إِلَيْهِ إِذا رَأَيْت الْجِسْم يستفرغ خلطاً هُوَ لَهُ مؤذ فتقيأ لذَلِك كثيرا فاغتنم ذَلِك وَإِن قصر فأعنه وَاسْتدلَّ على ذَلِك بِغَلَبَة الأخلاط وبسهولة احْتِمَال الْجِسْم لذَلِك الاستفراغ وَخِفته عَلَيْهِ فأدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ أَن تدره واحبس مَا يضر ويعسر احْتِمَال الْجِسْم لَهُ.
الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: كَانَ رجل الْغَالِب عَلَيْهِ دم كثير فضمن لَهُ الرائض أَن ينقص دَمه بالرياضة الصعبة فَلَمَّا أَخذ بِهِ فِي الرياضة الصعبة صرع على الْمَكَان. قَالَ: حَيْثُ يكون ميل الْموَاد الدموية شَدِيدا وَالْقُوَّة قَوِيَّة فاستفرغ الدَّم من جِهَة الضِّدّ واتركه إِلَى أَن يحدث الغشيء والدك بالأدوية الحارة للجانب المضاد والرباط فَإِن الفصد وَإِخْرَاج الدَّم الْكثير من الضِّدّ من أبلغ أَشْيَاء فِي جذب الْمَادَّة وَكَذَلِكَ والدلك الشَّديد والأدوية الحارة. قَالَ: وَأولى الأخلاط بالاستفراغ السَّوْدَاء ثمَّ البلغم إِذا نضج وَانْحَدَرَ إِلَى أَسْفَل وَأحذر الإسهال فِي أَيَّام النوائب وَأَيَّام البحران وَذَلِكَ أَن الأخلاط فِيهَا تكون مائَة إِلَى الْعُلُوّ فيعسر الإسهال وَعَلَيْك
فيهمَا بالقيء.
الْأَدْوِيَة المسهلة فِي الْأَكْثَر تضر بِفَم الْمعدة فَمن الْوَاجِب إِذا أَن تخلط بهَا العطرية لتصلحها. قَالَ: وَأعظم ألف ألف فَسَاد يَقع فِي تركيب الْأَدْوِيَة المسهلة أَن تكون مختلة فِي زمن الإسهال فيسهل أَحدهمَا سَرِيعا وَالْآخر بطيئاً لِأَن الإسهال حِينَئِذٍ يكون بطيئاً بعضه وسريعاً بعضه فَيَقَع الِاضْطِرَاب وَذَلِكَ أَن الَّذِي يسهل سَرِيعا يخرج مَعَ طَائِفَة من الدَّوَاء الآخر وَلَا يكَاد يعْمل عمله)
ثمَّ يَبْتَدِئ الْإِبْطَال يعْمل فِي كد وبطا وَإِنَّا إِذا خلطنا أدوية تسهل أخلاطاً مُخْتَلفَة ثمَّ كَانَ فِي مِقْدَار زمَان إسهال متفاوتاً فَلَا ضير فِي إخلاطهما الْبَتَّةَ. (الاستفراغات كلهَا وجهة اسْتِعْمَالهَا) (وقانون المسهل وإصلاحه) لي يسلم من تفَاوت أزمان الإسهال بِأَن تتفقد أجرام المسهلات فَإِن الْقوي الَّتِي مِنْهَا فِي عصارات وصموغ تنْحَل قواها أسْرع مِمَّا تنْحَل القوى الَّتِي هِيَ فِي الْأُصُول والبزور مَتى أوردت الْجوف نَفسهَا فَإِذا أردْت ذَلِك فاستخرج قوى هَذِه وامزجها بِتِلْكَ لتتحلل تحليلاً مُتَسَاوِيا فِي الزَّمَان وَأَيْضًا فاجهد فِي جودة اخْتِلَاط الْأَدْوِيَة بَعْضهَا بِبَعْض فَإِنَّهَا إِذا كَانَت كَذَلِك لم تعْمل إِلَّا فِي زمَان وَاحِد. قَالَ: طبائع المسهلة مضادة لنا قتالة لَكِن القليلة تنفعنا وَلذَلِك يجب أَن نعني بِأَن نخلطها بالدابغة لفم الْمعدة. قَالَ: والأفاوية تدفع وغائلتها وَتصْلح الْمعدة وَتعين على الإسهال لِأَن طبعها ملطف وَشرب مَاء الشّعير بعد الإسهال يمحو أثر الدَّوَاء وَيصْلح كيفيته لِأَن الدَّوَاء يلتزق مِنْهُ فِي مَمَره بالمري والأمعاء والمعدة وَتبقى مِنْهُ بَقِيَّة فَإِذا شرب بعد الإسهال شَيْء مِنْهُ غسل ذَلِك وَأخرجه وَلَا يجب أَن يشرب وَقت الإسهال وَلَا يَنْبَغِي أَن يغذا العليل بعد شرب الدَّوَاء إِلَّا أغذية قَلِيلا ليقوي الهضم وَألا يفْسد لِأَن الْقُوَّة تضعف بالإسهال ثمَّ ترجع إِلَى الْعَادة.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "الاستفراغات"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel