بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

تعريف المبالغة في علم البديع

المبالغة

إذا نظرنا إلى المبالغة من الناحية التاريخية فإننا نجد أن عبد الله بن المعتز هو أول من تحدث عنها، فقد عدّها في كتابه «البديع» من محاسن الكلام والشعر، وعرّفها بأنها «الإفراط في الصفة»، ومثّل لها.
ويفهم من الأمثلة التي أوردها أن الإفراط في الصفة يأتي عنده على ضربين: ضرب فيه ملاحة وقبول، وآخر فيه إسراف وخروج بالصفة عن حد الإنسان.
فمن النوع الأول عنده قول إبراهيم بن العباس الصولي:
يا أخا لم أر في الناس خلّا  مثله أسرع هجرا ووصلا
كنت لي في صدر يومي صديقا  فعلى عهدك أمسيت أم لا؟
ومن النوع الآخر المسرف قول الخثعميّ:
يدلي يديه إلى القليب فيستقي  في سرجه بدل الرّشاء المكرب
وقول آخر يهجو رجلا:
تبكي السموات إذا ما دعا  وتستعيذ الأرض من سجدته
إذا اشتهى يوما لحوم القطا  صرّعها في الجو من نكهته (1)
...

ثم جاء بعد ابن المعتز قدامة بن جعفر فتحدث عن إفراط الصفة وعدّه من نعوت المعاني، وكان أول من أطلق عليه اسم «المبالغة».
وقد عرّفها بقوله: «المبالغة أن يذكر الشاعر حالا من الأحوال في شعر، لو وقف عليها لأجزأه ذلك في الغرض الذي قصده، فلا يقف حتى يزيد في معنى ما ذكره من تلك الحال ما يكون أبلغ فيما قصد، وذلك مثل قول عمير التغلبي:
ونكرم جارنا ما دام فينا  ونتبعه الكرامة حيث كانا
فإكرامهم للجار ما كان فيهم- أي مدة إقامته بينهم- من الأخلاق الجميلة الموصوفة، واتباعهم الكرامة حيث كان من المبالغة ...» (2) ثم أورد بعض أمثلة أخرى للمحبوب منها والمكروه.
وفي كتابه «نقد النثر» تحدث عن الإسراف في المبالغة فقال: «ومما أسرف فيه الشاعر حتى أخرجه إلى الكذب والمحال، وهو مع ذلك مستحسن قول أبي نواس:



تغطيت من دهري بظل جناحه  فعيني ترى دهري وليس يراني
فلو تسأل الأيام عني ما درت  وأين مكاني ما عرفن مكاني» (3)
...
__________
(1) كتاب البديع لا بن المعتز ص 58 - 66. والنكهة: ريح الفم.
(2) كتاب نقد الشعر لقدامة ص 101 - 103.
(3) كتاب «نقد النثر» ص 90.

ومن بعد قدامة جاء أبو هلال العسكري فعرّف المبالغة بقوله:
«المبالغة أن تبلغ بالمعنى أقصى غاياته، وأبعد نهاياته، ولا تقتصر في العبارة عنه على أدنى منازله وأقرب مراتبه، ومثاله من القرآن قول الله تعالى:
يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى. ولو قال: تذهل كل امرأة عن ولدها لكان بيانا حسنا وبلاغة كاملة، وإنما خصّ المرضعة للمبالغة، لأن المرضعة أشفق على ولدها لمعرفتها بحاجته إليها، وأشغف به لقربه منها ولزومها له، لا يفارقها ليلا ولا نهارا، وعلى حسب القرب تكون المحبة والألف ...
وقوله تعالى: كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً، لو قال يحسبه الرائي لكان جيدا، ولكن لما أراد المبالغة ذكر الظمآن، لأن حاجته إلى الماء أشد، وهو على الماء أحرص (1).
وبعد أن أورد أبو هلال بعض أمثلة من الشعر للمبالغة، تحدث عن نوع آخر منها فقال: «ومن المبالغة نوع آخر، وهو أن يذكر المتكلم حالا لوقف عليها أجزأته في غرضه منها، فيجاوز ذلك حتى يزيد في المعنى زيادة تؤكده، ويلحق به لاحقة تؤيده، كقول عمير التغلبي:
ونكرم جارنا ما دام فينا  ونتبعه الكرامة حيث مالا
فإكرامهم الجار ما دام فيهم مكرمة، واتباعهم إياه الكرامة حيث مال من المبالغة» (2).
وكلام أبي هلال هذا عن النوع الآخر من المبالغة هو في الواقع ترديد لرأي قدامة السابق في المبالغة واستشهاد ببعض أمثلته.
...
__________
(1) كتاب الصناعتين ص 365.
(2) كتاب الصناعتين ص 366.

كذلك عرض ابن رشيق القيرواني للمبالغة، فذكر أنها ضروب كثيرة، وأن الناس فيها مختلفون: منهم من يؤثرها ويقول بتفضيلها، ويراها الغاية القصوى في الجودة، وذلك مشهور من مذهب نابغة بني ذبيان، وهو القائل: أشعر الناس من استجيد كذبه وضحك من رديئه.
ومنهم من يعيبها وينكرها ويراها عيبا وهجنة في الكلام، وقد قال بعض حذاق نقد الشعر: إن المبالغة ربما أحالت المعنى، ولبّسته على السامع، فليست لذلك من أحسن الكلام ولا أفخره، لأنها لا تقع موقع القبول كما يقع الاقتصاد وما قاربه، لأنه ينبغي أن يكون من أهم أغراض الشاعر والمتكلم أيضا الإبانة والإفصاح، وتقريب المعنى على السامع.
فإن العرب إنما فضلت بالبيان والفصاحة، وحلا منطقها في الصدور، وقبلته النفوس لأساليب حسنة، وإشارات لطيفة تكسبه بيانا، وتصوره في القلوب تصويرا. ولو كان الشعر هو المبالغة لكان المحدثون أشعر من القدماء، وقد رأيناهم احتالوا للكلام حتى قرّبوه من فهم السامع بالاستعارات والمجازات التي استعملوها وبالتشكيك في الشبهين، كما قال ذو الرمة:
فيا ظبية الوعساء بين جلاجل  وبين النقا آأنت أم أمّ سالم؟
فلو قال: أنت أم سالم، على نفي الشك بل لو قال: أنت أحسن من الظبية، لما حل من القلوب محل الشك، وكما قال جرير:
فإنك لو رأيت عبيد تيم  وتيما قلت: أيهم العبيد؟
فلو قال: «عبيدهم» أو «خير منهم» لما ظنّ به الصدق، فاحتال في تقريب المشابهة، لأن في قربها لطافة تقع في القلوب، وتدعو إلى التصديق.
والمبالغة في صناعة الشعر كالاستراحة من الشاعر، إذا أعياه إيراد معنى بالغ، فيشغل الإسماع بما هو محال، ويهوّل مع ذلك على السامعين، وإنما يقصدها من ليس بمتمكن من محاسن الكلام.
ويعلق ابن رشيق على الرأي السابق الذي أورده لأحد الحذاق بنقد الشعر قائلا: «وفي هذا الكلام كفاية وبلاغ، إلا أنه فيما يظهر من فحواه لم يرد إلا ما كان فيه بعد، وليس كل مبالغة كذلك.
فالغلو هو الذي ينكره من ينكر المبالغة من سائر أنواعها ويقع فيه الخلاف لا ما سواه ...ولو بطلت المبالغة كلها وعيبت لبطل التشبيه وعيّبت الاستعارة، إلى كثير من محاسن الكلام ...» (1).
...

أما السكاكي ومن جاراه من أمثال الخطيب القزويني فيعدون «المبالغة المقبولة» من محاسن الكلام وبديعه، ويعرفونها بقولهم: «والمبالغة أن يدّعى لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستحيلا أو مستبعدا، لئلا يظن أنه غير متناه فيه» (2)، أي لئلا يتوهم أن أحدا من العقلاء يظن أن الوصف المدعى غير متناه في الشدة والضعف.
والسكاكي إذ يقيد المبالغة «بالمقبولة» إنما يشير بهذا القيد إلى الرد على من زعم أن المبالغة مردودة مطلقا، محتجا بأن خير الكلام ما خرج مخرج الحق، وكان على منهج الصدق، كقول حسان بن ثابت:
وإنما الشعر لب المرء يعرضه  على المجالس إن كيسا وإن حمقا
وإن أشعر بيت أنت قائله  بيت يقال إذا أنشدته صدقا
__________
(1) كتاب العمدة ج 2 ص 50 - 52.
(2) كتاب التلخيص للقزويني ص 370.

وإلى الرد كذلك على من زعم أنها مقبولة مطلقا، وأن الفضل مقصور عليها، والمحاسن كلها منسوبة إليها، محتجا بأن أحسن الشعر أكذبه، وخير الكلام ما بولغ فيه.
وتنحصر المبالغة عند السكاكي في التبليغ والإغراق والغلو؛ لأن الوصف المدعى إن كان ممكنا عقلا وعادة فتبليغ كقول امرئ القيس في وصف فرسه:
فعادى عداء بين ثورة ونعجة  دراكا ولم ينضح بماء فيغسل
فقد وصف فرسه بأنه طارد ثورا ونعجة من بقر الوحش وأنه أدركهما وقتلهما في طلق وشوط واحد من غير أن يعرق عرقا مفرطا يغسل جسده، أي أدركهما وصادهما دون معاناة مشقة ومقاساة شدة، وذلك أمر ممكن عقلا وعادة.
وإن كان الوصف ممكنا عقلا لا عادة فهو الإغراق، كقول عمير التغلبي:
ونكرم جارنا ما دام فينا  ونتبعه الكرامة حيث مالا
فالشاعر يدعي أن جاره لا يميل عنه إلى أي جهة إلا ويتبعه الكرامة. وهذا أمر ممكن عقلا لا عادة، أي أنه ممتنع عادة وإن كان غير ممتنع عقلا.
وعند السكاكي ومدرسته أن هذين النوعين من المبالغة، أي التبليغ والإغراق مقبولان. أما إذا كان الوصف المدعى غير ممكن عقلا وعادة فهو الغلو، كقول أبي نواس:
وأخفت أهل الشرك حتى أنه  لتخافك النطف التي لم تخلق
فالغلو هنا هو في إسناد الخوف إلى النّطف غير المخلوقة، وهذا أمر ممتنع عقلا وعادة.
ويرى السكاكي أن من الغلو أصنافا مقبولة، منها ما أدخل عليه ما يقرّبه إلى الصحة نحو لفظة «يكاد» التي تفيد عدم التصريح بوقوع المحال، نحو قوله تعالى: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ، فإن إضاءة الزيت كإضاءة المصباح من غير أن تمسه النار محال عقلا. ولكن إدخال «يكاد» هنا أفاد أن المحال لم يقع ولكن قرب من الوقوع مبالغة.
ومن الغلو المقبول عنده أيضا ما تضمن نوعا حسنا من التخييل، كقول المتنبي يمدح ابن عمار:
أقبلت تبسم والجياد عوابس  يخببن بالحلق المضاعف والقنا
عقدت سنابكها عليه عثيرا  لو تبتغي عنقا عليه لأمكنا (1)
فالمتنبي في البيت الثاني هنا ادّعى تراكم الغبار الكثيف المرتفع من سنابك الخيل فوق رؤوسها، بحيث صار أيضا يمكن سيرها عليها. وهذا ممتنع عقلا وعادة، لكنه تخيّل حسن.
وقد اجتمع الأمران؛ أي إدخال ما يقرب الغلو إلى الصحة وتضمن التخييل الحسن في قول القاضي الأرّجاني:
يخيّل لي أن سمّر الشهب في الدجى  وشدّت بأهداب إليهن أجفاني
فالأرجاني يصف الليل هنا بالطول، فيقول: يخيل لي أن الشهب محكمة بالمسامير في الظلام لا تنتقل من مكانها، وأن أجفان عينيّ قد شدت بأهدابها إلى الشهب لطول سهري في ذلك الليل. وهذا تخييل حسن، ولفظ «يخيل» يزيده حسنا.
__________
(1) يخببن: يسرن سير الخبب، وهو ضرب من العدو والجري، والحلق المضاعف: الدروع الكثيرة، والقنا: الرماح، والسنابك: جمع سنبك،
وهو طرف مقدم الحافر، والعثير:
الغبار، والعنق بفتح العين والنون: ضرب من السير السريع.

ومن الغلو المقبول أيضا ما أخرج مخرج الهزل والخلاعة، كقول القائل:
أسكر بالأمس إن عزمت على الشر  ب غدا إن ذا من العجب!
...

ومن كلام السكاكي السابق يتضح أن المبالغة المقبولة عنده هو ومن لفّ لفّه تنحصر في التبليغ، والإغراق، والغلو.
فإذا كان الوصف المدعى ممكنا عقلا وعادة فهو التبليغ، وإذا كان ممكنا عقلا لا عادة فهو الإغراق، وإذا كان ممتنعا عقلا وعادة فهو الغلو.
كما يتضح أنه يرى أن هناك أصنافا من الغلو مقبولة، منها ما أدخل عليه ما يقربه إلى الصحة نحو لفظة «يكاد»، ومنها ما تضمن نوعا حسنا من التخييل، ومنها ما اجتمع فيه الأمران، ومنها ما أخرج مخرج الهزل والخلاعة.
فالسكاكي ومعه الخطيب القزويني يعدان المبالغة بأنواعها الثلاثة من تبليغ وإغراق وغلو فنا واحدا من فنون البديع المعنوي.
ولكننا نرى أن المتأخرين من أصحاب البديع يعدون كلا من المبالغة بمعنى التبليغ، والإغراق، والغلو فنا بديعيا قائما بذاته.
ولذلك فهم يقصرون المبالغة على التبليغ بمفهومه عند السكاكي، أي إمكان وقوع الوصف المدعى عقلا وعادة، أو كما يقولون في تعريفهم:
هي الإفراط في وصف الشيء بالممكن القريب وقوعه عادة.
واعتبار المتأخرين للمبالغة بأنواعها على أنها ثلاثة فنون بديعية مستقلة فيه تطوير لمفهوم، المبالغة، وهو أولى بالاتباع لأنه يميز كل فن عن الآخر، ويحول دون اختلاطها وتداخل بعضها في بعض.
ومن أجل ذلك يجدر بنا أن ندرس كلا منها على حدة للخروج بصورة واضحة المعالم لكل فن من هذه الفنون البديعية الثلاثة. والآن وقد تتبعنا تاريخ المبالغة وتطورها وفصلنا القول عن المبالغة بمعنى التبليغ، أو بمعنى الإفراط في وصف الشيء بالممكن القريب وقوعه عادة، فإننا نأتي على بعض أمثلة أخرى لها تزيدها وضوحا، ثم ننتقل إلى دراسة كل من الإغراق والغلو على أنه فن بديعي مستقل بذاته.
فمن أمثلة المبالغة بمعنى التبليغ، أو بمعنى الإفراط في وصف الشيء بالممكن القريب وقوعه عادة، قوله تعالى في وصف أعمال الكافرين: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها.
فلو وقف الكلام عند أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ لكان المعنى تاما بليغا، ولكن ترادف الصفات بعد ذلك والإفراط فيها أضاف للمعنى ظلالا زادت من درجة الهول الذي يطالعنا من خلال هذه الصورة التي لونتها المبالغة تلوينا يرفعها في البلاغة إلى ذروة الإعجاز.
ومن الأمثلة أيضا قول ابن نباته السعدي في سيف الدولة:
لم يبق جودك لي شيئا أؤمله  تركتني أصحب الدنيا بلا أمل
ومنه قول ابن الرومي مبالغة في البخل:
لو أن قصرك يا ابن يوسف ممتل  إبرا يضيق بها فناء المنزل
وأتاك يوسف يستعيرك إبرة  ليخيط قدّ قميصه لم تفعل!
وقوله أيضا:
فتى على خبزه ونائله  أشفق من والد على ولده
رغيفه منه حين تسأله  مكان روح الجبان من جسده
ومنه قول زهير بن أبي سلمى في مدح هرم بن سنان:
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا أطعنوا  ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا (1)
فزهير جعل لممدوحه على أعدائه في كل حال من أحوال البسالة والشجاعة فضلا ومبالغة.
__________
(1) يصف الممدوح بأنه يزيد على أعدائه في كل حال من أحوال الحرب.

ومنه قول أبي فراس الحمداني مفتخرا:
وإني لجرار لكل كتيبة  معوّدة ألا يخل بها النصر
وإني لنزال بكل مخوفة  كثير إلى نزالها النظر الشزر
فاظمأ حتى ترتوي البيض والقنا  وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر
ونحن أناس لا توسط عندنا  لنا الصدر دون العالمين أو القبر
ومنه قول المتنبي مفتخرا:
إذا صلت لم أترك مصالا لصائل  وإن قلت لم أترك مقالا لقائل
وقول آخر مادحا لآل المهلب:
نزلت على آل المهلب شاتيا  بعيدا عن الأوطان في زمن المحل
فما زال بي إكرامهم وافتقادهم  وإحسانهم حتى حسبتهم أهلي

الكتاب: علم البديع
المؤلف: عبد العزيز عتيق (المتوفى: 1396 هـ)
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
المصدر : المكتبة الشاملة
  

0 Response to "تعريف المبالغة في علم البديع"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel