بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

دَوَاء يسكّن الربو لَيْسَ لَهُ نَظِير 2

ابن ماسويه الْأَدْوِيَة المنقّية لما فِي الصَّدْر والرئة بزر الأنجرة وبزر الجزر البّرى وبزر الخشخاش الْأسود وبزر كتّان وحاشا وبزر الفجل والفجل نَفسه إِذا أكل والخردل والأنيسون وقردمانا وبزر) قثاء وبزر بطّيخ والشونيز وورق السذاب والجعدة والغار حبّه وورقه وقشور السليخة وَدَار صيني وقسط مر وحلو وحماما وسنبل الطّيب وقشور أصل الْكبر وبصل الفار واللوز المر وَالشرَاب الحلو وَاصل السوسن وجندبادستر والأشنة وثمر الطرفاء وثمر الصنوبر وَمَاء الْعَسَل والأشج والقيصوم ومقل الْيَهُود وصمغ الانجدان وفراسيون والجوشير وَالزَّبِيب الحلو المنقى من عجمه والفوذنج النَّهْرِي والزراوند الطَّوِيل والمدحرج والقنة وعصارة الفراسيون وأصل الفوذنج والقنطوريون وموم وعلك الأنباط وَحب العرعر واسطوخدوس والتين الْيَابِس وأصل السوس والكراث الشَّامي إِذا طبخ مَعَ شعر مهروس وقردمانا وعصارة السلق ومخ الْبيض إِذا تحسى هَذِه أجمع نافعة للصدر والرئة والسعال الْعَتِيق وَالْخَرَاج فِي الصَّدْر والحجاب.


ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة النافعة لعسر النَّفس إسق من دهن البلسان درهما مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ ألف ألف من مَاء التِّين أَو حب البلسان أَو عيدانه من كل وَاحِد دِرْهَم بِمَاء السكر المغلي وَقَالَ فِي الربو اسْقِهِ رئة الثَّعْلَب بعد تجفيفها ونخلها دِرْهَم بِمَاء التِّين الْمَطْبُوخ وَيطْعم زيرباجه بِلَحْم الديك الْهَرم يطْبخ بالشبت والنعنع وَمَاء اللبلاب مَعَ لباب القرطم للربو والبهر والرطوبة اللزجة فِي الصَّدْر دِرْهَمَانِ من رئة الثَّعْلَب مجففة مسحوقة بِمَاء التِّين.




قسطاً فِي بَاب علل الدَّم إِن الدَّم إِذا سخن ولد بخارات كَثِيرَة تضيق لَهَا آلَات النَّفس.


إِن اللَّجْلَاج قَالَ إِن كَانَ عسر النَّفس من غير بحوحة فَهُوَ من يبس وَإِن كَانَ من بحوحة فَهُوَ من رُطُوبَة وَإِن كَانَت مَعَه حمى فهناك ورم حَار قريب من الْقلب فِي الرئة أَو فِي بعض آلَات النَّفس.

مَجْهُول للربو يُؤْخَذ مرادسنج وزرنيخ أَحْمَر ينعم دقها ويطليان بصفرة بَيْضَة على خرقَة كتَّان جَدِيدَة وابتلها ودعها عنْدك واقطع مِنْهَا قطعا وبخره باّجانة وقمع ذرّة فِي فِيهِ إِحْدَى وَعشْرين يَوْمًا فَإِنَّهُ يُبرئ برْء تَاما.

لعوق نَافِع من النَّفس واللهث الشَّديد عصير الأشقيل وَعسل بِالسَّوِيَّةِ وَيكون الْعَسَل منزوع الرغوة حَتَّى ينغمز وَيسْتَعْمل.

الْأَعْضَاء الألمة التنفس الَّذِي يكون قسراً بِجهْد شَدِيد وَيحدث إِمَّا عِنْد مَا يعْمل عملا عنيفاً جدا وَإِمَّا عِنْد مَا يغلب على الْقلب لهيب نَارِي وَإِمَّا لحدوث سدة وَإِمَّا لحدوث ورم وَإِمَّا لضعف قُوَّة العضل.

ضيق النَّفس يدل على ثَلَاث علل إِمَّا على ورم حَار حَادث من الدَّم وَإِمَّا) لضيق مجاري النَّفس وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة النفسية.

وَدَلِيل الورم من النبض وَخُرُوج النَّفس الْعَظِيم وَحُمرَة الصَّدْر وَالْوَجْه والعطش والاشتياق إِلَى الْهَوَاء الْبَارِد وَأما ضيق آلَات النَّفس فَإِن كَانَ فِي الْحلق فَهُوَ يدل على حرارة الْمَوَاضِع وَإِن كَانَ فِي الحنجرة دلّ على الخناق الَّذِي لَا يظْهر وَإِن كَانَ فِي الصَّدْر دلّ عَلَيْهِ الوجع الضَّعِيف وَإِن كَانَ فِي الرئة فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي لَحمهَا حدث مَعَ الضّيق ثقل وتمدد وَإِن كَانَ فِي غضاريفها حدث مِنْهُ مضض دَاع إِلَى السعال وَقد يكون ضيق النَّفس من ضَرْبَة تصيب الخرزة السَّادِسَة وَذَلِكَ إِن عصبه من هُنَاكَ يجِئ ضيق النَّفس إِذا كَانَ من أجل الحنجرة كَانَ مَعَه خناق وَإِن كَانَ فِي الرئة فَإِنَّهُ أَن كَانَ فِي أَقسَام قصبتها حدث مَعَه حَرَكَة السعال بِمَنْزِلَة نفس الانتصاب وَإِن كَانَ فِي عروقها الضوارب بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي الربو عرفت ذَلِك من النبض الْمُخْتَلف وَإِن كَانَ فِي نفس الرئة فبخروج هَوَاء حَار بِالنَّفسِ وَيكون النَّفس سَرِيعا متواتراً.

أَصْنَاف ضيق النَّفس أَرْبَعَة وَذَلِكَ إِمَّا أَن يكون عَظِيما متواتراً يدل على اختلال الذِّهْن وَإِمَّا عَظِيما متواتراً يدل على الوجع.

لي قد يعرض ضق النَّفس من ضيق الصَّدْر وَقلة مَوضِع انبساطه أَو صغر الرئة وَذَلِكَ كُله يكون فِي الْخلقَة ألف ألف لَا يُمكن أَن يعالج بدواء علاجه أَن يتنشق أبدا هَوَاء بَارِدًا ليقوم الْقَلِيل مقَام الْكثير فِي ترويح قلبه وَإِلَّا سخن مزاج قلبه وَتَبعهُ اخْتِلَاج قَالَ فِي التَّدْبِير الملطف أَن الْخُمُور الريحانية الحارة الحلوة مَعَ ذَلِك عَظِيمَة النَّفْع للأمراض الْعَارِضَة فِي الصَّدْر والرئة إِذا لم يكن هُنَاكَ حمى وَلَا صداع وخاصة مَا يحْتَاج مِنْهَا أَن ينقّى بِالْقَذْفِ ويسهل ذَلِك لِأَن الرُّطُوبَة الَّتِي تُرِيدُ أَن تقذف سهلاً لَا يحْتَاج أَن يقطع فَقَط لَكِن وَإِن ترطب وتسخن ترطيباً معتدلاً وَهَذِه الْخمر تقدر إِن تفعل ذَلِك لِأَن مَا قذف مِنْهَا وَهُوَ يَابِس أَكثر من الْمِقْدَار يهيّج تهييجاً شَدِيدا يعسر نُفُوذه وَلَا يُؤمن حِينَئِذٍ أَن تتخرق بعض الأوعية لَا يجب أَن يكون فِي هَذِه الْعلَّة الشَّرَاب فِيهِ قبض أصلا فَهَذِهِ فِيمَا زعم تنقّى الصَّدْر إِذا اسْتعْملت مَعَ أدوية ملطفة.

ابيذيميا إِذا حدث فِي الْأَعْضَاء السفلي ورم حلل الربو وَمِنْه الربو إِنَّمَا هُوَ النَّفس الحثيث كَنَفس من يحضر فَأَما نفس الانتصاب فَالَّذِي إِذا انضجع صَاحبه خَافَ أَن يختنق فَصَارَ يُسَارع إِلَى الانتصاب والحمى تشفي من الربو.

الأخلاط مَتى أردْت استفراغ الأخلاط من الصَّدْر والرئة باعتدال فأعطه فلفلاً يمضغه مَعَ) المصطكي.

الميامر ينفع هَؤُلَاءِ الشَّرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق يشربون مِنْهُ بِمِقْدَار كثير لِأَن كثرته تسهل صعُود مَا يحْتَاج أَن يصعد وينفع مِنْهُ عصارة بصل العنصل فيلقي عَلَيْهِ مثله عسلاً ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَيُعْطى مِنْهُ مسطرن قبل الطَّعَام وَآخر بعده أَو يتَّخذ رُبّ من الفوذنج والايرسا على هَذِه الصّفة هَذِه الْعلَّة بِالْجُمْلَةِ تحْتَاج إِلَى يقطع الأخلاط الغليظة من غير إسخان بيّن فَلذَلِك العنصل يوافقهم وسكنجين العنصل وَأما القابضة فَفِي غَايَة المضادة وشحم الحنظل من أدويته وَكَذَلِكَ عصارة قثاء الْحمار شَحم حنظل مِثْقَال وَنصف أصل السوس مثقالان أصل الجوشير مثله شيح مِثْقَال بورق مِثْقَال وَنصف يعْمل بِالْمَاءِ حبّا كالباقلي واسق مِنْهُ أَربع حبّات وينتظر نصف سَاعَة ثمَّ اسْقِ مَاء الْعَسَل نصف قوطولي.

آخر خَرْدَل مِثْقَال ملح وعصارة قثاء الْحمار نصف مِثْقَال من كل وَاحِد تجْعَل أقراصاً ثَمَانِيَة عددا وتسقى يَوْمًا وَيَوْما لَا بِمَاء الْعَسَل.

اطهورسفس خُذ رئة الثَّعْلَب طرية واعجنها برماد وَضعهَا فِي الشَّمْس واسحق مِنْهَا أَرْبَعَة مَثَاقِيل مَعَ عسل وامزجه بشراب صرف مِقْدَار سكرجة واسقه للربو أَرْبَعَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبرء بِهِ.

ابْن سرابيون لعوق يخرج الفضول الغليظة من الصَّدْر لعاب الْخَرْدَل الْأَبْيَض يلقى عَلَيْهِ مِقْدَاره عسلاً ويطبخ حَتَّى يصير لعوقاً وَيُؤْخَذ مِنْهُ عالج سوء النَّفس الَّذِي من ورم حَار فِي الصَّدْر بِمَاء الشّعير وَالسكر الْأَبْيَض وَمَاء القرع وَنَحْو ذَلِك وعالج سوء النَّفس الَّذِي من ضعف العضل الَّذِي يبسط الصَّدْر بالأدهان اللطيفة نَحْو ألف ألف دهن النرجس والسوسن والرازقي وبالأفاوية كالسليخة والسنبل يَجْعَل قيروطاً بِهَذِهِ الأدهان وتذّر عَلَيْهِ هَذِه الأفاوية وألزمه عضل الْجنب والصدر وفقار الظّهْر والرقبة وَهَذَا التنفس كثيرا مَا يكون وهوان ترى ثقبي الْأنف تتحرك فَقَط وكّمد أَيْضا بِمَاء البابونج والمرزنجوش وضع على الصَّدْر فِي عِلّة الورم الْحَار قيروطاً بِمَاء الثَّلج وَإِذا كَانَت الْعلَّة بَارِدَة فقيروطي دهن السوسن وَإِن كَانَ سوء التنفس من يبس فكمّده بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ شَحم البط وشمع ودهن حل وَإِن كَانَ من رُطُوبَة فِيمَا يسهل النفث وينفع من سوء التنفس الَّذِي من يبس لبن وفانيذ وينفع من سوء التنفس الَّذِي من برد شخذ نايا بِمَاء فاتر وينفع من سوء النَّفس الرطب مَاء البابونج وَمَاء الشبت سكرجة ينفع الربو.)

الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن إسخاناً شَدِيدا كخل العنصل وبصل العنصل وسكنجبين الْمُتَّخذ بالعنصل وينفعهم نفعا جيدا القيشور وَهُوَ الفينك مَعَ البورق وعكر الشَّرَاب المحرق مَعَ فقاح الأذخر والزرنيخ مَعَ الفربيون أَو يُؤْخَذ من القيشور جزءان وَمن البورق جزؤ يدق وينخل وينثر على الدّهن وَيضْرب حَتَّى يحمّر كلون الدَّم وَيسْتَعْمل إِن لم يكن تفريح أَو شرب فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك سكّن السعال والقيح وَأعظم من هَذِه نفعا الْمَنْفَعَة الدائمة بالأدوية القوية والقيء بالفجل وضع المراهم الَّتِي تحمّر الصَّدْر وتجذب الصديد وينفع للربو شرب الزراوند المدحرج بِالْمَاءِ وأصل القنطوريون الأكبروحب السقولوقندريون وَأَصله وبزر الفجل البّري وبزر الفوذنج النَّهْرِي والبّري والزوفا والسوسن الآسمانجوني والشونيز والدود الَّتِي تَحت جرار المَاء وَيجب أَن تُؤْخَذ هَذِه الدُّود وتلقى فِي إِنَاء خزف وتلقى حَتَّى تبيضّ ثمَّ يخلط مَعهَا عسل مطبوخ وَيُعْطى مِنْهَا ملعقتان قبل الطَّعَام وَبعده. د أصل القنطوريون الْكَبِير مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل وَشرب أَو ايرسا أَو فراسيون نفع جدا قَالَ والربو هُوَ انتصاب النَّفس وَذَلِكَ إِن صَاحب الربو يضْطَر إِلَى الانتصاب وَأَن يَجْعَل على الْمَوَاضِع الَّتِي تلِي صَدره من الْفراش ارْفَعْ مَوضِع وَقد يعرض شبه مَا يعرض لأَصْحَاب الربو من رداءة التنفس للمتقيحين وَالَّذين رئاتهم وارمة لِأَن هَذَا النَّوْع من سوء التنفس إِنَّمَا هُوَ لضيق يحدق فِي آلَات النَّفس والربو بِالْحَقِيقَةِ هُوَ الَّذِي فِي أَقسَام قَصَبَة الرئة من رطوبات كَثِيرَة لصقة يمْنَع من امتلائها من الْهَوَاء وعلاج الربو يكون بالأدوية الملطفة والمقطعة من غير اسخان بيّن وَأعظم الْأَشْيَاء نفعا لأَصْحَاب الربو ربّ العنصل وخل العنصل وسكنجبين العنصل وَنَفس جرم العنصل والزراوند المدحرج إِذا شرب بِمَاء نفع من الربو نفعا عَظِيما وأصل القنطوريون إِن شرب نفع وَكَذَلِكَ عصارته والزفت الرطب نَافِع لأَصْحَاب الربو والفوذنج النَّهْرِي جيد لأَصْحَاب الربو والشونيز إِذا شرب نفع من انتصاب النَّفس ورئة الثَّعْلَب ألف ألف مَتى ملحت وجففت وشربت نَفَعت جدا والزوفا والسوسن والدود الَّذِي تَحت جرار المَاء ينفع من الربو وَيَنْبَغِي أَن يغلي هَذَا الْحَيَوَان على جمر حَتَّى يبيضّ ثمَّ يسحق ويخلط بِعَسَل قد طبخ وَيُعْطى مسطرن.

للربو عصارة العنصل وَعسل بِالسَّوِيَّةِ يطبخان على جمر حَتَّى يغلظ وَيسْتَعْمل قبل الطَّعَام وَبعده.

بولس علاج البهر إفناء الْخَلْط اللزج بالأدوية القاطعة وينفعهم خل العنصل وسكنجبينه) والعنصل المشوي إِذا خلط بعس وينتفعون بالأريارج والإسهال الدَّائِم بالأدوية المسهلة والقيء بالفجل والسكنجبين وَشرب الزراوند المدحرج والقنطوريون الْكَبِير وبزر الفوذنج والزوفا والإيرسا والشونيز والدوابّ الَّتِي تَحت جرار المَاء وَإِن احْتَاجَ إِلَى الفصد فليفصد قبل كل شئ ويحقن ويضمد الصَّدْر من خَارج بِالتِّينِ ودقيق أصل السوسن ودقيق الشّعير وعلك البطم ويذّر عَلَيْهِ أَيْضا دَقِيق السوسن ودهن السداب ودهن الشبت.

دَوَاء يخلط بالأدهان قيشور أَرْبَعَة دَرَاهِم دردي خمر محرق مثله زرنيخ جزؤ فقاح الأذخر جزءان فربيون جزؤ بورق جزءان يدقّ ويسحق بالدهن ويدلك بِهِ مَا يَلِي الصَّدْر وَيسْتَعْمل أَيْضا الأضمدة الَّتِي لَهَا قُوَّة على جذب الفضول المائية.

للربو جعدة وشيح أرميني وكما فيطوس واشق وجندبادستر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيُؤْخَذ مِنْهُ وَقد يُعْطون من البورق قدر ملعقة مَعَ خمس أَوَاقٍ من شراب الْعَسَل.

آخر بورق تِسْعَة دَرَاهِم فلفل دِرْهَم محروث سِتَّة دَرَاهِم يعْطى مِنْهُ ملعقة مَعَ مَاء.

آخر خَرْدَل دِرْهَم بورق تِسْعَة قراريط قثاء الْحمار قِيرَاط وَنصف يَجْعَل ثَمَانِيَة أَقْرَاص وَيُؤْخَذ مِنْهَا قرصان فِي أول النَّهَار فَإِنَّهَا تخرج من فَوق فضولاً وتنقّى بِغَيْر أَذَى وَالَّذِي بلغ بهم الْأَمر من هَذَا إِلَى شبه الاختناق أَرْبَعَة دَرَاهِم بورق مَعَ دِرْهَم حرف بِخمْس أَوَاقٍ مَاء وَعسل فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ من سَاعَته.

مَجْهُول إِذا كَانَ ضيق النَّفس مَعَ حرّ وتلهّب وعطش فالبنفسج المربى ورغوة بزر قطونا وَمَاء الشّعير ويمّرخ الصَّدْر بدهن بنفسج وشمع أَبيض وَإِن كَانَ مَعَ برد فَيُؤْخَذ بزر كتّان وحلبة ورازيانج وأصل الكرفس وتين ويطبخ ويسقى وَإِن كَانَ مَعَ يبس غَالب فاللبن أَجود مَا عولج بِهِ مَعَ عسل قَلِيل وَيُؤْخَذ قَلِيلا قَلِيلا ويمّرخ الصَّدْر بدهن نرجس وبابونج وَيشْرب هَذَا الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ نَافِع فِي الْغَايَة تطبخ حلبة وزبيب بِلَا عجم بِمَاء مطر وَيشْرب أَربع أَوَاقٍ فاترا.

مُفْرَدَات ج إِن قوما يسقون دم البومة لضيق النَّفس وَقوم يطْعمُون البومة اسفيذباجا ودمها يقطرونه على الشَّرَاب ويسقونه وَلَيْسَ يسقى الدَّم على أَنْوَاع ضيق النَّفس وَقد شاهدت ضيق النَّفس لم يسقه هَذَا الدَّم وَقَالَ أَن الربو يكون من خلط غليظ يسدّ أَقسَام قَصَبَة الرئة وشفاؤه استفراغ ذَلِك ألف ألف الْخَلْط وَذَلِكَ يكون بالسعال فينفث وَذَلِكَ يكون بِأَن يشرب العليل مرَارًا دَوَاء حاراً إِنَّمَا شِئْت مِنْهَا بسكرجة مَعَ عسل وعالج الربو الَّذِي يهيج من الرّيح بالتكميد) والأدوية اللطيفة كالبابونج والمرزنجوش يطْبخ ويكمدّ بِهِ الصَّدْر وبدهن الْقسْط ودهن الْغَار ودهن الناردين ودهن السداب وأعطه الشخذنايا والقضز واسقه مِثْقَال سكبينج أَو مِثْقَال جوشير وعالج الربو الَّذِي يكون من رُطُوبَة غَلِيظَة فِي قَصَبَة الرئة بِمَا يُخرجهَا وينقيها فَهَذِهِ أَصْنَاف الربو وَفَسَاد النَّفس وَهِي إِمَّا حر وَإِمَّا برد وَإِمَّا رُطُوبَة وَإِمَّا يبس أَو ريح أَو ضعف العضل أَو امتلاء قَصَبَة الرئة.

طبيخ للربو مجرب يُؤْخَذ كف زبيب منزوع الْعَجم وَمثله حلبة مغسولة وَمن مَاء الْمَطَر فأطبخه حَتَّى يتهرّى بِنَار لينَة ثمَّ صفه واسق مِنْهُ كل يَوْم أَرْبَعَة أساتير فَإنَّك ترى عجيباً قَالَ إِذا كَانَ تتَابع النَّفس وسرعته مَعَ حمى فَفِي الصَّدْر ورم حَار فِي الرئة وَإِن كَانَ بِلَا حمى فَفِي الصَّدْر غلط خَارج عَن الطَّبْع بَارِد أَو رُطُوبَة لزجة أَو فِي أَقسَام قَصَبَة الرئة وَإِمَّا خَارِجهَا فِي الفضاء الْمُحِيط بهَا فَإِن لم يكن مَعَه سعال فَإِن ذَلِك خَارج الرئة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك سعال فداخل الرئة والرطوبة تسيل فِي الرئة فِي الفضاء الَّذِي حولهَا إِمَّا من الرَّأْس وَإِمَّا من الصَّدْر فَإِن كَانَ من الرَّأْس عرض عسر النَّفس سَرِيعا بَغْتَة وَإِن كَانَ قَلِيلا فَإِن ذَلِك من الصَّدْر والجرجرة إِنَّمَا تكون لريح ترفع رُطُوبَة تنْدَفع لَهَا حَتَّى تخرج الرّيح وتمرّ فِيهَا وَلِأَنَّهَا تمانع بِشدَّة فَيكون لذَلِك صَوت.

سرابييون إِذا عرض للْإنْسَان أَن يتنفس كتنفس من أحضر إحضاراً شَدِيدا فَلذَلِك هُوَ الربو قَالَ وَنَفس الانتصاب نوع مِنْهُ ويعالج هَؤُلَاءِ بِمَا يحلل الفضلة الغليظة عَن الرئة وَهُوَ بِمَا يسخن الرئة إسخاناً متوسطاً بالمروخ والرياضة وَالتَّدْبِير الملطف فأدلكهم بالمناديل الخشنة وَلَا يقربُوا الدّهن وأدلكهم فِي الْحمام بالنطرون وَنَحْوه وأبدء بِأول رياضتهم بطيئة وأسرع بِآخِرهِ لِأَن الرياضة السريعة إِذا كَانَت فِي أول الْأَمر يهيج الربو بهم وأغذهم بعد الرياضة وأمنعهم الْحمام وخاصّة فِي الشتَاء وَجَمِيع الأغذية الرّطبَة وَإِن كَانَت حارة وَأَجْعَل فِي خبزهم البزور الملطفة شونيزا وكمونا وأنيسونا ونانخواه والرشاد وأعطهم السّمك المالح الْعَتِيق والفجل والصعتر والفوذنج وَلُحُوم الوحشى واليابس والمهزول من الْحَيَوَان وَأحذر عَلَيْهِم من الْحُبُوب فَإِنَّهَا تنفخ ويهيج الربو واسقهم الشَّرَاب الْعَتِيق الريحاني وَمَاء الْعَسَل وأجود مَا يَفْعَلُونَ أَن لَا يشْربُوا على الطَّعَام ويلبثوا بعده ويحتملوا الْعَطش وَاجعَل أشربتهم قَلِيلا قَلِيلا فِي دفعات كَثِيرَة وَليكن نومهم قَلِيلا قَلِيلا لِأَن النّوم إِذا طَال أحدث ضيق النَّفس فِي الأصحاء فضلا ألف ألف عَن المرضى وَإِيَّاك أَن يَنَامُوا) بعقب الْأكل وَلَا بِالنَّهَارِ الْبَتَّةَ وَإِن لم يغتذوا بِالنَّهَارِ وتعبوا فَلَا بَأْس أَن يَنَامُوا قبل الْغذَاء نوماً يَسِيرا وَانْظُر أَن تَنْطَلِق طبايعهم فِي يَوْم دفْعَة أَو دفعتين بِمَا يليّن الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً وَيصْلح أَن تلين طبايعهم بطبيخ ديك هرم وقرطم وسلق وَالْكبر المملوح والطريخ الْعَتِيق يلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً غير مؤذ فَقَدمهَا قبل الْغذَاء فَإِن لم يلين الْبَطن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء فَاجْعَلْ لَهُم شَيْئا من الفربيون فِي مَاء الشّعير وأعطهم فَإِنَّهُم يَنْتَفِعُونَ بِهِ من جِهَة حرارته والأفيثمون إِن شرب مِنْهُ مثقالان عَجِيب فِي هَذِه الْعلَّة بميبختج ومرّخ الصَّدْر بدهن السوسن ودهن الْغَار مَعَ شئ من شمع ليقوم على الصَّدْر وأعطهم كل يَوْم ثُلثي دِرْهَم من الزراوند المدحرج بِمَاء أَو سكبينج بِمَاء سداب معصور ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم وينفع الْكَرم الْأسود وفقاح القيصوم أَو خُذ بزر الأنجرة فانقعه فِي الْخلّ يَوْمًا واسقهم حب الرشاد درهما بدهن لوز وأعطهم لعوق العنصل واسقهم حب الْغَار بِمَاء أَو طبيخ الفثيمون أَو طبيخ القنطوريون الغليظ فِي ابْتِدَاء الْعلَّة وَفِي آخرهَا الدَّقِيق وَإِن شِئْت ألعقهم القنطوريون بالعسل وانفع من هَذِه الَّتِي وصفناها طبيخ يتَّخذ من زوفا يَابِس وفراسيون وايرسا وكماذريوس وجعدة وحاشا وفوذنج برّي ويسقى مَعَ دهن حب الصنوبر أَو دهن اللوز المرّ وَاعْتمد على هَذَا فَإِنَّهُ عَجِيب وينفعهم التناسب إِذا ابتلعوه وَحده أَو مَعَ شئ من عَاقِر قرحاً والبادروج والأشج فَأَما الجوشير انفع شئ من هَذِه الْعلَّة لَكِن يجب الِاحْتِرَاز مِنْهُ لِأَنَّهُ منهك للعصب وغيّر الْأَدْوِيَة حينا وحيناً لخلتّين إِحْدَاهمَا أَن الطبيعة إِذا أَلْقَت دَوَاء لم تكد تنْتَفع بِهِ لِأَنَّهَا تُقِيمهُ مقَام الْغذَاء وَالْأُخْرَى أَن العقاقير قد تخْتَلف بالدرج فَرُبمَا كَانَ أَحدهَا أوفق وأعمل وأنفع مَا اسْتعْمل فِي انتصاب النَّفس الْقَيْء وخاصة بعد الطَّعَام بالفجل على مَا جرت بِهِ الْعَادة فَإِن جعل مَعَه خربقاً كَانَ ذَلِك أَنْفَع مَا يكون غير أَن الخربق غير مَحْمُود فِي أوجاع الصَّدْر فَإِن أردْت الْأَمْن مِنْهُ فَخذ بدل أُصُوله رؤسه واسحقها واسق مِنْهُ واغرز فِي الفجل خربقاً ودعه يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ اسْتعْمل ذَلِك الفجل وَإِن لم يحْتَمل العليل الْقَيْء لضعف بدنه فَعَلَيْك بالحقن الَّتِي فِيهَا حِدة وأشرف مَا يسْتَعْمل فِي هَذِه الْعلَّة التنقية بقثاء الْحمار والفربيون فَأَما الفيثمون والغاريقون فَإِنَّهُمَا لَهما مَعَ ذَلِك خاصّة فِي هَذَا الوجع وَاجعَل مِنْهُمَا حبا ونقّ بِهِ دَائِما فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَقد رَأَيْت خلقا يخلصوا من هَذِه بالغاريقون والأفيثمون.

حب للربو غاريقون ثَلَاثَة دَرَاهِم ايرسا دِرْهَم فربيون مثله بزر أنجرة دِرْهَم تَرَبد محكوك خَمْسَة أيارج أَرْبَعَة شَحم حنظل ونزروت دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مر دِرْهَم يحبّب بميبختج الشربة) ألف ألف دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر.

لعوق للربو عنصل مشوي ثَلَاثَة دَرَاهِم ايرسا دِرْهَم فربيون مثله زرفا يَابِس دِرْهَمَانِ زعفران نصف دِرْهَم يعجن بِعَسَل وَيسْتَعْمل يجب أَن يطْرَح مِنْهُ الزَّعْفَرَان.

حب للربو الرشاد ثَلَاثَة دَرَاهِم سمسم عشرُون درهما زوفا يَابِس سَبْعَة دَرَاهِم فانيذ عشرُون يدقّ وَيسْتَعْمل.

لعوق الحلبة حلبة تطبخ قَلِيلا ثمَّ تطبخ مَعَ التِّين الدسم حَتَّى ينضج الْجَمِيع يصفى مَاؤُهُ ويعقد مَعَ عسل وَأعْطِ مِنْهُ قبل الطَّعَام وَلَا تجزع من قلَّة أثر الْأَدْوِيَة فِي هَذِه الْعلَّة إِذْ لَا تُؤثر دفْعَة وَأكْثر النقلَة مِنْهَا من دَوَاء إِلَى دَوَاء بِحَسب مَا ترى أَنه ينفع وبخّره بالزرنيخ والكبريت بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بشحم الكلى ويتلقى بخاره بقمع أوخذ مرا وقسطاً وسليخة وزعفراناً ولبنى بِالسَّوِيَّةِ فاعجنه وبخّره بِهِ أَو خُذ زرنيخاً أَحْمَر وزراوند طَويلا يعجن بالسمن ويتخذ مِنْهُ بندقة فَإِنَّهُ نَافِع جدا.

من النبض الْكَبِير الربو وَإِن كَانَ من الْعِلَل المتطاولة فَإِن لَهُ نَوَائِب حادة على مِثَال الصرع وَقد ذكرنَا نبضه فِي بَاب النبض الأفيثمون يفتح النَّفس اطلب من قَالَه فِي بَاب المسهلة.

للربو الْقوي تَرَبد ثَلَاثَة أصل السوس عشرَة بنفسج خَمْسَة ايرسا ثَلَاثَة بزر الأنجرة ربّ القرطم ثَلَاثَة ثَلَاثَة أصُول قثاء الْحمار والحنظل ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بياضة غاريقون وَاسْتَعْملهُ على حسب مَا ترى.

مسيح بخور زيتون أسود مَعَ نواة شَحم الْمعز وبعر الأرنب وميعة وزرنيخ من كل وَاحِد بِقدر التوتة وَقد يبخّر بدقيق الشّعير وببزر السداب والزراوند المدحرج والزرنيخ يعجن بمخ الْبيض.

لي يحْتَاج أَن يحرر مَا يُزَاد مِنْهَا قَالَ وَيجب أَن يتَحَمَّل المبخّر تَنْشَق البخور مَا أمكن واجتهد فِي ذَلِك وبخّرهم أسبوعاً وأطعمهم خبْزًا بمرق دسم فَإِنَّهُ يُبرئ من السعال الْعَتِيق المزمن وَلَا يَذُوق شَيْئا غير ذَلِك الْخبز بالمرق أسبوعاً أَو حسا من خبز حوارِي بِسمن وَعسل وَمن أدويته أَيْضا المر والقنطوريون وورق النبق وقشور وأخثاء الْبَقر وقشور الصنوبر والمر والقنة وينفع من السعال الْعَتِيق والنفث المنتن المزمن.

حنين فِي الترياق الزَّعْفَرَان يُقَوي آلَات النَّفس ويسهل النَّفس جدا.)

تقاسيم الْعِلَل إِذا حدث تشنج فِي العضل الَّذِي يبسط الصَّدْر كَانَ إِدْخَال النَّفس مضعفاً فِي مرَّتَيْنِ وبالضد. لي هَذَا ضرب من سوء التنفس ينفع مِنْهُ المرخ لتِلْك العضل ومجاريها.

الكتاب: الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت


0 Response to "دَوَاء يسكّن الربو لَيْسَ لَهُ نَظِير 2 "

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel