بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

إدمان شرب دَقِيق الكرسنة والمرزنجوش

يوحنا: مِمَّا يهزل: إدمان شرب دَقِيق الكرسنة والمرزنجوش فأنما الزاج فَإِنَّهُ قتال خَبِيث يجفف من الْجَامِع مِمَّا يهزل سَرِيعا: يُؤْخَذ من بزر السذاب البستاني دِرْهَم وَنصف على الرِّيق وَيَأْخُذ من أغصانه الرّطبَة زنة عشرَة دَرَاهِم وَمِنْه أَيْضا زراوند مدحرج دِرْهَم قنطوريون دَقِيق ثلثا دِرْهَم جنطيانا رومي وجعدة وبطراساليون وملح الأفاعي من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم تستف هَذِه الْأَدْوِيَة أجمع على الرِّيق وَهِي شربة وَيكثر الْمَشْي المستعجل فَإِن هَذَا الْمَشْي يذهب اللَّحْم. وللسمن أَيْضا: أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمي وأصل الجاوشير من كل وَاحِد دانقان يستف على الرِّيق.

 ج: الْإِحْضَار الشَّديد وَجَمِيع الرياضات السرعة مَهْزُولَة والأدوية اللطيفة وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي تنقيص اللَّحْم الَّذِي قد كثر الْأَدْوِيَة الْمُقطعَة كبزر السذاب وخاصة الْبري والزراوند المدحرج والقنطوريون الدَّقِيق والجنطيان والجعدة والقوية فِي إدرار الْبَوْل فَإِن هَذِه تستفرغ الْبدن بَعْضًا بالبول وبعضا بالتحليل الْخَفي وملح الأفاعي يلطف والأغذية وَالَّذين أبدانهم غَلِيظَة فَلَيْسَتْ هَذِه الْأَدْوِيَة تَضُرهُمْ وَلَا تحرق دِمَائِهِمْ وَقد داويت أَنا رجلا شَابًّا قد قَارب ألف ب الْأَرْبَعين كَانَ بدنه قد غلظ غَايَة الغلظ بالمعجون الَّذِي يسقى لوجع المفاصل وبالملح الْمُتَّخذ بالأفاعي وبالترياق نَفسه واستعملت فِيهِ مَعَ سَائِر هَذَا التَّدْبِير الملطف ورضته بأنواع الرياضة بالإحضار الشَّديد السَّرِيع وَكنت قبل أَن آخذه فِي الْإِحْضَار أعد بدنه لذَلِك بِأَن أدلكه بدهن فِيهِ أدوية وَهَذِه الْأَدْوِيَة هِيَ: أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمى والجنطيان والزراوند ونبات الجوشير والجعدة والقنطوريون وَيجب فِي الشتَاء أَن يمرخ بِهَذِهِ المروخات بعد الاستحمام أَيْضا وَلَا يطعم من هَذِه حَاله سَاعَة يخرج من الْحمام وَلَكِن دَعه كي ينَام أَولا إِن أحب ذَلِك ثمَّ يعاود الْحمام أَيْضا من قبل الطَّعَام وَليكن المَاء الَّذِي يستحم مَا يحلل وَإِن قدرت على مَاء الْحمة حممت بِهِ وَإِن لم تقدر فَاتخذ شَبِيها بِمَاء الْحمة الملحية الزعافية واخلط مَعَ المَاء زهرَة الْملح وَهَذَا المَاء نَافِع جدا لمن لَحْمه كثير وخاصة إِن طَال السباحة فِيهِ والمكث مَعَ الِاضْطِرَاب وَإِذا فعل ذَلِك) فَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب من سَاعَته لَكِن ينَام أَولا وَيمْكث مكثاً طَويلا وَأعلم أَنه لَا بُد لمن توليت تنقيص لَحْمه من أَن يحم فِي بعض الْأَوْقَات بِسَبَب الحركات الَّتِي يتحركها بِقُوَّة شَدِيدَة دفْعَة.

وَأعلم أَن الْحمى لَيست غير رَدِيئَة لَهُ فِيمَا تريده وَإِذا حم فاقصد لتسكين حماه أَيَّامًا ثمَّ عاوده العلاج وَاجعَل شرابهم الشَّرَاب الْأَبْيَض.
قَالَ ج: فِي تَدْبِير الْأَصْحَاب: الْأَبدَان الَّتِي أفرط عَلَيْهَا الضخم يجب أَن يفعل بهَا ضد مَا تَفْعَلهُ بالقضاف فتزيد فِي تَحْلِيل أبدانهم وأدم احدار بطونهم لتعود آلَات الْغذَاء دفع مَا فِيهَا إِلَى أَسْفَل ويمنعها من أَن ينتشر الْغذَاء فِي الْبدن وَتفعل ذَلِك وأسهله بالمسهل دَائِما ورضهم بالرياضات السريعة والتمريخ بالدهن الْمُحَلّل والدلك الْكثير اللين فَإِن هَذَا يرخى الْجِسْم والاستحمام بعد الدَّلْك ويتناول الطَّعَام الْكثير الكمية لكَي يشبعه سَرِيعا الْقَلِيل الْكَيْفِيَّة لِئَلَّا يكون غذاؤه كثيرا وَتفعل ذَلِك بعد أَن يستحم ثمَّ ينَام إِن شَاءَ ويستحم ثَانِيَة وَقد أهزلت أَنا إنْسَانا فِي مُدَّة يسيرَة بِهَذَا التَّدْبِير فليجتنب من لَا يُرِيد أَن يسمن الأغذية الرّطبَة وَيسْتَعْمل الأسوقة وَيتْرك الْخبز الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل الأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء.
روفس فِي تهزيل السمين قَالَ: السمان لَا يحْتَملُونَ التَّعَب والجوع والتخم ويقعون مِنْهَا فِي أَشْيَاء رَدِيئَة وأمراضهم قَوِيَّة وهم مستعدون لَهَا وخاصة للفالج والصرع والعرق المنتن ووجع الْفُؤَاد وضيق النَّفس والهيضة والغشى والحميات المحرقة وَإِذا مرضوا أَيْضا لم يحسوا بمرضهم سَرِيعا لبطء حسهم فَيبلغ بهم أَنهم لَا يتعالجون إِلَّا وَقد بلغ الْمَرَض مِنْهُم فأمراضهم رَدِيئَة لحَال ضيق تجاويفهم وَضعف تنفسهم وفصدهم عسير لِكَثْرَة الشَّحْم ودقة الْعُرُوق وَرُبمَا قَتلتهمْ الْأَدْوِيَة المسهلة ألف ب وَإِن لم يقتلهُمْ فَإِنَّهَا توهنهم ويعسر ذَلِك فيهم والبلغم فيهم كثير وَهُوَ أردى الأخلاط وَالدَّم فيهم قَلِيل وَهُوَ أَجودهَا وَلَا يكادون يبرؤن من مرضهم وَإِذا برؤا فَلَا ينقهون سَرِيعا وَلَا ترجع أبدانهم إِلَى حَالهَا إِلَّا فِي زمن طَوِيل. ج قَالَ: فَأَما المعتدل الصَّنْعَة فَإِنَّهُم أوثق وأجود صِحَة فِي جَمِيع الْأَسْبَاب وَلَا يكادون يمرضون وَإِن مرضوا نقهوا سَرِيعا وَالْمَرْأَة السمنة لَا تكَاد تعلق وَلَا الرجل السمين يكَاد ينجب وَلَا يشتاق إِلَى الْبَاءَة وَإِن اشتاق لم يقو الْبَتَّةَ على الْكثير وَالْمَرْأَة السمينة إِن علقت أسقطت وعسر ولادها فَلذَلِك فاحتل فِي تلطيف الشَّحْم مَتى أردْت إهزال السمين فألزمه التَّعَب وأبعده من الرَّاحَة وَالْحمام والأغذية الغليظة وألزمه الملطفة وَإِن دخلُوا الْحمام فعلى الرِّيق وَأما الْبدن)

النحيف والناقة فَلَا تدخله الْحمام على الرِّيق وَالنَّوْم الْكثير يهزل الْجِسْم أَيْضا إِذا لم يكن فِي الْبَطن طَعَام والسهر يهزل إِذا طَال وَالنَّوْم على شَيْء غير وطئ خشن يهزل سَرِيعا والحجامة وَإِخْرَاج الدَّم ووسع مسام
الْبدن وَإِيَّاك أَن تطلق لَهُ أَن يَأْكُل كثيرا وَذَلِكَ أَن الطبيعة عِنْد الْأكل الْكثير تغتذى بِمَا يغتذى بِهِ وَينفذ الْبَاقِي فِي مجار ثمَّ تعطف عَلَيْهِ بعد ذَلِك وتغتذى ثَانِيَة بِهِ وَاجعَل أغذيتهم قَليلَة الْغذَاء سريعة الْخُرُوج وَأطلق الْبَطن وغزر الْبَوْل فَإِن هذَيْن ينحفان جدا وَالشرَاب الْعَتِيق ينحف وألزمه الْخلّ فَإِنَّهُ يهزل إهزالاً قَوِيا وادلكه فِي الْحمام بالبورق والقيء قبل الطَّعَام يهزل وَبعده يسمن وَمن قَالَ: إِن الْقَيْء بعد الطَّعَام يهزل فَهَذَا خطئَ واحرص فِي النِّسَاء على تَكْثِير الطمث.
تمّ الجزؤ السَّادِس ويليه الجزؤ السَّابِع: فِي أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "إدمان شرب دَقِيق الكرسنة والمرزنجوش"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel