بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

من كتاب مَاء الشّعير

من كتاب مَاء الشّعير

خُذ ثَلَاثَة ذراريح فألق رؤسها وأجنحتها وَحل أجسادها فِي مَاء الْعَسَل وَأدْخل العليل الْحمام ثمَّ اسْقِهِ ذَلِك وليأكل خبْزًا بذلك.

روفس فِي وجع المفاصل قَالَ: لَا شَيْء أَنْفَع المستسقين من الْحمام الْيَابِس لِأَنَّهُ يفرغ مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة وَلَا يسخن قلبه وَلَا يُضعفهُ بل يقويه لِأَن الْهَوَاء الْبَارِد فِي تِلْكَ الْحَال يحتبس فِي الْقلب.

أنطيلس قَالَ: أقِم العليل قيَاما مستوياً وَأمر الخدم بِالْقيامِ خَلفه أَن يغمروا أضلاعه ويعصروها بِأَيْدِيهِم وتأمر الخدم أَن يدْفع المَاء إِلَى أَسْفَل (ألف ب) السُّرَّة فَإِن لم يقدر العليل على الْقيام فأجلسه على الْكُرْسِيّ فَإِن لم يقدر على ذَلِك فَلَا تعالجه بالبزل لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بالبزل من كَانَت قوته جَيِّدَة. قَالَ: فَإِن كَانَ الاسْتِسْقَاء عَن الأمعاء حدث فَيجب أَن ينزل أَسْفَل السُّرَّة قدر ثَلَاث أَصَابِع منضمة ثمَّ شقّ وَإِن كَانَ الاسْتِسْقَاء عَن الكبد فَاجْعَلْ الشق فِي الْجَانِب الْأَيْسَر من السُّرَّة وَإِن كَانَ عَن الطحال فيمنه شقّ المراق ثمَّ اسخ المراق عَن الصفاق قَلِيلا إِلَى أَسْفَل من مَوضِع شقّ المراق ثمَّ اثقب المراق وارفق أَلا تشق الصفاق ثمَّ اسلخ المراق ثقباً صَغِيرا ليَكُون ثقب المراق إِلَى أَسْفَل من ثقب الصفاق لِأَنَّهُ بِهَذِهِ الْحَالة مَتى أخرجت الأنبوب احْتبسَ المَاء لِأَن المراق يضم إِلَى الصفاق لِأَن الشقين ليسَا مُتَقَابلين ثمَّ أَدخل فِيهِ أنبوبة نُحَاس فَإِنَّهُ يخرج المَاء مِنْهُ وَليكن بِقدر فَإِنَّهُ مخوف فَإِذا فرغت فلينم مُسْتَلْقِيا وَيُدبر تدبيراً يسْتَردّ قوته قَالَ: وَمَا دَامَ المَاء يخرج فتفقد أَنْت النبض لِئَلَّا يضعف فَإِذا ضعف قَلِيلا فاحتبس المَاء.
بولس: رُبمَا أخرجنَا المَاء مرّة وَاحِدَة واثنتين بِقدر مَا يُخَفف العليل قَلِيلا ثمَّ اسْتعْمل فِي الْبَاقِي الْأَدْوِيَة المسهلة للْمَاء وللزقى الاندفان فِي الرمل والتعطيش والأغذية المجففة وَرُبمَا كوينا على الْمعدة والكبد وَالطحَال وأسفل السُّرَّة بمكاو دقاق.

من جَوَامِع حنين فِي الاسْتِسْقَاء قَالَ شَرّ أَصْنَاف الاسْتِسْقَاء اللحمى لِأَنَّهُ قد فسد فِيهِ مزاج الكبد ومزاج الْعُرُوق وَاللَّحم كُله حَتَّى صَار نوعا غَرِيبا لَا يَسْتَحِيل فِي الهضم
الثَّالِث. قَالَ: وَإِذا طَالَتْ الْحمى حدث الاسْتِسْقَاء على الْأَكْثَر. لى الَّذِي رَأَيْنَاهُ بالتجربة أَن اللحمى أسهلها برءاً.
حنين: إِذا حدث فِي الْمعدة والكبد سوء مزاج رطب بَارِد فِي الْغَايَة أحدث الاسْتِسْقَاء اللحمى لفجاجة مَا يرد على الكبد من الكيلوس وبرده.)
قَالَ: وَالِاسْتِسْقَاء مَعَ الْحمى ردىء قَاتل قَالَ: وَمن شرب الشاهترج مَعَ السكنجبين نَافِع لمن بِهِ حرارة وسدد فِي الكبد.
3 - (من كتاب القوابل)
قَالَ: الْجَنِين يَبُول من سرته وَإِن أَنْت لم تقطع سرته لم يبل إِلَّا من سرته أبدا أَو تقطع سرته. لى فِي هَذَا صِحَة مَا تطلبه. قَالَ: الخربق الْأَبْيَض إِن احْتمل شياقة أحدر ماءاً كثيرا.
ابْن سرابيون: يحدث ضرب من فَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء عَن ورم صلب يحدث فِي الكلى وَقد كتبناه وعلاجه فِي بَاب الكلى قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حمى فَعَلَيْك بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والكرفس والقاقلى مَعَ الْملك المغسول والراوند والزعفران والهليلج الْأَصْفَر وأنقع من هَذِه الهندباء المر وَلَا تضمد أَيْضا بضماد حَار وَلَا تسْتَعْمل معجوناً وَلَا دواءاً حاراً فَإِنَّهُ يزِيد فِي الْعَطش ويسخن الأحشاء فيزيد ورمها فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث بعقب مرض من الْأَمْرَاض الحارة فَإِنَّهُ لَا يُمكن أَن يحدث إِلَّا الفلغموني فِي الكبد وبرؤه صَعب لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن لَا يسخن وَلَا يبرد فَعَلَيْك بالاعتدال فِي ذَلِك وَمَا تقدر أَنه الْأَغْلَب.
قَالَ: الاسْتِسْقَاء جِنْسَانِ أولان أَحدهمَا يحدث عِنْد مَا يجْتَمع فِي الْبدن كُله دم كثير (ألف ب) ثقيل. قَالَ: والكبد تبرد إِمَّا لورم صلب يحدث فِيهَا أَو لفساد مزاج يحدث فِيهَا بَغْتَة لشرب مَاء بَارِد فِي غير وقته أَو بمشاركة عُضْو آخر أَو لاستفراغ مفرط وَقد يحدث إِذا طَالَتْ الحميات وبعقب أمراض الحادة. قَالَ: إِذا أزمنت الأوجاع على السُّرَّة وحولها وفقار الصلب وَلم ينْتَفع بالمسهلة وَلَا بِسَائِر الاستفرغات آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَالِاسْتِسْقَاء الْحَادِث عَن ورم الكبد يلْحقهُ سعال وهزال الْبدن وجفاف البرَاز فَإِن حدث مَعَه نفث فالعليل ميت لِأَن الرئة حِينَئِذٍ قد امتلئت ماءاً وهم يموتون سَرِيعا وَهَذَا النفث مائي. قَالَ: إِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء ورماً فَاجْعَلْ أَمرك كُله تَحْلِيل ذَلِك الورم بالأضمدة والأدوية وَإِن لم يكن ورم يُعْطي عَلامَة فافصد التجفيف وَفِي الزقى إِن لم يتهيأ شرب الدَّوَاء اسْتعْمل البزل قَلِيلا قَلِيلا وَأما اللحمى فَإِن حدث بَغْتَة فافصد وخاصة إِن كَانَ حُدُوثه عَن احتباس الطمث أَو البواسير أوسبب امتلائي ثمَّ اسْتعْمل فيهم الرياضة وتجفيف الْغذَاء وَسَائِر الاستفراغات. وَأمر أَصْحَاب اللحمى بِالْمَشْيِ فِي مَوضِع تُرَاب أَو رمل لين وَيكون مَعَهم خَادِم يمسح سؤوقهم باستدارة ويدلك العليل نَفسه ودرجة إِلَى ذَلِك قَلِيلا لِئَلَّا يحم فَإِنَّهُ بذلك تبرز عَنْهُم رُطُوبَة كَثِيرَة وينهضم الْبَاقِي وَبعد)
الرياضة ادفنهم فِي الرمل وعرقهم فِي الشَّمْس لِأَن شُعَاع الشَّمْس يسخنهم بِالسَّوِيَّةِ ويجففهم إِلَى القعر وغط رُؤْسهمْ واكشف سَائِر أبدانهم للشمس فَإِن هَذَا علاج قوي نشف الرطوبات وَاحْذَرْ الْحمام فَإِن شَأْنه أَن يرطب ويرهل الْبدن واغسلهم من التُّرَاب بِالْمَاءِ المالح. قَالَ:
والحمات تحل الاسْتِسْقَاء وَلَو كَانَ قد تمّ وَبلغ والبورقية والشبية خَيرهَا واغذهم بِخبْز قد جعل فِيهِ بزور كالرازيانج وبزر كرفس ونانخة وَليكن قَلِيلا ويأكلونه مَعَ مَاء حمص ويأكلون المدرة للبول: الهليون والسلق والقلفوط ويأكلون لُحُوم الظباء وَلحم الماعز شواء.
قَالَ: وليكثر من التوابل خَاصَّة فِي الْخبز والأدام للاستسقاء الطبلى ويحذر الْبُقُول والحبوب وَأما الشَّرَاب فَلَا يقربونه إِلَّا فِي الندرة من الْعَتِيق جدا فَإِن هَذَا يدر الْبَوْل ويسخن وَالصَّبْر على
الكتاب: الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م عدد الأجزاء: 7
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

0 Response to "من كتاب مَاء الشّعير"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel