بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

من لم يستنق بالنفث من أَصْحَاب ذَات الْجنب

 (من لم يستنق بالنفث من أَصْحَاب ذَات الْجنب) فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا جمع مُدَّة وَمن استنقى من المتقيحين إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا من يَوْم انفجرت مدَّته وَإِلَّا وَقع فِي السلّ لِأَن الْمدَّة تَأْكُل رئته إِن طَالَتْ الْمدَّة أَكثر من هَذِه.)

الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: تفقد مِقْدَار الوجع فِي الأضلاع فِي عظمه وقلته لِأَنَّهُ مَتى حدث وجع عَظِيم ناخس فِي الأضلاع فَأول مَا تعلم مِنْهُ أَنه لَا يُمكن أَن حدثت تِلْكَ الْعلَّة إِلَّا وَقد حدثت عَلَيْهِ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع والبيّن أَن الْعلَّة لَيست بِبَعِيد من الْخطر وَالثَّالِث أَنَّهَا تحْتَاج من العلامات إِلَى النفث الْقوي فَإِن كَانَ الوجع يبلغ التراقي احْتَاجَ إِلَى الفصد وَإِن كَانَ لَا يبلغ إِلَى مَا دون الشراسيف احْتَاجَ إِلَى الإسهال وَمَتى كَانَ الوجع الْحَادِث فِي الأضلاع يَسِيرا وَلم يكن مَعَ ذَلِك ناخساً وَلم يترق إِلَى الترقوة وَلَا انحدر إِلَى الشراسيف فقد يُمكن أَن تكون الْعلَّة فِي الْأَعْضَاء اللحمية الَّتِي فِي الأضلاع وَلذَلِك لَا خطر فِيهَا وَلَا تحْتَاج إِلَى علاج قوي عَظِيم.


وَمن السَّادِسَة: مَتى حدث بِصَاحِب ذَات الْجنب أَو ذَات الرئة بعد إمعان الْمَرَض اخْتِلَاف من غير سَبَب من طَعَام أَو غَيره أوجب ذَلِك فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن الكبد قد ضعفت فَلَا تجذب الكيلوس أَو الْمعدة أَيْضا لطول الْمَرَض فَأَما فِي أول الْأَمر فَإِن الِاخْتِلَاف قد ينفع وخاصة إِذا كَانَ بعد الْمَرَض وَمن كوى من المتقيحين فجرت مِنْهُ مُدَّة كَثِيرَة دفْعَة هلك قَالَ: المتقيحون ألف ألف هم الَّذين فِي فضاء صُدُورهمْ مُدَّة وَيحْتَاج مِنْهُم إِلَى الكي من كَانَ بِهِ مِنْهُم شَيْء كثير حَتَّى يوئس من نقائه بالنفث وَهَؤُلَاء يمسهم من ضيق النَّفس أَمر غليظ جدا فيضطرب من أجل ضيق النَّفس جدا إِلَى أَن يكووه أَصْحَاب الجشاء الحامض قل مَا تصيبهم ذَات الْجنب لِأَن الجشاء الحامض يكون فِي الَّذين أمزجتهم بلغمية وَذَات الْجنب ورم فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَهَذَا الغشاء لكثافته لَا يكَاد يقتل خلطاً بلغمياً إِلَّا فِي الندرة.

لي قد بَان من ذَلِك أَن أَصْحَاب المرار المستعدون لهَذِهِ الْعلَّة.
حدث عَن ذَات الْجنب ذَات الرئة فَهُوَ رَدِيء لِأَن ذَلِك يكون إِذا كَانَ الْخَلْط لذات الْجنب بِهِ من الْكَثْرَة مَا لَا يسع الفضاء الَّذِي بَين الصَّدْر والرئة حَتَّى أَنه يغوص ضَرُورَة فِي الرئة فقد يحدث عَن ذَات الْجنب ذَات الرئة وَلَا يحدث عَن ذَات الرئة ذَات الْجنب وَذَلِكَ أَن ذَات الرئة إِن كَانَت صعبة شَدِيدَة خنقت صَاحبهَا قبل أَن يُشَارك الصَّدْر الرئة فِي علتها وَإِن كَانَت يسيرَة الْخَلْط ضَعِيفَة تنقى صَاحبهَا بسعال يسير. 3 (السَّابِعَة)) 3 (من كوى من المتقيحين) فجرت مِنْهُ مُدَّة بَيْضَاء نقية فَإِنَّهُ يسلم وَإِن خرجت مُدَّة حمائية مُنْتِنَة هلك. قَالَ ج: ذَلِك لَازم فِي كل دبيلة لَا مَتى كَانَ فِي الصَّدْر وَحده لَكِن فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَأما هَا هُنَا فَإِنَّهُ يزِيد بالمتقيحين الَّذين فِي فضاء صُدُورهمْ قيح وهم الَّذين كَانَت جرت عَادَة الْأَوَائِل أَن يستعملوا الكي فيهم.
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "من لم يستنق بالنفث من أَصْحَاب ذَات الْجنب"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel